الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

أمريكا طليعة الانحطاط

أمريكا طليعة الانحطاط

اسم الكتاب: أمريكا طليعة الانحطاط
المؤلف: روجيه جارودي
الناشر: ضيندي لارجيه
نبذة
يعكس هذا الكتاب ثقافة موسوعية ورؤية ثاقبة، تعكس حياة عميقة عريضة، مليئة بالفكر والمصاعب، والعمل والمعارك، جعلت من روجيه جارودى بحق شاهدا على عصره، بل وشاهدا على القرن العشرين.
يقول روجيه غارودي في مقدمة كتابه "أمريكا طليعة الانحطاط" "اننا نوشك أن نغتال أحفادنا، ونعد انتحاراً كوكبياً في القرن الحادي والعشرين، إذا ما استسلمنا للانحراف القائم في السياسة العالمية، البطالة والإبعاد والغربة داخل الوطن، والجوع في ثلاثة أرباع العالم، والهجرة من عالم الجوع إلى عالم البطالة.
حل هناك وسيلة لفهم عصرنا؟ أي هل يوجد رباط داخلي وعميق بين جميع المشكلات العالمية، سواء كانت تدخلات عسكرية، أو دوراً لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي أو لأوروبا ماستريخت، أو المنظمة العالمية للتجارة الملقبة سابقاً بالجات، أو إعادة الرأسمالية أو أوروبا الشرقية، أو الأصوليات الإسلامية واليهودية والمسيحية ومشكلاتنا الملحة، أو البطالة والإبعاد والاستبعاد والإقصاء والهجرة والعنف وانتشار المخدرات؟ كف تستخلص المعنى والعلاقة؟ وكيف نضع برنامجاً محدداً للخروج من تلك المشكلات؟ "تلك هي غاية روجيه غارودي من كتابة السابع والخمسون "أمريكا طليعة الانحطاط كيف نعد للقرن الواحد والعشرين" وفيه يهتم غارودي الصهيونية وأساطيرها وعدوانها، ويتهم أمريكا لأنها "طليعة الانحطاط".
ويبين من اتهامه الحيثيات والأسباب، لنظام عالمي جديد يوشك أن يكون عالماً جديداً بلا نظام. إن هذا الكتاب شاهد على العصر، بل شاهد على القرن العشرين، ينظر من خلاله مؤلفه إلى الماضي ليكتشف الجذوة، ولا يكتفي من الماضي بالرماد وينظر منه أيضاً إلى المستقبل في أمل دائماً. ولهذا اختار غارودي عنواناً إضافياً لكتابه الجديد: أمريكا طليعة الانحطاط. وهذا العنوان: كيف نعد للقرن الواحد والعشرين، وهو ما يعالجه في الفصل الأخير.

قراءة في كتاب
أمريكا طليعة الانحطاط
عرض:د. موسى الإبراهيم


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

بين يدي القراءة:

انتهيت من قراءة هذا الكتاب الساعة السادسة عصراً يوم الاثنين الموافق 23/5/1419هـ 14/9/1998م وانطباعي عنه كما يلي:

1- يستفاد من الكتاب كثيراً.

2- والكاتب نقده من موقع الخبرة بالحضارة الأوربية والأمريكية بشكل خاص –وهو حجة في هذا الباب لأنه من أهل الدار ويعلم ما فيها.

3- يؤخذ على والكاتب مهمة لحوار الحضارات وضرورة قيام عالم موحد على ثقافات الجميع..

4- كما يثني المؤلف مراراً على ماركس والماركسية بشكل مبطن مظاهر أحياناً.

5- وجاء في كلمته الأخيرة في الكتاب: مع الشعور بأن الله قد صار إنساناً ويصير الإنسان إلهاً إذا شئنا أن نستخدم لغة آباء الكنيسة الشرقيين. أقول: ( تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)!!!

والخلاصة: أن القراءة في فكر جارودي تحتاج إلى تدقيق وحذر، كما أنه لم يصف بعد توجه إسلامي والله أعلم.

د. موسى إبراهيم الإبراهيم

إن أمركة أوربا تحضر دون شك لأمركة الكرة الأرضية وهكذا ستخسر الكرة الأرضية ماضيها.

المقدمة

هدف الكتاب الإجابة عن سؤالين هما

1- هل يوجد قبس هادٍ لفهم عصرنا؟

2- هل يمكن أن نضع برنامجاً خاصاً واقعياً للخروج من المأزق؟

الفصل الأول

العالم في نهاية القرن العشرين

إن حرباً ثالثة إن نشبت ستكون من طراز جديد فلن يكون منشؤها منافسات أوربية داخلية /كالحربين الماضيين/ إنما مجابهة حضارات بين "المركز" الغرب والمحيط (البلدان المستعمرة سابقاً) فالنزاع هو صدام بني الحضارة (اليهودية –المسيحية) وتواطؤ (إسلامي كونفوشيوسي)

- ستكون فعلا (صدمة محضرة) وحدانية السوق التي تجهز لتحطيم مقاومة كل أولئك الذين يدينون بنظام قيم آخر غير القيم التجارية والذين يدافعون إلى جانب هويتهم عن معنى الحياة.

النقطة الحساسة هي الخليج العربي لأنه محاط بأغنى مكان من البترول الذي سيبقى لعدة عقود عصب النمو الغربي.

- ومن هنا تم سحق العراق من قبل أمريكا تحت ضغط لوبيين

1- اللوبي اليهودي

2- لوبي رجال الأعمال.

- وحدد الآن هدف أكبر أهمية هو إيران إذ لم يتمكن العراق من قهرها رغم السلاح والمال اللذين أمدته بهما بسخاء أمريكا وتابعوها وحدد هذا الهدف في شرم الشيخ لعام 1996 من قبل إسرائيل.

فمكافحة الإرهاب مثل التدخل الإنساني ذريعتان جديدتان للاستعمار الحديث.

* إن إسرائيل رأس حربة الولايات المتحدة للسيطرة على كل بترول الشرق الأوسط.

- وتشكل إيران العقبة الرئيسية في وجه هذه المطامع.

ومن أمثلة مكافحة الإرهاب:

1- مذبحة شارون التي أودت بحياة /20000/ مدني لبناني عام 1982 ولم تحد من تسليح إسرائيل رأس حربة أمريكا.

- وكذلك خطة السلام المزعومة في فلسطين التي لا تعطي للفلسطينيين إلا أقل من 6% تحت حراسة الجيش الإسرائيلي.

- وانكشف النفاق الأعظم في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في الجزائر.. تعطيل الانتخابات ومساندة الانقلاب العسكري.

- إن تحالف اليهود مع الأصوليين الدينيين يبين دور الصاعق المفجر لحرب جديدة تتهيأ إسرائيل لتلعبه في ظل أية حكومة.

- لقد وصلت أمريكا في طور قصوري أي تفكك داخلي بسبب البؤس المتزايد بوجود 33 مليون تحت خط الفقر وانحلال المجتمع بتفرقة عنصرية والتخلخل الاجتماعي بتأثير المخدرات والفساد المتزايد.

الفصل الثاني

وحدانية السوق

- السوق هو مكان تبادل معاصر لكل مجتمع معتمد على تقسيم العمل.

- إن ما يميز في الواقع وحدانية السوق هو الاستخفاف بحرية الإنسان.

- إن رقم مبيعات المخدرات حالياً في أمريكا هو في مرتبة مبيعات السيارات ص23 أو الحديد أو الفولاذ

- إنه لأمر ذو دلالة أن تحرز الدول الأكثر غنى كالولايات المتحدة والسويد الرقم القياسي في انتحار اليافعين.

أما السلاح فيبقى الصناعة الأكثر ازدهاراً وجعل من الولايات المتحدة القوة الأولى في العالم بعد الحرب الأولى.

والعهد السياسي هو الأكثر سفوراً فمنهم من دخل حرب الخليج مقابل خمسة ملايين دولار.

الفصل الثالث

الولايات المتحدة طليعة الانحطاط

- إن انتشار طراز الحياة الأمريكية وأوهامها كان أحد الأسباب الرئيسة في تفكك الأخلاق والفنون.

- 80% من سكان أمريكا الأصليين (الهنود) قتلوا وأبعد الباقون وهمشوا.

- جميع الناس الآخرين الذين يسكنون أمريكا من المهاجرين.

- وليس لهم ثقافة مشتركة ولا دين مشترك.

- الولايات المتحدة منظمة إنتاج تديرها التقنية التجارية فقط من حيث يساهم كل فرد منتجاً أو مستهلكاً متطلعاً إلى هدف وحيد هو الزيادة الكمية للرفاهة وعند الغالبية العظمى من هذا الشعب إن الله قد مات.

1- أسس انحطاط الثقافة الأمريكية

استقلت أمريكا في 4/7/1776م

- في مجال الطبيعة ساد السلب والنهب والتخريب لمظاهرة الحياة العامة.

- في مجال العلاقات العامة ساد مطاردة الهنود والاستيلاء على أراضيهم.

ثم تلا ذلك شريعة الغاب بين البيض للاستيلاء على ثروات الهنود المسروقة

– قتل من الهنود الحمر عشرة ملايين إلا مائتي ألف نسمة هم مجموع السكان الأصليين.

2- السياسية الأمريكية الخارجية

- إبعاد أوربا للتفرد بالسيادة والاستثمار للثروات - (مبدأ مونرو)

- مشاركة أمريكا في الحرب الأولى كانت متأخرة 1917 لتتحمل أقل الخسائر في مقابل أكثر الأرباح.

- الاهتمام السياسي الأول هو تحطيم أي نظام اجتماعي يعارض تغلغلها الاقتصادي.

- إلقاء القنبلة الذرية على اليابان (هيروشيما) بتاريخ 6/8/1945 وقتل 7500 نسمة وبعدها بثلاثة أيام قنبلة على ناجازاكي بينما كان امبراطور اليابان يعرض استسلام بلاده.

- في سبيل محاربة الشيوعية لم يتردد القادة الأمريكيون من إيصال جزالات نازيين إلى السلطة.

3- الحرب العالمية الثانية أنقذت أمريكا من الأزمة

- خرجت أمريكا من الحرب في وضع هيمنة كلية وتملك نصف ثروات العالم.

- خسائر الحرب الثانية –ألمانيا 7،5 مليون إنسان –روسيا 17 مليون –فرنسا 1 مليون – انكلترا 1 مليون –أمريكا 280 ألف فقط.

4- سياسة أمريكا منذ عام 1950

- الحمائم ، البعد عن العواطف، والأهداف المبهمة، والشعارات الوطنية ، ترقب التصرف من موقع القوة.

- الصقور، تحديد العدو روسيا وتجسيم أخطاره لتبرير التدخل ضده.

الحرب الباردة، مجلس الأمن الوطني عام 68 قال:

- النزاع بين قوى النور والظلام لا يهدد فقط جمهوريتنا وإنما الحضارة نفسها وتفرض علينا من أجل مصلحتنا الذاتية شمولية ممارسة الزعامة العالمية.

- وقد هيأ الإعلام قبول الرأي العام لهذه السياسة من خلال مراقبة شديدة لكتم أفواه الناس عما يخالف الرأي المطلوب.

5- ديمقراطية أمريكا

عام 1840 قال الكسي دي توكفيل: لا أعرف بلاداً تحد فيها حرية التفكير والمناقشة مثل الولايات المتحدة.

6- سياسات اتخاذ المواقف:

- في بلاد يسمع فيها صوت الشعب يجب التأكد من أن هذا الصوت ينطق بما يناسب.

- في دولة تعتمد على العنف الداخلي تكفي مراقبة ما يفعله الأشخاص أما ما يفكرون به فليس له أهمية كبرى.

- أما في الأمكنة التي يحد فيها من عنف الدولة فمن الضروري مراقبة ما يفكر به الناس.

سياسية أمريكا بعد الحرب الثانية

- خشيت أمريكا على أوربا أن تنهار اقتصادياً فيصل الشيوعيون إلى الحكم.

- ولذلك أطلقت مشروع مارشال الهادف إلى إعادة بناء أوربا ولكنه مشروط بإبعاد الشيوعيين عن الحكومة الغربية مع فتح الأسواق أمام المنتجات الأمريكية.

8- السياسة الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي 1989

- لا بد من إيجاد بديل عن إمبراطورية الشر.

- من غير المسموح لأي شعب تحت طائلة التدمير أن يرتفع إلى أعلى مستوى من التقنية واستغلال ثرواته الوطنية (البترول مثلاً) دون مراقبة تفرضها أمريكا عن طريق وحدانية السوق وعبادة المال.

- في قصف العراق قتل 100 ألف مدني، ومن جراء الحصار مات 500 ألف طفل.

9- التخطيط الغربي (انكلترا وأمريكا) لأجل الاستيلاء على بترول الخليج منذ عام 1958والوثائق المثبتة لذلك.

- إيزنهاور (رئيس أمريكا الأسبق) اعتبر أن منطقة الشرق الأوسط هي المكان الاستراتيجي في العالم.

مفهوم أمريكا للأمن القومي

- النفوذ الاستراتيجي على نصف الكرة الغربي وإبعاد أوربا عنه.

- العمل على توسيع النفوذ للوصول إلى مصادر الثروات في العالم.

- التهديد الأكثر خطورة على المصالح الأمريكية هو (الأنظمة الوطنية) التي تستجيب للضغوط الشعبية وتهدف لتحسين مباشر لمستوى الحياة وإلى تنويع الاقتصاد. وهذه تتعارض مع حاجتنا لحماية مواردنا.

10- القضية الفلسطينية.

- السياسة الأمريكية موجهة باللوبي الإسرائيلي الذي يعتمد على 40-45 سناتوراً كحد أدنى وعلى 200 عضو من أصل 435 في الكونغرس.

- تمنح إسرائيل 3 مليارات دولار سنوياً =700 دولار لكل إسرائيلي مقابل 2 دولار لكل شخص في أفريقيا.

11- سياسة وضع اليد على البلدان النامية /بعد سقوط الاتحاد السوفياتي/.

- كانت البداية سابقاً منذ إسقاط الزعيم الوطني مصدق في إيران.

- يجدر بالدولة النامية التي تملك ثروات طبيعية هامة أن تتأمل جيداً هذه العبرة: إن اتباع الذين يعظون ويحثون على الوطنية الجامحة يكلف غالياً.

- يقول قائد القوى البحرية، يجب أن نحافظ على طرق وصولنا بدون عوائق إلى الأسواق الاقتصادية في العالم كله وعلى الموارد الضرورية لدعم حاجاتنا الصناعية ص57.

- يقول المؤرخ ريتشارد إيمرمان: إن قوة أمريكا وأمنها يتعلقان بصورة رئيسة بالوصول إلى الأسواق والموارد الأولية في العالم وخاصة في العالم الثالث الذي يجب التحكم به بشكل وثيق.

- ويوضح هذه السياسية تدمير العراق عام 1990

- ومن مظاهر هذه السياسة

- إبادة الهنود الحمر ،استعباد السود، حماية الديكتاتوريات عالمياً، تحطيم هيروشيما، مذابح العراق.

تدمير 4 ملايين في فيتنام، 20 ألف في أندونيسيا، 200 ألف في أمريكا اللاتينية، 20 ألف في لبنان.

* أكاذيب الحرية الأمريكية (الديمقراطية)

- التباين المتزايد في الثروات داخل أمريكا فمنذ عام 1900 تملك ثمن العائلات الأمريكية سبعة أثمان الثروة الوطنية.

- الجامعات المستوى العالي يكلف بين 100 ألف على 150 ألف فرنك كلفة دراسة الطالب السنوية.

أما الجامعات الأهلية الشعبية فإن نسبة 40% لا يجيدون القراءة و23% من الشباب أميون

- في المجال الصحي تحتل أمريكا المرتبة 22 في نسبة وفيات الأطفال.

13- عالم الجريمة

- حادثة قتل كل أربع ساعات في نيويورك وحدها.

- حادثة اغتصاب كل ثلاث ساعات في نيويورك وحدها

- مخالفة كل 30 ثانية في نيويورك وحدها

- أكثر من مليون في السجون الأمريكية وثلاث ملايين تحت المراقبة.

هذه نتائج اقتصاد السوق الوحشية.

- قتل الأطفال فيما بينهم بين عامي 1979 -1991 قتل 50 ألف طفل بالأسلحة النارية نتيجة نزاعات بينهم.

14- التمييز العنصري الاقتصادي

- 1/8 من أطفال أمريكا لا يجدون ما يسدون به جوعهم.

- إن شعباً دون ماضٍ لا يمكن إلا أن يعطي فناً دون جذور.

الفصل الرابع

استعمار أوربا والعوالم الثلاثة


1- يتميز تاريخ أمريكا (التي أصبحت القوى الكبرى بعد الحربيين العالميتين) بعاملين رئيسيين:

1- مذبحة الهنود الحمر للاستيلاء على الأرض

2- استعباد السود للعمل في المزارع

- ثم بعد سقوط الاتحاد السوفياتي أطلق شعار (النظام العالمي الجديد) وهو اسم آخر للسيطرة الأمريكية على العالم.

- أوربا لا يمكنها أن تكون منافسة فهي تابع وتلعب دور المكمل كما جرى في العراق والصومال.

- وفي المجال الثقافي ترزح أوربا تحت غزو الأفلام الأمريكية فمثلاً

- (250 ألف) ساعة بث تلفازي في أوربا لا تنتج 12 دولة أوربية منها إلا 25 ألف ساعة أي 1/10

- كمية سوق السينما الأمريكية المسوقة في فرنسا هي 40% والعكس 0،5%.

* هذه السياسة المفروضة على أوربا من قبل أمريكا تدخل العالم في مرحلة جديدة من الاستعمار.

* إن قدرة المعسكر الشرقي وأوربا قد حيدت أو استعبدت.

* إن النظام العالمي الجديد يعني توسيع الاستعمار والتبعية لأمريكا ويعتبر الآخرين ملاحق لها.

2- الوسائل أهمها:

1- تخفيض ثمن المواد الواردة من البلدان النامية ورفع ثمن الصناعات المصدرة لها.

2- تصنيع بلدان العالم الثالث ونقل التكنولوجيا وسيلة أخرى للسيطرة

3- والطريقة الأكثر ضماناً تركيز دكتاتور عسكري في كل بلد باسم السلامة الوطنية

4- وغدا ممكنا الآن قبول قادة منتخبين واستبدال الفساد بالعنف.

5- صندوق النقد الدولي يمكنه أن يفرض على دول العالم طريقة النمو حسب ما يلائم مصالح الولايات المتحدة ومن وسائل ذلك:

-فرض تخفيض قيمة العملة للحد من الاستيراد وتشجيع التصدير

- فرض تخفيض النفقات العامة وخاصة المستوى الاجتماعي

- فرض تقليص نفقات التعليم والصحة وإلغاء دعم المواد الاستهلاكية خصصة المؤسسات العامة (ماء، كهرباء، نقل) زيادة الضرائب.

وتؤدي هذه السياسات إلى فتن الجياع ضد ارتفاع الخبز، كما حدث في المغرب 81-84 والجزائر 88 والأردن 96.

- كما تدعو هذه السياسة إلى التخلي عن اقتصاديات مواد العيش كالزراعة وتشجع زراعة المواد القابلة للتصدير من أجل تسديد الديون.

وهكذا فالبلدان التي تعتمد على المساعدات تنتج كثيراً مما لا تستهلكه وتستهلك كثيراً مما لا تنتجه.

3- سياسات وحدانية السوق (عبادة المال) والكيل بمكيالين

- الجزائر خطر جبهة الإنقاذ من حيث أنها تشكك بمقاصد المجتمع القائم على وحدانية السوق ولذلك عدت شيطاناً وكأنها تعلن حرباً دينية.

- المكاييل المختلفة في التعامل ومن أمثلته حماية أكراد العراق دون أكراد تركيا وهم يمثلون 1/4 ربع السكان.

- ضمن الكويت وضم القدس فالكويت عند أمريكا مقدسة آلاف المرات لأنها محاطة بآبار البترول.

4- دور القوميات في تفتيت الشعوب لصالح الغرب

- الجامعة العربية وكانت حلم الانجليز لتفتيت الجامعة الإسلامية وفصل العرب عن العالم الإسلامي والخلاصة أن الخطر الذي يهدد العالم هو: الهيمنة الوحيدة للولايات المتحدة ووحدانية السوق التي تريد أن تفرضها كلياً.

الفصل الخامس

تجارب الاشتراكية المجهضة


- 1/3 عمال العالم (2800 مليون) عاطلون عن العمل.

- 350 شخصاً في العالم يملكون دخلاً يعادل دخل ملياري ونصف عامل.

- انهار الاتحاد السوفياتي بعد سبعين عاماً لا بهزيمة عسكرية، وإنما بتفجر اقتصادي وسياسي.

- انهار الاتحاد السوفياتي ليس باتباعه مبادئ ماركس بل بخيانتها؟! هنا نظر ومغالطة).

إنه من الضروري في الوقت الحاضر التدقيق بشكل أساسي في ثقافة الغرب وحضارته ومسلماتهما ودور الغرب المدمر للثقافات الأخرى انطلاقاً من الفكرة البغيضة بأنه شعب مختار (التي تستتبع رفضاً للآخر بل وإبادته).

- لقد انقضى عهد تغني الغرب بحضارته والمعاناة من انشقاقاته وهيمنته وحان وقت حوار الحضارات.

الفصل السادس

أحلام الغرب وأكاذبيه

* ليس المقصود أبداً إنكار إسهامات الغرب المقصود أن تعطى مكانها كل مكانها ولا شيء غير مكانها، وأن تنظم على الخصوص قدرات العلم والتقنيات لغايات واعية إنسانية خالصة.

إن مهمة المثقفين الأولى هو كشف القناع عن اللغة الكاذبة في الكتب المدرسية ووسائل الإعلام التي يستخدمها الغرب ليحافظ على هيمنته بواسطة الأيديولوجيات الخادعة بحداثتها.

ما من مسلمة من مسلمات هذه الحداثة المزعومة إلا كانت كذبة وقبل كل شيء الديمقراطيات، والدفاع عن حقوق الإنسان، والحرية.

- إنها ديمقراطية السادة الآخرين، ديمقراطية البيض لا السود، الأغنياء لا الفقراء.

ومن الجدير بالملاحظة أن أولئك الذين يعلنون عن أنفسهم أنهم هم المدافعون عن حقوق الإنسان (عصابة الدول السبع الذين اجتمعوا قادتها عام 1996 لمكافحة الإرهاب) تتكون من قادة الدول الأشد إرهاباً في العالم والأعتى سرقة لحقوق الإنسان لا بماضيها البعيد (مذبحة هنود أمريكا وتجارة الرقيق والاستعمار) وإنما بجرائهما الحديثة مثل زارعي الموت والدمار في فيتنام بالنابالم، والمسؤولين عن قتل 250 ألف طفل أقل من خمس سنوات داخل المستشفيات ومثله خارجها بسبب الاستمرار في فرض المقاطعة على العراق، إنهم الذين يفرضون على العالم ما يساوي قتل هيروشيما كل يومين.

الفصل السابع

الحضارة وإيمان العوالم الأخرى (لاهوت التحرر)


1- إن إحدى أصعب المشكلات على الحل اكتشاف المبادئ الأساسية للنمو الحقيقي، نمو الإنسان لا المنتجات القديمة الخام.

2- في علاقاتنا مع الطبيعة

- أن نشعر أننا ملك لها وليست ملكاً لنا وهذا خطأ.

3- هل فكرنا في أحفادنا الذين يلزمهم أن يحموا أنفسهم خلال قرون كثيرة من إشعاعات فضلاتنا النووية؟

4- وفي علاقاتنا بالآخر

- يجب أن نعثر من وراء الأنا الصغيرة على معنى الجماعة بحيث يحس كل إنسان أنه مسؤول عن جميع الآخرين.

5- من ص126 وحتى ص144 مغالطات وتهويمات نابعة من النصرانية المحرفة.

الفصل الثامن

كيف الخروج مما نحن فيه

ينبغي للكفاح من أجل عالم آخر أن يتطور على مستويات ثلاثة

التربية –الفنون –السياسة

1- التربية (قلب التربية)

- نعم قلب التربية لا لإصلاحها ،بل لتهيئة الناس ليكونوا مبدعين كيف؟

- قبل كل شيء التدرب على ثقافة الآخرين مع شيء من التباعد عن الثقافة الغربية لإصدار حكم أصدق عليها، أقول: لماذا هذه البداية؟ إنها للمفلس من القيم

التربية والنصوص المقدسة

1- ليس المطلوب إدراجها (النصوص المقدسة) في المنهاج المدرسي (حيث لن نجد إلا القليل من المدرسين القادرين على التباعد عن دينهم الخاص أو عن عدم إيمانهم ليساعدوا على التأمل في الغايات بموشور جميع الثقافات.

وإنما المطلوب أن توضع هذه النصوص تحت تصرف الراشدين مهما يكن عمرهم ومستوى ثقافتهم في صالات مخصصة لهاذ الغرض ربما تأهل هنا المعلمون الآتون لهذا التفكير في الغايات أو على الأقل المواطنون الواعون لمشكلة معنى الحياة.

أقول (مفهوم القراءة) إن هذا الكلام خطير للغاية وانتقاص من النصوص المقدسة ودعوة إلى التباعد عن الدين الخالص والتفكير بموشور جميع الثقافات وهذا الأمر (حوار الحضارات) هو ما يميز المؤلف في فكره الجديد وعليه ما عليه من الملاحظات الخطيرةََ.

2- الفنون تاريخ الإنسانية المقدس (هكذا؟! ثم كلام، لا قيمة له).

3- السياسة والغاية الإنسانية؟

- إن طموح الولايات المتحدة إلى السيطرة العالمية أصبح من الوضوح بحيث يثير الغضب على المستوى العالمي، إن أوربا ذاتها التي تقاسم الغرب امتيازاته أخذت تستيقظ من الحذر الذي يمنعها من الشعور بأنها أصبحت في طور التبعية إن لم تكن مستعمرة.

- إن التنافس بين البلدان غير المتساوية ينتهي بتدمير الأضعف.

- إن ردود الأفعال على المستوى العالمي ضد القرارات الأمريكية هي الأمارات المبشرة بوعي أن السياسة الأمريكية تشكل الخطر الأكبر على استقلال جميع الشعوب.

- إن حل مشكلاتها منوط بموقفنا لتجميع جميع ضحايا سيطرة الولايات المتحدة لعزل قادتها بوحدة قادة جميع الشعوب القادة الذين يرفضون السيطرة الاستعمارية للولايات المتحدة.

لا بد من بيانين

1- بيان الجنوب من أجل باندونغ جديد.

2- بيان أوربا من أجل وحدة سمفونية للعالم.

الفصل التاسع

الإعلان العام للواجبات

تمهيد:

1- إعلان الواجبات نابع من التمييز بين الإنسان والكائنات الحية الأخرى.

2- لما كانت ألسنة الإنسان من صنع ثقافات جميع أسر الأرض فإن جميع واجباتنا تنطلق من هذه العمومية!

كل عمل وكل فكر لا يمكن أن يكسبا قيمة إنسانية إذا لم يتجها إلى منح كل طفل وكل امرأة وكل رجل مهما تكن ثقافة الأصل أو الإيمان أو المواطن.

الوسائل الاقتصادية والسياسية والثقافية أو الروحية ما يطور بها جميع الإمكانات الإنسانية الخلاقة التي يحملها.

(أقول: أرى أن العولمة الثقافية المرفوضة من المنظور الإسلامي واضحة في هذا الكلام؟!)


3- الملكية تتضمن واجب استثمارها في مصلحة الإنسانية بأكملها.

4- الواجبات إزاء الطبيعة حالة خاصة من الواجبات إزاء الملكية.

5- تقوم الحرية على ألا نكون أسرى مصالحنا الخاصة وأن نعمل لإعلاء شأن جميع أعضاء الجماعة البشرية؟! أقول:(إنها العولمة أيضاً).
6- الأمن ومقاومة كل اضطهاد نابعان من ذلك التضامن

7- كل رجل وامرأة عليه أن يتساءل عن الغاية أي معنى العمل وهدفه

8- حقوق الإنسان تنبع من هذه الواجبات وتتلخص في حق واحد لا ينبغي لأحد أن يلقى عوائق أو حدوداً في القيام بواجباته إزاء الجماعة الإنسانية.

9- الإنسان واحد مع الكل (إنها العولمة المرفوضة)

الفصل العاشر

برنامج محسوس
أ- بالنسبة للعالم الثالث باندونغ جديدة

- حيث إن الغنى للقلة القليلة يستتبع التبعية والاستغلال أو الموت للجزء الأعظم من الإنسانية.

1- إن نهضة الوحدة الإنسانية لا يمكن أن تتم بالعنف والسلاح كما كانت القطعية المعروفة وإنما بجميع القوى الإنسانية الخالصة من الاقتصاد إلى الثقافة والإيمان.

2- ضعف الشعوب المضطهدة راجع إلى انقسامهم ونزاعهم.

3- نرفض جميعاً تسديد الديون لصندوق النقد الدولي لأسباب:

الأول: من الدائن؟ فالغرب مدين إزاء العالم الثالث

- من الذي اغتصب من الهنود الأمريكيين قارتهم كلها؟ ومن يعوضهم؟

- من يرد لأفريقيا الملايين من أبنائها الذين استرقهم الغربيون الأمريكيون؟

الثاني: ما سبب الاستدانة؟ البلاد المستعمرة خربت الاقتصاد المحلي واضطرت البلاد إلى الدين

الثالث: الديون سددت منذ زمن بعيد عن طريق الفوائد الربوية مثلاً الجزائر مدينة 26 مليار تدفع سنوياً 6 مليار دولار فوائد.

- لا بد من تكوين صندوق للتضامن

- نحن نعارض كل مقاطعة يفرضها تعسفاً سادة العالم وسنتاجر بحرية مع الذين تطالهم هذه المقاطعة من إخوتنا.

- المبادرات على أساس المقايضة دون استخدام الدولار.

6- مقاطعة أمريكا وتابعيها ولا سيما إسرائيل

7- سياسياً لا بد من الانسحاب الجماعي من المؤسسات التي تدعى العمومية التي تستخدم غطاءً لاعتداءات عسكرية واقتصادية وثقافية مثل صندوق النقد الدولي –المصرف العالمي –المنظمة العالمية للتجارة (الغات)

8- التهديدات لأحدنا تحارب بمجموع جماعتنا العالمية.

9- هذه الجماعة العالمية تهدف إلى إنشاء عالم ذي وجه إنساني لا تستتبع أي طرد لا ديني ولا سياسي.

- باندونغ الأولى في عالم ثنائي القطب كانت لعدم الانحياز

ونحن الآن في عالم وحيد القطب وعلينا أن ندافع عن هوياتنا.

ونحن نجتمع لنبني عالماً واحداً بتلاقي الشعوب والثقافات وبإيمان واحد يتغذى بتجربة كل واحد وثقافته.

(أقول: إنها العولمة الفكرية والثقافية والدينية المرفوضة)

بالنسبة إلى أوربا من أجل وحدة سمفونية للعالم

- السياسة الوحيدة التي لها مستقبل اليوم هي السياسة التي تحل مشكلاتنا: البطالة –الهجرة –الجوع في العالم –ولن تحلها سياسة النمو ولا أوربا.

1- النمو لا يحل مشكلة

- النمو لم يخلق وظائف بل يزيلها لأنه يحل الآلة محل عمل الإنسان

2- الأكذوبة الثانية أكذوبة أوربا فما من مشكلة حيوية يمكن حلها في إطار أوربا

- الحل الممكن الوحيد هو الانفتاح على العالم كله من خلال:

1- الإلغاء الكلي للدين

2- إلغاء كل مساعدة لحكومات العالم الثالث

3- تحويل القروض إلى المنظمات من تعاونيات ونقابات

4- تسديد القروض بالعملة المحلية

5- ربط أسعار الشمال بالجنوب

6- لا بد من احترام تاريخ كل شعب وثقافته.

7- مصادر الطاقة ، الأولوية للطاقات القابلة للتجدد كالطاقة الشمسية.

وأخيراً: لا بد من العودة إلى الوضع السليم الذي يسميه ماركس تعريف الاشتراكية وهو أن يعطى لكل طفل وامرأة ورجل أياً كانت الحضارة التي ينتمون إليها الوسائل الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تطور جميع الثروات.

الخاتمة

1- غاية هذه الأفكار

التهيئة للقرن 21 بحيث تمكن الحياة فيه والآن كل يومين يذهب كضحايا هيروشيما جراء السياسات الغربية.

2- حياتنا اليوم بلا هدف ولا مستقبل

هذا الكتاب دعوة إلى مقاومة اللامعنى وإلى بناء عالم موحد،أقول: (عولمة مرفوضة).

- لا بد من وضع 2500 عام من فلسفة السيطرة موضع المساءلة من أجل فتح منظورات جديدة للإنسان واقتراح بديل لوحدة العالم (عولمة مرفوضة).
- ويفترض ذلك على الصعيد اللاهوثي أن نرد للإنسان بعده الجوهري كظهور لما هو جدير بفعل الإنسان الخلاق مع الشعور بأن الله قد صار إنساناً كي يصير الإنسان إلهاً (إذا شنئا أن نستخدم لغة آباء الكنيسة الشرقيين؟ (أقول: إن هذا الكلام يشكك في إسلام قائله على الأقل مع كامل حسن الظن).

تمت والحمد لله.
                
الهوامش
(سيموند فيل- اليهودية ص5)
ص7
ص10
ص10
ص11
ص11
ص12
ص13
ص12
ص15
ص15
ص17
ص19
ص21
ص22
ص23
ص24
ص24
ص35
ص27
ص27
ص27
ص28
ص28
ص29
ص29
ص35
ص36
ص37
ص42
ص41-42
ص41
ص42
ص43
ص43
ص45
ص46
ص48
ص48
ص49
ص51
ص51
ص51
ص53 (تقرير مجلس الأمن القومي 5432 في 18/8/ 1954).
ص55
ص55
ص57
 افتتاحية نيويورك تايمز 6/8/1954
ص57
التاريخ الدبلوماسي عام 990هـ ص57
ص58
ص62
ص65
ص65
ص66
ص70
ص70
ص74
ص86
ص87
ص88
ص89
ص94
ص95
ص95
ص98
ص15
ص75
ص106
ص109
ص116
ص116
ص119
ص120
ص120
ص121
ص122
ص25
ص125
ص126
ص126
ص148
ص148
ص154
ص158
162
ص198
ص196
ص70
ص170
ص171
ص172
ص173
ص 174-175
ص176
ص176
ص177
ص180
ص184
ص187
ص187
الفهرست
بين يدي القراءة  2
الفصل الأول – العالم في نهاية القرن العشرين  3
الفصل الثاني – وحدانية السوق   5
الفصل الثالث   -الولايات المتحدة طليعة الانحطاط   5
الفصل الرابع  -استعمار أوربا والعوالم الثلاثة   10
الفصل الخامس –تجارب الاشتراكية المجهضة  12
الفصل السادس  -أحلام الغرب وأكاذبيه  12
الفصل السابع  -الحضارة وإيمان العوالم الأخرى  13
الفصل الثامن كيف الخروج مما نحن فيه   13
الفصل التاسع – الإعلان العام للواجبات   15
الفصل العاشر  - برنامج محسوس   16
الخاتمة  -غاية هذه الأفكار   18
الفهرست 19



عرض: أحمد عبدالله

هذا الكتاب يمثل فصلاً جديداً من فصول الحرب الممتدة التي يخوضها جارودي ضد الصهيونية وحلفائها من النخبة الأمريكية. لم تكن معركته مع الصهيونية تنتهي إثر كتابه: "الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية" حتى أصدر كتابه الجديد الذي عصف فيه بالأسانيد الفكرية والرمزية لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في العالم.
فقد نتفق أو نختلف مع أطروحات الرجل وأفكاره لكننا لا نملك إلا التسليم بشجاعته ونبل أهدافه.
يقع الكتاب في مئتي وأربعة عشر صفحة من القطع المتوسط، تناول فيه جارودي بالنقد والتحليل القضايا الشائكة التي يعيشها العالم كالبطالة والفقر والجوع والفساد والأوبئة والمخدرات والجريمة وغيرها، ثم راح يرصد تعامل أمريكا مع تلك القضايا فيفاجئ القرار بأمريكا أخرى غير التي تروجها شاشات (السينما) وقنوات التلفاز. وكان منطقياً بعد هذا الرصد والتحليل أن يشن (جارودي) أعنف هجوم على السياسة الأمريكية منذ نصف قرن مما يذكرنا بموقف الفيلسوف الأمريكي (برتراند رسيل).
ويبدو أن الخلفية الفلسفية (لجارودي) و(رسل) هي التي حكمت موقفهما المغالي من السياسة الأمريكية التي تقع على خط نقيض من التصور المثالي للفيلسوفين لعالم يسوده الأمن والسلامة والرخاء.
لا تعوز الحجة (جارودي) وهو يحاول أن يثبت أن أمريكا دولة بلا ضمير أو مبدأ بل إن السياسة الأمريكية نفسها تمده بروافد لا تنضب في هذا الصدد فالسياسة الأمريكية التي تضغط على الصين وغيرها من الدول بحجة حقوق الإنسان هي السياسة نفسها التي تمد إسرائيل بأشد الأسلحة فتكاً لقتل المدنيين حتى إنها غضت الطرف عن قتل عشرون ألف مدني لبناني على يد شارون خلال غزو إسرائيل للبنان عام 1982م.
وأمريكا التي ترفع راية الديمقراطية هي التي تدعم احتفاظ الجيش بالسلطة في الجزائر. وهي التي لا تكف عن انتقاد التجارب النووية في الصين والهند وباكستان وإيران وغيرها فيما تغض الطرف عن الأسلحة النووية لإسرائيل.
لم يكتفِ (جارودي) بإدانة السياسة الخارجية لأمريكا بل راح يحلل المجتمع الأمريكي من الداخل ليدين السياسة الداخلية للنخبة الحاكمة في أمريكا.
الأرقام والإحصاءات خير معين لجارودي لإثبات رؤيته فهناك ثلاثة وثلاثون مليون أمريكي يعيشون تحت خط الفقر، وحجم تجارة المخدرات في أمريكا يزيد عن حجم مبيعات السيارات، ناهيك عن التشتت الاجتماعي وانتشار الفساد والدعارة والمخدرات (ثلاثة ملايين مدمن وعشرون مليون متعاط) والجريمة في نيويورك وحدها هناك حادث اغتيال كل أربع ساعات وحادث اغتصاب كل ثلاث ساعات ، وحادث اعتداء كل ثلاثين ثانية ويسيطر 12.5% من السكان على 87.5% من ثروة البلاد، ويحصل مليونان ونصف مليون مواطن على دخل يساوي مائة مليون آخرين في المجتمع الأمريكي.
وبعد أن سيطر قانون السوق على النظام التعليمي أصبحت تكاليف التلميذ تتراوح بين عشرين إلى تسعة وعشرين ألف دولار سنوياً ، ولذلك فإن 40% من الأمريكيين الذين يدخلون الثانوية لا يستطيعون القراءة بطريقة سليمة ، ولا يعرف (ثلاثة وعشرون مليون بائع) القراءة والكتابة.
هذه الوقائع جعلت (جارودي) يؤكد تلاشي الحلم الأمريكي ودخول أمريكا عصر المأساة الداخلية.


رابط التحميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق