الاثنين، 22 ديسمبر 2014

حسام الغمري يكتب : الواقي الذكري الديمقراطي

حسام الغمري يكتب : الواقي الذكري الديمقراطي

(1)
قرأت منذ سنوات بعيدة كتاب ” احجار على رقعة اشطرنج ” للكاتب الكندي ( وليام كار ) والذي من حسن حظه انه اصدر كتابه في العام 1955 والا كان الاعلام المصري قد وجد وسيلة لربطه بالشهيد سيد قطب لنعته بالارهاب والتكفير رغم ان(كار) خدم ضابطا في سلاح البحرية الملكية البريطانية.
يقول كار في كتابه ان الماسونية هي التي اسست في العالم ما يسمى بالنظم الديمقراطية ومهدت له بنشر الالحاد والعلمانية؛ ذلك لان الملوك في اوربا كانوا بسبب جشع اليهود وممارساتهم الدونية (راجع مسرحية تاجر البندقية لوليام شكسبير) يقومون بترحيلهم من اراضيهم فانتقلوا من اسبانيا مرورا بفرنسا وبريطانيا ثم ايطاليا حتى استقر غالبيتهم في روسيا حيث الثلوج والطقس السيء مما ولد حقدا دفينا في قلوبهم على النظم الملكية القوية في اوروبا والتابعة روحيا للكنيسة الكاثوليكية، والتي لم تكن قد برأت اليهود بعد من دم المسيح !!.
واثبت ( كار) عبر عمل بحثي مضني ان اليهود كانوا وراء قيام الثورة الفرنسية لاسقاط مُلك لويس السادس عشر، وشرح كيف شوهوا صورة الملكة النبيله- كما يصفها كار- ماري انطوانيت ونسبوا اليها جملة كانت في الاصل لملكه نمساوية تساءلت في براءه حين علمت ان شعبها لا يجد الخبز: “لماذا لا يأكلوا الكيك؟”.
واستلهم اليهود مصطلح الديمقراطية لانشاء نظم تعتمد على صندوق انتخابي لا يصل الحاكم من خلاله الا بعد انفاق اموال طائلة على الدعاية الانتخابية، هذه الاموال كان يقدمها له اليهود، وايضا كان هذا الحاكم الذي كان ينحدر في الغالب من الاوساط الشعبية الفقيرة الى اعادة انتخابه مره أخرى على الأقل، وبالتالي يظل مدينا للمال الذي اوصله الى الحكم والذي كان من حقه نيل خدماته ودعمه بزرع مستشار على الأقل بجوار هذا الحاكم يبين له ماهية القرارات التي لا تغضب اصحاب هذه الاموال.
ومن فرنسا انتقلت الثورة الى بريطانيا فانتزعت سلطات الملك لصالح برلمان منتخب، وهكذا انتقلت العدوى حتى وصلت الى الارض الجديدة في القسم الغربي من العالم والتي سميت اميركا.
ولكن هل تحقق حلم الشعوب في حكم نفسها بنفسها عبر الصندوق؟

( 2 )

دعونا نختبر الديمقراطية في امريكا بمراجعة بيانات حكامها، ولعلنا سندهش حين نعلم ان جميع رؤساء امريكا ينتمون الى المذهب البروتستانتي عدا رئيسا وحدا.
 وبالمصادفه نجد ان كافة رؤساء امريكا انفقوا على حملاتهم الانتخابية عبر تبرعات- على غرار المرشح المصري ابو سلمى- عدا رئيسا واحدا انفق على حملته الانتخابية من ميراثه من والده المليونير الاميركي؛ ولكن من يكون هذا الرئيس الاميركي المتفرد بمذهبه وثراء اسرته؟
انه الرئيس جون كنيدي الذي تم اغتياله في العام الثالث من رئاسته بعدما ارتفعت شعبيته الى 77 % بعد نجاحه في هزيمة الاتحاد السوفيتي السابق سياسيا في ازمة خليج الخنازير، وهو ايضا القائل: يجب ارسال انسان الى القمر واعادته الى الارض سالما.
ولكن كيف قُتل كنيدي ؟

تقول الاسطورة الاميركية انه اثناء مرور كنيدي بسيارته المكشوفه اثناء رحلته في ولايه تكساس قام شخص شيوعي نحيف يدعى اوزوالد باطلاق ثلاثة رصاصات عليه من ثلاثه اماكن مختلفه في ثانية واحدة، ويال العجب، حين صرخ اوزوالد امام الكاميرات بأنه بريء قام صحفي يهودي يدعى جاكوب باخراج مسدسه وقتله امام المشاهدين عبر التلفاز، ومن العجيب ايضا ان جاكوب هذا مات فجأه اثناء محاكمته. 
وتقول الاسطورة انه انتحر كما فعل سليمان خاطر، وتقول ايضا انه مات بسرطان في الرئه. المهم ان جاكوب قاتل اوزوالد قاتل كيندي مات فصمت ايضا الى الابد.
الكثير من لجان تقصي الحقائق الاميركية قدمت ادله تثبت استحالة ان يكون اوزوالد هو قاتل كيندي، ولكن الشامخ الاميركي رفض اعادة التحقيق، ونسيت ان اقول لكم ان الــ FBI قامت بخطف جثمان كيندي من مشرحة زينهم، عفوا من مشرحة تكساس عقب اشهار الاسلحة في وجه الاطباء- آه والله- لتبقى الرواية الرسمية في امريكا الديمقراطية ان اوزوالد هو قاتل كيندي الذي كان يُصر- ويال المصادفه- على تفتيش مفاعل ديمونه الاسرائيلي، ويُصر ايضا- ويال المصادفه تاني- على وقف عمل المحافل الماسونية في الولايات المتحدة الاميركية.
من اجل ذلك عزيزي القاريء، اذا اردت كسر عين صديق ليبرالي وللا علماني يتباهي بديمقراطية العم سام عبر الفضائيات اطلب منه ان يسأل (باهريه؟) الامريكان عن قاتل رئيسهم المذبوح كيندى.
اما اذا اردت كسر عين متباهي اوروباوي فلتسأله عن نتائج تحقيقات الشامخ البريطاني والشامخ الفرنسي حول مصرع الاميرة ديانا التي كانت ستنجب اخاً مسلماً لملك بريطانيا المنتظر من دودي الفايد.
( 3 )

قد يتساءل سيساوي فكيك قائلا: مادامت لعبه الصناديق ابتكار يهودي فلماذا يحاربونها في العالم العربي؟
واليه اقول: ان كل التجارب التي سمح للعرب فيها باجراء انتخابات ديمقراطية نزيهه اثمرت عن مرشح اسلامي لا يعتمد على المال المشبوه في حملته الانتخابية؛ ذلك لان الناخب العربي يعطي صوته لمن يظن انه سيعمل على استعادة امبراطوريتنا العالمية المفقودة منذ العام 1924 والمسماة (بالخلافة الاسلامية) ولعل انتخابات الجزائر وفلسطين ومصر خير شاهد على ذلك، فيكون جزاء الناخب العربي حدوث اضطرابات تمهد الطريق لعودة دباباتنا العلمانية التي اقتطعنا من قوت ابنائنا في سبيل الحصول عليها لردع اليهود، ولعلنا نذكر تصريحات تسيبي ليفني حين توعدت مرسي واردوغان بالويل والثبور وعظائم الامور لا لشيء سوى خروجهم عن نظامهم العالمي والذي مكن اليهود من نكاح العالم دون ان يترك هذا النكاح اي أثر يدل على جرائمهم العالمية ضد الانسانية عبر وكلائهم الحكام المنتخبون
(عبر الصناديق) ديمقراطيا!!
بسم اله الرحمن الرحيم :
{ وقضينا إلى بني إسرائيلَ في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علواً كبيرا، فإذا جاءَ وعدُ أولاهما بعثنا عليكم عبادا ً لنا أولي بأس ٍ شديد ٍ فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال ٍ وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا، إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاءَ وعدُ الآخرة ليَسُوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرةٍ وليُتبروا ما علوا تتبيراً}.
صدق الله العظيم
كتب هذا المقال في 3 يونيو 2014
ويعاد نشره بمناسبة نتائج انتخابات تونس الرئاسية
للتواصل مع كاتب المقال
https://www.facebook.com/hossam.elghamry

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق