الاثنين، 1 ديسمبر 2014

الله أكبر.. باسم الله


الله أكبر.. باسم الله

خلود عبدالله الخميس

كثيراً ما نكرر أو نسمع من يردد «التجربة التركية» هي سبب نجاح تركيا.

هل يعرفون ما التجربة التركية؟
هل المقصود التجربة السياسية؟ الاقتصادية؟ الاجتماعية؟
ما التجربة التركية؟ وما ركيزتها؟ وكيف نستشهد فيها إن لم نتعرف عليها؟

في العام 2012 استضافت اسطنبول عاصمة الخلافة مئة وخمسين ألف زائر في معرض الموصياد وما يزيد على الخمسة آلاف رجل أعمال، وبمشاركة اثنين وتسعين دولة من أنحاء العالم.
قبل أيام، كانت اسطنبول تضج بآلاف بلغت السبعة من خارج تركيا، غير مشاركي وزوار الداخل من ولايات تركيا الواحد والثمانين، من رجال أعمال، وباحثين عن فرص لبدء أعمال صغيرة، ومبادرين من أنحاء العالم، ومسؤولين حكوميين، ومنتمين للغرف التجارية، وصناعيين، وحرفيين، وبالطبع الإعلاميين من كل جهة جاؤوا لتغطية فعاليات منتدى الأعمال العالمي الثامن عشر ومعرض الموصياد (رجال الأعمال والصناعيين المستقلين) الخامس عشر، وكان الافتتاح برعاية وحضور للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبالطبع حضرت معه كلماته النارية.
نائل أولباك، اسم غير مشهور مثل كثيرين يعملون بلا ضجيج، وهو رئيس الموصياد الذي بدأ منذ العام 1990 في خطته ويسير باتجاه استكمالها بخطوات واثقة ثابتة صبورة مثابرة مؤمنة بقيمها ومتمسكة بمرونة الوسائل لتحقيق أهدافها، تحت شعار «العالم متغير».
وايرول يارار رئيس منتدى الأعمال العالمي الرجل الهادئ الثائر في سبيل ترسيخ فلسفة «الاقتصاد الأخلاقي» عبر اللقاءات الدورية واللجان التنفيذية للمنتدى بإصرار وجلد.
الرجلان واجهة لجبل الثلج الضخم من فريق العمل للمنتدى والموصياد، ولكنهما ليسا كأي واجهة، إنهما يعملان كأي مؤمن في الراية التي يحملها، يقاتل لتبقى خفاقة أو يسلمها لمن بعده، لا يسمح لها بأن تسقط من يده أبداً.
منتدى الأعمال العالمي والموصياد يعملان بالتوازي في نفس الفلسفة، والفكرة، والمبدأ، والفرق بينهما الفرق بين النظرية والتطبيق لا أكثر، هذا منظرون ومفكرون ومخططون، وذاك تنفيذيون مطبقون.
الفلسفة التي تقوم عليها «التجربة التركية» بدأت بقيادة حزب العدالة والتنمية، فهو لم يعمل بعشوائية في الدخول للمعترك السياسي ذي الأرض كثيرة الألغام، بل كانت له رؤية وقيم وأرضية واضحة، وكانت الأثمان متوقعة وباهظة وأول من دفعتها القيادة بسجن أردوغان، قيادة تقف في أول الصفوف لا تزج الشباب في السجون لتحمي حكمها، هي القيادة التي تستحق الدعم والاحترام، هي التي يصدقها الشعب، هي التي تفوز بأصواته، وتحتمي في صدره، وكأنه واق لها من الأزمات.
لم يبدأ الحزب بالإصلاحات السياسية لاستحالتها عند تسلمهم إدارة الدولة، ولكن كانت البداية من الإصلاحات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، ماذا يريد الشعب بسياسي لا يحقق له العيش الشريف، وفرص عمل متكافئة؟
حكم حزب العدالة والتنمية جعل من الشعب كله «نخب» وخدمها على هذا الأساس.
ويميز الحزب أن كل أعضائه قادة، الجمعية العامة لا تستثني أحدا، فخطاب «الشعب كله نخبة» أكسبه شعبيته ودعم الغالبية من المواطنين الأتراك من مختلف الخلفيات العرقية والإثنية، ونظرة لنتائج انتخابات الرئاسة التركية توضح حجم العلاقة الوطيدة بين حزب العدالة والتنمية وجميع المحافظات نسبياً.
عندما مر على تسلم الحزب الحكم عقد كامل، بدأ في الإصلاحات السياسية وتحييد المؤسسة العسكرية، ودعم استقلالية القضاء، ذلك بعد أن بدأ بالاقتصاد، والاستثمار في الإنسان، فلم يجئ بالكرباج ليفرض على الدولة الدين شعائره الإسلامي، ولكنه مارس أخلاق الدين فأحبه ودعمه المتدينون وغير المتدينين، واليوم بعد اثني عشر عاماً من الخطة التنموية للاقتصاد والمجتمع، تركيا بلا دين، وبقوة بشرية تنافس في جميع المستويات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية وغيرهم.
هذه نبذة مختصرة عن التجربة التركية.

وأحب أن أشارككم بحدث قبل أيام، حيث بالتكبير والبسملة افتتح رئيس تركيا الطيب أردوغان معرض الموصياد، ألا يذكركم ذلك بشيء؟ أو ينبئكم ببشارات؟

• @kholoudalkhames

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق