الأحد، 29 يونيو 2014

السجن 7 سنوات عقوبة مشاهدة المونديال على الجزيرة!

 السجن 7 سنوات عقوبة مشاهدة المونديال على الجزيرة!

شريف عبدالغني

لم أشاهد أي مباراة في كأس العالم حتى الآن، ولن أفعل. لم تعد عندي رغبة في متابعة المباريات منذ مذبحة بورسعيد قبل 3 سنوات، حينما قدم الأوغاد 74 من مشجعي النادي الأهلي فريسة لقطعان الهمج الذين جلبوهم في الملعب.
لم ينسوا لـ «ألتراس أهلاوي» أنهم كانوا يتصدرون الصفوف في ثورة 25 يناير. 
بعد اعتزال محمد أبوتريكة لم يعد من المقبول وجود أي صلة بدنيا الكرة بعد إبعاد آخر الرجال المحترمين عنها.

وفضلا عن ذلك، فإنني لم أجد منتخبا مناسبا أشجعه في المونديال، ولا يجلب تشجيعه المتاعب في مصر اللي هتبقى قد الدنيا في عين العدو.
الأقربون لم يعودوا أولى بالمعروف. لو شجعت الجزائر فسأدخل ضمن زمرة الخائنين. كيف يا رجل تشجع الجزائر التي حرمتنا من الوصول إلى المونديال السابق في جنوب إفريقيا.
ألم تتذكر أن «الأب الروحي لمصر الجديدة القديمة» حسني مبارك وعائلته زعلوا وأخدوا على خاطرهم من الجزائريين بعد أن استدرجونا إلى موقعة أم درمان الشهيرة، وهناك هزمونا وبهدلونا ورفضوا الهزيمة أمامنا، في تحد صارخ للعمل العربي المشترك ورادة مصر.

إذن تشجيع الجزائر غير ممكن. طيب أتجه إلى أبناء جلدتنا الأفارقة. طبعا أن أشجع منتخب القراصنة الصوماليين أرحم من أن أشجع غانا!! السداسية التي أمطروا بها مرمانا ووصلوا بها لمونديال البرازيل ما زالت حراقة. تقض مضاجع الكبار الذين أرادوا انتصارا عليها بطعم سياسي. الطعم بعد المباراة تبين أنه مر. علقم. تجرعوا كؤوس الياسمين لإزالة المرارة ولا فائدة.
غانا كانت أداة «الإخوان الإرهابيين» ضد مصر كما قالت نخبتنا. خيرت الشاطر أرسل لهم الرشاوى من داخل السجن لاكتساح منتخبنا وفضحه وجعل سيرته على كل لسان. تشجيع غانا جريمة عقوبتها الحكم بالإعدام مثلها مثل قطع الطريق!

بلاها غانا. سأدخل على نيجيريا. لكن أيضا لن ينفع تشجيع هذه المنتخب الشهير بالنسور الخضر. من ناحية يمكن اتهامك بالترويج لمنظمة بوكو حرام، ومن ناحية أخرى لم يعد هناك نسور في مصر. حمدين صباحي سقط بنسره الانتخابي وحصل على %3 فقط. النسر إذن عيب. النسر ساقط. النسر «كومبارس».

بالنسبة للكاميرون فتشجيعها أظنه مكروها عند مفتي الزمان ورجل العصر والأوان ياسر برهامي. أما كوت ديفوار فهناك عقبات جسام تمنع تشجيعه.
هل نسيتم أنه منتخب دروجبا. هل نسيتم أن دروجبا زميل لاعبنا أحمد حسام «ميدو» قبل سنوات في نادي مارسيليا الفرنسي وتفوق عليه. هل نسيتم أن دروجبا شهرته مدوية وما زال يبدع في الملاعب العالمية وهو في عمر 35، بينما ميدو عاد للمحروسة عودة تلميذ خائب من المدرسة، فاعتزل في سن 29 وجلس يلعب الطاولة ويغيّر حجارة الشيشة في المقاهي؟! 
هل نسيتم أن المحروس ميدو من أبطال «سهرة 30 سونيا المجيدة»؟
هل نسيتم أنه صاحب المقولة الشهيرة:«لما شفت مرسي في استاد القاهرة بيقول للجمهور السلام عليكم، والجمهور يرد وعليكم السلام.. قلت البلد دي رايحة في داهية»؟!

إذن ميدو في قلب وعين وروح ونن مصر الجديدة القديمة. ومن يشجع منتخب زميله وغريمه وعدوه الناجح دروجبا، مؤكد أنه بذلك ستلاحقه تهمة المساس بالأمن القومي.

آسف يا إفريقيا. الظروف تمنعني من مساندتك. سأتجه إلى باقي الأقربين. إيران. أسمع الآن من يقول: إيران؟! إيران يا عدو الوطن؟! إيران يا عدو الخليج؟! إيران يا عدو الأمن القومي؟! إيران يا عدو البشرية؟!

هكذا كل الطرق سدت أمام تشجيعي أيا من الأقربين. ثم إنني نسيت أمرا مهما جدا. كيف سأشاهد المباريات على قناة الجزيرة صاحبة الحق الحصري؟

جزيرة. يا ساتر استر يا رب. إن مشاهدتها تهمة. أحدهم -وهذه حقيقة وليست مزاحا- ذهب إلى قسم الشرطة وأبلغ عن جاره بأنه يشاهد الجزيرة ليلا والناس نيام. مجرد ذكر اسم الجزيرة تهمة. المعلومات تؤكد أن ملايين البشر الذين يشاهدون المباريات عبر الجزيرة سيذهب جيرانهم للإبلاغ عنهم، والعقوبة ستكون 7 سنوات مثل عقوبة «الأسترالي الإخواني الإرهابي بيتر جريست»!!

ما لفت نظري في أجواء المونديال صورة واحدة. لا يظن أحد من ضعاف النفوس أن الصورة لواحدة من فاتنات المشجعات الساحرات البرازيليات. أنا لا يمكن أخون فاتنات مصر من أجل وارد البرازيل. تندب في عيني رصاصة لو نظرت لبنات ونساء السامبا. مصر لسة بخير يا سادة. مصر تتحدث عن نفسها. مصر حلوة، والثائرة إلهام شاهين حلوة، وماما المثالية فيفي عبده حلوة، ولميس الحديدي حلوة!

الصورة للرئيس الإيراني حسن روحاني يشاهد مباراة لمنتخب بلاده وهو جالس في بيته مثل أي مواطن. الرجل يرتدي زيا عاديا ويجلس على «أنتريه» عادي وأمامه شاشة تلفزيون عادية. روحاني يسكن في شقة!! رغم هذا التواضع فإن البعض في إيران يستكثر عليه أنه يسكن في شقة بحي راق، وليس مثل سلفه نجاد الذي كان يقيم في شقة أكثر تواضعا.

الصورة أعجبتني. رغم كل ما يقال عن إيران فإن تواضع رئيسها يلفت النظر، ويجلب الحسرة ويطرح السؤال: أليس هناك رئيس عربي واحد رشيد متواضع مثل روحاني ويتخلى عن حياة القصور والرفاهية؟ أليس هناك رئيس عربي لا يذل شعبه بصور البهرجة والفخفخة ولا ينقصه سوى أن يخرج لهم لسانه؟ الإجابة: لا يوجد.

آه. تذكرت. كان هناك رئيس عالِم، عادل، ديمقراطي، نظيف اليد، طاهر الروح، نقي القلب، متواضع، يرفض الحياة في القصور الرئاسية، ويعود بعد عمله يتناول العشاء مع أسرته في شقة إيجار. اسمه محمد مرسي. لكنه الآن في السجن.

أظن أن الرئيس روحاني بعدما يقرأ مقالي أول شيء سيفعله أن يجمع أسرته ويترك شقته المتواضعة. سيلعن حياة التواضع، ويأمر قواته تستولي له على أي قصر فخيم في طهران يسكن فيه. يتملك أراضي ومزارع وشاليهات. يملأ خزائنه بالذهب والياقوت والمرجان.. أحمدك يا رب. يتخم رصيده في البنوك برزم الدولارات واليوروهات. بعد ذلك يجلس مستريحا وسط حديقة قصره على حمام السباحة، وهو يقول لأولاده: مش كده أحسن.. العمر مش بعزقة!!

• shrief.abdelghany@gmail.com

@shrief_ghany

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق