الخميس، 25 ديسمبر 2014

فيفيان مجدي تكتب : اللي اختشوا ماتو يا تواضروس

فيفيان مجدي تكتب : اللي اختشوا ماتو يا تواضروس


فيفيان مجدي


قرأت منذ سا عات قليلة حوار غالي للبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية …
حوار مهم مهم الحقيقة …حوار أثرى كل مبادئ الشفافية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان التي طالما كنا ننادي بها منذ سنوات مضت …
ربما تلك الديمقراطية هي التي سمحت للبابا أن يترشح من البداية لهذا المنصب وبعدها أتت به القرعة الهيكلية.
الحقيقة أن الحوار في مجمله كطرح محاور ..أسئلة منطقية ، لا تفتقد المغزى ، أسئلة حوارية هامة، تناقش الكثير من القضايا المتعلقة بالوطن وأمنه وحمايته ، وما له علاقة بأحكام سبق وأن بت القضاء فيها ، وما له وما عليه ومن خلاله وكلمات أخرى مثل تلك تريد أن تقرأها مني عزيزى القارئ.
لكن الحقيقة أننى سأخلع عنى ثوب القارئة الفصيحة وسأتحدث كما تتحدثون في منازلكم عنه .. هل رأيت ما رأته عيني؟ هل سمعت ما سمعته آذاني من كل من حولي؟ هل رأيت دمعة في عيني وأنا أقرأ حوار البابا تواضروس بالعربية بعد أن بحثت عنه كاملاً مدة ساعتين حتى أصل لأصل الخبر وأتجنب الوقوع في صدمة النقل الخطأ للجرائد المصرية المعتادين عليها ، إلي أن وصلت لما بين يديك من نسختين الأولى بالإسبانية لمن يريد التحقق والثانية بالعربية المترجمة من الإسبانية والاثنين من على موقع الجريدة الإسبانية التي أجرت الحوار …”تقدر تترجم كلمة كلمة وحرف حرف عشان تعرف البابا قال إيه بالظبط ” .
الحقيقة التي لا تدع باباً يُفتح للشك هي أن البابا تواضروس قام بإجراء حوار لأول مرة مع جريدة أسبانية ، فكان من الصحفي المحاور أن استجمع قواه ليقوم بتحدٍ حقيقي مع نفسه كأي صحفي ناجح ليصل إلي مجموعة من المعلومات التي من الصعب الوصول إليها فى جرائدنا المصرية …على أمل أن الخبر لن يتم تداوله بهذه الصورة ، فقام الصحفي بجمع كل المشاكل التي حلت على مصر طوال السنوات الماضية وطرحها علي قداسة البابا “الاحترام واجب ” ليقوم بالرد عليها ، وبيننا كصحفيين ندرك تماماً أن هناك الكثير من هذه الأسئلة ليس من شأن البابا وحده الرد عليها أو أن رده على هذه الأسئلة سيكون من باب “الفضفضة ” لكن الحقيقة أن الصحفي لم يترك كلمة إلا وذكرها فهنا كانت الصدمة .
ولكن قبل أن أكتب لك هل تعرف من أنا؟؟ .. أنا إنسانه خاطئة أدرك كل عيوبي وأعمل علي تصحيحها كما دعاني الإنجيل بأن أترك ما مضى وأتبعه “أتبع الله” فأنا إنسانة فانية لي ما لي وعلي ما علي، ومن الممكن أن تكون الحسنة الوحيدة التي حدثت في حياتي وأعطتني إيمان بنفسي ووثقت فيها أن الله يحبني وأن الله محبة هو أنه سمح لي أن أحمل جسد شهيد بيدي ليموت على يدى ويترك خلفه العالم وأقله إلى المستشفى القبطي ومن هناك أذهب كي أرسله إلى مكانه تحت مذبح كنيسة الملاك ميخائيل بمدينة السادس من أكتوبر.
نعم لا تتعجب إنها بالحقيقة من أقوى وأشد وأحزن وأوجع لحظات حياتي، وقتها فقط شهدت شهادة حية أمام الله ….ألا أترك بيتاً لا يعرفهم إلا وعرفهم ولا أترك باباً يمكن أن أقرع عليه إلا وقرعته وألا أرى لساناً يشهد زوراً إلا وقطعته حتى وإن مرت سنوات عمري وانتابني الزهايمر وشهدت زور ثم ذكرتموني سأقطع هذا اللسان لأنه شهد باطلا على شهداء أبرار ….هذا أنا فهيا لنر أحداً غيري.
قداسة البابا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سأله المحاور عن رأيه في براءة مبارك ، مع العلم أن البابا ليس سياسياً مخضرماً ولا قاضياً يحيا وسطنا في زي البطريرك ولكن من حقه أن يبدي رأيه فرأيه أن مبارك أدى عقوبة 4 سنوات حبي وهذا يكفي بجانب كبر سنه .. لكن الحقيقة الأكثر إيقاناً أن هناك مسيحيين قبض عليهم وعمرهم يتجاوز الثمانين ولم يتحرك ساكناً ولم نسمع البابا يتحدث عن كبر سنهم أو عن إعفاء لما قاموا به من تربية أبنائهم أو حماية أسرتهم طوال سنوات عمرهم إلى أن سرق أو قتل أو ..أو ..أو ..فلماذا لم تتحرك قداسة البابا لهؤلاء المحبوسين؟سنرسل لكم قائمة أسماء نتمنى أن تفتقدوهم وتدفعوا عنهم كفالة خروجهم لأنهم أيضاُ قدموا لأسرهم يوماً ما الكثير ، فهل ما يقوله قداسة البابا منطقي ..قتل الآلاف منذ 4 سنوات ..أيام ثورة يناير وما تلاها…علي يد مبارك وحاشيته …قتلوا ليأتي اليوم بابا الإسكندرية يعطي صك الغفران لمبارك ؟؟؟!!!!
كفى .. لن أتحدث عن مبارك فالعالم كله شهد واعترف بمهزلة براءته ولكن حينما يسأل المحاور عن مذبحة ماسبيرو فيجيب البابا نصاً أنه “ليس من الحكمة أن نتحدث عن هذا الآن “؟؟؟!!!!! لن تستطيعوا تخيل تعبيرات وجهي وأنا أعيد كتابة هذه الكلمات أو ترديدها ..إنها كلمات لا أرى لها وصفا …ليس من الحكمة أن نتحدث عن هذا الآن…يا إلهي …ودماء من قُتلوا عنوه والدماء التي سالت علي يدي خارجة من فمه وهو يسرق أنفاسه الأخيرة في الحياة ، تلك الدماء التي تركتها على يدي أسبوعين في محاولة مني أن أريها لكل من لم يراها وهي طازجة كدماء الخروف التي تسيل للتضحية ….ضحينا بهم لكي يأتي اليوم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ليتحدث عنهم وكأنهم نكرة ….. وحينما أكد المحاور أن الفاعل هو المشير طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة قال له البابا “لا نعرف من الفاعل” ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا نعرف من الفاعل ؟؟؟؟ كيف لا نعرف من الفاعل ؟؟؟ “ضحكة رقيعة”.
قداسة البابا ..هل كنت في مصر وقت وقوع مذبحة ماسبيرو ؟؟!! أعتقد أن هذا هو السؤال الأصح الذي كان علي المحاور طرحه …
مذبحة تحدث عنها العالم ، شهد من شهد من الشهود وأكد أنه رأى حمدي بدين وسط المتظاهرين يعطي تعليماته وأن الجنود هللوا لاختراق رصاصاتهم صدور المسيحيين وكله مُثبت بالفيديو …بالفيديو والمدرعات تدهس المواطنين …بالفيديو وهم يلعنونا ويسبونا… لست أدري من هم ….لكنهم كانوا هناك ..نحن لم نقتل بعضنا سيادة القاضي ..أقصد قداسة البابا ، لتأتي أنت اليوم وتقول لا نعرف …لن أسمح لك بأن تطمس وجوهنا في الأرض حتى لو على جسدي أنا وحيداً ….وحينما يسألك المحاور عن المذبحة ومن الفاعل فتقول أن هذا حدث قبل تعيينك؟؟!!! ألا ترى أنك تبيع الدم …ألا تسمع في أذنيك صراخ أم شهيد قٌتل أبنها يوماً من أجل تصريح بناء كنيسة وأنت اليوم تبيع دمه ….!!! ألا تسمع ذلك الصراخ؟؟
قداسة البابا ..الحقيقة ..أنني أسمعه كل يوم ..أرى المشرحة في عيني كل يوم …أرى وجه الملائكة تحول من الأبيض إلى الأزرق لأنه لم تكن هناك ثلاجات كافية لهم …أرى جسد حبيبي منتفخ من المدة التي قضوها على بلاط المستشفى القبطي حتى يتم التشريح كي نثبت حقهم.
كي لا تأتى أنت اليوم وتقول لنا لا أعرف..كي يعرف العالم أجمع أن من قتل شهداء ماسبيرو هم المجلس الأعلى بقيادة طنطاوي وعنان وحمدي بدين ولن أذكرك من الطرف الخفي الذي كان عضواً بالمجلس العسكري آنذاك سأترك لك قوة الملاحظة ..ربما حينما تتذكرها ستدرك أنك كنت في مصر يوم مذبحة ماسبيرو وأنت تعرف من القاتل وأنك تحاول أن تحافظ على وجه الكنيسة وعلاقتها بالدولة على حساب دماء شهداء…المسلمين لم يفعلوها معظمهم صرخوا لمناهضة الباطل الذي سمعوه من فم …..
على كل فلتتكلل أقاويلك بالبركة والنعمة والفهم ولكني قد قلتها منذ شهور لنيافة الحبر الجليل الأنبا بولا حينما حاول أن يطمس حقيقة مذبحة ماسبيرو في أحد البرامج الحوارية وسمعتها من شهور مضت وعرفت قصتها كانت جملة يقولها أجدادنا …..أعتقد أنني أتذكرها …..نعم …لحظة ….أعتقد هي ..اللي أختشوا ماتوا …
نص كلام قداسة البابا بالإسبانية والعربية :





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق