الاستثمار في "تفاهمات خليجية" أفضل من المراهنة على عسكر "الكفتة"
د. سلطان الجميري
بعد سحب السفراء الثلاثة من قطر، هناك سؤال مهم: من الرابح والخاسر من هذه الخطوة؟ الحقيقة أن أي خلاف بين دولتين شقيقتين ستخسران معاً دون رابح.
ويبقى فقط تحديد أيهما يخسر أكثر! وأي نتيجة ظاهرها إيجابي في الوقت الحالي، فإن نتائج هذا الخلاف يأخذ وقت ليوقن الطرفان أنهما خسرا معاً.
كل الذين ظنوا أنهم ربحوا حينما ساهموا في التخلص من عراق صدام، احتاجوا فقط أقل من 10 سنوات، ليعرفوا حجم النتيجة الكارثية التي ساهموا فيها.
الأخ الكبير في البيت لا يمكنه إجبار بقية إخوانه أن يقلدوه في الخطأ بحجة حماية البيت من الأعداء، لأن هناك من يرى أن استمرار الخطأ يزيد الخصوم.
الشعوب الخليجية تتمنى المصالحة، وأعتقد أن كثيرا من الساسة في البلدين يدرك خطورة أي تصعيد مستقبلي في هذا الخلاف، لأن الخسائر ستكون سريعة وكبيرة.
بعض ما تنشره وسائل الإعلام عن عقوبات أخرى تجاه قطر من إغلاق للحدود، وتوريطها في ملف دعم الإرهاب، مع عزلها عربيا..لن يحل المشكلة ويزيل الصداع.
تلقت قطر اتصالين من تركيا وإيران بعد سحب السفراء، وهذا يعني أن هناك استعدادا لتكتلات جديدة وحلفاء إذا دخلوا في الشؤون الخليجية فلن يخرجوا للأبد.
قطر لديها آلة إعلامية مهولة "الجزيرة"، وقد جاملت دول الخليج في تجاهل ما يحدث في البحرين، ومجرد تسليط الضوء على ما يحدث هناك سيفتح أبواب جهنم على الجميع.
هناك مشكلة في أي عملية مصالحة مشروطة بما يحدث في مصر، لأنه كما يبدو لا توجد نية لقطر للتراجع عن دعم الشعب المصري ضد الانقلاب.
حتى الآن، يبدو أنه لن يحدث تصعيد أكثير من سحب السفراء، وعمليا لا تعني الكثير. وإذا لم تحدث مصالحة فكبروا على الخليج.
الانقلاب في مصر فشل ولا يمكنه تحقيق الكثير وسيحتاج إلى معجزة ليستقر، لذلك الاستثمار في وحدة الخليج أفضل من المراهنة على عسكر "الكفتة".
نحن ربما نستطيع العيش الآن في دوامة الأخطاء لأن نتائجها ليست آنية، لكننا بحق نكون قد أجرمنا في الأجيال القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق