نكتفي بهذا القدر لإفريقيا الوسطى!
موقع المسلم
يبدو أن سامرنا قد انفض، ولم يعد ثمة متسع من الوقت لدى كثيرين لتتبع أحوال المسلمين في إفريقيا الوسطى؛ ففي غياب استراتيجية إسلامية متكاملة نظل نقفز من مأساة إلى أخرى، ومن ملهاة عن الأولى للثانية، ومن ثالثة عن الثانية. لكن ليس هذا هو حال أعدائنا؛ فهم يتوقعون منا ردة الفعل النمطية، التي لا تتجاوز قول قائلنا "أوسعتهم شتماً وساروا بالإبل!".
ها هو الإعلان يصدر قبل أيام قليلة، من الأمم المتحدة ذاتها، حيث قالت منسقة شؤون الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري آموس: إن "عدد المسلمين الباقين في بانجي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، بعد حملة عنف شنتها ميليشيات مسيحية انخفض إلى أقل من ألف شخص من بين أكثر من 100 ألف كانوا يعيشون هناك؛ فمن وضع كان فيه ما يتراوح بين 130 ألفا و145 ألف مسلم يعيشون في بانجي إلى وضع تقلص فيه العدد إلى نحو عشرة آلاف في ديسمبر.. نعتقد أن العدد انخفض الآن إلى 900 ومن ثم يجب أن نتحرك بسرعة كبيرة "!هل يمكننا أن نتوقع أسوأ من هذا؟!
في بلد تتآمر ضده حتى الأمم المتحدة بتلكؤها في إنقاذ المسلمين من مجزرة وحشية نفذتها ميليشيات نصرانية بحماية فرنسية، تخرج هذه الأرقام المفزعة من جهة مردت على التغطية على الأرقام الحقيقية فهل يمكن لها أن تكون فعلت هذه المرة؟! ربما، لكن ليس فيمن بقي، بل فيمن هجّر قسرياً.
ربع السكان على الأقل في العاصمة قد تم إخراجه من ديارهم، وتغيرت التركيبة الديموجرافية للبلاد كلها، والأكثر تأثيراً كان في العاصمة التي أصبحت نصرانية خالصة، وبالتالي فلا أمل للمسلمين بعد في أي تمثيل، أو حقوق، حتى لو جرى تسوية النزاع، وأعيد الأمن، والقانون إلى البلاد؛ فلقد نجم عن هذه المأساة واقع جديد لا يمكن تجاوزه ولو بعد عشرات السنين، وهكذا يفعلون.
ربع السكان على الأقل في العاصمة قد تم إخراجه من ديارهم، وتغيرت التركيبة الديموجرافية للبلاد كلها، والأكثر تأثيراً كان في العاصمة التي أصبحت نصرانية خالصة، وبالتالي فلا أمل للمسلمين بعد في أي تمثيل، أو حقوق، حتى لو جرى تسوية النزاع، وأعيد الأمن، والقانون إلى البلاد؛ فلقد نجم عن هذه المأساة واقع جديد لا يمكن تجاوزه ولو بعد عشرات السنين، وهكذا يفعلون.
في بلد قليل السكان، يمتاز بوجود ثروات كبيرة بعضها معلوم، والبعض مجهولاً يمكن أن يرحل المسلمون قسرياً إلى بلدان أخرى لا يؤثر على تركيبتها هذا العدد من اللاجئين بينما يحصل التأثير في إفريقيا الوسطى وحدها.. هذا هو المستهدف، وقد كان.
شجبنا، رفضنا، نفذنا حملات إغاثية أو عبر صفحات التواصل، لا فرق، بالنهاية تلك هي المحصلة؛ فبارك الله في جهد المقلين، والمخلصين، لكن هذا لا يحل الجزء الأكبر من المشكلة المتكررة في أكثر من بلد حول العالم.
إن ما يحصل هنا وهناك، يستوجب أن تتبلور استراتيجية أممية شاملة، تقوم عليها نخبة الأمة، والمخلصون منها، تعمل على إيقاف هذا النزيف، أو على الأقل ترسم خريطة تقليله قدر الإمكان، فلا أقل من أن تعمل على استمرار الزخم الشعبي في إغاثة الملهوفين إن لم تستطع منع مثل هذه المآسي، وتنضج طريقة يمكن بموجبها ممارسة الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية وغيرها..
ما لم نفعل، سنظل نهوي إلى وادٍ سحيق..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق