الآيات البينات |
د.محمد عباس
|
منذ ثورة 25 يناير وأنا أرى الهوائل النازلة والنوازل الهائلة وأرى بعين البصيرة ما لا أراه بعين البصر فأدرك أننا أمام لحظات فارقة في التاريخ كلحظات سيدنا موسى عليه السلام مع سيدهم فرعون عليه وعليهم اللعنة.
قلتها في ميدان التحرير بأعلى صوت: منحكم الله النصر بأقل جهاد كرما منه وفضلا فلا تجحدوا النعمة وتعبدوا العجل فتسقطوا في التيه أربعين عاما.
إلا أنني أشعر شعورا عميقا بأن رحمة قدره ولطف قضائه ستدركنا ..
بل إنني ارى ما يحدث لنا الآن مثل ما حدث لفرعون وآله..
أرى الآيات التسع البينات تتجسد في صور أخرى..
أرى بقلبي أن الله جل وعلا نظر إلى أهل الشعب الآخر فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل لا إله إلا الله محمد رسول الله وأن ما يحدث لنا الآن تتجلى فيه الإرادة الإلهية السافرة فتحدث الأسباب دون سبب وتحيق بهم الهزائم دون حول لنا ولا قوة فكأنما تضربهم قوة خفية مجهولة ضرب الطير الأبابيل لجيش أبرهة أو الآيات التسع لسيدنا موسى عليه السلام : وهي اليد والعصا والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس والسنين ونقص الثمرات ، أرى آيات الله آية بعد آية وأرى قوم الشعب الآخر صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية.
من كان يظن افتضاحهم بهذه السرعة..
من كان يتصور أن يخزيهم الله في كل مشهد..
وأن يهزمهم في كل موقف..
وألا يخير أي واحد منهم بين أمرين إلا اختار أسوأهما ..
من كان يظن أن من لبس طيلسان الوقار المزور عقودا عديدة سوف نراه عاريا وسوف نرى عورتيه: لسانه وقلبه.
من كان يتصور أن نرى من هم في السبعين والثمانين يتصرفون بلا عقل وبلا كرامة وبلا وقار كأطفال الشوارع المتشردين..
من كان يتصور أن يفضحهم الله على رؤوس الأشهاد فينتقلون بالداعرات والشواذ من مخادع الشيطان إلى دست الحكم..
من كان يظن انصراف الناس عنهم بهذه السرعة..
من كان يتصور أن يهدد عمر سليمان بأن يجعل مصر تخلع العمامة فتنخلع روحه في أبشع مشهد..
من كان يتصور أن يصرخ عبد الله كمال لمن الحكم اليوم فيقصف عمره في أسبوع.
من كان يتخيل أن يموت بوق الشيطان سعد هجرس قبل أن ينال ما أمل فيه. من كان يتخيل أن "هاشتاج " مصري يصل إلى أعلى رقم قياسي في العالم.
من كان يرى افتضاح حزب الظلام والزور كل هذا الافتضاح..
من كان يتصور نكوص كبار شيوخنا كل هذا النكوص فكأنهم أحبار بني إسرائيل وكأنهم يقولون لنا اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا هاهنا قاعدون .
***
في كل أمر أرى أية..
أرى الذل يغشاهم.. والفشل يحيط بهم .. والخراب في ركابهم.. والهزيمة مآلهم.. بل إنني أرى أن الله أرسلهم كي يظهروا فضائل المسلمين وبشاعة أعداء الإسلام.. أرسلهم كي يحاولوا اقتلاع شجرة الإسلام فيثبت أمام الدنيا بأسرها أن العالم ينخلع وهي لا تنخلع .
***
تنبهوا لذلك..الآيات البينات.. المعجزات.. أرى بقلبي الضوء باهرا.. وأكاد أسمع صليل سيوف الملائكة بأذني.. فلا تسيئسوا.. أبشروا.. النصر قادم.. أقرب مما نتصور جميعا.. إن شاء الله.. |
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
الأحد، 15 يونيو 2014
الآيات البينات
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق