( بلاد الحرمين هدف استراتيجي... هل يفهمون..؟ )
د. عبد العزيز كامل
أفصح التقارب الإيراني الأمريكي مؤخرا عن أن جزيرة الإسلام وأرض الحرمين التي سجل آل سعود معظمها على اسمهم ؛ هي إحدى أهداف ثلاثة كبرى ؛ يسيرعمل عتاة النصارى واليهود والشيعة الرافضة منذ عدة عقود على تشتيتها وتفتيتها, وهوماصرح به ساسة واستراتيجيون أمريكيون متنفذون , وهذه الأهداف المرصودة هي ( العراق ومصر والسعودية ) , وغيرها بالطبع تبع لها .
أذكر هنا بما سبق أن ذكرته وكررته من التوجهات الدالة على ذلك , فقبل غزو العراق بثمانية أشهر تقريباً قُدم تقرير في غاية الوضوح، بل التبجح، من أحد أبرز الباحثين في معهد (راند ) للأبحاث الاستراتيجية، الذي يعد العقل الاستراتيجي للإدارات الأمريكية المتتابعة، هذا الباحث هو : (لوران مورافيتش) - الذي عمل أيضاً مستشاراً للخارجية الأمريكية –؛ بيَّن ذلك التقرير حقيقة ما كان يبيَّت للمنطقة، وقد نشرته صحيفة واشنطن بوست في 6/8/2002، وجاء فيه قوله: "إن الحرب على العراق مجرد خطوة تكتيكية ستغيّر وجه الشرق الأوسط والعالم، أما السعودية فهي هدف استراتيجي، وأما مصر فهي "الجائزة الكبرى " في نهاية الطريق !
لقد تكرر معنى الاستهداف نفسه وبالألفاظ ذاتها تقريباً على لسان رمز يهودي مشهور من المحافظين الجدد، وهو (ريتشارد بيرل) - السياسي الأمريكي الذي عمل مساعداً لوزير الدفاع في عهد ريجان، والذي يوصف في الإعلام الأمريكي بـ (أمير الظلام) و(دراكولا)؛ لميوله العدائية العدوانية -، حيث قال في أعقاب بدء الحملة على العراق: «سيكون العراق الهدف التكتيكي للحملة، وستكون السعودية الهدف الاستراتيجي، أما مصر فستكون الجائزة الكبرى»!
انظر إلى خريطة الأوضاع الآن بعد عشر سنوات من صدور ذلك الكلام , ماهي حال العراق بعد غزوها , وماهو حال مصر الآن بعد الانقلاب فيها ؟ وتساءل معي .. هل يدعو حالهما للاطمئنان إلى حال الهدف الثالث: (السعودية) ..؟
السعودية المستهدفة ؛ ليست هي المملكة المملوكة بنظامها المستبد وأسرتها المتحكمة, ولكن المستهدف هو أرض النبوة وموئل السنة , وشعب أحفاد الصحابة , وحصن التوحيد الذى أزرى آل سعود بمعانيه العليا في العقود القليلة الماضية , عندما نصروا أعداء التوحيد في كل من أفغانستان والعراق وفلسطين واليمن , ,وأخيرا في مالي ومصر وتونس , مع دورهم الخطير الدائر اليوم في سوريا
خطورة تصريحات (مورافيتش) و(بيرل) فيما يتعلق بالسعودية ؛ لم تكن في صدورها ضمن تنظير علني للتآمر فحسب؛ بل في أن قسماً أساسياً منها قد وجد طريقه إلى التنفيذ العملي في العراق وسط مباركة ومشاركة من الأطراف المتضررة قبل غيرها , وفي مقدمتها دول الخليج وعلى رأسها السعودية ذاتها ،وبدا أن الغزو المدعوم خليجيا؛ قد لفقت مسوغاته ليكون مدخلاً «تكتيكياً» يمكن الولوج منه - استراتيجيا - إلى ما بعده، حيث إن اجتياح العراق وتقسيم أراضيه , ثم تقاسم موارده بين الفرس والروم؛ مثَّل قاصمة ظهر لما كان يسمى بـ «الوحدة العربية»، وأوجد أجواء ممهدة للتحرك نحو الهدف التالي «الاستراتيجي»، وهو المتعلق بالسعودية؛ لإحاطتها - بعد سقوط بغداد في يد الشيعة - بسوار من التثوير الرافضي على امتداد حدودها الشماية والشرقية والجنوبية , يستهدف أهل السنة في كل الجزيرة العربية, التي إذا ما أضعف السنة فيها فإنهم سيكونون فيما سواها أضعف .
أما موعد بدء التآمر العملي على بلاد الحرمين , فرؤيتي أن آل سعود قد قصوا شريطه بتسارعهم النزق الجهول نحو تحقيق أهداف اليهود والأمريكان في مصر بعد الثورة, ثم استمرارهم ومن في ركابهم من (الإخوة في النفط) في الكيد لها ولغيرها من البلدان العربية التي ثارت على الفساد
والاستبداد , وهو ما سيجعل جزيرة العرب مكشوفة أمام أية مخططات , طالما ظلت البلاد العربية في انكفاء على مشكلاتها المحلية , وتشتت في جبهاتها الداخلية !
في ظل استمرار إصرار آل سعود على استعداء أهل السنة في كل مكان بسياساتهم المناهضة لكل مشروع تحرري لهم في العالم ؛ يبرز السؤال الكبير ..
بمن سيستنجد آل سعود إذا تعرضت أرض الحرمين لخطر الغول الشيعي الذي ساهموا في تفخيمه و تضخيمه ؟ وبمن سيتغيثون من المغول الجدد, وقد بالغوا في إغاظة كل الأحرار من أهل السنة ,وجعلوا بينهم وبين كل داعية صادق حواجز من الاستياء والازدراء ؟!
الحقيقة المرة التي يجهلها أو يتجاهلها المغامرون من آل سعود , هي أن حبال الانقاذ التي يلقونها كل حين لصنف جديد من طغاة الأرض , سترتد ملتفة على أعانقهم غير مأسوف عليهم .. ولكن الأسى والأسف , والخوف كل الخوف ؛أن يكون ذلك ممهدا للجرأة الرافضية على حمى الحرمين, خاصة بعد ( جهود التقريب ) بين أمريكا وإيران بعيدا عنهم .
أرض الحرمين لن يستجيب لنصرتها عند الشدائد إلاالموحدون المجاهدون الذين يبالغ آل سعود الآن في إضعافهم وتفريقهم في كل بقاع الأرض , لن ينصرها أو ينصرهم أولياؤهم من النصارى والمنافقين العلمانيين , أعداء السنة والدين .
الحقيقة المرة التي يجهلها أو يتجاهلها المغامرون من آل سعود , هي أن حبال الانقاذ التي يلقونها كل حين لصنف جديد من طغاة الأرض , سترتد ملتفة على أعانقهم غير مأسوف عليهم .. ولكن الأسى والأسف , والخوف كل الخوف ؛أن يكون ذلك ممهدا للجرأة الرافضية على حمى الحرمين, خاصة بعد ( جهود التقريب ) بين أمريكا وإيران بعيدا عنهم .
أرض الحرمين لن يستجيب لنصرتها عند الشدائد إلاالموحدون المجاهدون الذين يبالغ آل سعود الآن في إضعافهم وتفريقهم في كل بقاع الأرض , لن ينصرها أو ينصرهم أولياؤهم من النصارى والمنافقين العلمانيين , أعداء السنة والدين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق