الأربعاء، 16 مارس 2016

الـقـلـــب يــبـــكـــي الـــشـــام



الـقـلـــب يــبـــكـــي الـــشـــام

 نزار عابدين


كـم ذا يُـلـِحُّ الذي قـد أبعَــدت مِـحـَــنُ


الأهـلُ والـدارُ والأحـبــابُ والـوطــنُ


فالقـلب يـبكي، ودمع العـين جـمرتُهـا


والروح سَـربـلهـا حـزنٌ كمـا الكـفـنُ


منـذا يُـعـيـد عـطـور الشـام تـنعـشـني


فالياسـمـين بأرض الشـام قد ســجنـوا


أخفيت حزني فـفاض الدمع يفـضحني


مـا سُـرّت العـيـن بـالـدنـيـا ولا الأذنُ


الشـام أهـلي وذكـر الشــام يـوجـعـني


والروح فـيهــا، ويـنأى مُـجـبـراً بـدنُ


في كل شِــبـرٍ بـأرض الـشــام أفـئـدة


تـبكي رجـالاً بأرض العـزّ ما وهـنـوا


يُـطـوِّف الـقـلب في أنحـائهــا فـزِعــاً

في كـل بـيـتٍ دمـــوعٌ أو بـه شــجـنُ


يـمـرُّ قـلبي عـلى حـمـصٍ فـيـنـدبـهــا


أيـن الرجـالُ وأين العـطـرُ يُحـتـضـنُ؟


وفي حـمـاة الحـمى يُـلـقي مـراســيـَـه


قـلبي، وفـيهـا يـنادي الدمـعـَـة الزمـنُ


أوّاه يـا نـهــرَهــا الدفـّــاق يـا طـرِبــاً 


فيك الخَـضار وفيـك الباسـم الحـســنُ


يقـودني الدمع نحـو المـجـد في حلـبٍ


فـلا أراهــــا، أذي داري أم الـيــمـــنُ؟


كـم أنـشــد الـمـتـنـبي فـيــك مـن دُرَرٍ


يشـدو بها الدهـر أو تجري بها السـفنُ


درعـا وروّى نـجـيـعُ العـزّ تـربَـتـهــا


ممّـن فـدوا شـعـبهـم والـدار لم يهـنـوا


حتى المعـرّي، ولم يـسـلم بـمحـبـِسـه،


يـبـكي، ودمـعُ المـعـري مـا لـه ثـمـنُ


شــآم أنـت الهــوى إذ نـحـن في ألــقٍ


حـتى غـزوك، وهـم ديــّـانُـهــم وثــنُ


جاؤوا بقـبح، وفيض العهـر قد نشروا


بعـض الزنادق يـكشـف سـرَّهم عـلـنُ


في الشام قلبي ودربي سوف يوصلني

لا يُـوصل الصبَّ إلا المركب الخشـنُ


طــه يُـعـلـِّـم والأجـــداد قــد شـــهـدوا

النصر صعـب، بذا قـد جاءت السُـنـنُ


لكنـنـا لـم نـخـفْ يـومــاً فـظـائـعَـهـــم

يا شـام أنت الهـوى والعشـق والسـكنُ

لا يـحـكــم الشـــامَ إلا ســـيّــد بــطــلٌ


والشـام تـأبى عُـلوجـاً قـادهـا الرســنُ

يا أرضَ أهـلي جنان أنـت يحـرســهـا


ربي، وجاؤوا عـلوجـاً ريحُـهـا نـتـَـنُ


يا أرض أهـلي وأنـت الطهـرُ أجـمعُـه


عـطرٌ شذاك، وهـم في أوجـِهـم دِمَــنُ


مـنــذا يـعـيــد بـهــاءاً كان يـغـمُـرهــا


ولـيخـْســأ الـلـصُّ والأرذال والـفـتــنُ


بقلم : نزار عابدين


تم النشر في: 16 Mar 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق