السيسي والحنين إلى مرحلة "الخطوبة"!
سليم عزوز
كان محمود درويش يحن إلى خبز أمه.. أما السيسي فحنينه كله، إلى مرحلة "الخطوبة"، فلم يغنّ أحد لفترة الزواج، إنما تم الغناء لدبلة الخطوبة عقبالنا كلنا!.
من قبل كتبت أن السيسي يتصرف كما المراهق الذي لا يرى في الزواج سوي ليلة الدخلة.
وإذا كانت ليلة دخلة صاحبنا، لم يكن كما تصورها، بعد الاستعانة بآخرين، والوفود الدولية، لاستكمال مراسم الفرح، ولإسباغ شرعية علي زواج تم في قسم الشرطة، فقد عاد سريعاً إلى مرحلة "الخطوبة"، بأن عاد إلى فترة الدعاية، و"ركوب العجل".
فقط استيقظت من نومي علي خبر يفيد أن سيادته نظم رالي الدرجات في طريق مصر- الإسماعيلية، من طلاب الكلية الحربية!.
في "فترة الخطوبة"، فاجأنا عبد الفتاح السيسي بصورة له، وهو يستقل دراجة في الشارع، وعندما تساءلنا أننا لا نعرف ما اذا كانت الصورة ملتقطة من الشارع أم من حجرة نومه، أظهروا في اليوم الثاني صورة حافلات في نفس الشارع حيث يقف متحدثاً مع أحد المؤيدين، بينما ينظر في اتجاه آخر، ولم أكن بحاجة للاستعانة بنظارة القراءة لكي أقف علي أن الحافلات الموجودة في عرض الشارع خالية من الركاب ومن السائقين أيضاً.
"الصورة" نصبت لها الفضائيات "زفة" قبل أن تتحول إلى مادة للسخرية، وفي ظل هذه "الزفة" لم يقل لنا أحد دلالة هذه اللقطة العبقرية للسيسي وهو يستقل دراجة، وهل هي دليل التواضع، أم أنها عنوان الشعبية، واحتكاك الرجل بالجماهير وعدم الخوف، وكيف يخاف جماهيره هم ملح الأرض؟، وذلك قبل أن نشاهد لجان الانتخابات خالية من البشر.
لقد تجاوز الجميع بمن فيهم السيسي نفسه هذه اللقطة، وشاهدنا شخصاً آخراً لا يجرؤ علي أن يعقد مؤتمراً جماهيرياً، ويكتفي بلقاءات يحضرها ممثلين عن الطوائف المختلفة في أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة.
في "فترة الخطوبة"، فاجأنا عبد الفتاح السيسي بصورة له، وهو يستقل دراجة في الشارع، وعندما تساءلنا أننا لا نعرف ما اذا كانت الصورة ملتقطة من الشارع أم من حجرة نومه، أظهروا في اليوم الثاني صورة حافلات في نفس الشارع حيث يقف متحدثاً مع أحد المؤيدين، بينما ينظر في اتجاه آخر، ولم أكن بحاجة للاستعانة بنظارة القراءة لكي أقف علي أن الحافلات الموجودة في عرض الشارع خالية من الركاب ومن السائقين أيضاً.
"الصورة" نصبت لها الفضائيات "زفة" قبل أن تتحول إلى مادة للسخرية، وفي ظل هذه "الزفة" لم يقل لنا أحد دلالة هذه اللقطة العبقرية للسيسي وهو يستقل دراجة، وهل هي دليل التواضع، أم أنها عنوان الشعبية، واحتكاك الرجل بالجماهير وعدم الخوف، وكيف يخاف جماهيره هم ملح الأرض؟، وذلك قبل أن نشاهد لجان الانتخابات خالية من البشر.
لقد تجاوز الجميع بمن فيهم السيسي نفسه هذه اللقطة، وشاهدنا شخصاً آخراً لا يجرؤ علي أن يعقد مؤتمراً جماهيرياً، ويكتفي بلقاءات يحضرها ممثلين عن الطوائف المختلفة في أحد الفنادق التابعة للقوات المسلحة.
وكنا أمام مشهد بائس لمرشح لا ينزل للناس وانما يصطفي ويختار ويرفع الناس إليه وكان الحديث بأنه مستهدف، وأن هناك أكثر من محاولة اغتيال تعرض لها. والمعني أنه تم "لحس" لقطة الرئيس بالدراجة، التي تبين أنها لا تصلح للبرهنة علي الزهد، وثمنها هو ثمن سيارة، تكفي لأسرة كاملة.
وكان أكبر دليل علي تجاوز هذه اللقطة، هو أن عبد الفتاح السيسي لكي يؤدي اليمين في المحكمة الدستورية العليا، أعطي الشعب المصري كله إجازة رسمية، ثم أنه ذهب إلى هناك بالطائرة. وفي هذا اليوم أعادت قناة الجزيرة بث موكب الرئيس محمد مرسي والذي كان من أربع سيارات لا غير في طريقه للمحكمة، وكانت السيارات الأربع وسط سيارات المواطنين، وشوارع القاهرة مزدحمة كعادتها، فلم يتم وقف الطريق كما يحدث لموكب أي وزير، مجرد وزير، وكان هذا هو الفرق بين حاكم منتخب، لا يخاف بالتالي من شعبه، وحاكم مغتصب للسلطة بقوة السلاح.
في زيارته غير المعلن عنها لمستشفي المعادي العسكري بعد ذلك، لزيارة ضحية حادث التحرش ذهب السيسي أيضاً في طائرة. فلم يعد الخوف من الاستهداف أمراً يتم إخفاؤه. مما دفعني للترحم كتابة على مرحلة "ركوب العجل"!.
ويبدو أن من جماعة السيسي من يتابعني فتقرر العودة بنا إلى المرحلة التي ترحمت عليها، فكان " رالي الدراجات"، الذي فاز فيه السيسي بالمرتبة الأولي، ولو لعب لعبة التحطيب فسوف يفوز أيضاً بالمرتبة الأولى!.
عندما عجزت العقول عن التوصل إلى دلالة ركوب الدراجة في المرة الأولى قال أحد المنظرين التلفزيونيين أن السيسي يريد أن يرسل للشعب رسالة، بأنه للقضاء علي أزمة المرور والوقود ينبغي ركوب الدراجات، وعليه قرر هو أن يقتدي به. وليس لدينا معلومات عن قيامه بذلك، قبل أن نقف علي أن ثمن دراجة السيسي تكفي لركوب أسرة مصرية المواصلات العامة من الحياة إلى الممات.
بيد أن السيسي اليوم جهر بالدلالة، فيمكن لنا أن يوفر كل إنسان الكثير من اجل مصر إن استقل دراجة. ويبدو أن الرجل فكرته عن الشعب المصري، لا تتجاوز فكرة من رأي هذا الشعب فيديو، فظنه أن الشعب كله عنده سيارات خاصة، ولم يشاهد يوم الحشر في محطات المترو، والذين لا يجدون مكاناً لموقع قدم داخل أتوبيسات هيئة النقل العام، فيتعلقون علي السلالم معرضين أنفسهم للأخطار.
يبدو لي أن السيسي حُرم صغيراً من امتلاك دراجة، فقرر أن يعالج نفسه بنفسه بعد أن صار رئيساً. وعن نفسي فقد حلمت صغيراً بامتلاك دراجة ، وكنت أبدد "مصروفي الشخصي" في تعلم ركوب الدراجات التي كانت تسمي في بلدنا "بسكلاته"، لكن الأسرة رفضت حرصاً علي سلامة البشر فقد أدخل في جرار زراعي اجعله كهن منفوش.
ومدفوعاً بالحرمان قرر السيسي أن يقضي وقته في اللعب، ثم يعطي لهذا اللعب مبرراً بنصيحته للمصريين بان يقوموا بالتوفير بركوب الدراجات من اجل مصر، مع أن مصر خسرت كثيراً بيوم الإجازة الذي فرضه، كما خسرت ولا تزال تخسر من اجل تحقيق واحداً من "مناماته" بأن يكون رئيساً لها.
الأمر المهم هنا، أن السيسي ولأنه لم يقلب الأمر من كافة الوجوه، ولم ير في الزواج غير "ليلة الدخلة"، فعندما جاءت " الطوبة في المعطوبة" وبدلاً من ان يواجه مسؤولياته، قرر العودة إلى أيام الخطوبة.
ان مصر تعاني انهياراً اقتصادياً يحتاج إلى العمل علي حله. وتعاني انهياراً أمنياً يحتاج إلى مواجهته، وتعاني من أزمات في البر والبحر. تحتاج لمن يواجهها بكل جد وليس باللعب، فقد انتهت مرحلة الدعاية، والمفروض أنه الآن رحلة المواجهة والتصدي.
لكن السيسي بدلاً من تحمل تبعات المسؤولية هرب من أزماته، بالعودة لمرحلة الخطوبة، عندما يصبح للفعل الناعم وللقول المعسول قيمة.
ويا أيها السيسي لن يفيدك الهروب. واجه. فإما ان تكون علي مستوى اللحظة، وإما أن تطلق، قبل أن يكون القرار هو خلعك. والخلع كما تعلم يكون بفضيحة.
وكان أكبر دليل علي تجاوز هذه اللقطة، هو أن عبد الفتاح السيسي لكي يؤدي اليمين في المحكمة الدستورية العليا، أعطي الشعب المصري كله إجازة رسمية، ثم أنه ذهب إلى هناك بالطائرة. وفي هذا اليوم أعادت قناة الجزيرة بث موكب الرئيس محمد مرسي والذي كان من أربع سيارات لا غير في طريقه للمحكمة، وكانت السيارات الأربع وسط سيارات المواطنين، وشوارع القاهرة مزدحمة كعادتها، فلم يتم وقف الطريق كما يحدث لموكب أي وزير، مجرد وزير، وكان هذا هو الفرق بين حاكم منتخب، لا يخاف بالتالي من شعبه، وحاكم مغتصب للسلطة بقوة السلاح.
في زيارته غير المعلن عنها لمستشفي المعادي العسكري بعد ذلك، لزيارة ضحية حادث التحرش ذهب السيسي أيضاً في طائرة. فلم يعد الخوف من الاستهداف أمراً يتم إخفاؤه. مما دفعني للترحم كتابة على مرحلة "ركوب العجل"!.
ويبدو أن من جماعة السيسي من يتابعني فتقرر العودة بنا إلى المرحلة التي ترحمت عليها، فكان " رالي الدراجات"، الذي فاز فيه السيسي بالمرتبة الأولي، ولو لعب لعبة التحطيب فسوف يفوز أيضاً بالمرتبة الأولى!.
عندما عجزت العقول عن التوصل إلى دلالة ركوب الدراجة في المرة الأولى قال أحد المنظرين التلفزيونيين أن السيسي يريد أن يرسل للشعب رسالة، بأنه للقضاء علي أزمة المرور والوقود ينبغي ركوب الدراجات، وعليه قرر هو أن يقتدي به. وليس لدينا معلومات عن قيامه بذلك، قبل أن نقف علي أن ثمن دراجة السيسي تكفي لركوب أسرة مصرية المواصلات العامة من الحياة إلى الممات.
بيد أن السيسي اليوم جهر بالدلالة، فيمكن لنا أن يوفر كل إنسان الكثير من اجل مصر إن استقل دراجة. ويبدو أن الرجل فكرته عن الشعب المصري، لا تتجاوز فكرة من رأي هذا الشعب فيديو، فظنه أن الشعب كله عنده سيارات خاصة، ولم يشاهد يوم الحشر في محطات المترو، والذين لا يجدون مكاناً لموقع قدم داخل أتوبيسات هيئة النقل العام، فيتعلقون علي السلالم معرضين أنفسهم للأخطار.
يبدو لي أن السيسي حُرم صغيراً من امتلاك دراجة، فقرر أن يعالج نفسه بنفسه بعد أن صار رئيساً. وعن نفسي فقد حلمت صغيراً بامتلاك دراجة ، وكنت أبدد "مصروفي الشخصي" في تعلم ركوب الدراجات التي كانت تسمي في بلدنا "بسكلاته"، لكن الأسرة رفضت حرصاً علي سلامة البشر فقد أدخل في جرار زراعي اجعله كهن منفوش.
ومدفوعاً بالحرمان قرر السيسي أن يقضي وقته في اللعب، ثم يعطي لهذا اللعب مبرراً بنصيحته للمصريين بان يقوموا بالتوفير بركوب الدراجات من اجل مصر، مع أن مصر خسرت كثيراً بيوم الإجازة الذي فرضه، كما خسرت ولا تزال تخسر من اجل تحقيق واحداً من "مناماته" بأن يكون رئيساً لها.
الأمر المهم هنا، أن السيسي ولأنه لم يقلب الأمر من كافة الوجوه، ولم ير في الزواج غير "ليلة الدخلة"، فعندما جاءت " الطوبة في المعطوبة" وبدلاً من ان يواجه مسؤولياته، قرر العودة إلى أيام الخطوبة.
ان مصر تعاني انهياراً اقتصادياً يحتاج إلى العمل علي حله. وتعاني انهياراً أمنياً يحتاج إلى مواجهته، وتعاني من أزمات في البر والبحر. تحتاج لمن يواجهها بكل جد وليس باللعب، فقد انتهت مرحلة الدعاية، والمفروض أنه الآن رحلة المواجهة والتصدي.
لكن السيسي بدلاً من تحمل تبعات المسؤولية هرب من أزماته، بالعودة لمرحلة الخطوبة، عندما يصبح للفعل الناعم وللقول المعسول قيمة.
ويا أيها السيسي لن يفيدك الهروب. واجه. فإما ان تكون علي مستوى اللحظة، وإما أن تطلق، قبل أن يكون القرار هو خلعك. والخلع كما تعلم يكون بفضيحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق