مدن الخلافة.. تنفث خبثها
خلود عبدالله الخميس
لن أقول إن الربيع العربي كان ربيعاً كما هو متعارف عن وصف الربيع بأن فيه تتفتح الزهور وتتزين الطبيعة ويبدأ نفض كسل فصل البيات لحركة وحياة.
لن أدّعي أن الربيع العربي أعطانا مثلما يجب عليه ونتوقع منه الكثير من الألوان الزاهية. فقد كان اللون الأحمر طاغياً على المشهد العام!
لن أستغفل نفسي بنصر لم يحقق منه الربيع العربي، إلى الآن على الأقل، شيئا يستحق أن نطلق عليه نصراً، بسبب شدة مقاومة الفساد في سبيل بقائه، إلا إن كانت أشلاء البشر والبيوت المهدمة وموتى اختناق الغازات السامة، وتهجير وتشريد الملايين من الشعوب، وفقدان دول «الربيع» لأركانها الرئيسية من أمن واقتصاد ومعيشة ومعاش، تعتبر نتائج تقدم ونجاح!
ولكن: هذه إرهاصات الربيع الإسلامي، هكذا أراها وأشارككم برؤيتي في السطور المقبلة.
الربيع العربي، هو مقدمات لعودة الأمة الإسلامية للمقدمة في المجتمع الدولي المعاصر، وستصبح واجهة في اتخاذ القرار، وسيكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن يضاف للخمسة أو بأي شكل سوف يعتمدونه بعد التعديل على القوانين التي وضعوها منذ عقود وأثبتت عجزها.
بل قد تُنسف منظومة الأمم المتحدة برمتها ويعاد تشكيل منظمات دولية أكثر عدلاً وللدول الإسلامية فيها شوكة ورأي، مثلما عليها الآن نصيباً مدفوعاً من الرسوم والاشتراكات والمواقف السياسية التابعة، بلا أن تنطق وكأنها اللات والعُزى، محسوبة على الكفار آلهة. ولا تقدر عن الذب عن نفسها بشيء وكل معْول هدمها من جهة حتى تفتت!
لا عجب في ذلك. فالأمم المتحدة وهيئاتها أو أبناؤها الذين فرّختهم لرضاعة ثروات الدول الإسلامية. كبروا على أكتاف الشعوب المسلمة ومن خيراتهم نهضوا. صحّوا على أمراضنا. نموا من امتصاص دمائنا. غَنوا من فقرنا. تسلّقوا وعلَوا على ظهورنا. فمن الطبيعي أن يتقدم الفقر بثورة تليق بكاهل معتل في النزع قبل الأخير!
من المنطقي جداً أن يكون في الصف الأول للثوار أشعث أغبر عجزت الدبابات والقناصات عن دفعه للخلف فدافعها بصدره وعطل تقدمها بجسده. ورحل عارياً مثلما عاش كذلك بسبب ظلم وقهر. وسبقت الآلية العسكرية. التي أوجدت لتحميه. ضُمة القبر في تفتيت عظامه!
أقول: إن مدن الخلافة الإسلامية مصر ودمشق وبغداد، مثلاً لا حصراً، تنفث خبثها الجاثم منذ قرون وليس عقود على قلبها المؤمن، وروحها المعلقة بوعد الله بالتمكين، ونبوءة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بالعودة لخلافة راشدة على منهاج النبوة.
كل أرض شهدت سجدة مؤمن بالله وبمحمد رسول الله ستطرد من يقف فوقها مستكبراً عن عبادة خالقها، مستطيلاً على عباده، ظاناً بالله ظن السوء أنه لن ينجز وعده وينصر الأمة.
أحياناً تجف الرمال تحت أقدامنا وتصبح لهيباً فنعجز عن الانتصاب باستقامة وتهتز مواقع أقدامنا. أحياناً تقف الدنيا في مكان ما تتفرج علينا كيف نفعل مع دورانها السريع والغادر لظهورنا. أحياناً نفهم فضيلة الصبر خطأ فيرسل الله علينا من يعيد لنا دروس الأنبياء والرسل وأقوامهم فتتكرر ملاحم الصراع الأزلي بين الحق والباطل، والحرب الضروس بين الملائكة والشياطين. وتشيب رؤوسنا لنستعيد بريق تلك العقول المجبولة على الهب للدفاع في صف الإسلام ضد كل الصفوف والأحزاب والتصنيفات، والذود عن الشرف العام للأمة، والخروج من فردية الرأسمالية وفوضى الاشتراكية. لشمولية الإسلام تحت شعار الآية الكريمة «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ».
انتفاضة الأمة الإسلامية مستحقة بعد طول سبات. وأن تبدأ من مدن الخلافة هذا طبيعي. فالأرض سقيتْ من الدماء وأنبتت جيلاً لا يخاف التنكيل. لا يملك شيئاً فيخاف أن يخسره بالموت، بل يركض ركضاً للرصاص لأنه الطريق، بالنسبة له، الأسهل للجنة. وهو كذلك أحياناً.
ولكن لنعلم بأن لكل مدينة طريقة في تطهير تاريخها الإسلامي الذي في كل قرن يأتي من يدنسه بساديته وعقده الشخصية والضحية هم عوام المسلمين الذين يزجون في عنق المدفع زجاً، ويُحرمون من الوقوف في وجه الفوهة حيث يمكن أن ينجو أحد بجلده!
فلمن بدؤوا بالقنوط من الربيع العربي، هذه ليست إلا إرهاصات لعودة دولة الخلافة الإسلامية التي ننشدها جميعاً ونتمنى أن نكون معاصريها. ولكن لا نعلم متى ولنقِس المشهد بأعمار الدول لا البشر.
أقول: سيأتي أمر الله في وقته فلا تستعجلوه.
لن أدّعي أن الربيع العربي أعطانا مثلما يجب عليه ونتوقع منه الكثير من الألوان الزاهية. فقد كان اللون الأحمر طاغياً على المشهد العام!
لن أستغفل نفسي بنصر لم يحقق منه الربيع العربي، إلى الآن على الأقل، شيئا يستحق أن نطلق عليه نصراً، بسبب شدة مقاومة الفساد في سبيل بقائه، إلا إن كانت أشلاء البشر والبيوت المهدمة وموتى اختناق الغازات السامة، وتهجير وتشريد الملايين من الشعوب، وفقدان دول «الربيع» لأركانها الرئيسية من أمن واقتصاد ومعيشة ومعاش، تعتبر نتائج تقدم ونجاح!
ولكن: هذه إرهاصات الربيع الإسلامي، هكذا أراها وأشارككم برؤيتي في السطور المقبلة.
الربيع العربي، هو مقدمات لعودة الأمة الإسلامية للمقدمة في المجتمع الدولي المعاصر، وستصبح واجهة في اتخاذ القرار، وسيكون لها مقعد دائم في مجلس الأمن يضاف للخمسة أو بأي شكل سوف يعتمدونه بعد التعديل على القوانين التي وضعوها منذ عقود وأثبتت عجزها.
بل قد تُنسف منظومة الأمم المتحدة برمتها ويعاد تشكيل منظمات دولية أكثر عدلاً وللدول الإسلامية فيها شوكة ورأي، مثلما عليها الآن نصيباً مدفوعاً من الرسوم والاشتراكات والمواقف السياسية التابعة، بلا أن تنطق وكأنها اللات والعُزى، محسوبة على الكفار آلهة. ولا تقدر عن الذب عن نفسها بشيء وكل معْول هدمها من جهة حتى تفتت!
لا عجب في ذلك. فالأمم المتحدة وهيئاتها أو أبناؤها الذين فرّختهم لرضاعة ثروات الدول الإسلامية. كبروا على أكتاف الشعوب المسلمة ومن خيراتهم نهضوا. صحّوا على أمراضنا. نموا من امتصاص دمائنا. غَنوا من فقرنا. تسلّقوا وعلَوا على ظهورنا. فمن الطبيعي أن يتقدم الفقر بثورة تليق بكاهل معتل في النزع قبل الأخير!
من المنطقي جداً أن يكون في الصف الأول للثوار أشعث أغبر عجزت الدبابات والقناصات عن دفعه للخلف فدافعها بصدره وعطل تقدمها بجسده. ورحل عارياً مثلما عاش كذلك بسبب ظلم وقهر. وسبقت الآلية العسكرية. التي أوجدت لتحميه. ضُمة القبر في تفتيت عظامه!
أقول: إن مدن الخلافة الإسلامية مصر ودمشق وبغداد، مثلاً لا حصراً، تنفث خبثها الجاثم منذ قرون وليس عقود على قلبها المؤمن، وروحها المعلقة بوعد الله بالتمكين، ونبوءة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بالعودة لخلافة راشدة على منهاج النبوة.
كل أرض شهدت سجدة مؤمن بالله وبمحمد رسول الله ستطرد من يقف فوقها مستكبراً عن عبادة خالقها، مستطيلاً على عباده، ظاناً بالله ظن السوء أنه لن ينجز وعده وينصر الأمة.
أحياناً تجف الرمال تحت أقدامنا وتصبح لهيباً فنعجز عن الانتصاب باستقامة وتهتز مواقع أقدامنا. أحياناً تقف الدنيا في مكان ما تتفرج علينا كيف نفعل مع دورانها السريع والغادر لظهورنا. أحياناً نفهم فضيلة الصبر خطأ فيرسل الله علينا من يعيد لنا دروس الأنبياء والرسل وأقوامهم فتتكرر ملاحم الصراع الأزلي بين الحق والباطل، والحرب الضروس بين الملائكة والشياطين. وتشيب رؤوسنا لنستعيد بريق تلك العقول المجبولة على الهب للدفاع في صف الإسلام ضد كل الصفوف والأحزاب والتصنيفات، والذود عن الشرف العام للأمة، والخروج من فردية الرأسمالية وفوضى الاشتراكية. لشمولية الإسلام تحت شعار الآية الكريمة «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ».
انتفاضة الأمة الإسلامية مستحقة بعد طول سبات. وأن تبدأ من مدن الخلافة هذا طبيعي. فالأرض سقيتْ من الدماء وأنبتت جيلاً لا يخاف التنكيل. لا يملك شيئاً فيخاف أن يخسره بالموت، بل يركض ركضاً للرصاص لأنه الطريق، بالنسبة له، الأسهل للجنة. وهو كذلك أحياناً.
ولكن لنعلم بأن لكل مدينة طريقة في تطهير تاريخها الإسلامي الذي في كل قرن يأتي من يدنسه بساديته وعقده الشخصية والضحية هم عوام المسلمين الذين يزجون في عنق المدفع زجاً، ويُحرمون من الوقوف في وجه الفوهة حيث يمكن أن ينجو أحد بجلده!
فلمن بدؤوا بالقنوط من الربيع العربي، هذه ليست إلا إرهاصات لعودة دولة الخلافة الإسلامية التي ننشدها جميعاً ونتمنى أن نكون معاصريها. ولكن لا نعلم متى ولنقِس المشهد بأعمار الدول لا البشر.
أقول: سيأتي أمر الله في وقته فلا تستعجلوه.
خلود عبدالله الخميس
khollouda@gmail.com
http://twitter.com/kholoudalkhames
khollouda@gmail.com
http://twitter.com/kholoudalkhames
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق