الثلاثاء، 25 مارس 2014

حق الليلة الأولي


بسم الله الرحمن الرحيم
( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) 
صدق الله العظيم






حق الليلة الأولى

بقلم/ آيات عرابي

في أوربا في العصور الوسطى كان من حق النبيل الاقطاعي ان يفرض ما يسمى بحق الليلة الأولى على الفتيات في الأرض التي كان يعتبر مالكاً لها بما عليها بحسب قوانينهم, بمعنى أنه كان من حق النبيل الإقطاعي مالك الأرض أن يعاشر الزوجة في ليلة الزفاف قبل زوجها أو حتى أن يعاشر الفتاة غير المتزوجة فالأرض ملكه وما عليها من بشر ودواب ومباني ومزروعات ملكه, هي نفس الطريقة التي يتصرف بها الإنقلاب مع المصريين, كلنا يعرف أنه بعد تأديب الشرطة في يناير 2011 خلعوا ملابسهم وذابوا وسط الناس خوفاً من العقاب, حكى لي الكثيرون أن البعض كانوا يداهمون منازل ضباط الشرطة وتحديداً ضباط أمن الدولة وكان جيرانهم يسارعون لإنقاذهم, كرروا كثيراً أنهم تعلموا الدرس وأن النظام كان يستخدمهم للأمن السياسي وأنهم دون رغبتهم كانوا يتصادمون مع المجتمع وأنهم تعلموا الدرس, ولكن يبدو من كل ما نراه انهم لم يتعلموا أي دروس
انقلاب يوليو 52 وضع نظاماً ما يزال مستقراً حتى الآن وهو أن الجنرال يتمتع بكل الامتيازات وينعم على بعض من يتوسم فيهم الولاء ببعض المناصب في الشرطة التي تقتصر مهمتها بالكامل على حماية النظام, الشرطة في مصر منعدمة الكفاءة فيما يتعلق بأمن المواطن لا يجيدون سوى اطلاق الرصاص على المصريين, ويخدمون طبقة من الجنرالات ذوي الأصول المنعدمة مجتمعياً الذين عاشوا طفولة قاسية وطحن الفقر والجوع عظامهم فاصبحوا أكثر نهماً لجمع الأموال ولو من دماء الشعب
الامتيازات تذهب أولاً لطبقة ضباط الجيش ثم يليهم في توزيع الغنائم, الطبقة الأدنى من العصابة وهم ضباط الشرطة ثم مرتزقة القضاء بل قد يقدمون على مشاريع مشتركة مثل مزارع المخدرات في سيناء والتي نشرت احدى الصحف الأمريكية تفاصيلها منذ عدة شهور.

ولذلك فليس من المستغرب ما ترتكبه قوات أمن الانقلاب من ترويع للآمنين وقتل وسحل وتدمير للمنازل في سيناء واعتقالات وسرقة المتعلقات الشخصية والاموال واغتصاب للفتيات داخل السجون وانتهاك عرضهن, هم يرون ببساطة أن المصريين ملكية ورثوها وأن الشعب من طبقة أدنى منهم وربما كان ذلك لتعويض نقص مجتمعي يلح عليهم في ذاكرتهم القريبة
 ونذكر جميعاً مدير أمن البحيرة الذي برأه قضاء حلاوة وهو يتكلم عن أنهم أسياد المصريين, هم يرون مصر وأرضها وما عليها من مبانِ وبشر ومركبات وأموال حق مكتسب لهم, الجيش ليست وظيفته الآن الحرب ففي عقيدة جنرالات كامب ديفيد الجيش يحمي أمن اسرائيل كما قال وكيل المخابرات العامة الاسبق ومهمة الضباط قاصرة على القيام ببعض تدريبات استعراضية داخل الوحدات العسكرية لا يمكن أن تجعل هذا الجيش يرقى إلى مستوى يؤهله للانتصار في حرب على قوات غفر السواحل في هاييتي, الجيش بعد مقتل القادة الكبار في حادث الطائرة الهليكوبتر المشبوه الذي قتل فيه الفريق أحمد بدوي,أصبحت مهمته بالكامل هي الحصول على عمولات السلاح وجني المكاسب من المكرونة والدور العسكرية المختلفة وصناعة المخللات وأواني الطهي, وهو بقياداته الحالية جيش لا يحمي سوى الامبراطورية الاقتصادية التي يتحكم فيها, فوزير دفاع الانقلاب لا يستطيع ان يفرط في راتب شهري قدره 4 ملايين جنيه وحسابات متورمة في مختلف البنوك ولو أحرق مصر كلها.

بعد الانقلاب انكشف الغطاء بالكامل عن حقيقة قيادات الجيش وطموحهم الاقتصادي وانهم رجال اعمال فاشلين في ثياب عسكرية, لا يعرفون من العسكرية سوى زي عسكري يرتدونه ورتب يحتفظون بها وما يحدث من انتهاكات الآن ضد المصريين يعني أن قوات الاحتلال الفاجر التابعة للمتعوس كلب الدماء الذي لم يشبع على ما يبدو من دماء المصريين, لم يتبق لديها سوى أن تفرض على المصريين حق الليلة الأولى والمصيبة أننا سنجد المنافقين الحبلى بنجمه يبررون وسنجد أشباه الرجال الذين تشعر نساؤهم بالحنان يصفقون ويهنئون الشعب المصري على اتخاذ هذه الخطوة التاريخية وسنجد العينات الشبه بشرية أمثال علي كفتة والأحول سعد الضلالي يفتون بأن هذا حلال حلال حلال وسنجد برشاميوس وتواضروس يرحبان بهذا التطور التاريخي ويطالبان بالنص على حق الليلة الأولى في الدستور وأراجوز البيادة محمد صبحي الذي كان على حد وصف البعض ( بيتنطط قدام المخلوع لما كان بيقابل الفنانين عشان ياخد منه حتة أرض ) يرحب ويقول أنه سبق واقترح هذا في مسلسل ونيس, وسنجد محمد حسان يدخل العناية المركزة من جديد ومصطفى بكري يصرح أن أوباما مرعوب من قانون حق الليلة الاولى, ومعظم الإعلاميين يصفقون لهذا الإنجاز التاريخي, ولذلك يجب على المصريين جميعاً ألا يتوقفوا عن مقاومة هذا الاحتلال الفاجر.

هؤلاء قطاع طرق نبتت لهم دولة, ومقاومة هذا الاحتلال تكون بالنزول للشوارع بل يجب ملء الشوارع أكثر حتى مما يحدث الآن حتى انهيار هذا الانقلاب العسكري وتعليق رأس كلب الدماء عميل اسرائيل على أعلى عامود نور في ميدان رابعة وشنق عصابة ال 19 بالمجلس العسكري وتطهير مصر بالكامل ( قضاء وجيش وشرطة ) وجميع المؤسسات من كل الخونة والسفاحين الذين آراقوا دماء المصريين وانتهكوا اعراضهم, ولا يجب أن يستهين أحد بالمظاهرات, فالمظاهرات فعلت الكثير حتى الآن وقد تكون أحد أسباب إصدار الحكم الفاجر بالأمس على 529 من ثوار المنيا, هؤلاء الصعاليك الذين دبروا للانقلاب يظنون بعقولهم التافهة أنهم قادرين على سرقة مصر لمجرد أنهم يمسكون ببعض البنادق وأنهم يخلعون ملابسهم بكفاءة أمام أسيادهم في واشنطن وتل أبيب ولكني على يقين أن المجلس العسكري سيخلع ملابسه ليرتدي البدلة الحمراء قبل أن تكسر عظام رقابهم على المشنقة ان شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق