الاثنين، 23 يونيو 2014

«داعش» تنفذ مخطط صدام لغزو مصر!

«داعش» تنفذ مخطط صدام لغزو مصر!

شريف عبدالغني

حينما اقتحمت القوات العراقية الكويت عام 1990، ودخول «مصر مبارك» التحالف الدولي لـ «تحرير الكويت» وبالمرة «تدمير العراق»، خرج الكاتب المصري الشهير إبراهيم سعدة عبر جريدة «أخبار اليوم» القاهرية العريقة -حيث كان يرأس تحريرها آنذاك- و «نتع» بالسلامة مقالا من الحجم الكبير.حجم رئيس جمهوريتنا «المنتهية -ولا مؤاخذة- ولايته»، . 
تحدث سعدة في المقال عن الأسباب الحقيقية لانضمام القاهرة لهذا التحالف العدواني، بدلا من أن تقوم بوساطة عربية لحل الأزمة في إطارها الصحيح، مثلما فعل جمال عبدالناصر عند معضلة مشابهة عام 1961 ومنع تدخل قوات أجنبية في المنطقة. 
كشف الكاتب عن مفاجأة مذهلة بأن الكويت ليست المقصودة بالاحتلال العراقي، وإنما هي مجرد محطة في طريق صدام حسين لهدف آخر مذهل!
الإجابة عند المكتشف إبراهيم سعدة هي: «لا وألف لا»، فحسب المخطط الجهنمي وبعد جلوسه على عرش «بلقيس» بمملكة سبأ باليمن السعيد، سيعبر بجيشه العرمرم من «الأشاوس» البحر الأحمر إلى الجهة المقابلة، حيث إريتريا وإثيوبيا وبعدهما يضم السودان بأنهاره وأراضيه وقبائله وبشره وأعراقه ولهجاته، وهنا يكون على مرمى حجر من الهدف الأسمى والنهائي.. مصر!
إذن بلاد الفراعنة هي الهدف من احتلال الكويت، حتى يجمع صدام بين الحسنيين: النيل والفرات.
لا أدرى لماذا خطط صدام لغزو مصر عبر هذا الطريق الطويل المرهق الذي يحتاج لقوات جبارة من عينة جيوش المرحوم هولاكو وخالد الذكر جنكيز خان.
الموضوع هنا ليس «مسافة السكة» حسب شعار هذا العصر. 
فقد كان أمامه طريق أسهل وأيسر كثيرا لن يكلفه سوى 120 لتر بنزين لدباباته و200 علبة عصير «بيور» لجنوده يبلّون بها ريقهم في المشوار، والذي يبدأ من حدود العراق إلى الأردن ثم يعبر فقط خليج العقبة لتكون مصر بسواحلها وصحرائها وآثارها ونيلها وخضرتها وأهلها وأمها المثالية فيفي عبده في حضنه، بدلا من تلك «اللفة» الطويلة في المخطط الأصلي. لكن المعنى في بطن صدام وإبراهيم سعدة!
ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه مرتضى منصور بسما المصري، وما أشبه إعلام لميس وشركائها بمقالات ومعلومات وأسرار إبراهيم سعدة. كلهم حاليا في إعلام المحروسة الذي يغمر العالم مهنية وريادة وطبلا ورقصا، يحذّرون من الخطر الداهم الذي يهدد مصر. يصرخون من الاحتلال الذي يطرق أبوابنا.
• من سيحتلنا يا سادة؟
- أجابوا: «داعش».
• داعش؟!
- أيوة داعش.. لأن الإرهابي محمد مرسي جهزهم استعدادا ليوم عزله أن يحتلوا مصر ويشيعوا فيها الفوضى، ويعبثوا بأمنها واستقرارها وأمها المثالية.
• وكيف جهزهم مرسى لهذا اليوم؟
- ردت لميس: تذكروا عندما خطب وسط الجماهير الإرهابيين اللي زيه وقال «لبيك يا سوريا».. ودي كانت كلمة السر.
كعادتي تشككت في «افتكاسات» لميس وتوابعها. لكن بعد الفحص والمحص والتحري تأكدت أن كلامهم صحيح. داعش فعلا على الأبواب. يا فيفي.. يا دينا.. يا يسرا.. يا إلهام.. يا خلق.. ياهووه.. استعدوا. مصطفى بكري من خلفكم وداعش من أمامكم.
إذا كان إبراهيم سعدة كاتبا كبيرا ومكتشفا خطيرا، فإنني لا أقل عنه كبرا أو اكتشافا.
لقد زودتني مصادر أكثر اطلاعا من مصادره بمعلومات يشيب لها شعر منى زكي وهي تطالب بإخصاء فيالق المتحرشين. إن المخطط العراقي الصدّامي لغزو مصر لم يمت رغم مرور 24 عاما عليه، وإن تنظيم داعش تلقف الفكرة ويطبقها حاليا بشكل يتلافى أخطاء المحاولة الصدامية.
المؤامرة «الداعشية» حسب المعلومات تعتمد على السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله، وتحويل كل بلدانه ليس فقط إلى «ولايات»، وإنما إلى أحياء وشوارع وحواري تابعة لأمير داعش القابع شتاء في دمشق وفي بغداد صيفا، إمعانا في الخضوع والسيطرة، فتصبح مصر وليبيا وتونس «ولاية شمال إفريقيا»، وتصير اليمن «ساحة باب المندب»، وطبعا سوريا هي «زنقة الشام»، والعراق «شارع القاعدة- مكرر» والبقية تأتي.
والجديد من المعلومات يكشف أن «الداعشيين» غيروا تكتيكات الخطة، فبدلا من الأسلوب العشوائي في التآمر وانتقاله دون تنسيق من دولة في الغرب إلى أخرى في الشرق وثالثة في الجنوب، فقد تقرر أن تكون للمؤامرة أسس واضحة، تقوم على وضع قائمة بالدول المراد التآمر عليها يعتمد ترتيبها على الحروف الأبجدية، وصولا إلى القلب والمنتهى في مصر، وذلك لإتاحة الفرصة أمام ديكتاتور أي بلد أن يلملم أغراضه على مهل بدلا من سرعة الهروب من القصر الحاكم بشكل لا تستطيع معه السيدة الأولى أن تنتعل حذاءها.
كما يتضمن التكتيك الجديد عدم التآمر على بلدين في وقت واحد وذلك خدمة للجماهير العريضة كي تستطيع متابعة مؤامرة واحدة، بدلا من التشتت بين عدة مؤامرات أمام الفضائيات.
المخطط العراقي الذي سربته مصادر مطلعة لإبراهيم سعدة قديما، ومؤامرة داعش الحالية، التي زودتني بها المصادر الأكثر اطلاعا، وصرخات لميس وشركائها في الإعلام، تجعلني أرفع شعار: عجبي على أمة ضحكت من لميسها ومصادرها المطلعة الأمم!!

شريف عبدالغني
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghany

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق