الجمعة، 26 ديسمبر 2014

رسالة غاندي إلى هتلر

رسالة غاندي إلى هتلر

خالص جلبي


كتب خالص جلبي:
في نوفمبر 2014 ظهر كتاب عجيب بعنوان (دفتر الملاحظات ـ رسائل عنت الكثير للعالم) (‏Letters of Note) قام المؤلف فيها بفكرة على غاية من الذكاء والأهمية، بجمع رسائل شتى من حول العالم، تم تبادلها بين أشخاص شتى؛ من مجرم يضع أسطره الأخيرة حول جريمته (Mark David Chapman)، أو كاتبة مرموقة تخط الكلمات الأخيرة لزوجها قبل انتحارها غرقا في نهر(Virginia Woolf)، بل وحتى وصفة طبخ تقدمت بها ملكة بريطانية الحالية أيام شبابها لإيزنهاور، ولكن الأعجب بين كل هذا الأسطر الخالدات الرسالة التي وجهها غاندي إلى هتلر، وهي محفوظة باللغة الإنجليزية حتى اليوم، وإن كانت الشبهات حامت حولها هل وصلت الرسالة فعلاً إلى هتلر أم لا ولكن على فرض أنها وصلت هل كانت ستفعل شيئاً أمام العاصفة القادمة في سبتمبر من عام 1939م.

صديقي العزيز: (معارف ضغطوا علي أن أراسلك باسم الإنسانية، لكن أمام هذه الرغبة بقيت ردحاً من الزمن دون تلبيتها، لقناعتي أن رسالة مني لن تؤدي دورها، مع هذا فهناك شيء ما دفعني ألا أضع هذا في الحسبان، وأخاطبك مهما كانت النتائج.

إنه واضح بما فيه الكفاية، أنك اليوم الشخص الوحيد في هذا العالم الذي بإمكانه منع نشوب الحرب، وإنقاذ البشرية ألا تعود إلى حياة البربرية، فهل أنت حقا جاهز لتحمل مثل هذا الثمن؟ مهما ترتب عليها من نتائج؟ هل يا ترى سوف تصغي إلى رجل يرفض تسويات النزاعات بوعي كامل بألا تستخدم فيها القوة؟ وهو بهذا لن يصل إلى نتائج مهمة، حين تقرأ كتابي، وترى أن ليس فيه ما يستند إليه فأرجو منك المسامحة. سأبقى صديقك). م. ك. غاندي.

الكلمات الأخيرة والأسطر الأخيرة مهمة في التاريخ، وفي القرآن أن يعقوب حين اقترب منه الموت دعا أبناءه للكلمة الأخيرة؛ فكانت وصيته سؤال محدد: كيف ستعيشون من بعدي؟ أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي.

ويروى عن صلاح الدين الأيوبي أيضاً في كلمات موته الأخير أنه أوصى أولاده من بعده بالكف عن الدماء فإن الدماء لا تنام.

وجاءت في كلمات «راسبوتين» الأخيرة أنه لو سفك دمه، فستحل الكارثة على العائلة المالكة، وسيفر ملايين الروس خارج روسيا، وقد كان.

ويروى عن عمرو بن العاص حاكم مصر حين جاءته الوفاة أنه بكى وتأثر، وقال قد مرت علي ثلاثة أوقات: الجاهلية ولو مت فيها كنت من أهل النار، ثم جاء نور‏ الإسلام، فلو متنا كنا من أهل الجنة، أما الآن فحصلت أمور وأمور لا أعرف إلى أي شيء أنا قادم وهو اعتراف جيد بالغبش الذي اعتلى الصور وضيع الرؤية الواضحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق