أطباء أميركيون شاركوا بتعذيب معتقلين
أفادت تقارير صحفية أن الأطباء وعلماء النفس الذين يعملون لحساب الجيش الأميركي انتهكوا القواعد الأخلاقية لمهنتهم بموجب تعليمات من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ووكالة المخابرات المركزية (سي آي أيه) بالتورط في التعذيب والمعاملة المهينة للإرهابين المشتبه بهم.
وكشفت صحيفة غارديان البريطانية عن تقرير أنجزته "فرقة العمل للحفاظ على المهنية الطبية بمراكز احتجاز الأمن القومي" يفيد بأنه بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 قام مهنيو الصحة العاملون مع الجيش والمخابرات بـ"التصميم والمشاركة في تعذيب ومعاملة المحتجزين معاملة قاسية ولا إنسانية ومهينة".
وقد أُبلغ المهنيون الطبيون أن الشعار الأخلاقي "لا ضرر ولا ضرار" لم يجد نفعا لأنهم لم يكونوا يعالجون أناسا مرضى.
يُذكر أن هيئة للدفاع عن خمسة من المتهمين بهجمات سبتمبر دعت الرئيس الأميركي باراك أوباما للكشف عن برنامج الاعتقال والاستجواب بالسجون السرية لـ "سي آي أيه" الذي خضع له الرجال الخمسة بسجن غوانتانامو في عهد الرئيس السابق جورج بوش واعتبرته منظمات حقوقية تعذيبا.
وذكر محامو المتهمين الخمسة، في رسالتهم لأوباما، بإعلان له في يونيو/حزيران 2011 أكد فيه مجددا التزام الولايات المتحدة بمعاهدة مكافحة التعذيب التي وقعت عليها واشنطن عام 1988وصادق عليها مجلس الشيوخ عام 1994، لذلك "تشكل جزءا من القانون الأميركي".
ويلقي التقرير -الذي استغرق إعداده عامين- اللوم بالمقام الأول على البنتاغون و"سي آي أيه" حيث طلبا من موظفي الرعاية الصحية بهما تنحية أي وازع لمصلحة جمع معلومات استخبارية وممارسات أمنية سببت أذى شديدا للمحتجزين، من الإيهام بالغرق إلى الحرمان من النوم والتغذية القسرية.
ويقول أيضا إن وزارة الدفاع وصفت المشاركين بالاستجواب بـ"ضباط السلامة" بدلا من الأطباء. وكان يطلب من الأطباء والممرضين المشاركة في التغذية القسرية للسجناء المضربين عن الطعام، مخالفة لقواعد الجمعية الطبية العالمية والجمعية الطبية الأميركية.
كما كان يطلب من الأطباء وعلماء النفس الذين يعملون لحساب البنتاغون خرق خصوصية المريض ومشاركة ما يعرفونه عن حالة السجين الجسدية والنفسية مع المحققين، وكانوا هم أنفسهم يُستخدمون كمحققين. وفشلوا أيضا في الامتثال لتوصيات من الجراح العام للجيش بشأن الإبلاغ عن إساءة معاملة المعتقلين.
ويشير التقرير إلى أن مكتب الخدمات الطبية في "سي آي أيه" لعب دورا هاما في تقديم المشورة لوزارة العدل بأن أساليب الاستجواب المعززة، مثل الحرمان الطويل من النوم والإيهام بالغرق، التي تعرف كأشكال من التعذيب، كانت مقبولة طبيا. وكانت الطواقم الطبية لـ "سي آي أيه" موجودة عند حدوث الإيهام بالغرق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن وزارة الدفاع اتخذت خطوات لمعالجة المخاوف بشأن الممارسات بمعتقلغوانتانامو بكوبا، السنوات الأخيرة، وقالت "سي آي أيه" إنه لم يعد لديها مشتبه بهم رهن الاعتقال، إلا أن التقرير يقول إن تلك الأدوار المتغيرة لموظفي الصحة والمعايير الأخلاقية ما تزال قائمة.
وأضاف التقرير أنه ما زال يطلب من الأطباء تسهيل وصول المحققين للمعلومات الطبية والنفسية عن المعتقلين، التي يمكن استخدامها لممارسة الضغط عليهم. ولا يسمح للمعتقلين بتلقي العلاج من الألم الناجم عن تعذيبهم.
يُذكر أن منظمة أميركية مستقلة وجهت قبل فترة انتقادات لاذعة للإدارة الأميركية بسبب معتقل غوانتانامو، واعتبرت احتجاز السجناء لأجل غير محدد بالمعسكر أمرا "مقيتا وغير مقبول" ويجب أن ينتهي مع مغادرة القوات الأميركية أفغانستان العام المقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق