جاكوب كوهين: إسرائيل أفشلت ثورة مصر وتتغلغل عربيا
كشف المفكر اليهودي الفرنسي جاكوب كوهين عن الدور الذي لعبته إسرائيل والغرب في إفشال الثورة المصرية وإسقاط حكم الإخوان المسلمين في مصر، كما تناول سيطرتها على العديد من الدول العربية التي قال إنها باتت خاضعة لإسرائيل.
وقال المفكر -المغربي الأصل- في حلقة الأربعاء (18/6/2014) من برنامج "بلا حدود" إن إسرائيل والغرب بذلوا قصارى جهدهم للقضاء على الثورة المصرية، التي شكلت خطرا عليهم، بعد أن استطاع هذا البلد وللمرة الأولى أن ينتخب رئيسه ديمقراطيا، وكان لجماعة الإخوان المسلمين مشروع يتمثل في الهوية العربية وقطع العلاقة مع إسرائيل، وبالتالي بدأ العمل لمناهضة ذلك، والإعداد لانقلاب عسكري مقبول لدى الشعب المصري.
وأضاف أنه بوصول المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر، تشعر إسرائيل بالارتياح بعد أن ساهمت في إيصال نظام حليف بل وخادم لها لسدة الحكم ليقوم بتنفيذ إرادتها، حسب قوله.
"هناك طرق متعددة ومتنوعة لإرغام الدول العربية على الخضوع للإملاءات الإسرائيلية وعدم تجاوز خطوطها الحمراء"
أما بقية الدول العربية فقال المفكر اليهودي إنه ليس هناك أي بلد عربي يعتقد أنه في منأى من السيطرة اليهودية والإسرائيلية.
وأوضح كوهين أن إسرائيل ساهمت في القضاء على كل الرغبات في الاستقلال والوحدة بالدول العربية أو إضعافها، ووصفها بأنها "ذراع عسكرية رهيبة" للغرب وتخدم ذلك الغرض، وهي "كلب حراسة للإمبريالية الغربية".
وكشف المفكر اليهودي عن نجاح إسرائيل في اختراق الأنظمة العربية، مدللا على ذلك بالمملكة المغربية في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حيث عمل مستشارون من الموساد له في الوقت الذي كانت إسرائيل تحتل فيه الضفة الغربية.
أما الدول الأخرى، مثل الجزائر والأردن والعراق، فقال كوهين إن هناك طرقا متعددة ومتنوعة لجعلها تخضع للإملاءات الإسرائيلية ولا تتجاوز الخطوط الحمراء التي تضعها، مثل مقاطعة الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، فيما اعتبر أن الأردن أصبحت "محمية إسرائيلية"، حسب وصفه.
وأكد أن الدول العربية تخضع لإملاءات صندوق النقد الدولي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة واليهود.
الصهيونية واليهوديةوعن الفوارق الأساسية بين اليهودية والصهيونية أوضح كوهين أن الصهيونية أيديولوجية نشأت في القرن العشرين ولا علاقة لها باليهودية، مشيرا إلى أن تقاليد الديانة اليهودية تفرض على اليهود عدم العودة بأعداد كبيرة إلى ما يسمى بـ"الأرض المقدسة".
وأضاف أنه قبل العام 1948 كان معظم اليهود ضد الصهيونية، ثم بدأ الحاخامات بالقبول والخضوع والعمل مع الصهيونية.
"كوهين اعتنق الفكر الصهيوني في شبابه قبل أن يدير له ظهره وينضم لمنظمة يهودية فرنسية تناصر القضية الفلسطينية، وله عدة مؤلفات أبرزها "ربيع السايانيم""
أما عن الكيفية التي استطاعت بها الصهيونية تسخير القوى العالمية لخدمتها، فقال كوهين إن الأمر حدث تدريجيا، فضلا عن تواطؤ بريطانيا ومساعدات عدة دول غربية أخرى.
وأوضح أن الإعلام والسينما والاقتصاد والثقافة تمثل إلى جانب أشياء أخرى أدوات الصهيونية للسيطرة والتغلغل، وأضاف أن إسرائيل تعد البلد الوحيد في العالم الذي ليس له فقط تأثير سياسي، لكن لديه عشرات آلاف العملاء داخل بلدان العالم، جندوا لخدمة إسرائيل ودعمها، من خلال ترسيخ صورة إسرائيل دولة صغيرة تريد السلام وسط عرب "إرهابيين" لا يؤمنون بالسلام.
الجدير بالذكر أن كوهين كان قد اعتنق الفكر الصهيوني في شبابه، قبل أن يدير له ظهره وينضم لمنظمة يهودية فرنسية تناصر القضية الفلسطينية، وله عدة مؤلفات عن الصراع العربي الإسرائيلي، أبرزها "ربيع السايانيم" و"الإله لن يعود لبيت لحم".
وبسبب مواقفه من إسرائيل والصهيونية، تعرض كوهين عام 2012 لاعتداء أعضاء من عصبة الدفاع اليهودية في فرنسا أثناء تقديمه كتابه الأخير المتعلق بالقضية الفلسطينية.
سوريا والعراق وفلسطينوبشأن الأزمة في سوريا وفيما إذا كانت لإسرائيل مصلحة في بقاء نظام بشار الأسد، أكد كوهين أن إسرائيل كانت لديها مصلحة في أن تبقي النظام السوري كما كان كنظام مستقر يخضع لها ويقبل بخطوطها الحمراء، ظلت محتلة جزءا من أرضه "الجولان" أربعين عاما ولم يطلق عليها رصاصة واحدة.
وأضاف أن إسرائيل تحاول بكل السبل إضعاف سوريا، التي قال إنه "حتى لو خرجت من أزمتها فستخرج مدمرة وضعيفة جدا ومنقسمة وستخضع للتناقضات الاجتماعية إلى الأبد".
"حتى لو خرجت سوريا من أزمتها فستخرج مدمرة وضعيفة جدا ومنقسمة وستخضع للتناقضات الاجتماعية إلى الأبد"
وبشأن الأحداث الحالية في العراق، أوضح أن إسرائيل ربما لا تتدخل حاليا مباشرة هناك، ولكن الغزو الأميركي للعراق عام 2003 كان يهدف لإخضاع العراق لمصالح إسرائيل، الذي كانت تراه عدوا قاتلا بسبب قوته ووحدته، حتى تمكنت من تدميره.
وأضاف أن العراق يمثل نعمة للغرب الذي أبقى مصالحه الموجودة هناك وهي النفط، مشيرا إلى أن المخططات الأميركية والإسرائيلية تهدف لتقسيمه إلى ثلاث مناطق تخدم مصالح الإمبريالية الغربية.
أما عن حل الدولتين فيصفه كوهين بأنه "مهزلة وحل وهمي وغير منطقي" في ظل دولة تقزم أيديولوجيتها على الحرب والتوسع، متسائلا لماذا فشل هذا الحل إذا كانت كل الدول تؤيده؟ وهل يعتقد الفلسطينيون والعرب أن إسرائيل ستترك المستوطنات التي تبنيها كل يوم هناك؟
نص الحلقة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق