كتاب الانقلاب الأبيض!!
ياسر الزعاترة
يَحسُن بالإخوان ومناهضي الانقلاب في مصر عموما أن يكلفوا فريقا من عدة إعلاميين يقومون بتتبع اعترافات أركان الانقلاب كما أوردوها بأنفسهم في لقاءات تلفزيونية وكتابات صحافية، وشهادات أخرى من محايدين، ثم يقومون بوضعها في «كتاب أبيض» يكشف حيثيات المؤامرة من ألفها إلى يائها، مشفوعة ببعض الأحاديث ممن عايشوا التجربة عن قرب، ويُصار إلى توزيع الكتاب على كل مصري في الداخل والخارج، فمن كان فيه خير ويمكنه أن يقرأ، فأهلا به، ومن أغلق عقله فلا أسف عليه، مع العلم أن المشكلة الجوهرية إنما تكمن في قطاع من المصريين لا غير، بينما لا يتوافر خارج مصر من هو مقتنع بأن ما جرى في 30 يونيو كان ثورة، اللهم سوى أناس لهم موقفهم الحزبي أو الأيديولوجي أو الطائفي، إضافة إلى أبواق بعض الأنظمة، وهؤلاء لا يرجى منهم غير ذلك.
ثمة قطاع من المصريين لم يكونوا يستمعون سوى لفضائيات الفلول التي مارست عملية شيطنة لم يعرف لها التاريخ مثلا بحق الإخوان، مقابل عملية تأليه لاحقة للسيسي لم تعرف في تاريخ مصر أيضا، من دون أن يكون بوسعنا أن ننسى أن ذلك كله لم يؤد إلى تغيير نتائج 5 جولات انتخابية سبقت 30 يونيو، ولم يكن بوسعها أن تؤدي إلى خروج أكثر من 5 آلاف شخص إلى الشوارع
ثمة قطاع من المصريين لم يكونوا يستمعون سوى لفضائيات الفلول التي مارست عملية شيطنة لم يعرف لها التاريخ مثلا بحق الإخوان، مقابل عملية تأليه لاحقة للسيسي لم تعرف في تاريخ مصر أيضا، من دون أن يكون بوسعنا أن ننسى أن ذلك كله لم يؤد إلى تغيير نتائج 5 جولات انتخابية سبقت 30 يونيو، ولم يكن بوسعها أن تؤدي إلى خروج أكثر من 5 آلاف شخص إلى الشوارع
قبل أن تطبخ قصة 30 يونيو في أروقة مباحث أمن الدولة، وبمساعدة الملياردير ساويرس كما اعترف بنفسه، وآخرين من أمثاله، ولِنغدوَ أمام حشد فلولي طائفي أمني، كان بعض الثوريين فيه مجرد نكهات لا أكثر.
من الصعب إحصاء الفيديوهات والمقالات التي تكشف حيثيات وتفاصيل الانقلاب كما رُسمت في دوائر الأمن والجيش والدوائر الداخلية والخارجية، فتلك مهمة تستحق جهدا من فريق وليس من شخص لأجل كتابة مقال يعرِّف المعرَّف.
من الصعب إحصاء الفيديوهات والمقالات التي تكشف حيثيات وتفاصيل الانقلاب كما رُسمت في دوائر الأمن والجيش والدوائر الداخلية والخارجية، فتلك مهمة تستحق جهدا من فريق وليس من شخص لأجل كتابة مقال يعرِّف المعرَّف.
ولكن ما دفعني لكتابة هذه السطور هو أنني كنت أتصفح موقعا إخباريا في ساعة واحدة، فوجدت خبرين يتحدثان عن أجزاء مما كان يجري قبل الانقلاب، فيما كانت هناك مقابلة مع ساويرس يتحدث فيها أيضا عن دوره وفضائيته في الانقلاب، وقبل ذلك بيوم كان عكاشة إياه يسخر من جماعة «تمرد» الذين صدقوا برأيه أنهم وقفوا خلف 30 يونيو.
في الخبر الأول اعترافات مكتوبة من مصطفى بكري (ما غيره) حول الدور الإماراتي في دعم الانقلاب، إن كان الدور السياسي، أم الدور المالي، مع سلسلة من الأكاذيب والتبريرات.
في الخبر الأول اعترافات مكتوبة من مصطفى بكري (ما غيره) حول الدور الإماراتي في دعم الانقلاب، إن كان الدور السياسي، أم الدور المالي، مع سلسلة من الأكاذيب والتبريرات.
وفي فيديو آخر قصير حديث للواء سامح سيف اليزل، أحد المقربين من الانقلاب، ومدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، والذي قال بالنص لمحطة سي بي سي: «هناك ائتلافات شبابية مُولت بملايين الجنيهات من الجيش عشان تشكل نفسها، وتقف كقوى سياسية في الساحة»، مضيفا «هؤلاء موجودون وأحياء يرزقون».
وكان إبراهيم عيسى قبل ذلك بأسبوعين قد تحدث عن 60 ساعة من اللقاءات عقدت بينه وبين السيسي قبل وبعد الانقلاب، بحضور اللواء محمد العصار، مؤكداً على أن السيسي كان يدبِّر لانقلابه قبل مجيء مرسي، ومنذ أن كان مديرا للمخابرات الحربية، ومما قاله: «الفريق السيسي كان يقول لي، ويؤكد لي، أن الشعب سوف يستدعي الجيش مرة أخرى.. كان هذا قبل مجيء مرسي أصلا، كانت الرؤية دقيقة».
إنها شهادات ينبغي أن توثق كما قلنا، وتجمع جميعا في كتاب أبيض كي يعلم العالم حقيقة الانقلاب من ألفه إلى يائه، وينبغي أن يتضمن الكتاب اعترافات من مرسي، ومن مساعديه بحقيقة ما جرى، وأنه لم يكن حاكما عمليا (ثمة شهادة مهمة هنا لأيمن نور)، وأنه لم يكن يسيطر على الجيش والأجهزة الأمنية، وأنه كان طوال الوقت يحاول استرضاء الجيش دون جدوى، وكيف أن السيسي كان يقنعه بأن الجيش على الحياد، وكيف وافق هو نفسه (السيسي) على خطاب مرسي الأخير واعتبره كافيا لكي يمضي برنامج الانقلاب كما كان معدا له.
كل ذلك، كما قلنا في البداية، ليس من أجل جماهير الأمة التي تدرك حقيقة ما جرى، وإنما من أجل قطاعات من الذين لعب بعقولهم إعلام الانقلاب، الأمر الذي سيساهم لاحقا في تجميع الناس من جديد ضد الانقلابيين بعد أن يتضح أكثر فأكثر فشلهم وقمعهم وفسادهم، ومن ثم تفوقهم في ذلك كله على نظام المخلوع.
وكان إبراهيم عيسى قبل ذلك بأسبوعين قد تحدث عن 60 ساعة من اللقاءات عقدت بينه وبين السيسي قبل وبعد الانقلاب، بحضور اللواء محمد العصار، مؤكداً على أن السيسي كان يدبِّر لانقلابه قبل مجيء مرسي، ومنذ أن كان مديرا للمخابرات الحربية، ومما قاله: «الفريق السيسي كان يقول لي، ويؤكد لي، أن الشعب سوف يستدعي الجيش مرة أخرى.. كان هذا قبل مجيء مرسي أصلا، كانت الرؤية دقيقة».
إنها شهادات ينبغي أن توثق كما قلنا، وتجمع جميعا في كتاب أبيض كي يعلم العالم حقيقة الانقلاب من ألفه إلى يائه، وينبغي أن يتضمن الكتاب اعترافات من مرسي، ومن مساعديه بحقيقة ما جرى، وأنه لم يكن حاكما عمليا (ثمة شهادة مهمة هنا لأيمن نور)، وأنه لم يكن يسيطر على الجيش والأجهزة الأمنية، وأنه كان طوال الوقت يحاول استرضاء الجيش دون جدوى، وكيف أن السيسي كان يقنعه بأن الجيش على الحياد، وكيف وافق هو نفسه (السيسي) على خطاب مرسي الأخير واعتبره كافيا لكي يمضي برنامج الانقلاب كما كان معدا له.
كل ذلك، كما قلنا في البداية، ليس من أجل جماهير الأمة التي تدرك حقيقة ما جرى، وإنما من أجل قطاعات من الذين لعب بعقولهم إعلام الانقلاب، الأمر الذي سيساهم لاحقا في تجميع الناس من جديد ضد الانقلابيين بعد أن يتضح أكثر فأكثر فشلهم وقمعهم وفسادهم، ومن ثم تفوقهم في ذلك كله على نظام المخلوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق