الخميس، 20 مارس 2014

يا باخلاً بالوصل


سعيد أحمد البوسعيدي*
(ولد في القرن الثاني عشر الهجري)

يا باخلاً بالوصل

يـا مَنْ هـواه أعزّه وأذلّنـــــــــــــــي 

كـيف السبـيلُ إلى وصـالِكَ؟ دُلّنــــــــــي 
وتـركتـنـي حـيرانَ صـبّاً هـــــــــــائمًا 

أرعى النجـوم وأنـت فـي نـومٍ هـنـــــــي 
عـاهدتـنـي أن لا تـمـيلَ عـن الهــــــوى 

وحـلفتَ لـي يـا غصنُ أن لا تـنثنــــــــي 
هـبَّ النسـيـم ومـال غصنٌ مــــــــــــثلُه 

أيـن الزمـانُ؟ وأيـن مـا عـاهدتـنـــــي؟
جـاد الزمـان وأنـتَ مـا واصلـتـنـــــــي 

يـا بـاخلاً بـالـوصل أنـتَ قتلـتـنــــــي 
واصلـتَنـي حتى مـلكتَ حُشـاشـتـــــــــــي 

ورجَعتَ مـن بعـد الـوصـال هجـرتـنـــــــي 
فلأقعـدنَّ عـلى الطريـق فأشـتكــــــــــي 

فـي زيِّ مظلـومٍ وأنـت ظلـمتَنــــــــــــي 
ولأشكـيـنَّكَ عـند سلطـان الهـــــــــــوى 

لِيُعذبنَّك مـثلَ مـا عذَّبتـنـــــــــــــــي 
ولأدعـوَنَّ عـلـيك فـي جُنْح الــــــــــدجى 

فعسـاك تُبـلى مـثل مـا أبـلـيـتـنــــــي 


لهفي
لهفـي عـلى عـــــــــــــــــــــيشٍ مضى 

مـا ذقتُ أحـلى مـنه شــــــــــــــــــيْ 
لـمَّا ذكرتُ عهــــــــــــــــــــــــودَه 

جـرتِ الـدّمـوع وقـلــــــــــــــــت: أي 


مصابٌ جللٌ
في رثاء ولده حمد بن سعيد

وافى حِمـامُكَ يـا حـبـيبـي بــــــــالعجَلْ 

نـارٌ تلهَّبُ فـي ضمـيري تشـتعــــــــــــلْ 
يـا مـن له شـرفٌ وفضلٌ فـي الـــــــــورى 

أمسـى وحـيـــــــــــدًا مفردًا دون الأهل 
اللّه أكبر مـن مـصـابٍ عـمَّنـــــــــــــا 

هـمّاً وغمّاً لا يبـيـــــــــــــدُ ولا يُفَل 


حَمَدٌ
في رثاء ولده

قـد كـنـتُ يـا حَمَدٌ بعزِّكَ سـاكــــــــــنًا 

بـيـتًا رفـيعَ السّمْكِ مـا أعـــــــــــلاهُ 
فغدوتُ لـمـا متَّ حتى الأرضُ مــــــــــــن 

تحتـي تصـيحُ عـلـــــــــــــــيَّ وا ذّلاه 
يـا بنَ الإمـام تـركتَنـي مـثلَ الــــــذي 

ضـاعت سفـيـنـته بخبٍّ جــــــــــــــــاه 
لا بَرَّ يلفـيـه ولا جـبــــــــــــــلٌ له 

بـمسَلِّمٍ والـمـوجُ قـد يغشــــــــــــــاه 
اللّه أكبر مـن عـظيـم مـصــــــــــــيبةٍ 

نزلَتْ عـلى «حــــــــــــــمدٍ» ونحن نراه 


*سيرة الشاعر:
سعيد بن أحمد بن سعيد البوسعيدي.
ولد في ولاية صحار (سلطنة عمان)، في القرن الثاني عشر الهجري وتوفي في ولاية الرستاق.
عاش في سلطنة عمان.
درس في الكتاتيب ببلده.
كان ينتمي إلى سادات البوسعيد، وانتخب إمامًا بعد موت أبيه الإمام أحمد بن سعيد (1783م)، وكان شجاعًا مقدامًا، وبنى حصن المنصور (1805م)، ثم اعتزل
الحياة العامة، وتنازل عن المملكة لولده السيد حمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق