الاثنين، 16 يونيو 2014

زعيم تاريخي أقوى من ناصر والسادات فقدته مصر

زعيم تاريخي أقوى من ناصر والسادات فقدته مصر


شريف عبدالغني


الاعتراف بالحق فضيلة. أقر وأعترف أني أخطأت في حق الرجل الكبّارة رئيسنا السابق «المنتهية ولايته» حسب تعبير إعلام لميس اسم الله عليها، والسيد «بعلها» اسم النبي صاينه وضامنه وحارسه. أشعر بذنب عظيم أنى اعتقدت أن سيادته فعلاً لا يهش ولا ينش، وأن أسيادنا الذين لبوا نداء الخروج المبهر لـ «سهرة 30 سونيا» أحضروه من بيته وأجلسوه مكان محمد مرسي في القصر الرئاسي، وقالوا له: «خلي بالك من القصر لغاية ما نرجعلك.. إوعى تفكر تخفي أي تحفة من هنا، إحنا معانا عدد كل الكراسي والسجاجيد وأطقم المطبخ، هتطمع في حاجة كده ولا كده هنقطع رقبتك».
 ضميري يؤنبني أنني غيبت عقلي وسمعت كلام العامة والدهماء والغوغاء المغرر بهم حتى يغرروا بنا.
 لقد صدقت الكلمة، التي انطلقت شرارتها على سيادة الرئيس من فم محمد البلتاجي وقالها أمام الشاشات، لتلزق في الرجل لزقة بغراء ولم تخرج إلى اليوم. 
منه لله البلتاجي. ما جرى له شوية عليه أمام اختراعه ذلك اللقب المهين المشين. قتلوا ابنته. اعتقلوه. ثم اعتقلوا ابنه وحاصروا زوجته وحرقوا عيادته.
لن تبرد نار محبي سيادة القائد الرئيس المنتهية ولايته- وقد أصبحت في مقدمتهم- إلا وقاضي القضاء الشامخ شموخ صوت أليسا، يضم البلتاجي إلى أحكام الإعدام الجماعية للقلة المندسة التي تدس أنفها في مسيرة الوطن.
 الوطن الذي أخذوه لحما ورموه عضماً. أساساً هم لا يعرفوا يعني إيه كلمة وطن؟
يااااه، وطن يعني حضن يا عديمي الأحضان والوطنية. لقد ظلمت الرجل يوم سخرت منه، حينما قال في حوار تلفزيوني مع المذكورة أعلاها لميس: إن الحاكم منا يجب أن يستجيب لرغبات شعبه.يومها قلت: إنه مسّه جن جعله يصدق أنه حاكم بالفعل. وواصلت ظلمه يوم قال في خطاب الوداع للأمة: إنه ترك مصر أفضل مما تسلمها، وأنه منذ حمله «الشعب» المسؤولية، لم يتوان في خدمة مصر. قلت: الشعب حمّلـه المسؤولية، كيف وإزاي وهل ومتى وأينما وربما وحيثما وريثما وبينما! لكن اتضح أن كلامه صحيح. تبين أن الجماهير الهادرة حملته المسؤولية، وفوقها حضن. ليس مهماً أن تلك الجماهير لم تعرف ولم تستطع حفظ اسمه حتى الآن. المهم أنها تحاول. ومن يحاول يجتهد. ومن أراد العلا سهر الليالي. ومن أراد فيفي عبده ذهب إلى شارع الهرم أو مسابقة الأم المثالية. آسف أيها «المنتهية ولايته». عيل وغلط. كلنا عيال في حضرتكم.
صدق اللي قال: شعب يخاف ما يختشيش. لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، ويحقد على رجب الذي غنت له الست هيفاء وهبي ولم «يحوش» صاحبه عنها حتى الآن. لقد ظهرت حقيقة سيادة «المنتهية ولايته» يوم انتهاء ولايته. تبين أننا كنا في نعمة لا ندركها ولا نفهم أبعادها ولا نستوعب مفاهيمها ولا نلــّم بتفاصيلها. شاشات الفضائيات ملؤوها بالمحللين الذين نورا بصيرتنا الله ينور طريقهم في حلهم وترحالهم. لأول مرة نشهد تسليم وتسلم للسلطة. مرسي خرج من القصر إلى السجن. نسي من سرعة رغبته في أن يتمتع بجمال وبهاء الزنزانة أن يسلم السلطة. لكن «المنتهية ولايته» قام بالأصول وسلمها بيديه الكريمتين. تسلم الأيادي.
أحد المحللين قال: حدث تاريخي غير مسبوق في مصر، رئيس يسلم السلطة لرئيس بشكل سلمي ودون أن يطمع فيها.
 محلل آخر أضاف: ربنا يديمها نعمة علينا.
 وثالث: الحقيقة سيادة الرئيس المنتهية ولايته زعيم تاريخي غير مسبوق.
عبدالناصر والسادات زعيمان لكن كان لهما معارضون، بينما زعيمنا المغادر القصر عليه إجماع شعبي ويحبه كل المصريين نفر نفر.
بجانب هؤلاء دبجت المقالات ونظمت القصائد في الإشادة بخصال سيادته. إنه الطيب الصادق الجليل الحنون. لم يطمع في منصب ولا وظيفة الرئيس. قاد سفينة الوطن وسط أصعب الأمواج حتى رست على بر الأمان. لم يصدر قراراً واحداً يخالف القانون. مؤدب مهذب نقي تقي قدم نموذجاً في الاعتذار وقال: «أنا آسف» لما اقترح فكرة على القوى السياسية لم تعجبهم.
 العاملون في القصر الرئاسي يقولون: إنه كان يمضي وقته في قراءة القرآن والصلاة. سخروا من مرسي لما كان يفعلها، لكن الفارق أن مرسي إرهابي متشدد لكن المنتهية ولايته سمح معتدل. صحيح أن الإرهابي مرسي يحاكم بتهمة التحريض على قتل اثنين في أحداث الاتحادية، بينما السمح المعتدل قتل في عهده ألوف مؤلفة في أحداث الحرس الجمهوري والمنصة والنهضة ورمسيس ورابعة. 
لكن هناك فارقاً. الضحيتان أيام مرسي من «المواطنين الشرفاء»، لكن الضحايا في عصر المنتهية ولايته غير شرفاء وليسوا مواطنين من أصله ويجب تطهير البلد منهم وحرقهم بجاز. لذلك كل»الشرفاء» فرحوا لما ساقوا مرسي إلى الحبس، وانتشوا بأن يساق المنتهية ولايته إلى قلادة النيل وبموجبها يتقاضى شهرياً 30 ألف جنيه، فضلاً عن معاش رئيس جمهورية، إضافة إلى راتبه رئيساً للمحكمة الدستورية التي عاد إليها معززاً مكرماً مبجلاً مفخماً.
أرجو من كل قارئ أن لا يحسد سيادة المنتهية ولايته على هذا التكريم وتلك المبالغ. فالأسعار نار ولابد من تأمين مستقبله. ثم إنه يستحق سرعة الحصول على مستحقاته بعد سنة في القصر حافظ عليه خلالها حتى أتى إليه من عينوه. أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه!


شريف عبدالغني
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghan

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق