الخميس، 12 يونيو 2014

هل ستقرأ هذا المقال.. وتقلب الصفحة؟!



هل ستقرأ هذا المقال.. وتقلب الصفحة؟!



خلود عبدالله الخميس

khollouda@gmail.com
http://twitter.com/kholoudalkhames

نعيش في عالم من الأفكار التي ينتج عنها التوقعات بنوعيها الإيجابي والسلبي، وهي تموج بنا في محيط الحياة الهادر نتقلب في جهاته الأربع. تمسك بزمام جهاز التحكم في مشاعرنا وأمزجتنا صعوداً باتجاه الفرح والغبطة وهذا يؤدي للإنجاز.
وهبوطاً بانحدار للحزن والضيق وبالطبع هذا ينتج عنه اللاشيء!
«الإنجاز» مرحلة جيدة ومؤشر تفاعل ووجود، حتى وإن كان دافعه وهمياً فإنه بزوال الدافع يبقى العزاء بالإنجاز الملموس.
بينما مرحلة «اللاشيء» هي أسوأ مكان في خريطة المشاعر البشرية يمكن أن يقف فيها الإنسان ويثبت.
 «اللاشيء» هو الكماشة المعدة مسبقاً لصيد فأر المنزل المزعج. هي «مثلث برمودا» صاحب الأسطورة التي تقول: الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود.
هذه هي منطقة «اللاشيء» التي قد نجمد فيها لسنوات بلا وعي بأننا «في الطريق للتجمد» لأن الأحداث تمر بطيئة فلا نستشعرها بل نعتاد على الركون إليها في خلايانا مثل المخدر. بينما نظن ونحن في غياهب «اللاشيء» أننا نسير في تفاصيل الحياة ونتعثر بمطباتها. ليس إلا!
بسبب الأفكار السيئة التي تدمر ثقتنا بقدرتنا على العطاء والاستمرار. 
وبسبب التوقعات المرتفعة التي نبني عليها قصور من الطين.
نفيق ونحن على حافة الدمار الشامل. الانهيار النفسي من وجودنا في دائرة مغلقة من القلق واللاإنجاز والفشل. بعد ضياع سنين العمر في سوء الظن بأننا نحسن التعامل مع تقلبات الدنيا. نفاجأ بأننا مشارك رئيس في مؤامرة الأفكار والتوقعات في التدمير المبرمج للجسد والعقل والشعور. ونجدنا في خضم تلاطم مؤذ للعلاقات العائلية والاجتماعية أدى لتكسيرها.
نسينا أو تناسينا بتعمد واستسلام في غمرة سيطرة الأفكار والتوقعات علينا. أن «قصور الطين» لعبة ينشغل فيها الصغار، بينما الكبار يراقبونهم للتدخل في حال تعرضهم لخطر البحر.
نسينا أن موجة شاطئ ضعيفة التأثير قادرة على محو تلك القصور من خارطته وإلى الأبد. وأن هناك صدورا نجري لها عندما يتهدم بناؤنا لنبكي ونشتكي فتحتضن خيباتنا وتكفكف أدمعنا، وتعيد لنا البسمة وتقول لنا: إن بيتنا الحقيقي موجود في مكان آمن على يابسة تعجز موجة عن هدمه. وإن بين تلك الصدور أضلعا كبناء الكهوف قادرة على حمايتنا في جوفها من أعاصير الزمن.
نعم. قد تكون قصور الطين قصوراً جميلة، لأنها صنع أيدينا، ولأننا شكلناها كما نتمنى، ولأن فيها رمزا لتحقيق الأحلام وبلوغ المستحيل، ولكن بيوتنا الصغيرة الحقيقة هي البناء الصلد والجدار الدافئ، الذي لن يتصدع مع الرطوبة، ولن يسقط بهطول الأمطار، وفيه محبون حقيقيون لا خياليون يختفون مع إشراقة الصباح.
الحل هو تبني «المنهجية الواقعية»، بالتأكيد أن الأحلام الإيجابية جميلة، بينما الواقع ملموس وحقيقي وفيه نعيش وننمو نفسياً وشعورياً بشكل صحي في جرعات السلب والإيجاب بين التعلم من الخطأ والتمتع بالصواب، وكذلك الأفكار السلبية إن سيطرت علينا فهي تؤدي بنا إلى الضياع في منطقة مغلقة سوداء مليئة بدخان سام يقتل ببطء، والتوقعات المرتفعة تجعلنا حالمين في واقع يقظ!
إذاً، التوقعات المرتفعة والأفكار السلبية كلاهما لهما ذات النتيجة، العيش في دائرة الوهم، بينما نحن كبشر ميزنا الله بالعقل وأكرمنا بالإنسانية مكلفين بمراقبة أدائنا وحسن التصرف في الأمانة وهي الوجود في الحياة والمشاركة في إعمارها وحفظ النفس من المدمرات، واعتبار هذه المكان جسر عبور لمنطقة الكمال في كل شيء.
فيما سبق عرض عام لكيفية تسيير الأفكار والتوقعات لنا، وهناك حلول، ولكن ما لم تكن مشاركاً في تلك الحلول، سيكون هذا مجرد مقال مثل غيره، تقرؤه وتقلب الصفحة.. فقط!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق