الجمعة، 7 مارس 2014

لن يوقفوا ابتسامتك المشرقة يا صديق مرسي!



لن يوقفوا ابتسامتك المشرقة يا صديق مرسي!

شريف عبدالغني

الإنجاز الوحيد لأسيادنا الذين في الانقلاب، أنهم أخرجوا أسوأ ما في المصريين. أطلقوا علي الحجار بنظرية «احنا شعب.. وانتوا شعب» ليقسموا أهل البلد رسميا.
شعبهم يشمت ويتسع شدقيه من الفرحة وهو يشاهد ضحايا الشعب الآخر. 
شعبهم يعذب الشعب الآخر. 
شعبهم تحول إلى «مخبر» على الشعب الآخر.
أفقدوا شعبهم آخر معاني الرجولة والنخوة، وجعلوا القريب يبلغ الأمن عن قريبه. وصلت الدرجة أن ترسل إحدى الأمهات أولادها الأحرار الرافضين لحكم البيادة، المطلوبين لمشاركتهم في المظاهرات، إلى شقيقها ليكون لهم المأوى والحضن، لكن الأخير في أحقر صورة تعبر عن «مصر 30 سونيا» يذهب ويهز طوله إلى قسم الشرطة، ويقف كالعبد الذليل أمام الضابط: يا باشا أنا جاي أبلغ عن إرهابيين عندي.. صحيح هم ولاد أختي، لكن أنا أبيع أبويا من أجل الوطن والدكر!!
قلة الأصل وانعدام الرجولة أصل في الشعب الآخر. يستوي في هذا السيد و «المقطف». كلهم من طينة منحطة. سافلة. واطية. لا شرف خصومة عندهم ولا دين ولا ضمير.
أفهم أن الدكتور محمد مرسي عامل لهم «أرتكاريا» في نافوخهم. 
إنهم يشعرون أمامة بالضآلة والدونية.
هو العالم المحترم المتحضر المتدين الذي يعرف الله ويخشى عقابه، بينما هم من أصحاب الجهل العصامي، و «الجليطة»، وقلة الذوق، وكل اللي ما يرضيش ربنا هم معه
ولأنه يملك ما لا يملكون (الشرعية)، فهم سيظلون في حالة جنون إلى أن يقضوا عليه.
كل هذا مفهوم في ظل قذارتهم المعروفة و «وساختهم» غير المسبوقة، لكن ما لم يتوقعه بشر أن يصلوا في الانحطاط إلى استهداف أسرة مرسي، وهي الأسرة التي حذاء أصغر من فيها وهو الرضيع محمد أحمد مرسي، أطهر وأنقى من رقاب «المواطنين الشرفاء» الذين يحكمون أنفاس المحروسة في هذه الأيام الغبرا.
الحرب ضد أسرة الرئيس النقي التقي -وعندا فيهم الخليفة السادس- لم تبدأ من بعد اختطافه في عملية البلطجة التي سيسجلها التاريخ في سجلات العار، لكنها قصت شريط النذالة من أول يوم وطأت فيه أقدامه قصر الرئاسة.
سخروا من بساطة وبراءة السيدة الفاضلة زوجته. وتساءلوا: هل هذه من ستكون السيدة الأولى.. هل «أم أحمد» تقارن بالليدي سوزان هانم.
ورغم أن «أم أحمد» قالت إنها ليست «هانم» ولا تريد لقب السيدة الأولى، وأنها فقط «خادمة الشعب»، إلا أنهم لم يتركوها في حالها. وبعدما كانوا يسخرون من بساطتها وزهدها فجأة أظهروها أنها الطامعة في كل شيء.
اخترعوا كذبة أنها مرت على القصور الرئاسية لتختار أي واحد تقيم فيه. 
وبعدما وقع اختيارها على قصر الاتحادية، لاحظت أنه بلا حمام سباحة، فأمرت بإزالة أشجار نادرة لإنشاء «البيسين» مكانها.
طبعا لم يعتذروا بعدما شاهد العالم أن السيدة الفاضلة لم تغادر شقتها الإيجار يوما ما لتقيم في «الاتحادية» أو «الانقسامية»، وأنها مثل أي أم مصرية تجهز الطعام حتى يعود زوجها الرئيس من مقر عمله، ليتناول العشاء في بيته، وأن الرئيس اعتبر القصر مكان عمل فقط وليس إقامة
بعدها دخلوا على الأولاد. بدؤوا بالأوسطين عمر وأسامة. 
قال عادل حمودة في مانشيتاته إنهما على خطى علاء وجمال مبارك!! زعمت جريدته المشبوهة أنهما سافرا مع بعض الأصدقاء إلى الإسكندرية لقضاء عدة أيام في رمضان، وأنهما مع الصحبة أفطروا وتسحروا في فندق فلسطين الشهير بـ400 ألف جنيه في 3 أيام!! وكالعادة لا اعتذار على الواقعة المختلقة، التي قالوا إنها «حرية تعبير». نشر معلومة كاذبة اعتبروها رأيا!!
ثم تذكروا أن لمرسي طبيبا يعمل في الخليج من قبل وصول والده لسدة الحكم بعدة سنوات، فزعموا أنه فضح المصريين هناك بتسوله من المسؤولين، والذين نقلوه إلى مكان مرفـه ويتقاضى أجرا كبيرا بلا عمل!!
مباشرة انتقلوا إلى الابن الأصغر عبدالله، وصفوه بـ «الفاشل» لأنه حصل في الثانوية على %75، دون أن يدركوا أن هذا يحسب لوالده، وأن أي ضابط يؤمن لجان الثانوية العامة يدخل الإجابات النموذجية لابنه في اللجنة، لكن مرسي رئيس الجمهورية لم يفعلها ولم يقدم أي دعم لنجله.
انتهوا من الأولاد، فأبوا إلا أن يواصلوا السقوط الأخلاقي إلى أسفل منحدر، واتجهوا إلى الابنة. صمت الأمن وهو يرى البلطجية المؤجرين الحاصلين من إعلام لميس على لقب ثوار، يهاجمون منزلها ويحاولون حرقه. 
ولولا أن عمها كان استبق وأخذها للإقامة عنده لراحت ضحية العبيد ومحرضيهم، الذين خسروا أمام والدها وحزبه في كل الانتخابات، فلما يجدوا ما يكسبونه به سوى البلطجة.
خلصوّا على أولاد الرئيس. ماذا هم فاعلون.
قالوا نعيد الكرّة مع الأم. وجدوها تزور زوجة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الشرعي، فأطلقوا عليها مجموعة من «الشراشيح» ليسبوها بأقذع السباب، بدعوى أنها طلبت من سائقها ركن سيارتها مكان سياراتهن. صمتت المرأة الصابرة وانصرفت في هدوء. بعدها كالعادة حملها إعلام الفساد والعهر المسؤولية، واستغلال سلطات زوجها في ركن سيارتها مكان الشريفات العفيفات ساكنات الشارع.
هذا جزء ضئيل مما تعرضت لها أسرة الرئيس المحترمة أثناء حكمه. 
بعد اختطافه خرج بعض المنحطين ليطالب باعتقال زوجته بتهمة التحريض على الإرهاب. أحدهم اتهم العدالة في مصر بأنها غائبة ولا تحمي المصريين من إرهاب زوجة مرسي التي أكد أنها لا تقل إرهابا عن خيرت الشاطر.
ثم كانت واقعة عبدالله، وأضحوكة ضبطه بالحشيش!! سيقولون: نتائج التحليل إيجابية. وأقول: من يقتل يسهل عليه تزوير أي شيء. فالورق ورقنا والتحليل تحليلنا والدكتور تبعنا وكل شيء في أيدينا. هم الجلاد والحكم والقاضي وكل شيء.
إذا كانت أسرة مرسي ستكون هدفا للهؤلاء ، يراقبونهم ويوقفونهم في الطرقات، ليلفقوا التهم لهم، فكل ما نرجوه أن تكون التهم ذكية وتتسق مع المنطق، بدلا من هذا القصور العقلي في التلفيق.
وإذا فشلوا في المهمة، فليعدموا أسرة مرسي ويخلصوهم من هذا العذاب، ويخلصونا من عار الصمت على هذا الظلم لامرأة محتسبة وأولاد أنقياء كل جريمتهم أنهم أبناء رجل تجرأ ونجح في انتخابات، وعمل على تخليص مصر من الفساد والنهوض بها، ورفض أن يكون طرطورا.
أجمل ما قرأت في موضوع عبدالله هو رسالة شقيقه أحمد له: «صباح الخير يا من كان يلقبه والدي بصديقه.. بكره تخرج بالسلامة ونشوف ابتسامتك المضيئة يا صديق والدي»!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق