الخميس، 4 ديسمبر 2014

معنى أن تكون الدولة بأيدٍ أمينة


معنى أن تكون الدولة بأيدٍ أمينة


سلوى الملا

يوماً كنت أدرس وأشرح لابن شقيقي أحمد مادة الاجتماعيات للصف السادس الابتدائي عن تاريخ قطر والمؤسس وصولا إلى تاريخ قطر الحديثة ونموها وتقدمها وإنجازاتها خلال فترة حكم صاحب السمو الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى تاريخ الخامس والعشرين من يونيو للعام الحالي تاريخ تولي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقاليد الحكم في البلاد.

* كان الصغير مستمتعا في دراسة التاريخ وحفظ أسماء حكام قطر وإنجازاتهم فالتاريخ المادة التي تبقى وتصل للأجيال بقراءة سير أو مشاهدة صور وأفلام والارتباط بها لما لها من دور عظيم في وجود الوطن والحفاظ عليه والأهم الوفاء لتلك الأسماء التي رحلت وتركت أثرا وعملا باقيا لها تذكره الأجيال وتدرسه.

استقرار الدولة سياسيا يعني استقرارها اقتصاديا مما يعني استقرار مواطنيها وسلامتهم ونمو الدولة وتقدمها من خلال الاستغلال الأمثل لمواردها وخيراتها والتي بدأت بحقل دخان الذي حمل للبلد البترول ومنه انطلقت قطر وشقيقاتها دول الخليج تباعا وقبلها في النمو والتطور تعليما واقتصادا وصحة وعمرانا.

أن تكون الدولة في أيدٍ أمينة تخشى الله وتتقيه وتسير على نهج الآباء والأجداد في الحفاظ على وحدة الوطن وحدوده وشعبه وتماسكه من أيد عابثة ومخربة وفاسدة أو من أيد تسول لها نفسها سرقة الوطن ونهبه والعبث بممتلكاته وخيراته.. يعني ضياع الدولة وضياع حق الأجيال التي ستأتي بعدها.. الأيدي الأمينة والقلوب السليمة تعني أن الوطن يسير على نهج الآباء والأجداد وما وصلنا وما سيصل الأجيال بعدنا.. من تحمل أمانة الوطن والحفاظ عليه أمام الله سبحانه وتعالى قبل البشر.

بعض النفوس ضعيفة وشياطينها حاضرة وقلوبها مريضة إلا أن سمة قيادتنا الرشيدة والحكيمة والساهرة هي سمة قيادة حكام قطر ومن يتم اختيارهم من وزراء ومسؤولين تكون مناصبهم تكليفا قبل أن تكون تشريفا في السعي للحفاظ على اسم قطر ومدخراته والأهم مواطنيه والعمل على تذليل الصعاب والمشاكل والعمل على سلامته وصحته وتعليمه ورفاهيته.. فالوطن ضمنه وأساسه منظومة القيادة الرشيدة الملتزمة الجادة والمواطن المخلص الأمين.. فالوطن مساحة وحدود آمنة للمواطن والمقيم.

الوطن لا يبخل على مواطنيه ولا يحرمهم حقوقهم ولا يظلم مقيماً.. ويدرك المواطن ذلك ويصله في توجه القيادة وحرصها على تذليل الصعاب ونجدة المظلومين ومساعدة المتضررين.. فمن يده ممدودة بالخير والنجدة لمن هم خارج حدود الوطن.. فحضن وقلب الوطن مفتوح لأبناء الوطن.

هذا الوطن في ذمتنا جميعا.. للحفاظ عليه والعمل لأجله والإخلاص له بأمانة ومسؤولية وحرص على خيراته ومدخراته ومشاريعه من منطلق النزاهة والشفافية والمراقبة والمحاسبة.. فلا يعني توجه الدولة للعالمية بمشاريعها وعملها وقنواتها ووصولا للفضاء.. واستضافة كأس العالم أن يكون الاستعانة بخبرات ومستشارين أجانب من خارج الوطن وتركها تعمل بلا رقيب ولا حسيب ويقف المواطن خجولا وفي الصف الثاني وينتظر دوره فقط في التوقيع على ورق وملف وتقارير وتكاليف وميزانيات دون دراسة وقراءة واستشارة والأهم.. دون ضمير!

* آخر جرة قلم:
قيادتنا الحكيمة تؤكد في مناسبات عديدة على معان كثيرة تبدأ بقيمة الإنسان وحقيقته وأصل دينه بخلقه وتواضعه والابتعاد عن الغرور والتعالي على صغير أو كبير أو فقير ومسكين، قيادتنا تنتهج تعاليم إسلامنا بحسن التعامل والإنسانية والإخلاص وحب الوطن والأرض.

القيادة تحب هذه الأرض ومواطنيها.. ومقيميها وضيوفها وحق المواطن الحفاظ على اسم الوطن وخيراته ولا يغتر ويتكبر وينسى قيم ديننا وينسى أمانة الحفاظ على قطر، فقطر أمانة وفي ذمتنا..
أن نحافظ عليه فكل مواطن وعامل وموظف مسؤول ابتداء من وزير وأعلى الهيكل التنظيمي وانتهاء بأصغر موظف..
الجميع يتكاتف ويعمل بحب وبنظرة عين وإخلاص روح لاسم الوطن..
الوطن وكل ما فيه في ذمتنا ونحن محاسبون عليه أمام الله سبحانه وتعالى.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق