الجمعة، 26 ديسمبر 2014

سلوى الملا.. حلم الحصول على الجنسية


سلوى الملا.. حلم الحصول على الجنسية


سلوى الملا
• ليس مرة ولكن مرات من تأتي إلينا وتسأل هل ممكن أزور قطر وأضع حملي فيها وألد طفلي وأحصل على الجنسية القطرية كما أميركا؟

أجبتها طبعا لا يمكن ولا يمكن لأي دولة خليجية ومعظم دول العالم.

ويتكرر السؤال من أخوات من المملكة العربية السعودية ومن البحرين ومن دول عربية شقيقة أخرى..

الجنسية الأميركية حلم لكثير من الناس لم يحققه ويمنحه هذا الجواز من تسهيلات ومن سهولة عبور ومرور من مطارات دون الحاجة لتأشيرة سفر ناهيك عما يحصل عليه حامل الجنسية الأميركية من مزايا وحماية من حكومته عند تعرضه لسوء ومشاكل وسجن!

الجواز الأميركي عند تصفحه تستمتع بما كتب من أقوال سياسيين وأدباء من كلمات مأثورة ومعبرة تجعل من الجواز كتابا صغيرا يحمله المسافر ويتسلى بقراءة ما كتب في صفحاته.

رغم مزايا الجواز الأميركي وهو ما يجعل أبواب وأراضي أميركا وولاياتها مفتوحة للمهاجرين العرب والمسلمين ودوّل العالم وأميركا لم يكن لها وزن ووجود وتقدم إلا بهؤلاء الذين سهل على أوطانهم الاستغناء عنهم لظروف سياسية وحروب وتشرد وهجرة ولاجئين وغيرها ورغم ذلك ومع حرص كثير من الأزواج والمشاهير بالسفر لأميركا لتلد زوجته هناك للحصول على الجنسية إلا أن الشوق والاستقرار والعيش في دولهم الأصلية لهم ولأبنائهم شوق دائم في قلوبهم ويسكن أحداقهم ويتحرك رجفة عشق لذكرى أقاربهم وحبوهم وذكريات طفولتهم..

أتذكر قصة مرايا أو منيرة الشابة السعودية التي كانت ضحية زواج والدها من والدتها الأميركية ووفاته وهي طفلة صغيرة ولَم تدرك أهمية العيش والإقامة بالسعودية إلا عندما كبرت وعملت وشعرت بشوق وحنين لوطنها الأصلي موطن والدها لتبحث عن تجديد جوازها السعودي وعندما سألتها وسألها غيري ما يدفعك وأنت شابة ولدت وعشت وتعلمت وعملت بأميركا برغبتك للحصول على الجواز السعودي والسفر لهناك؟ تجيب هي جنسيتي الأصلية ولي عائلة وقبيلة كبيرة هناك.. ولي تاريخ وحضارة وهو ما أفتقده هنا!! مرايا أو منيرة جربت الحياة الأميركية واكتشفت أنها لم تشبع استقرارا ذاتيا بأعماقها ووجودها.. تحرص مرايا على ارتداء قلادة ذهبية شعار المملكة النخلة والسيف حرص والدها على جعلها في رقبتها وهي طفلة وتحفظ الفاتحة وتفتخر بكونها مسلمة وسعودية رغم ما يظهر من كونها أميركية.

في النقيض نجد من يسافر من طلبة خليجيين للدراسة في أميركا ودوّل أوروبية أخرى رغبة في الإقامة والعيش هناك والزواج من أميركية أو تمديد الدراسة لعدم الرغبة في العودة وكل ذلك تحت مظلة حرية وهمية يعتقدون أنهم فقط يجدونها في أميركا ولا يدركون قيمة وطنهم وما فيه من استقرار وحرية وعائلة وأمان وعادات وتواصل وروحانية بعيدة عن ماديات أميركا ودول أوروبا

من ذلك كله أن تحمل جنسية ووطن واستقرار نعمة وأن تنتسب لوطن ولون وتحمل جوازا يعرف بك ويمنحك امتيازا وشأنا ويجعل كثيرين يرغبون في الحصول على هذه الجنسية لما لها من مزايا ورفع شأن المواطن وجعله محل أنظار الكثيرين هي الجنسية القطرية التي حلم يرغب ويتمنى من هم هناك الحصول عليها..

• آخر جرة قلم:

نعم أن تحمل جنسية وطن يميز ويهتم ويدلل شعبه، وطن قيادتها الحكيمة تدرك قيمة أجيال قادمة تهيئ لهم حياة كريمة لوطن تهفو الأرواح للانتساب إليه.. قيادة تهتم بالمواطن وتمنحه الكثير وتدرك أن هذا المواطن ثروة حقيقية لا يمكن التفريط به بسهولة وإرهاص روحه وجعلها بلا قيمة..

أن تنتسب لوطن يقدر الإنسان مواطنا ومقيما وضيفا.. نعمة عظيمة لا تجعل إغراءات الجواز الأميركي ولا الكندي هدفا متى قدرت الدول والحكومات معنى الثروة البشرية والعقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق