الجمعة، 6 يونيو 2014

المندس


المندس
د.محمد عباس

شاهدت الفيلم بعد الضجة الكبرى التي أثارها..
ودهشت لتلك الضجة..
ليس في الفيديو من جديد إلا التفاصيل الدقيقة..
***
بالأمس كنت أحاور الصديق العزيز والمفكر الكبير الأستاذ محمد يوسف عدس حول بعض الأحزاب التي تدعي أنها سلفية بينما هي صنيعة مخابرات وأمن.. كان قلب الرجل العظيم ينوء تحت وطأة الفواجع التي تسحق الوطن. وكان يسألني عن تفاصيل هذه الأحزاب الأمنية وهل يمكن أن يكونوا تدنوا إلى هذه الردرجة فعلا .
وكتبت له:
- أننا غير محتاجين إلى إثبات جريمة الزنا على امرأة ولدت سفاحا، وهو ما ينطبق على هذا الأمر أيضا، فبغض النظر عن التفاصيل، وأظنها صحيحة، فإذا كان منها ما هو غير صحيح سنجد ما هو أفدح منه مكانه.
ليس ثمة جديد، إلا أن الرؤية الغائمة أصبحت واضحة، وطفل السفاح الذي كان بلا اسم تمت تسميته.
الواضح الآن أن قسما من الحركة السلفية كانوا وما يزالون يسيرون على قضيبين متوازيين: أجهزة الأمن في الداخل من مخابرات وأمن دولة، والمخابرات العربية الخليجية، ولما كان هذا وذاك تحت إشراف مباشر من الموساد والسي آي إيه تتضح الصورة بغض النظر عن التفاصيل.
ذلك أن معرفة أبو الطفل، وتفاصيل العلاقة الآثمة لن يغيرا من كونه ابن سفاح.
***
نفس الإجابة تصلح للمندهشين من فيديو المندس..
لم يقل الرجل جديدا..
وقد عرضت له الجزيرة منذ أكثر من عام بعض المقاطع.
***
لا أحبذ هذا الدفاع الأعمى عن الإخوان أو الدكتور محمد مرسي أو الحساسية المرضية في الهجوم على أية شبهة من نقده.
وبعيدا عن مهند وعن المندس فقد كان رأيي المنشور قبل ذلك أن هناك قوة هائلة يتمتع بها منصب رئيس الجمهورية في مصر أول دولة في التاريخ تحكمها حكومة مركزية.
وأن الرئيس عادة يستطيع الانتصار على خصومه ما دامت مقاليد السلطة في يده مهما كانت أدواته ضعيفة: السادات مثلا.
وإذا كنا نظن أن المؤامرة كانت قوة لا تقهر فلماذا نقاومها إذن.
أنا واحد من الناس الذين يظنون أن انتصار الدكتور محمد مرسي على خصومه كان صعبا لكنه لم يكن مستحيلا. ولقد قلت مرة عن حكمة الطاغوت جمال عبد الناصر أن نصف في المائة من الشعب عندنا يمين ونصف في المائة يسار والـ99% مع المنتصر. وأحيانا يكون تأجيل المواجهة خسارة لهذه الـ99%.
***
ليس في فيديو المندس ولا فيما ذكرته للتو إساءة للدكتور محمد مرسي.
في أسوا الحالات أنه اجتهد فأخطأ.

***
كلمة أخيرة:
ربما يبدو أن ما حدث للإخوان هزيمة تكتيكية فادحة..
لكنها في الحقيقة نصر استراتيجي هائل..
ولكن ذلك يحتاج إلى مقال آخر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق