موقع المسلم
شاطئ السمرا الذي حرره الثوار السوريون كان للوصول إليه من بعد معارك ضارية مذاق آخر يختلف عن كل مذاق نصر أحرزه الأحرار في سوريا من قبل، على ضراوتها وبسالة مقاتليها؛ فأن يرى الزارعون بشائر النصر على شاطئ البحر المتوسط، حيث ثغور الإسلام التاريخية العريقة، وأن يؤمنوا تلك المنطقة الوعرة والشاهقة والمطلة على مساحة واسعة؛ فهذا إنجاز حقيقي يحسب للثائرين على النظام الطائفي الفاشي المدعوم من إيران وروسيا والصين و"إسرائيل" ومن الغرب أيضاً..
جاءت الصفعة الأولى للنظام الدموي حينما تمكن الأحرار من تحرير آخر معبر حدودي بين سوريا وتركيا، محققين بذلك تخليصاً للحدود من الوجود الاستبدادي للنظام غير الشرعي في دمشق، ليتحقق قدر من الأمان في التنقل ما بين تركيا وسوريا من قبل المقاتلين واللاجئين، وتوالت الصفعات مع مقتل شخصيات بارزة في عائلة الأسد، أبرزها هلال ابن عم بشار، والسيطرة على قمة الـ45 الاستراتيجية ونبع المر ومدينة كسب إلى الوصول إلى شاطئ قرية السّمرا، والتي ينعش تحريرها الآمال بإمكانية إيصال مساعدات وعتاد إلى الداخل السوري عبرها، وانتهاءً منطقة النبعين.
هذه السطور تكتب، والمعارك مستعرة، وغضب النظام شديد وإصراره على استعادة سيطرته على تلك المناطق الاستراتيجية، وما زال الثوار الأحرار صامدون..
وما يكشف عن هذا الغضب هو ذاك الحشد العسكري المتدفق إلى هناك من قبل جيش بشار، والمبادرة إلى حصار مدينة كسب بسرعة وإلقاء كثير من نخبة القوات إلى مهلكة المعركة التي يخوضونها، وما يظهره أكثر، مسارعة النظام في دمشق إلى تحميل تركيا مسؤولية هذه الانتصارات، وإدانتها لما دعته بالتدخل التركي في الشؤون الداخلية السورية.
وإذا كان هذا متفهم من هذا النظام؛ فإن تورط روسيا في إدانة ذلك أيضاً يجسد قلق أكثر من نظام أوروبي وغربي من هذا الانتصار المفاجئ؛ فمع الإدانة الروسية، استقبل بشار وفداً برلمانياً أرمينيا نقل له رسالة تضامنية من رئيس أرمينيا أشاد فيها بإجرام بشار حيال شعبه (بغير هذه الألفاظ بالطبع) وعبر فيها باسمه وباسم الشعب الأرميني عن إدانته للهجمات "الإرهابية المدعومة من تركيا" على مدينة كسب بريف اللاذقية!
فرئيس أرمينيا "المسيحي" يرى في نفسه مسؤولاً على الأرمن المقيمين في "كسب" مثلما يرى الأرمن في لبنان أنفسهم معنيين بحقوق الأرمن التي لم ينتهكها الثوار في شمال غرب سوري؛ فقد انبرى أحد مسؤولين بلبنان هو رافي مادايان قد بادر إلى الإشارة إلى أن "مدينة كسب السورية تتعرّض لتهجير جديد على يد الجيش التركي، فهناك 640 عائلة أرمنية تهجّر من المدينة في ظل إحتلال تركي لها"، زاعماً أن لتركيا نية في تهجير الأرمن على الرغم من أن من يقصفهم ليس إلا جيش بشار..
واشنطن بدورها أعربت عن قلقها العميق، حيث إن أرواح الأرمن التي لم تزهق أهم لدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أرواح مئات الآلاف من مسلمي سوريا، التي أزهقت وتزهق بدم بارد.. (ربما لا يرى معظم حكام الدول الإسلامية أنفسهم معنيين بحقوق المسلمين حول العالم لكن الجميع قد هب لكسر شوكة الثوار بسوريا رغم تأكيدهم على أمان الأرمن في كسب وغيرها)!
العالم "المسيحي" يبدو قلقاً إذن من هذه الانتصارات، ومعه بكل تأكيد الصهاينة والنصيريون والشيعة في إيران، وكلها تعزف على وتر واحد، وهو ضرورة لجم قوى المقاومة والتحرير السورية، ومنعها من الوصول إلى شاطئ المتوسط بهذا الاقتراب من أوروبا للمرة الأولى منذ ما يقرب من مائة عام! لذا؛ فالمتوقع ألا يترك الأمر هكذا طويلاً دون تفجير الجبهة أكثر في محاولة ليست محلية بالضرورة؛ فالمتضررون كثيرون من هذا الطموح الكبير للثوار الذين يقتربون من القرداحة معقل نظام بشار الطائفي، ويتطلعون إلى تعزيز تواجدهم أكثر لكسح منطقة أخرى في اللاذقية وما حولها على الساحل السوري في المعركة العظيمة المعروفة باسم "معركة الأنفال"..
شاطئ السمرا الذي حرره الثوار السوريون كان للوصول إليه من بعد معارك ضارية مذاق آخر يختلف عن كل مذاق نصر أحرزه الأحرار في سوريا من قبل، على ضراوتها وبسالة مقاتليها؛ فأن يرى الزارعون بشائر النصر على شاطئ البحر المتوسط، حيث ثغور الإسلام التاريخية العريقة، وأن يؤمنوا تلك المنطقة الوعرة والشاهقة والمطلة على مساحة واسعة؛ فهذا إنجاز حقيقي يحسب للثائرين على النظام الطائفي الفاشي المدعوم من إيران وروسيا والصين و"إسرائيل" ومن الغرب أيضاً..
جاءت الصفعة الأولى للنظام الدموي حينما تمكن الأحرار من تحرير آخر معبر حدودي بين سوريا وتركيا، محققين بذلك تخليصاً للحدود من الوجود الاستبدادي للنظام غير الشرعي في دمشق، ليتحقق قدر من الأمان في التنقل ما بين تركيا وسوريا من قبل المقاتلين واللاجئين، وتوالت الصفعات مع مقتل شخصيات بارزة في عائلة الأسد، أبرزها هلال ابن عم بشار، والسيطرة على قمة الـ45 الاستراتيجية ونبع المر ومدينة كسب إلى الوصول إلى شاطئ قرية السّمرا، والتي ينعش تحريرها الآمال بإمكانية إيصال مساعدات وعتاد إلى الداخل السوري عبرها، وانتهاءً منطقة النبعين.
هذه السطور تكتب، والمعارك مستعرة، وغضب النظام شديد وإصراره على استعادة سيطرته على تلك المناطق الاستراتيجية، وما زال الثوار الأحرار صامدون..
وما يكشف عن هذا الغضب هو ذاك الحشد العسكري المتدفق إلى هناك من قبل جيش بشار، والمبادرة إلى حصار مدينة كسب بسرعة وإلقاء كثير من نخبة القوات إلى مهلكة المعركة التي يخوضونها، وما يظهره أكثر، مسارعة النظام في دمشق إلى تحميل تركيا مسؤولية هذه الانتصارات، وإدانتها لما دعته بالتدخل التركي في الشؤون الداخلية السورية.
وإذا كان هذا متفهم من هذا النظام؛ فإن تورط روسيا في إدانة ذلك أيضاً يجسد قلق أكثر من نظام أوروبي وغربي من هذا الانتصار المفاجئ؛ فمع الإدانة الروسية، استقبل بشار وفداً برلمانياً أرمينيا نقل له رسالة تضامنية من رئيس أرمينيا أشاد فيها بإجرام بشار حيال شعبه (بغير هذه الألفاظ بالطبع) وعبر فيها باسمه وباسم الشعب الأرميني عن إدانته للهجمات "الإرهابية المدعومة من تركيا" على مدينة كسب بريف اللاذقية!
فرئيس أرمينيا "المسيحي" يرى في نفسه مسؤولاً على الأرمن المقيمين في "كسب" مثلما يرى الأرمن في لبنان أنفسهم معنيين بحقوق الأرمن التي لم ينتهكها الثوار في شمال غرب سوري؛ فقد انبرى أحد مسؤولين بلبنان هو رافي مادايان قد بادر إلى الإشارة إلى أن "مدينة كسب السورية تتعرّض لتهجير جديد على يد الجيش التركي، فهناك 640 عائلة أرمنية تهجّر من المدينة في ظل إحتلال تركي لها"، زاعماً أن لتركيا نية في تهجير الأرمن على الرغم من أن من يقصفهم ليس إلا جيش بشار..
واشنطن بدورها أعربت عن قلقها العميق، حيث إن أرواح الأرمن التي لم تزهق أهم لدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من أرواح مئات الآلاف من مسلمي سوريا، التي أزهقت وتزهق بدم بارد.. (ربما لا يرى معظم حكام الدول الإسلامية أنفسهم معنيين بحقوق المسلمين حول العالم لكن الجميع قد هب لكسر شوكة الثوار بسوريا رغم تأكيدهم على أمان الأرمن في كسب وغيرها)!
العالم "المسيحي" يبدو قلقاً إذن من هذه الانتصارات، ومعه بكل تأكيد الصهاينة والنصيريون والشيعة في إيران، وكلها تعزف على وتر واحد، وهو ضرورة لجم قوى المقاومة والتحرير السورية، ومنعها من الوصول إلى شاطئ المتوسط بهذا الاقتراب من أوروبا للمرة الأولى منذ ما يقرب من مائة عام! لذا؛ فالمتوقع ألا يترك الأمر هكذا طويلاً دون تفجير الجبهة أكثر في محاولة ليست محلية بالضرورة؛ فالمتضررون كثيرون من هذا الطموح الكبير للثوار الذين يقتربون من القرداحة معقل نظام بشار الطائفي، ويتطلعون إلى تعزيز تواجدهم أكثر لكسح منطقة أخرى في اللاذقية وما حولها على الساحل السوري في المعركة العظيمة المعروفة باسم "معركة الأنفال"..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق