التحيزات العِرقية مردودة في الإسلام
عبد السلام العمري البلوشي
التحيزات العرقية هي أكبر ضربة لجسد الإسلام، فالعرق والعنصرية مرفوضان في الإسلام، ومَن أشعلوا فتيل نار العنصرية على حساب الموت في طريقها هم في الواقع في أكبر ضلال وشرود فكري.
لقد خلق الله تعالى بشرًا بأمم ولغات مختلفة ليتعارفوا على بعضهم البعض، وليس للعنصرية مكانة روحية في الإسلام، ومن المؤسف حقًا أن تنتشر العنصرية في بعض الدول الإسلامية.
اندلعت حروب دامية بسبب العنصرية، وهذه الحروب التي تسبب القتل والصراعات الدموية، هي في طريق الشيطان، والإسلام دين الأخوة و الصداقة، كل الناس إخوة متساوون ولديهم حقوق متساوية.
يمكن النظر إلى بداية ظاهرة العنصرية على أنها التفكير العنصري للشيطان. أدى تفوق الشيطان على الإنسان إلى رحيله وعصيانه من عبودية الله، نقطة الانطلاق الأولى للعنصرية هي الكبرياء والتفوق.
في تاريخ كل أمة وجماعة لبعض الأسباب، اعتبروا أنفسهم متفوقين على الجماعات والأمم الأخرى، وبالتالي فقد اعتبروا المبادئ لأنفسهم، والتي بموجبها ساروا واعتبروا أنهم يستحقون أن يكونوا ضمن المجموعات، فانفصلوا بعد من الآخرين.
هناك فرق واضح بين المعايير التي تختارها البشرية للتفوق ومعايير التفوق التي يعبر عنها الله؛ تم اقتراح التفوق لأول مرة من قبل إبليس، والذي يمكن اعتباره جذر العنصرية والتفوق الزائف في المجتمع؛ يقول القرآن عن هذا:
{هوَ الَّذي خلَقَكمْ فَمِنْكمْ كافِرٌ وَ مِنْكمْ مُؤْمِنٌ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصيرٌ} (التغابن/ 2)
{قالَ يا إِبليسُ ما مَنَعَكَ اَن تَسجُدَ لِما خَلَقتُ بيَدَيَّ أَستَكبَرتَ أَم كنتَ مِنَ العالين} (ص/75)
{قالَ أَنَا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نار وخَلَقتَهُ مِن طين} (الأعراف /12)
{يأَيها النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكمُ مِّن ذَكرٍ وَأُنثي وَجَعَلْنَاكمُ شُعُوبًا وَقَبَائلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكرَمَكمُ عِندَ اللَّه أَتقَئكمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} (الحجرات / 13)
{وَمِنْ ءَاياتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكمْ وَأَلْوَانِكمُ إِنَّ في ذَالِك لآيَاتٍ لِّلْعَلِمِين} (الروم/ 22)
لذلك فإن العنصرية بكل أشكالها مرفوضة ولا مكان لها في الإسلام، بلال، ياسر، سمية، عمار، صهيب الرومي وعشرات الصحابة الآخرين لم يكونوا عرباً إطلاقاً، لكن إسلامهم فضلهم على كثير من العرب الذين لم يقبلوا الإيمان، التفوق مع الإسلام فحسب.
واليوم ترفع شعارات العنصرية والقومية في البلاد الإسلامية، فكل أمة وعرق يعتبر نفسه متفوقًا، ويدمر حياته في طريق العنصرية و القومية.
القومية ظاهرة شيطانية، والذين يتابعون هذه الظاهرة السامة هم في الحقيقة مساعدون للشيطان.
من أكبر عوامل فشل المسلمين؛ الظاهرة الفاسدة هي سم العنصرية، ومَن تحرك وراء ستار هذه الظاهرة هم أكبر أعداء الإسلام والقرآن وهم يسيرون في طريق الشيطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق