الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
السبت، 16 سبتمبر 2023
تغريدة
1- حذفت بالأمس تغريداتي عن المغرب, لأنني أكتشفت أننا لم ننضج بعض كمسلمين وعرب, ولا زلنا خارج نطاق الوعي الإدراكي, لم نكتشف بعد مئة عام من الفرقة والإنهزام والفقر والمهانة, أن خطوط الخرائط التي تقسمنا والتي نزهو بحدودها ما هي أثر لمواضع سكاكين الغزاة ليسهل لهم التهامنا كل على حدة!
2- ليس من نبل الخصومة ولا من شرف الكلمة عند العرب, ولا عند البشر جميعا, أنت تشمت في مصائب الناس وموتهم أو نكباتهم, سيما وإن كان الأمر في فاجعة عامة أزهقت أرواح الآلاف, وتركت آلافا آخرين بلا مأوى!
هكذا علمنا القرءان, ووهكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, وعلمتنا أخلاق أجدادنا العرب "الرجال" وأكرر "الرجال" منذ مئات السنين:
يا أيها المُبدي الشماتة انتظِرْ
عُقْباك إن الموتَ كأسُ مُديرِ
وقُل للشامتين بنا أفيقوا
فإن نوائب الدنيا تدور
فأي شيطان حقد يحرككم بدعوى الجاهلية النتنة يا أحفاد سايس-بيكو, لكي تسبوا أخوانكم وتتطاولوا عليهم في نكبتهم؟!
3- إن من أعظم النجاح الذي حققه الشيطان من تدمير الأخلاق في أرضنا, أن جعلنا بأحط صفات الكفار واليهود التي ذمها القرءان:
"فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ"
"تحسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ"
ونزع عنا صفات المسلمين الذي يقولون:
"وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ"
وهكذا يقبل العربي المسلم أن ينتقد وتنتقد بلده من النيويورك تايمز الأمريكية, أو الديلي تليجراف الإنجليزية, أو الليكيب الفرنسية, أو الدرشبيجل الألمانية, بل ويستشهد بما يقولون وكأنه وحي منزل,...
فإذا جاءه الحق من كاتب عربي مسلم, أخيه في الدين, والهوية والهدف, هاج وثار وأرعد وأزبد, وسب وشتم, وصرخ فيه:
"تكلم عن بلدك الكذا, والكذا, والكذا, يا بن كذا وكذا, يا عميل يا خائن!!
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
4- على طريقة الصامتين من يهود السبت:
"إِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا"
يطالبني بعض الأخوة المصريين والعرب بالتوقف عن الحديث عن دول أخرى والحديث عن مصر دولتي فقط!!!
حسنا يا سيدي!
إليك الحقيقة: أنا أوروبي يا سيدي, ولست مصريا الآن, فلا أنا ولا أهلي نعيش في مصر, أو في أي دولة عربية أخرى!
ولا يربطنا بكم سوى الحب في الله, والحرص على الدفاع عن مصالح الفقراء والبسطاء والمهمشين العرب,
"ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَٰنِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا"
أنا لسان حالهم, والناطق بلسانهم, والمدافع عن مصالحهم في مصر أو المغرب أو السودان أو ليبيا أو تونس أو غيرها من البلدان.
5- ألا ليت شعري!
كيف يطيب لكم النوم في فرشكم صامتين هانئين, بينما لا يجد الآلاف من العرب المسلمين ملجأ ولا مأوى ولا فراشا يقلهم ولا بيتا يظلهم؟!
كيف يطيب لكم الطعام والشراب, صامتين هانئين, بينما الآلاف من العرب المسلمين ضائعون هائمون جائعون في الأحراش والجبال يتضورون جوعا؟!
ثم تطالبونني بالصمت والحديث عن بلدي!
6- منذ أكثر من 400 سنة (في زمان الرجولة), سافر شابا مسلما كرديا (سوري الجنسية بخرائطكم الحالية) من حلب إلى القدس, ومن هناك ركب مع قافلة تجار صابون ودخان إلى القاهرة, حيث جلس فيها شهرا, دبر خطة, واشترى سكينا, وقتل قائد الإحتلال الفرنسي في مصر "كليبر", ثأرا لإخوانه المسلمين في مصر!
والغريب في أمر الغزاة الفرنسيين, أنهم لم يسألوا البطل "سليمان الحلبي" في التحقيقات:
- لماذا أتيت من بلدك إلى مصر لتقتل كليبر؟, "خليك في بلدك ومشاكلها"!!!
6- الزلزل الحقيقي ليس زلزال المغرب, والعاصفة الحقيقية ليست عاصفة ليبيا, بل زلازل وعواصف شيطانية متتالية منذ أكثر من مئة عام تعصف بوحدتنا, وتزلزل هويتنا وأخلاقنا, وتجعلنا منكوبين, نتناحر كالقردة تحت أقدام الشياطين!
ولله الأمر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق