مصر وسوريا..
فائز واحد ورقص واحد!
شريف عبدالغني
حلوة يا وحدة يا جامعة شعوبنا.. حلوة يا أحلى نغم في حياتنا، يانغم ساري بين المحيطين.. من مراكش للبحرين.. في اليمن ودمشق وجدة.. نفس الغنوة لأجمل وحدة.. وحدة كل الشعب العربي.
هلـّـت بشائر الوحدة يا عرب. من الآن كلنا في أحضان بعض. سنجتمع في أكبر ميادين الأمة. لن تندلع حرب أهلية عربية لاختيار ذلك الميدان. الحروب راحت والخلافات ولّت وليس لنا سوى الأحضان. ده حلمنا طول عمرنا حضن يضمنا كلنا.
الأحضان ستكون مختلفة لأن رموز العصر والأوان سيحضرون. مرتضى منصور ومصطفى بكري على أحمد شوبير وتوفيق عكاشة مع فيفي عبده ودينا. وما أدراك ما دينا وفريق المنجذبات الراقصات.
قلبي رقص من الفرحة وأنا أشاهد فتاة سورية ترقص في الشوارع الدمشقية رقصاً شعبياً تأييداً للمرشح الرئاسي القائد المظفر بشار قلب الأسد.
الفكرة منقولة من القاهرة. هي دي مصر يا عبلة. مصر تؤثر وتؤثر وتؤثر. الرقص للقائد هنا انتقل فوراً للقائد هناك. والفهد يكتسح منافسه هنا والأسد يحصد الأغلبية الكاسحة هناك. مصر وسوريا جسد واحد. شعب واحد. فائز واحد. رقص واحد.
إذا الشعب يوماً أراد الرقص فلابد أن تستجيب فيفي القاهرية وسولاف الشامية.
في 1958 قامت الوحدة المصرية السورية. الكل هتف وغنى. في دمشق حملوا سيارة عبدالناصر من على الأرض، قبل أن يطيحوا بها بعد 3 سنوات في البحر. وأدوا الحلم. أنهوا الوحدة. رفض الزعيم وقتها استخدام القوة لإعادتها. ربما كان يعلم أن «ناصر 2014» سيعيدها بنعومة.
البعض سخر من هذا الوصف. قالوا: إن قميص عبدالناصر واسع فضفاض يحتاج عملاقاً لارتدائه. لكنهم نسوا أن القميص سبق وارتداه كل من شاهد ناصر في التلفزيون. حمدين صباحي لبسه. ومصطفى بكري فعلها.
صحيح أن حمدين لبس في الحيط بعد فضيحة «الـ%2 انتخابات رئاسية» ، لكن مصطفى ناصح. صعيدي عُــقر. لم يلبس في الحيط. لبسّ في البيادة. نزل أسفلها مستمتعاً منتشياً.تقول له: هل شبعت انسحاقا؟ ويقول: هل من مزيد!
مصر وسوريا الآن مؤهلتان لاستعادة أمجاد الوحدة. كل الطرق تؤدي إلى الوحدة المفقودة منذ أكثر من نصف قرن. بركاتك أيتها الصناديق الشفافة.
الوحدة تتناغم بين الدول ذات الأنظمة المشابهة. وما يحدث في البلدين «كوبي» من الآخر. فولة وانقسمت نصفين.
لو نظرت للنظامين بعد الانتخابات الرئاسية بالحمص والمهلبية ستتذكر على الفور خالدة الذكر شادية وهي تشدو: ياختي عليه وعلى اللي جابوه.. قمر الدنيا صبح قمرين.. هو الخالق الناطق أبوه.. رشوا الملح عليه من العين.
أوجه التشابه كبيرة بين السلطتين القوميتين الأصيلتين. نظرة عابرة على الإعلام في البلدين من صحف وتلفزيون ستتأكد أن العقلية اللي تحكم هي نفسها. اللغة واحدة. المفردات لا تتغير.
تهليل وتفخيم وتأليه للزعيم القائد المغوار اللي لا تنطفيله نار ولا ينذلل له جار، وتخوين وتحقير وتسفيه للمعارضة المارقة الخائنة اللي تستاهل الحرق بالقناصة والبراميل المتفجرة.
في دمشق يتحدثون عن مؤامرة كونية صهيونية أميركية لتمزيق الدولة، على الرغم من أن سيادة قلب الأسد لم يطلق رصاصة واحدة على إسرائيل. أسد علينا وفي الحروب قطة.
وفي القاهرة نفس المؤامرة. الكل في صوت واحد مع الناشطة السياسية المعبرة عن مصر الجديدة يهتف: «شات أب يور ماوس أوباما». سيد البيت الأبيض بلع الشتيمة لأن شتيمة الحبيب زي أكل الزبيب.
وإسرائيل دعت الرب أن ينصر النظام الجديد وزغردت لعزل وحبس محمد مرسي.
الفنانون المحبون لأسد سوريا يتحدثون عنه بنفس طريقة نظرائهم الهائمين في عشق أسد مصر. رغدة وصفت هذا وذاك بالذكر الأكبر.
إذن هي وحدة بين الذكر الشمالي والذكر الجنوبي. الأمة حبلى يا سادة. تنتظر الوضع بأسود صغار تواصل الزئير في وجه شعوبها.
في القاهرة يحذرون من «أفغنة» سوريا. وفي دمشق تبعث بثينة شعبان مستشارة القائد والفرحة تشع من عينيها بالتهنئة الحارة إلى مصر على اختيار الشعب للنظام الجديد.
النظامان اتفقا ضد مرسي. في الشام لم ينسوا له دعمه للشعب السوري، وفي القاهرة مادام هو قد أيد الشعب فنحن مع النظام. عيب أن نقلد الرئيس الفائز بـ %52 فقط.
أين هو منا نحن أصحاب الـ%97. إنه متآمر متخابر سفاح قاتل بينما نحن ملائكة نوضع على الجرح فيبرد. الرقص للقائد في القاهرة، انتقل بسرعة البرق إلى دمشق. لكن المشهد السوري ينقصه بعض الرتوش من الخلطة المصرية.
لو كنت مكان بشار لسارعت بالوحدة اليوم قبل غد. وقتها سيصبح زيتنا في دقيقنا. سنجد توفيق عكاشة ينتقل إلى التلفزيون السوري ويلطم ويصرخ باللهجة الشامية لأن الناخبين لم ينزلوا للجان انتخاب سيادة القائد الأسد.
ستظهر لميس الحديدي وإبراهيم عيسى في دمشق وهما يحاوران سيادة قلب الأسد ويتغزلان في جماله ووسامته وبراميله.
سنرى الأم المثالية فيفي عبده تكمل مسلسل مثاليتها وتحرض السوريات على مزيد من الرقص حتى يدخلن العالم المثالي الذي سبقتهم إليه.
سنشاهد كل كتيبة وشبيحة وبلطجية الإعلام من أول عمرو أديب حتى خيري رمضان يستقلون أول طائرة إلى دمشق أو مركب إلى اللاذقية، حتى يقوموا بشغلهم هناك في الترويج لبشار دون أن ينسوا طبعاً أن يشتموا محمد مرسي، وفي طريق عودتهم سيمرون سريعاً على المول الخليجي إياه لأخذ المكافأة!
لا يتبقى فقط لإتمام الوحدة المنشودة سوى أن يغني حسين الجسمي للسوريين «بشرة خير»، وأن يخاطب قلب الأسد من عرينه بالشام شعب الوحدة الجنوبي في مصر: أنا مش قادر أديك.. مفيييش.. لكن إنتوا نور عينينا.. وأوعدكم هيجيب لكم حتة من السما.. وحتتين من إلهام شاهين!
شريف عبدالغني
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghany
shrief.abdelghany@gmail.com
http://twitter.com/shrief_ghany
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق