الأحد، 31 مارس 2019

لوثة الهبوط على سطح الكونغرس

لوثة الهبوط على سطح الكونغرس


وائل قنديل

ذهب إلى الولايات المتحدة، ليشكو من إقصاء عبد الفتاح السيسي خصومه السياسيين وبطشه بهم، فعاد يمارس إقصاءً أكثر حدّة للمختلفين معه سياسيًا، منصّبًا نفسه متحدّثًا باسم الثورة التي ستكتمل، وتمنحه فرصة محاكمة كل من لا يريدهم على المسرح السياسي ومعاقبتهم.

بعيدًا عن أن الممثل الشاب تعتريه مظاهر خواء فكري وسياسي، تجعل منه مجرّد فاترينة أنيقة، يعرض فيها الصنّاع المتخفون بضاعتهم التي لا يستطيعون الظهور بها، فإن فكرة طرق أبواب الكونغرس، من الأساس، ليس عملًا خارقًا، ولا بطولة استثنائية، فضلًا عن أنها ليست عملًا ثوريًا تمامًا، سواء كان الطارق إسلاميًا أو ليبراليًا، أو ممثلًا يصبغ وجهه بطلاءٍ ليبرالي، يخفي تحته فاشيةً أبشع مما يعتبره فاشيةً عسكريةً أو دينية.
في المقابل، هناك لوثة مضادة، تعتبر الحديث عن الشأن المصري في أي محفل دولي عملًا خيانيًا، وجريمة في حق الوطن، ومساسًا بأمنه القومي، وكأن كلمتين أمام الكونغرس الأميركي، لعرض بعض الأمور والحقائق التي يدركها أعضاء الكونغرس والإدارة الأميركية، أكثر من المتحدثين بها، ستؤديان إلى انهيار مصر.

من مفارقات لوثة الوطنية الفاسدة أن رجل الأعمال وثيق الصلة بالمشروع الأميركي، اقتصادًا وسياسًة، نجيب ساويرس، يأتي في طليعة المخوّنين والمكفرين بالوطنية، بينما هو نفسه كان ذلك الشخص الذي حجّ إلى واشنطن، حشدًا للانقلاب على الرئيس المنتخب، ويطالب من داخل معهد الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن أبريل/ نيسان 2013 بدور أكبر للولايات المتحدة، حتى لا تعود مصر إلى الوراء مرة أخرى، وكيلا يحكمها حكم فاشي وديكتاتوري، ويشدّد على ضرورة أن تقترن المساعدات الأميركية لمصر بمشروطية التزام مصر بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة واستقلال القضاء وحرية الصحافة.
لم يكن الهبوط على سطح الكونغرس عملًا خارقًا غير مسبوق، كما أنه ليس جريمة في حق الوطن، أو خيانة للشعب، إذ سبق أن زارت شخصياتٌ مصريةٌ معارضةٌ للانقلاب واشنطن والتقت أعضاء الكونغرس قبل أعوام، وصاحب ذلك الجدل ذاته الذي تفجّر عقب زيارة وفد مصري أخيرا، وحديثه عن التعديلات الدستورية والانتهاكات الحقوقية.
ردة فعل السلطة في مصر على هذه الأنشطة باتت محفوظة، ومفهومة، إذ تنطلق على الفور ماكينات الاتهام بالخيانة والعمالة، لتبدأ بعدها إجراءات التنكيل والشلح من المؤسسات والنقابات، وصولًا إلى دعوات إسقاط الجنسية ومصادرة الأموال والممتلكات.
كل ذلك متوقع ومفهوم من نظامٍ يرى نفسه مثل قمينة الطوب المشتعلة، وقمائن الطوب ظاهرة قديمة تعرفها القرى المصرية، وتُقام فوق الأراضي الزراعية بعد تدميرها وتجريفها، وتحويل تربتها الخصبة إلى طمي، يتم صبّه في قوالب، داخل بناءٍ تلقى في جوفه كمياتٌ هائلة من الأخشاب ومواد الإشعال، ويبقى مشتعلًا شهورا طويلة، تحت حراسة مشدّدة، ذلك أن حجرًا صغيرًا يلقيه طفلٌ عابر على القمينة من شأنه أن يقوّضها، ويجعلها كومةً من التراب المشتعل.
غير أن غير المتوقع، وغير المفهوم، هو ردود الفعل الصادرة من جهة بعض الذين زاروا الكونغرس، إذ أصابت لوثة مماثلة بعضهم، فصار يتوهم أنه، برحلة واحدة أمس، بمفاتيح الوطنية في يد، وبمفاتيح الثورة في اليد الأخرى، وراح يصنف الناس، أبرياء ومجرمين، حسب مسطرته الشخصية، وينصّب نفسه معيارًا للوطنية الحقة والثورية النقية، بل والتديّن الصحيح أيضًا، فيتوعد، حال نجاح ثورته الجديدة، بمحاكمة هذا ومعاقبة ذاك، ولم لا والكل مجرمون وهو البريء وحده، لا لشيء إلا لأنه نجح في الهبوط فوق سطح الكونغرس، العالي، فلا أقل، إذن، من الاستعلاء والتطاوس الفج والفارغ على خلق الله الذين لم يعرفوا الطريق إلى الكونغرس.
يدهشك أن الممثل الشاب الذي يتوعد بمحاكمة قيادات الإخوان المسلمين ومعاقبتهم على جرائمهم بحق ثورته، ذهب إلى الكونغرس معية زميله في الزيارة، ابن أحد قيادات "الإخوان"، ممن يواجهون فظاعات التعذيب والبطش داخل سجون النظام، منذ ست سنوات، وهو العالم الدكتور صلاح سلطان، بمباركةٍ، بل وتحريض من أيقونات الفاشية الثورية التي تلقن هذا الممثل الشاب ما يقول ويعلن، بلا أي خجلٍ أو وخزة ضمير، على الرغم من أنه وتياره كانوا من المتسببين في صناعة كل هذا الخراب، وداعميه في بداياته.

بلا حدود حلقة رائعة واسرار عن فتح الله جولن احمد منصور

بلا حدود
 حلقة رائعة واسرار عن فتح الله جولن
تقديم: احمد منصور 
تاريخ البث:10- 8- 2016


قال لطيف أردوغان النائب السابق للمعارض التركي فتح الله غولن في حركة الخدمة، إن الأخير قال له شخصيا وبشكل مباشر إنه يلتقي مع الله سبحانه وتعالى وإن الله تكلم معه.
وقال لطيف أردوغان لحلقة (10/8/2016) من برنامج "بلا حدود"، إن غولن قال له "إن الله تكلم معي وقال لي: أنا كنت أبقي الكائنات من أجل محمد صلى الله عليه وسلم، والآن أبقيها من أجلك أنت".
وأكد لطيف أردوغان ذلك قائلا "أقسم بالله وأضع يدي على المصحف، أن الكلام الذي نقلته عن غولن لا توجد فيه نصف كلمة كاذبة، وقد قال لي هذا الكلام خلال إحدى زياراتي لأميركا".
وأضاف لطيف أردوغان-الذي لا تربطه أي صلة قرابة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان "أنا لم أتقبل هذا الكلام ولكن هناك في الصوفية ما يعرف بالشطحات، ومن الممكن أن يقول المرء مثل هذا الكلام وهو في حالة سكر معنوي، وأنا لم أنقل كلام غولن هذا للجماعة، ولكن غولن قال أمام جمع من الجماعة: أنا إذا غضبت فإن غضبي يولد زلازل وأعاصير في الخارج".
وأوضح أردوغان أنه بقى مع غولن في الجماعة بعد سماعه هذا الكلام لأنه كان في ذلك الوقت يعتقد أن غولن ولي من أولياء الله، "وهذا الكلام يقال عندما يكون الإنسان في حالة سكر معنوي، وهو من الشطحات الصوفية، وهذا ما فسرته في ذلك اليوم".
وقال إن هناك جماعة حول غولن يرون أن كل ما يفعله هو الصحيح، ولا يجرؤ أحد منهم على محاسبته أو مسائلته، فهو أستاذهم وهم تلامذته، ولكن المساءلة والمحاسبة بدأت تظهر فيما بعد.
وأضاف أنه منذ البداية ساد اعتقاد وسط الملتفين حوله بأن غولن ولي من أولياء الله، ثم بعد ذلك أصبحوا يلقبونه بالمسيح، ورغم أنه لم يدّعِ بأنه المسيح بشكل ظاهر إلا أن سكوته على هذه الادعاءات يعني أنه قد وافق عليها ضمنيا.
وتابع "في بداية الأمر كانت هذه الادعاءات تقال وسط دائرة ضيقة حول غولن، ولكنها انتشرت بعد ذلك في كل الجماعة عدا أفراد قليلين مثلي، واليوم أصبح معظم أفراد الجماعة يقبلون بكونه المسيح. وهؤلاء الذين يقبلون بالقول إن غولن أقرب إليهم من حبل الوريد انحرفوا بشكل كبير، وما يؤمن به أفراد الجماعة الآن أن غولن يلتقي مع الله في كل وقت، ويستطيع أن يتصل بالله في أي وقت، والذي يستطيع ذلك فهو بالتأكيد أقرب إلى هؤلاء من حبل الوريد. وفي البداية كانوا يقولون إن غولن يلتقي مع الرسول دائما وبعدها سقطوا في هذا الشذوذ".
وأكد أردوغان -الذي لازم غولن 40 عاما وانشق عن جماعته عام 2009 بعد أن اكتشف حقيقة الرجل وما يدعو إليه- أن غولن ليس صوفيا بل يعادي الصوفية بشدة وظل يخدع الناس لسنوات على أنه متصوف، ومئات الآلاف من أتباعه لا يعرفون عن الإسلام إلا ما يقوله هو لهم، معتبرا أن ما كان يقوله غولن هو مسرحية، فالرجل لم تكن له هموم إسلامية بل كان مشغولا بالسيطرة على الدولة التركية، وقد سُمح له بذلك لصالح أميركا.
غرام خاصوقال لطيف أردوغان إن هناك غراما وحبا من نوع خاص بين غولن وأميركا وإسرائيل، مضيفا أن حب أميركا وإسرائيل هو من المبادئ الأساسية لغولن وجماعته.
وأوضح أن الجماعة كانت تعرف في البداية بجماعة النور، ثم سميت حركة الخدمة بعد ذهاب غولن للولايات المتحدة.
وقال إن غولن أسس الجماعة بترتيب مع النظام العلماني في تركيا والنظام الدولي الذي تديره أميركا وإسرائيل، وإن الاستخبارات التركية كانت تتبع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وتتابع تنفيذ غولن للأوامر.
وتحدث لطيف أردوغان عن علاقته بغولن ومعرفته به عام 1968، مشيرا إلى أن أهم ما ربطه به "هو رسائل النور" عن تفسير القرآن الكريم التي كتبها العالم والمفكر بديع الزمان سعيد النورسي الذي يعرفه كل الأتراك.
وأوضح أن غولن استغل واستخدم "رسائل النور" وسيلة للوصول إلى الناس وتكوين جماعته، وتخلى عن الرسائل وبدأ يعمل من أجل تأسيس الجماعة عام 1971، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى لتأسيس الجماعة كانت بين عامي 1968 و1971، وأن النظام العلماني آنذاك غض الطرف عنها، وأن هناك علاقة خفية بينه وبين النظام سمحت له بممارسة أنشطته دون ملاحقة.
هيكلية المنظمةوعن هيكلية المنظمة، قال لطيف أردوغان إن الجماعة ليست هيكلية تنظيمية واضحة إنما هيكلية مختلطة لا يعرف أحد غير غولن خيوطها، لكن غولن لا يملك العقل والقدرة على إدارة المنظمة، فهناك من يخطط ويعطي المشاريع له لتنفيذها.
ومضى يقول "أعتقد أن أجهزة الاستخبارات في أميركا وإسرائيل لها دور في تحريك جماعة غولن، كما أرى أن الاستخبارات البريطانية لها دور في المشروع التعليمي لجماعة غولن".
وأكد أن غولن كان يعمل منذ البداية على السيطرة على الدولة التركية، من خلال السيطرة على أهم مؤسساتها مثل الجيش والشرطة والتعليم والإعلام والقضاء والاقتصاد.
وعن علاقة غولن بانقلاب كنعان إيفرين عام 1980، قال لطيف أردوغان إن غولن أخبره بأنه كان على علم بالانقلاب قبل حدوثه بثلاثة أيام، مشيرا إلى أن فترة انتشار المدارس التابعة للجماعة كانت بعد ذلك الانقلاب. 
الجزء الثاني والأخير من حديثه لبرنامج "بلا حدود"
لطيف أردوغان: 90% من الجنرالات الحاليين ينتمون للكيان الموازي

أكد لطيف أردوغان النائب السابق للمعارض التركي فتح الله غولن أن 90% من الجنرالات الحاليين في الجيش التركي من الكيان الموازي، وهم يتحركون بسرية تامة.
وأضاف لطيف في الجزء الثاني والأخير من حديثه لبرنامج "بلا حدود" بتاريخ (17/8/2016) في معرض حديثه عنالمحاولة الانقلابية الفاشلة في الـ15 من يوليو/تموز الماضي أن "الجنرالات من أتباع غولن الذين اعتقلوا بعد المحاولة هم الذين تم اكتشافهم".
وأشار إلى أن "الضباط حينما يصلون إلى رتبة عقيد ركن يصبحون ماسونيين وينخرطون في التنظيم، وقبل ذلك فإنهم لا يعرفون أنهم ماسونيون، والكثير منهم أثناء فترة الدراسة العسكرية يظهرون أنفسهم بأنهم علمانيون وكماليون ينتمون إلى كمال أتاتورك، ولذلك فإن غربلة هؤلاء والتعرف عليهم أمر صعب الآن".
وقال لطيف إن المحاولة الانقلابية الفاشلة الأخيرة لها جوانب عسكرية وأمنية ومدنية. وأضاف أن تلك المحاولة لم تكن من تخطيط غولن وحده بل كانت بدعم أميركي. وتابع أن غولن أصبح ورقة محروقة لأميركا، وإذا لم يأت لتركيا بإرادته فإن أميركا ستسلمه لها ليحاكم فيها، مشيرا إلى أن عدم تسليمه سيخلق مشاكل لها مع أنقرة.
وأكد أن غولن منذ البداية كان لا يخفي رغبته في السيطرة على الدولة، لكنه بعد فشل محاولة انقلاب 2013 التي استخدم فيها القضاء والأمن لم يعد بيده إلا قوة الجيش "وكنت أدرك أنه سيتهور ويستخدمها، وقد حذرت من ذلك ولكنه أقدم عليها في الـ15 من يوليو/تموز الماضي". وأعرب عن اعتقاده بأن عدد أتباع غولن في الجيش ومؤسسات الدولة يفوق الـ 10 آلاف بكثير.
خليفة العالم الإسلاميوقال لطيف "لقد جمعت معلومات عن غولن من أقاربه ووالدته، وبعد محاولة انقلاب عام 2013 راجعت معلوماتي عنه واتضحت لي جوانب سيئة عنه، أهمها أنه كان عميلا للنظام العلماني وأجهزته في تركيا منذ كان عمره 16 عاما وتواصلت علاقته مع جهاز المخابرات المركزية الأميركية والموساد في إسرائيل.

وأوضح أن خطة غولن كانت السيطرة على تركيا وإقامة نظام على غرار نظام الخميني في إيران. وأشار إلى أن غولن كان يخطط منذ كان عمره عشرين عاما لإقامة نظام إسلامي عالمي تديره أجهزة الاستخبارات ليكون خليفة للعالم الإسلامي، ولذلك أطلقت عليه الجماعة لقب "إمام الكائنات".
وبين لطيف أن هناك بعض المعلومات عن غولن لم يكشف عنها في كتاب السيرة الذاتية لفتح الله غولن "دنياي الصغيرة" الذي كتبه، منها معلومات عن تشكيلات غولن السرية داخل الجيش والأمن العام، مشيرا إلى أنه أطلع النيابة العامة على هذه التشكيلات السرية بعد محاولة انقلاب 2013.
مدارس غولنووصف لطيف مدارس غولن بأنها غطاء لوكالة الاستخبارات المركزية، وأن مدرسيها هم عملاء للوكالة، موضحا أن انتشار مدارسه في 145 دولة يتم بتسهيل من الوكالة التي دعمت فتح مدارسه في آسيا الوسطى لمواجهة روسيا.
وقال إن مناهج تلك المدارس ليست إسلامية بل علمانية، وإن الولايات المتحدةأوكلت مهمة مراقبة الحركات الإسلامية في العالم الإسلامي لمدارس غولن. وأضاف أن أميركا جهزت غولن ليكون بلاء على العالم الإسلامي وإقامة خلافة إسلامية من خلاله تكون مرتبطة بأميركا.
وأوضح أن تغلغل جماعة غولن في مجال التعليم في تركيا بدأ عام 1974 ووصل حاليا إلى نسبة 90%، مؤكدا أنه لم يتم تطهير هذا المجال من أتباع غولن حتى الآن.
غولن وأردوغانوعن علاقة غولن بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال لطيف إن غولن لا يحب الرئيس أردوغان منذ أن عرفه، وسبب تلك الكراهية يعود أيضا إلى كراهيته لنجم الدين أربكان أستاذ أردوغان.
وأضاف أن "علاقة غولن لم تكن جيدة مع كل الذين مارسوا السياسة باسم الإسلام مباشرة أو من خلال فلسفة الإسلام، وكانت علاقته دائما أفضل مع غير الإسلاميين، ولأن أردوغان نشأ على مدرسة أربكان فقد كان يقف دائما على مسافة منه".
وأوضح أن غولن عارض فكرة قيام حزب العدالة والتنمية أيضا ووقف ضدها ولم يقبل بها ولكن بعد فوز الحزب لم يجد بدا من التواصل معه من أجل استخدامه لتحقيق أهدافه وقد استخدمه بالفعل.
وأشار إلى أن خلاف غولن مع أردوغان لم يبدأ عام 2010 "فغولن منذ البداية لم يكن صادقا مع أردوغان الذي هو مسلم صادق جدا فتح الطريق أمام جماعة غولن وتسامح معها اعتقادا منه بأنها جماعة مسلمة يؤدي أفرادها فرائض الإسلام، ولكن في أحد لقاءاتي مع أردوغان بعد محاولة الانقلاب الأولى في 2013 قال لي إن جماعة غولن خدعته".
كما تحدث لطيف عن تأسيس وقف "الصحفيين والكتاب" عام 1994 لتقديم جماعة غولن للناس وإنهاء حالة السرية، مشيرا إلى أن غولن رفض فكرة الوقف في البداية لكنه تأكد من فائدته بعد ثلاث سنوات من العمل حيث نجح الوقف في تحبيب الإسلام إلى الناس.
وقال إن غولن أخطأ عندما حاول تقديم الإسلام للناس من خلال التنازلات عن بعض ثوابته، مثل فتواه بشرب الخمر وعدم الصلاة بالنسبة لأتباعه الموجودين في الشرطة والجيش حتى يخفوا أنفسهم حيث أفتى لهم بعدم أدائها.
الزواجوعن دعم زواج غولن حتى الآن، قال لطيف إن غولن قال إنه قرر مرة أن يتزوج لكن أحد أصدقائه جاءه فجأة في الصباح وقال له إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه في المنام وقال له إذا تزوج فتح الله غولن فسيموت فجأة، ولن يحضر الرسول صلى الله عليه وسلم جنازته.
وأضاف أن غولن يعرف أن السبب ربما يعود إلى أنه يعاني من حكة من ركبته إلى صرته منذ صغره كما يقول هو، والسبب الأخير هو أن غولن يقلد بديع الزمان سعيد النورسي الذي اتخذه نموذجا له في البداية حيث إن النورسي لم يتزوج.
وعن رؤيته لمستقبل تركيا، قال لطيف إن تركيا تمكنت من تجاوز عقبة كبيرة بصعوبة، وإذا قامت الدولة وعلى رأسها الرئيس أردوغان وأصرت على تصفية جماعة غولن من الدولة فإنها سوف تنجح إذا عملت على ذلك، لكن هذا الأمر بحاجة إلى ما بين ثلاث إلى خمس سنوات وبعد ذلك نستطيع القول إننا وصلنا إلى بر الأمان.
وختم بأن "وضع تركيا الآن صعب لأننا نقوم بإعادة بناء الدولة من جديد لأن الكوادر التي يتم إبعادها يجب أن يتم إعداد كوادر جديدة لتحل محلها، وأكبر جريمة ارتكبتها جماعة غولن سيطرتها على المناصب العليا وحرمت الآخرين من الوصول إليها".
وكان أردوغان تحدث في الجزء الأول من البرنامج عن علاقته بغولن، وقال إن الأخير قال له شخصيا ومباشرة إنه يلتقي مع الله سبحانه وتعالى وإن الله تكلم معه.
كما تحدث لطيف أردوغان عن علاقة غولن بالولايات المتحدة وإسرائيل وعن هيكلية منظمة غولن التي قال إنها ليست هيكلية تنظيمية واضحة بل هيكلية مختلطة لا يعرف أحد غير غولن خيوطها.
يشار إلى أن لطيف أردوغان -الذي لا تربطه أي صلة قرابة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان- لازم غولن أربعين عاما وانشق عن جماعته عام 2009 بعد أن اكتشف حقيقة الرجل وما يدعو إليه.

البطل ترونوجويو.. نمر إندونيسيا

البطل ترونوجويو.. نمر إندونيسيا



شريف عبدالعزيز الزهيري
 16/6/2017 ميلادي - 23/9/1438 هجري

مقدمة:
يروج دائمًا أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم ممن فتن بقولهم وسار على دربهم من أبناء جلدتنا وذوي ألسنتنا، بأن الإسلام ما انتشر في ربوع الأرض إلا بحد السيف، وأن المسلمين قد أجبروا الناس إجبارًا على دخول الإسلام وفرضوه عليهم قسرًا وجبرًا بعد انتصارهم وفتحهم للبلاد، وهذه الفرية السمجة الرد العلمي عليها أسهل ما يكون، وكذلك الرد التاريخي والعملي، إذ كيف دخل الإسلام إلى هذه الأصقاع البعيدة النائية والتي بينها وبين أرض المسلمين بحار وقفار ومفاوز يهلك المرء دونها؟ 
كيف دخل الإسلام إلى إندونيسيا وماليزيا والفلبين والصين وكيف قفز الإسلام إلى قلب روسيا وأقاصي سيبريا؟
 لقد استخدم المسلمون السيف عندما وجدوا الطغاة يحولون دون إبلاغ الدين وإسماع الناس لدعوة الحق، عندها يرفع المسلمون سيوفهم ليزيلوا الطغاة ويمهدوا الطريق أمام الدعاة لهداية الناس، وإذ كانت البلاد أصلًا مفتوحة وممهدة وحكامها ولو كانوا كافرين يسمحون للدعاة بحرية الحركة والدعوة عندها لا حرب ولا سيف، فسلطان الإسلام ونور القرآن وهداية السماء وقوة الوحي ستفتح وحدها مغاليق القلوب وتنير الأبصار وتهدي النفوس.

وإن كان التاريخ قد انتقل مع المجاهدين إلى ميادين الفتوحات ليدون انتصار الحق وزهوق الباطل وينسى ما دون ذلك غبطة بنصرة الإسلام وارتفاع راية التوحيد فإن هناك فاتحين من نوع آخر، ومجاهدين لا يقل دورهم روعة عن الآخرين في خدمة الإسلام والدفاع عنه، ونحن في هذا المقام نحيي مواتهم برفع ذكرهم ليعلم أبناء الإسلام الآن كيف كان أجدادهم.

الإسلام يدخل إندونيسيا:
لا يعلم على وجه اليقين متى دخل الإسلام إلى إندونيسيا وذلك لأنها منقسمة لعدة جزر كبيرة [جاوة، وسومطرة وبورنيو]، وكان المؤرخون القدامى من العرب كالمسعودي في كتابه «مروج الذهب» يطلقون عليها اسم جزر المهراج، ولقد دخل الإسلام إلى هذه الجزر عن طريق التجار المسلمين الذين لم يكونوا يعملون فقط في التجارة بل كانوا في الأصل دعاة للإسلام ثم اشتغلوا بالتجارة ليسهل تنقلهم بين البلدان، وقد جاء تجار مسلمون من عمان وحضرموت وآخرون من الكوجرات بالهند ونزلوا على سواحل «سومطرة وجاوة»، وكان أهل الجزر قبل الإسلام وثنيين أغلبهم هندوسي.

دخل الإسلام إلى جزيرة سومطرة أولًا انطلاقًا من إقليم «إتشيه» ثم دخل بعدها إلى جزيرة «جاوة» بعد جهود طويلة ومثابرة من الدعاة الذين نقلوا الجاويين من الوثنية إلى الإسلام، وكان للشيخ إبراهيم المتوفى سنة 1419 ميلادية – 822 هجرية دور كبير في الدعوة الإسلامية هناك، حيث تمكن هو وتلاميذه من نشر الإسلام في كل بيت في «جاوة» وذلك بعد صراع كبير وعنيف مع الهندوسية الوثنية.

وقد أسس المسلمون عدة ممالك في الجزر الإندونيسية منها:
1 – مملكة برلاك في سومطرة، وهي التي زارها الرحالة ابن بطوطة سنة 746 هجرية.
2 – مملكة بنتام في غربي جاوة، وقد أسسها السلطان «حسن الدين» عام 976 هجرية.
3 – مملكة ديماك في وسط جاوة، وقد أسسها رمضان فاطمي عام 832 هجرية.
4 – مملكة بالمبانغ في جنوبي سومطرة، وقد أسسها السلطان عبد الرحيم عام 1058 هجرية.
5 – مملكة أتشيه في شمال سومطرة، وهي أقدم وأقوى الممالك الإسلامية بإندونيسيا.
6 – مملكة متارام في شرقي جاوة، وهي التي سيدور على أرضها أشد حلقات الصراع بين الإسلام والمسلمين ضد الاحتلال الهولندي وأعوانه من خونة المسلمين.

الاستعمار الصليبي في إندونيسيا:
في الوقت الذي بدأ المسلمون في تثبيت أقدامهم وممالكهم بإندونيسيا كان المحتل الصليبي ينشب مخالبه في سواحل الجزر، فلقد احتل البرتغاليون «مالاقا» سنة 917 هجرية، ثم سيطروا على شمال سومطرة سنة 928 هجرية، ووصلوا إلى جزيرة «سيلبيس» سنة 947 هجرية، وقد قاوم المسلمون مقاومة شديدة وعنيفة ضد المحتل الصليبي الذي صعق عندما رأى بهذه الجزر البعيدة في وسط المحيط مسلمين موحدين بالله فأنزل مذابح فظيعة بالمسلمين، وقتلوا سلاطين المسلمين بالغدر والخيانة.

ثم جاء المحتل الهولندي إلى سومطرة وجاوة وطرد المحتل البرتغالي والإسباني من الجزر بالتعاون مع أهل البلاد المسلمين في تحالف ضمني ضد البرتغاليين، وذلك سنة 1005 هجرية ثم ما لبث المحتل الهولندي أن أثبت أنه لا يقل صليبية وحقدًا عن سابقه، ودخل الهولنديون في معارك طاحنة ضد الممالك الإسلامية خاصة مملكة متارام التي يجب أن نتوقف عندها قليلًا لنعرف كيف قامت هذه المملكة.

مملكة متارام وعقيدة «الأبنجان»:
كنت مملكة «متارام» مملكة قائمة في شرقي جزيرة «جاوة» وكان ملوكها على الهندوسية الوثنية، فلما دخل الإسلام الجزر وعم جزيرة جاوة كانت هذه المملكة هي معقل المقاومة الهندوسية ضد الدعوة الإسلامية، حتى غلب الإسلام، وأسلم أحد ملوكها واسمه «سنافاتي» وعمل على نشر الإسلام وذلك سنة 991 هجرية، وقام هذا الملك المسلم بتوحيد جزيرة «جاوة» كلها تحت حكمه، وكاد أن يتم له الأمر لولا أن اتخذ سياسة إبقاء الممالك الصغيرة ذات استقلال ذاتي، وتخضع لسلطانه، فكان حكامها يظهرون له الطاعة ويضمرون الغدر، فما أن وافته منيته حتى أعلنوا العصيان على المملكة واندلعت الحروب بين هذه الممالك.

وفي هذه المملكة ظهرت جماعة عقيدة «الأبنجان» وهي عقيدة تجمع بين الإسلام والهندوسية في خليط بين الشعائر الإسلامية مع الهندوسية الوثنية، وقد أراد بها كهنة الهندوسية محاربة الإسلام وخداع المسلمين البسطاء تحت مسمى التوحد والتقريب بين المسلمين والهندوس ضد المحتل البرتغالي ثم الهولندي، وهذا يذكرنا بما فعله سلطان الهند «أكبر شاه» عندما اخترع عقيدة «السيخ» ومزج فيها بين الإسلام والهندوسية والبوذية والمجوسية وسائر العقائد الوثنية الهندية القديمة ليسهل له حكم بلاد الهند كلها، لذلك هناك تشابه كبير بين عقيدة الأبنجان الأندونسية وعقيدة السيخ الهندية، وكلاهما كفر وضلال وزندقة، وقد اعتنق حكام مملكة متارام هذه العقيدة فترة من الزمن ودخلوا في حرب كبيرة ضد الشعب المسلم في «جاوة» من أجل فرض هذه العقيدة الضالة.

ظهور البطل ترونوجويو:
كل مسلمي جاوة صحيحو العقيدة على مذهب أهل السنة والجماعة، يتبعون الإمام الشافعي في الفقه، في غاية التمسك والاعتزاز بدينهم، عملوا منذ بداية ظهور عقيدة الأبنجان الضالة على التوحد فيما بينهم والتصدي لهذه البدعة الخبيثة، مما أدى لحصرها في دائرة ضيقة جدًا في متارام لم تستطع الخروج عنها، مما جعل ملوك هذه الإمارة يعملون على فرض هذه العقيدة بالقوة على الناس والتعاون مع المحتل الهولندي من أجل تحقيق هذا الهدف الشرير.

وقد بلغ التعاون بين الهولنديين وملوك متارام ذروته في عهد «منكورات الأول» الذي حكم المنطقة من عام 1645 حتى 1677م/ 1054 حتى 1087هـ، وكان منكورات هذا طاغية ضال على عقيدة الأبنجان، حكم المنطقة بعد وفاة والده «سلطان أقغ» فكان ظالمًا يحكم بيد من حديد لأجل توحيد «جاوة» مرة أخرى كما فعل «سنافاتي» من قبل سنة 991 هجرية.

وقد أقدم على نشر عقيدة الأبنجان بين المسلمين ليوافق الهندوس على التوحد معهم، ولكن علماء المسلمين وقفوا ضد هذه المحاولات الشريرة، فأقدم منكورات على قتل كثير منهم، وأراد أن يهدم منار الدين ويطفئ شعائره، وعندها ثار بطلنا العظيم والزعيم الديني لعلماء جاوة «ترونوجويو» وذلك سنة 1083هـ - 1674م.

راية الجهاد:
كان الأمير «ترونوجويو» من إحدى البيوت الحاكمة في «متارام» وفي نفس الوقت كان من علماء الدين ذا إيمان راسخ وبصيرة نافذة وسلامة قصد وقد هاله ما جرى للدين وأهله على يد الطاغية «منكورات الأول» من ترويج للكفر والضلال وتقتيل لعلماء الإسلام، وغار على الدين أن ينتقص وهو حي، وما أشبه ذلك بموقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه في حرب مانعي الزكاة، وهكذا ينبغي أن يكون قلب المؤمن وشعوره تجاه مصاب دينه.

كان الأمير «جكرا ننقرات الثاني» حاكم منطقة «مدورة» وهي إحدى ولايات إقليم متارام، وكان في نفس الوقت عم الأمير المجاهد «ترونوجويو»، وكان «جكرا ننقرات» مواليًا لمنكورات مقيمًا عنده في متارام بصورة دائمة، مهملًا لشؤون مدورة، وكان ترونوجويو حزينًا لبقاء عمه مع الطاغية، خاصة وأنه يرى الناس شديدي السخط والكره لعمه على إقامته مع الطاغية منكورات، لذلك اجتمعت كل العوامل والأسباب عند الأمير ترونوجويو للثورة ضد الطغيان، خاصة وأن أهل جاوة جميعًا وقفوا وراءه وعضدوه.

اتحاد الجيوش الإسلامية:
ما إن قام الأمير المجاهد «ترونوجويو» برفع راية الجهاد والثورة ضد الطاغية الضال «منكورات» حتى تجلت في هذه الثورة كل معاني الأخوة الإسلامية بأجلى معانيها حيث توافد المجاهدون من كل نواحي إندونيسيا، ليس من جاوة ومدورة وحدها، بل من سومطرة والملايو، وقد هاجروا من بلدانهم لنصرة الإسلام.

اكتسبت الثورة دعمًا قويًا عندما انضمت قبيلة «مكاسر» للثورة، وهي أكبر قبيلة إندونيسية، وأهلها هم من أشجع مسلمي هذه الجزائر وأشدهم تمسكًا بالعقيدة الصحيحة، وكانت هولندا الصليبية عندما احتلت جزيرة سومطرة قد وجهت كل حربها ضد هذه القبيلة حتى أجبروا أهلها على الهجرة من موطنهم الأصلي، فانتقلت هذه القبيلة إلى جاوة وأصبحت عونًا لكل من يقف في وجه المحتل الصليبي، وقد قام الزعيم الأكبر للقبيلة واسمه «كاريج فاليسون» بنصرة «ترونوجويو» ودعمه، بل أقنعه أن يخلع عمه «جكراننقرات» الموالي للطاغية منكورات، وبالفعل أصبح الأمير ترونوجويو واليًا على مدورة وأطاعه الناس.

بدت هذه الثورة كمعلم وإشارة على الوحدة الإسلامية بإندونيسيا، وجسمتها في أجمل معانيها (التعاضد والتناصر)، وقد قامت سلطنة «بانتم» في غربي جاوة وسلطانها أبو الفتح عبد الفتاح بمساعدة الأمير ترونوجويو وأمدته بالسلاح وبالمال وبالرجال، وفتحت باب التطوع لمن أراد الالتحاق في صفوف المجاهدين، وهكذا عمت الثورة الإسلامية في جميع أنحاء جاوة وذلك سنة 1083هـ - 1674م.

الانتصار الأول:
بدأت الثورة في القيام عندما خلع أهل مدورة واليهم الظالم «جكرا ننقرات» ونصبوا مكانه ابن أخيه الأمير المجاهد «ترونوجويو» ثم قامت قبيلة «مكاسر» بقطع تصدير محصول الأرز للمحتل الهولندي الذي كان قد أنشأ له مستعمرة في سومطرة أطلق عليها اسم «بتافيا» وهو اسم إحدى القبائل الهولندية، وهذه المستعمرة قد أصبحت بعد ذلك «جاكرتا» العاصمة.

جهز الهولنديون جيشًا سار مع جيش متارام العميل إلى مدينة «ديموج» مركز قبيلة مكاسر، وكان الأسطول الهولندي في البحر مسايرًا للجيوش البرية مناصرًا لحركاتها وذلك سنة 1085هـ - 1676م، واستعد المكاسريون الذين بايعوا ترونوجويو على الجهاد في سبيل الله ونصرة الإسلام للصدام مع هذا العدوان المزدوج من البر والبحر.

وبعد سلسلة معارك حامية وعنيفة بين الطائفة المؤمنة والطائفة الكافرة بفرعيها الأصلي والمنافق، أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين وخذل المنافقين والكافرين، ومزق المسلمون هذه الجيوش البرية والبحرية كل ممزق.

بعد ذلك الانتصار الأول الباهر للمؤمنين على الهولنديين والمنافقين من متارام قام زعيم المكاسريين «كاريج فاليسون» بضم جيشه إلى جيش ترونوجويو وتكونت بذلك جبهة واحدة من جيوش أهل السنة والجماعة ضد المحتل الصليبي الهولندي ومتارام المساعدة لهم والقائمة بخطة نشر عقيدة الأنبجان الضالة بين مسلمي إندونيسيا.

عزة المجاهد:
بعد الهزيمة الساحقة التي نالتها هولندا على يد المجاهدين والتي أدت لتمزيق جيشها وأسطولها عمدت هولندا لاستخدام سلاح المفاوضات، فلقد عرضت هولندا على ترونوجويو فتح باب التفاوض وعرضوا شروطًا مغرية على المجاهد من أموال وإقطاعات وولايات ظنًا منهم أن هذا المجاهد البطل ما قام بثورته إلا طمعًا في الدنيا، فهم لا يعلمون أن المجاهد المخلص لا يبغي من وراء جهاده سوى وجه الله ونصرة الدين، فلا دنيا تهمه، ولا منصب يغره، ولا مال يفتنه.

جاء رد البطل ترونوجويو على هذا العرض الدنيوي الدنيء بصورة عملية جهادية، إذ أمر جيوشه المتحدة بالتوجه إلى شرق جاوة حيث عقر مملكة متارام، وما كادت هذه الجيوش تدخل متارام حتى أقبل الجاويون المجاهدون من كل أنحاء الجزيرة الشاسعة وانضموا لهذه الجيوش، وحاول جيش متارام العميل بالتعاون مع الجيش الهولندي وقف هذا السيل الكاسح ولكنهم فشلوا، واستولى المجاهدون على عدة مدن مثل «دمك» و«سماراج» واهتز موقف متارام بشدة.

منكورات الخائن يبيع بلاده:
بعد سلسلة الهزائم الكاسحة التي نالها الطاغية الضال منكورات على يد المجاهد ترونوجويو وأتباعه، وسقوط العديد من المدن بين المجاهدين، اشتعل قلبه غيظًا وحنقًا على البطل المجاهد حتى أقدم على خطوة ما يجرؤ عليها إلا خائن أصيل جمع بين الكفر والخيانة والحقد والكره والرغبة المجنونة في الانتقام، فلقد عقد منكورات مع الهولنديين معاهدة باع فيها جزيرة جاوة كلها للهولنديين وذلك نظير ماذا؟ نظير أن يأتوا بترونوجويو حيًا وذلك بعد القضاء على ثورته، مع العلم أنه سيتكلف بمصاريف حملة الهولنديين والتي لا تقل عن (1،7) مليون روبية، وذلك كله من أجل أن يشفي غليل قلبه الأسود المشحون بالكفر والضلال.

خاتمة السعادة:
إن غاية ما يسعى له أي مجاهد في سبيل الله أن يرزقه الله عز وجل الشهادة، أو يقر عينه بالنصر والفتح، وهو لا يعرف سوى ذلك، فإنه جهاد نصر أو استشهاد، وأعداء الإسلام رغم علمهم بكثير من حقائق الإسلام إلا أنهم لا يعلمون هذه الحقيقة بالذات.

حشدت هولندا كل جنودها وأساطيلها وجمعت كل قواتها وجواسيسها في جاوة ووجهت حربًا شاملة على جيش المجاهدين وتحملت من أجل القبض على البطل ترونوجويو حيًا خسائر ضخمة وفادحة، وبعد سلسلة معارك ضارية في غابات جاوة استطاع أعداء الإسلام القبض على ترونوجويو حيًا، وجيء به أسيرًا إلى الطاغية منكورات المتعطش لسفك دم هذا المجاهد النبيل، ومن شدة وجنون الانتقام قام منكورات بقتل ترونوجويو بيديه ليشفي غليله ويروي ظمأ انتقامه الجنوني، والعجيب أن ترونوجويو استقبل الموت بقلب ثابت وجنان جريء، وهو يبتسم غير مبالٍ بالموت، استقبله وهو في غاية السعادة والسرور لأنه قد نال أغلى وأسمى ما يريد.

انتقام الإله:
سبحان من لا يخذل أولياءه، ومن لا يترك أصفياءه، وينتقم لهم ممن عاداهم أو آذاهم، فهو سبحانه جل وعلا يري العالمين أعظم الآيات والبراهين على صدق طريق المجاهدين وعقباهم الحسنى، فلقد كانت ضحكات ترونوجويو وفرحه وهو يقتل بيد الطاغية منكورات سببًا لأعظم انتقام، إذ أراد هذا الطاغية أن يشفي غليله بقتل ترونوجويو بنفسه حتى يرى الفزع والرعب والخوف في عيني البطل المجاهد وحتى يستمع إلى توسلاته ويستمتع بآهاته ودموعه وهو يطلب منه الصفح والعفو، ولكن البطل يضحك ويفرح في منتهى السعادة وهو يقتل، فأدى ذلك لزيادة اشتعال الغيظ والحقد في قلب الطاغية منكورات، حتى طفح هذا الحقد والغيظ والكره على عقله بعد أن امتلأ به قلبه، فاختل عقل الطاغية في الحال وهام على وجهه وترك قصره وسلطانه الذي باع بلاده من أجله، وقضى ما بقي من عمره القصير في الأحراش مع الحيوانات لا يعي شيئًا ولا يعقل شيئًا، ومات في أدغال جاوة وحيدًا شريدًا طريدًا من الله ومن الناس، والتحق في مزبلة التاريخ مع أقرانه من الخونة والطواغيت، في حين أثبت ترونوجويو نفسه في سجل الأبطال المجاهدين الشهداء بإذن الله عز وجل.

المراجع:
1 – تاريخ الإسلام في بانتن.
2 – التاريخ الإسلامي مجلد 19.
3 – تاريخ آسيا المعاصر.
4 – المختار المصون.
5 – أطلس تاريخ الإسلام.
6 – تاريخ إندونيسيا.



حياة أردوغان في فيلم.. بائع الكعك الذي صار رئيسا لتركياقبل


حياة أردوغان في فيلم.. بائع الكعك الذي صار رئيسا لتركيا





استمع
خليل مبروك-إسطنبول
بشريط بالأبيض والأسود يستمر دقيقة و46 ثانية، يسرد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قصة طفولته في حي قاسم باشا الفقير بمدينة إسطنبول، ويقدم نفسه للمجتمع التركي منذ كان صبياً لا يتجاوز 12 من عمره، ليجسد بطريقة درامية مراحل حياة البسطاء في تركيا.
ويبدأ الفيلم بمشاهد تمثيلية تظهر عودة "الرئيس" من مدرسته إلى بيته ليجد والدته تعمل على آلة الخياطة، فيلقي عليها التحية، ويضع حقيبة كتبه ثم ينطلق إلى مخبز السميت "فرن قاسم باشا".
ويجسد المشهد التالي الحياة العملية التركية السلسة، فيحيي أردوغان معلمه في المخبز "الأسطة"، ويضع حلقات السميت حول عصا طويلة، ويبدأ رحلة التجول لبيع الكعك التركي الشهير.
الكعكة والكتابذاع صيت السميت "الكعك بالسمسم" بين الأتراك منذ القرن 14 في عهد الدولة العثمانية، وحافظوا عليه ليصبح وجبتهم الشعبية الأولى، ويتناولونه وحده أو مع الجبن في الشوارع والمطاعم والمقاهي والمخابز، ويشترونه أثناء توقف سياراتهم في زحمة الطريق

  لقطة من فيلم "كتابي الأول" الذي يروي فيه رجب طيب أردوغان قصة حياته 

وفي حي قاسم باشا وما شابهه من أحياء إسطنبول القديمة، تلقي المرأة التركية سلتها من نافذة البيت لبائع السميت، مثل أردوغان الطفل حين ينادي على بضاعته الطازجة.
ويظهر أردوغان الممثل في الفيلم القصير وهو يجمع قطعه النقدية المعدنية في حصالة بسيطة من الزجاج وعيونه ترمي إلى كتاب من ثماني مجلدات كان يتطلع إلى شرائه من مدخراته في بيع السميت.
ويحفل المقطع الدرامي بصورٍ شديدة القرب من الواقع الذي يجسد حياة الأتراك في كثير من التفاصيل، بما فيها من سير تحت المطر وإطعام كلب جائع أثناء استراحة الطريق.
الحقيقة والخياليغلق أردوغان الممثل زاوية التصوير في المقطع الدرامي بكتابه الجديد الذي يضعه في مكتبة بيته الصغيرة في حي قاسم باشا بإسطنبول، ليفتح أردوغان الرئيس الجانب الوثائقي من الفيلم بإخراج الكتاب من زاوية المكتبة نفسها، ولكن في القصر الأبيض بالعاصمة أنقرة.
ويختتم أردوغان المشهد وهو يقلب صفحات الكتاب ذاته مخاطباً الشعب التركي ليخبرهم أن من يحكم تركيا اليوم كان في يوم من الأيام بائع سميت متجولا في الطرقات يحمل حلمًا بأن يخدم وطنه.
ويقول "عندما أنظر لذلك الكتاب (يقصد الكتاب ذا المجلدات الثمانية الذي ما زال يحتفظ به منذ صغره) أتذكر طفولتي وحلم الطفولة".
فيلم "كتابي الأول" عن رجب طيب أردوغان وجد تفاعلا شعبيا واهتماما واسعين


تفاعل كبيرلقي الفيلم القصير تفاعلا شعبيا واهتماما واسعين من المتابعين الأتراك، لا سيما أنه نُشر قبل أيام من إجراء الانتخابات البلدية التركية.
وغرد مئات الآلاف من الأتراك على تويتر على وسم (ılkkitabim)، ويعني بالعربية "كتابي الأول"، مقتبسين ذلك من عبارة الفيلم التي رددها أردوغان في وصف كتابه ذي المجلدات الثمانية الذي جمع ثمنه من عمله في بيع السميت.
كما نشروا على الوسم ذاته في إنستغرام صوراً وفيديوهات لمكتباتهم العامة، وانخراط أطفالهم في القراءة في المراكز الثقافية.
ووصف سلطان شينوجاك تنريكولو الفيلم بالمؤثر، وقال إن مشاهده كانت جميلةً، ولكنها غير كافية. في حين حمدت زينب أصلان الله أن رئيس جمهوريتها افتتح أسبوع القراءة بالدعوة لـ"اقرأ".
أما عائشة آكدوغان فقالت إن نصيحة "اقرأ" التي بثها أردوغان في الفيديو هي أمر الله للمسلمين في أول آية تنزلت بالقرآن الكريم، وهو الكتاب الأول الذي يحتفل به الأتراك في أسبوع القراءة، وفقاً لتعبيرها.
تغريدات
استغل بعض المغردين الموقف في محاولة بناء علاقة شخصية مع أردوغان، فعلق رمضان أوجاك "إذا أهديت ابني ذا الأعوام السبعة كتاباً أو طقماً من لعبة الشطرنج، سيكون سعيداً جداً بها".
من جهتها، علقت يتار تشامليشوكور على الفيديو بقولها إنها كانت تتمنى أن ترى رئيس حزب العدالة والتنمية كما هو، الأمر الذي يحيل القراء إلى وثائقي آخر ذاع صيته في الأشهر الأخيرة حول قصة حياة أردوغان.
ونشرت شركة "نيتيف ميديا" التركية مقتطفات لمدة ست دقائق و11 ثانية من فيلم وثائقي أنتجته يحمل اسم "طيب" يكشف جوانب مجهولة من سيرة الرئيس التركي.

ويتضمن الفيلم -الذي يشرف على إنتاجه سردار أوزتكين- مقابلات مع عدد من أصدقاء طفولة الرئيس التركي وأقاربه وجيرانه وشخصيات تعاملت معه من داخل تركيا وخارجها، يتحدثون بعفوية عن الكثير من الوقائع والأحداث التي جمعتهم بأردوغان وعايشوها معه.
المصدر : الجزيرة

تبرير قمع المعارضين واسترضاء الغرب: الأنظمة العربية هي أقوى داعم لـ"الإسلاموفوبيا" في العالم

تبرير قمع المعارضين واسترضاء الغرب: الأنظمة العربية هي أقوى داعم لـ"الإسلاموفوبيا" في العالم

لتبرير قمع المعارضين واسترضاء الغرب: الأنظمة العربية هي أقوى داعم لـ
ترجمة خدمة العصر
كتبت مجلة "فورين بوليسي" أن حكومات المنطقة أقامت تحالفات مع جماعات يمينية في الغرب مكرسة التعصب المناهض للإسلام.
في عام 2017، حذر وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد، من الإسلاميين في أوروبا، قائلا: "سيأتي يوم نرى فيه متطرفين وإرهابيين أكثر تطرفاً يخرجون من أوروبا بسبب عدم اتخاذ القرارات، أو محاولة (أوروبا) أن تكون صحيحة سياسياً، أو على افتراض أنها تعرف الشرق الأوسط والإسلام وتعرف الآخرين أفضل مما نعرف"، مضيفا: "آسف، لكن هذا جهل خالص". كانت الرسالة واضحة: سيواجه القادة الأوروبيون مستقبلاً التطرف الإسلامي إذا استمروا في التسامح مع وجود ما وصفه بالمتطرفين الراديكاليين والإرهابيين باسم حقوق الإنسان وحرية التعبير والديمقراطية.
وعلى الرغم من أن البيان صادر منذ عامين، إلا أن مقطعًا وُزع مؤخرًا من قِبل إماراتي بارز على وسائل التواصل الاجتماعي، حسن سجواني، في سياق مختلف تمامًا: في أعقاب الهجوم الإرهابي الذي زُعم أنه نفذه زعيم أسترالي أبيض ضد المصلين المسلمين في مسجدين بكرايستشيرش، في نيوزيلندا، وخلَف إلى 50 قتيلا. ثم قام سجواني، الذي تربطه علاقات عائلية بالحكومة الإماراتية وعائلة ترامب (عمه هو مؤسس ورئيس شركة داماك العقارية، الذي أنشأ نادي ترامب الدولي للغولف في دبي)، بنشر تغريدات تكرّر نوعًا من الهجمات التي تروّج للخوف من الإسلام والمسلمين، والتي يُعزى إليها االسبب على نطاق واسع في إلهام هجمات كرايستشيرش.
إنه مجرد مثال على اتجاه غالبًا ما يتم تجاهله: مسؤولية الحكومات العربية والإسلامية في تأجيج الكراهية المعادية للمسلمين جزءا من حملاتهم لمحاربة المعارضة في الداخل والخارج. فمحاولة منها لتبرير القمع واسترضاء الغرب، أقامت بعض هذه الأنظمة ومؤيديها تحالفًا غير رسمي مع الجماعات المحافظة واليمينية وشخصيات في الغرب مكرسة لتعزيز التعصب المناهض للإسلام.
فالأنظمة العربية تنفق ملايين الدولارات على مؤسسات الفكر والرأي والمؤسسات البحثية ومجموعات الضغط، وهذا، جزئيًا، للتأثير في تفكير ونظرة العواصم الغربية للناشطين السياسيين المحليين المعارضين لحكمهم، ويعتبر كثير منهم متدينين. وكان مجال مكافحة التطرف هو الجبهة المثالية للرواية المفضلة للحكومات الإقليمية: فهي تثير التعاطف من الغرب من خلال الزعم بأنها تعاني أيضًا من غدر الجهاديين المتطرفين، وتعرض العمل، معا، للقضاء على الجذور الأيديولوجية للتهديد الإسلامي.
واستنادًا إلى عشرات المحادثات التي أجريت على مدار عدة سنوات، وجد كاتبا المقال، الباحث حسن حسن والصحافية علا سالم، أن الأنظمة الاستبدادية في المنطقة ترعى بعناية الدوائر المحافظة واليمينية المتطرفة في الغرب، التي يعتقدون أنها تميل إلى توجهاتهم المعادية للإسلاميين. ولا تتداخل بين الأهداف السياسية للجانبين بالكامل: فيمكن أن يكون رهاب الإسلام الغربي أشد وطأة من التنوع الذي تدعمه الحكومات العربية. ومع ذلك، يجد كلا الجانبين الشراكة مفيدة. وتزعم الدعاية العربية أن هناك صلة متأصلة بين ما يسمى بالصواب السياسي والميل إلى التقليل من شأن الأيديولوجيات التي تؤدي إلى الإرهاب، وهي ادعاءات يستغلها المحافظون الغربيون لإضفاء الشرعية على حججهم الخاصة.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإماراتي لقناة "فوكس نيوز" في 2017: "إن عتابنا منخفض جدا عندما نتحدث عن التطرف... لا يمكننا قبول التحريض أو التمويل. وبينما تعتقد عديد من البلدان أن تعريف الإرهاب يتمثل في أنه يتعين عليك حمل سلاح أو إرهاب الناس، نرى الأمر أبعد من ذلك بكثير".
وقال الكاتبان إن مثل هذه الحملات التي تقوم بها الحكومات العربية تتجاوز مجرد محاولة لشرح التهديدات التي يشكلها الإسلاميون. وبدلاً من ذلك، فإنها تنطوي في الغالب على أساليب التخويف واللعب بورقة التهديد، والإيهام بأنه لا يمكن تصور بديل لهذه الأنظمة من وجهة نظر السياسة الغربية. ومثل هذه البيئة تمكن أيضا هذه الأنظمة من قمع المعارضة في الداخل دون عقاب، ويصبح الإرهاب مصطلحًا مبررًا لتبرير القمع. وقد اعتمدوا هذه الأنماط لأكثر من عقد من الزمان، ولكنها تكثفت في السنوات الأخيرة ، وأثبتت أنها أدوات فعالة لكسب الأصدقاء والتأثير في الأعداء.
وبما أن هذه الأنظمة تواجه المزيد من الضغوط، فإنها تنشر مخاوف من التطرف والإرهاب لحشد الدعم. فعلى سبيل المثال، مع تزايد انتقاد الدول الأوروبية للمملكة العربية السعودية العام الماضي بعد تزايد الإصابات في حرب اليمن، وسجن الناشطات، ومقتل كاتب العمود في صحيفة "واشنطن بوست"، جمال خاشقجي، تحولت الرياض إلى الجناح اليميني المتطرف للحصول على الدعم. وفي هذا، أُرسل وفد من النساء السعوديات، صمن جهود أخرى، للقاء الكتلة اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي. ووفقًا لإلدار محمدوف، مستشار الديمقراطيين الاجتماعيين في البرلمان الأوروبي، أصبحت المملكة العربية السعودية في وقت لاحق قضية مثيرة للخلاف في بروكسل، حيث ضغطت قوى يسار الوسط من أجل اتخاذ قرارات ضد المملكة بينما عارضتها قوى اليمين.
بعد الانقلاب العسكري في مصر في عام 2013، كان النظام في القاهرة وداعميه الإقليميين في حالة تأهب كامل للمبالغة في مخاطر التطرف والترويج للجنرال عبد الفتاح السيسي باعتباره الرجل القوي الذي كان على استعداد لمواجهة ليس المتطرفين، وفقط، ولكن أيضا الفكر الإسلامي، حتى أصبحوا يدافعون عنه بشدة في واشنطن وعواصم أخرى لمؤهلاته المعادية للإسلاميين.
وقد وُصف صعود محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، تم تأطيره من قبل الحكومات الإقليمية بالعبارات نفسها، ففي رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي نُشرت في عام 2017، لخص السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة هذه الدعاية ردًا على الشكاوى حول استمرار ظهور الجهاديين من المنطقة: "أنظر ، سأكون أول من يعترف بأن هذه الأيديولوجية هي مشكلة، ومشكلة يجب معالجتها. لكننا في النهاية نرى شخصًا ما في السعودية يرغب في معالجتها، وهذا هو المعتمد الأول بالنسبة لنا"، كما صُوَرت أزمة قطر في عام 2017 بشكل مشابه على أنها جزء من جهد إماراتي وسعودي لاقتلاع المتطرفين ومموليهم، والذي أيده لفترة وجيزة ترامب.
ورأى الكاتبان أن هذه الأنظمة تعمد على الدعاية ضد مواطنيها الناشطين السياسيين والدينيين الذين يعيشون الآن في الغرب لتهميشهم وإسكاتهم في أوطانهم الجديدة. وقد هرب العديد من هؤلاء من القمع وطلبوا الحماية في الديمقراطيات، ووصفهم بأنهم جهاديون دينيون أو متسللون يجعل من السهل تشويه نشاطهم ضد النظام.
وأوصى الكاتبان، في ختام مقالهما، بأن دور البلدان الأجنبية في تأجيج التحامل وكره الأجانب يستحق أن يكون محل تركيز بشكل عاجل. فعلى عكس ما قاله الحبتور عن خطاب ترامب المعادي للمسلمين، فإن ليس رخيصًا. وكما أظهرت الأحداث في نيوزيلندا، فإن الحديث يمكن أن يكلف أرواحا بريئة

دور النصارى الموارنة العرب في الشام زمن الحرب الصليبية

دور النصارى الموارنة العرب في الشام زمن الحرب الصليبية

شريف عبد العزيز
وقف النصارى الموارنة العرب في الشام الى جانب الصليبيين طوال الحروب الصليبية سيما بعد أن عانى القادة الصليبيون من نقص القوة البشرية مثل بلدوين الأول الذي استعان بهم في تدعيم مملكة بيت المقدس كما ساعدوا الصليبيين في إحتلال طرابلس إضافة إلى خدماتهم التي قدموها في الطب والإدارة وغيرها .

وحين حلٌت الهزيمة الساحقة بملك فرنسا لويس التاسع في مصر سنة ٦٤٨ هجرية ووقع جيشه كله بين قتيل وأسير، وأطلق المماليك سراحه مقابل فدية كبيرة ذهب إلى عكا بلا قوة فقدم له الموارنة آلاف الفرسان من الخيالة استطاع بهم ترميم النفوذ الصليبي المنهار بالشام وتحصين المواقع الباقية بيد الصليبيين.

وقد عاقب سلاطين المماليك الموارنة عقابا صارما، ففي سنة ٦٦٣هجرية انتزع الظاهر بيبرس منهم القليعات وعرقة وأراد ان يفتح طرابلس في ذلك الحين لكن هجوم الموارنة على قواته من أعالي الجبال أوقف فتحه لها، ثم هاجم معقلهم شقيف أرنون وفتحه وتوغل في قراهم وأحرق الكثير منها ودمر مزارعهم.

ولما فتح الظاهر بيبرس أنطاكية سنة ٦٦٦ هجرية لجأ من تمكن من الفرار من الصليبيين إلى جبال الموارنة فاستقبلهم بطريرك الموارنة بالود والترحاب وأواهم وقدم لهم المساعدات لدرجة أن بابا الكنيسة الكاثوليكية في روما اسكندر الرابع أرسل رسالة الى البطريرك الماروني يشكره على إيواء الصليبيين.
وقام المنصور قلاوون في سنة ٦٨١ هجرية بمهاجمة معقلهم الرئيس أهدن وحاصرها وفتحها بعد حصار شديد دام أربعين يوما وتم نهبها وتدميرها كما هاجم قلاعا اخرى عديدة وحصينة تابعة للموارنة قريبة من طرابلس الامر الذي سهل على قلاوون فتح طرابلس الصليبية سنة ٦٨٨ هجرية دون ان يخشى هجمات الموارنة .
لذلك لما احتلت فرنسا بلاد الشام قامت باقتطاع الجزء الجنوبي المعروف حالياً باسم لبنان ، وجعلته دولة خاصة بالموارنة ، ووضعت دستوراُ يضمن لهم السيطرة والهيمنة على شئون هذا البلد لتكون جيباً صليبياً متقدماً لفرنسا ببلاد العرب والمسلمين ، لذلك فالموارنة حتى اليوم لا يقلون عداءً للمسلمين عن اليهود والشيعة الرافضة

هل يعرف عرب ترامب يوم الأرض؟

هل يعرف عرب ترامب يوم الأرض؟


وائل قنديل
يجلس أحمد أبو الغيط، أمين عام ما تسمى جامعة الدول العربية، فوق منصة وثيرة ليلقي كلمة الافتتاح لما تسمى قمة عربية.

لن تظهر في الخلفية صورته الشهيرة، وهو يقوم بدور العكاز لوزيرة الخارجية الصهيونية، تسيبي ليفني، وهي تعلن، من القاهرة، قرار بدء الحرب على غزة ديسمبر/ كانون أول 2008. لكن هذه الصورة الفاضحة ستقفز على سطح ذاكرة كل من يتابع المشهد.

اختار العرب أن يعقدوا قمتهم، صباح اليوم التالي للذكرى الثالثة والأربعين ليوم الأرض الفلسطيني، الذي اشتعلت أحداثه مع إقدام سلطات الاحتلال على قضم مساحاتٍ جديدة من الأراضي الفلسطينية، فخرجت تظاهرات عارمة في كل فلسطين، واجهها الاحتلال بالرصاص فكان شهداء ومصابون بالمئات، وبقي هذا اليوم خالدًا في الذاكرة.
"هنا/ على صدوركم باقون كالجدار/ وفي حلوقكم، كقطعة الزجاج، كالصَبّار/ وفي عيونكم، زوبعةً من نار". هكذا ردد الفلسطينيون، خلف شاعرهم توفيق زياد، ولا يزالون، بينما المجتمعون في ما تسمى قمة العرب في تونس يتنافسون في خدمة أطماع المحتل بالأرض.

يجتمعون، وكثيرون منهم أسقطوا مفهوم قدسية الأرض وقيمة التراب الوطني، ليس في خريطة فلسطين فقط، وإنما في خرائط دول عربية أخرى، لتصبح سيناء، مثلًا، موضوعةً على مائدة الترتيبات الإقليمية الخاصة بالشرق الأوسط الجديد، كما صاغته الرؤية الصهيونية.

في البدء، كانت صفقة جزيرتي تيران وصنافير، البائع مصري والمشتري سعودي، والمستفيد إسرائيل، إذ كانت الصفقة التطبيق العملي الأولى لعقيدةٍ جديدةٍ تقول إنه لا قداسة للخرائط. وكما قلت، في وقتها، إذ يفقد التراب قدسيته، وتساق الجغرافيا، خادمةً مقهورة، في بلاط الحكام الجدد، ويكون التطبيق الأول لمبدأ أن لا قداسة للأرض والحدود بالتخلي عن تيران وصنافير للسعودية، بعلم إسرائيل ورغبتها، ثم يأتي مشروع "نيوم" ترجمة حرفية لأحلام شيمون بيريز في التطبيع من خلال السياحة، وذلك باقتطاع مساحاتٍ من سيناء والأراضي الأردنية لإقامة المشروع السعودي الكبير الذي ينقل الصهاينة إلى عمق العواصم العربية.

ثم نصل إلى المرحلة التي يصبح فيها دونالد ترامب واثقًا من أن أحدًا من الحكام العرب لن تكون لديه اعتراضات جوهرية على قراراتٍ بمنح القدس، ثم الجولان، للصهاينة، يوقعها وكأنه يتناول قطعة هامبرغر ماشيًا.

يقولون إن على جدول أعمال القمة في تونس مشاريع قرارات داعمة للقضية الفلسطينية، ومؤكدة لعروبة القدس والجولان. حسنًا، هل يمكن أن تسمح عاصمة عربية واحدة بتظاهرة أو وقفة جماهيرية إحياء ليوم الأرض؟ هل يستطيع المواطن المصري، مثلًا، أن يهتف من أجل القدس في رحاب الجامع الأزهر، أو في ساحات الحرم الجامعي، من دون أن يجد نفسه في الزنزانة، بعد تكسير عظامه بهراوات الأمن؟.

هل يمكن أن يتخد المجتعون في القمة قرارًا بوقف موجة الهرولة الجديدة نحو التطبيع، ردًا على تهويد القدس وأسرلة الجولان؟ هل يمكن أن يصدر قرارٌ ينص على مشروعية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، ويلزم رئيس سلطة رام الله بالكفّ عن التحريض ضد المقاومة، ويدعو الشعوب العربية إلى الانتفاض دفاعًا عن القدس وفلسطين والجولان؟.

كيف ذلك، وهي قمة عرب ترامب؟

السبت، 30 مارس 2019

"فورين بوليسي": كيف انتهى الأمر بدول الخليج إلى الاصطفاف مع إسرائيل وتجاهل القضية الفلسطينية

"فورين بوليسي": كيف انتهى الأمر بدول الخليج إلى الاصطفاف مع إسرائيل وتجاهل القضية الفلسطينية


ترجمة: خدمة العصر
كتبت مجلة "فورين بوليسي" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يبني العلاقات مع القادة العرب المناهضين لإيران من الرياض إلى الدوحة ويراهن على أن اتفاق السلام ما عاد شرطا ضروريا لتطبيع العلاقات الدبلوماسية.

لم تحقق قمة وارسو، التي حظيت بكثير من الاهتمام في فبراير الماضي، سوى القليل. وقد حاولت الولايات المتحدة إقناع حلفائها الأوروبيين بالتخلي عن الصفقة النووية الإيرانية والضغط من أجل فرض المزيد من العقوبات على طهران، ولم يحدث أي منها. والإثارة الوحيدة جاءت من إسرائيل وبعض دول الخليج التي لم تخجل من التباهي بتحالفها المفتوح ضد إيران.

جلس وزراء خارجية الإمارات والسعودية والبحرين إلى جانب بنيامين نتنياهو في حفل الافتتاح الكبير. كان من المفترض أن يكون اجتماعًا مغلقًا، لكن نتنياهو سرب شريط فيديو للتجمع، حيث سُمع كبار المسؤولين البحرينيين يصفون إيران بأنها العقبة الرئيسية أمام حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين. كما ظهر وزير الخارجية الإماراتي وهو يدافع عن "حق" إسرائيل في تفجير أهداف في سوريا. كان مهرجان الحب، كما أشار نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، "حقبة جديدة". ثم كانت هناك مصافحة بين نتنياهو ووزير الخارجية العماني وتفاعل قصير مع وزير الخارجية اليمني، والتي أصبحت كلها جزءًا من اندفاعلا رئيس الوزراء المثير قبل انتخابات 9 أبريل في إسرائيل. إن وعد نتنياهو بتقريب العلاقات مع الدول العربية قد جعله يقوم بزيارات إلى أماكن مثل تشاد وسلطنة عمان، حيث يتوق أكثر لإظهار أن الدولة الفلسطينية لم تعد شرطا أساسيا لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية في المنطقة.

وقال كاتب المقال إن وعد نتنياهو بتقريب العلاقات مع الدول العربية قد جعله يقوم بزيارات إلى أماكن مثل تشاد وسلطنة عمان، حيث يتوق أكثر لإظهار أن الدولة الفلسطينية لم تعد شرطا أساسيا لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع الدول الإسلامية والعربية في المنطقة.

ولطالما اعتقدت إسرائيل أنها واحة ديمقراطية تقاتل العديد من الأعداء في منطقة غير مستقرة. وإيهود باراك، رئيس الوزراء السابق، لخصها بشكل جيد عندما كان يشبه إسرائيل بفيلا في غابة.

ويبدو أن نتنياهو قد تبينى بعض هذه الادعاءات، حيث عزز  قاعدته الشعبية قبل الانتخابات من خلال الادعاء بأن إسرائيل ما عادت منبوذةً إقليمياً كما كانت من قبل. لقد حاول إيجاد أرضية مشتركة مع الأعداء السابقين بإظهار الازدراء تجاه إيران ولغة المصالح التجارية المشتركة. السعوديون ودول الخليج الأخرى، الذين دافعوا في وقت ما عن القضية الفلسطينية ليس في الداخل، وفقط، ولكن أيضا أمام نظرائهم الغربيين، عكسوا المسار مع مرور الوقت.

العلاقة الجديدة بين الخليج وإسرائيل هي جزء من تحول أكبر تحاول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تتصدره، حيث اصطفت الدول العربية الإقليمية صراحة مع إسرائيل في معارضة لإيران. ويرى البيت الأبيض أن اتفاق السلام الإسرائيلي - الفلسطيني المخفف جزء من هذه العملية.

قبل مغادرته متوجهاً إلى تشاد في 20 يناير الماضي، وصف نتنياهو زيارته، والتي تكلَلت باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد قطعهما في عام 1972، بأنها "جزء من الثورة التي نقوم بها في العالمين العربي والإسلامي، لقد وعدتكم أن هذا سيحدث. ... سيكون هناك المزيد من البلدان، كما تعهد.

في أكتوبر 2018، زار نتنياهو سلطنة عمان واجتمع إلى حاكمها السلطان قابوس، واستغلها فرصة أخرى لتعزيز حجته بأن المستوطنات الإسرائيلية والاحتلال والحصار المفروض على الفلسطينيين كل هذا ليس عائقًا أمام إقامة علاقات مع العالم العربي. كما تباهى نتنياهو مؤخرًا بأن طائرات الركاب الإسرائيلية يمكن أن تطير فوق عُمان والسودان (وقد حلقت طائرة متجهة إلى إسرائيل فوق السعودية في مارس الماضي)، مما حقق مكسبا آخر لجهوده في مجال التكامل الإقليمي (أو الهيمنة الإقليمية).

تربط الإمارات وإسرائيل علاقة عمل منذ عقود، وتشتمل على الدفاع والتكنولوجيا والزراعة. ولكن في أكتوبر 2018، تقدمت خطوة إلى الأمام، حيث سمحت بعزف "النشيد الوطني لإسرائيل" في بطولة الجودو في أبو ظبي بحضور وزير الرياضة الإسرائيلي.

وموقف السعودية من العلاقات غير الرسمية  هو الأحدث. لقد تحركت بعد وفاة الملك عبد الله في عام 2015، ومع صعود محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد في عام 2017. طموح الرياض للوصول إلى انفراج مماثل مع إسرائيل يجعل مبادرة السلام العربية التي طرحتها قبل عقدين تقريبًا جزءا من الماضي.

وحتى قطر، التي عزلت وحوصرت من قبل عدة دول خليجية أخرى ومصر، كانت لديها أيضًا ترتيبات عمل مع إسرائيل لسنوات، وركزت مؤخرًا على السماح للدوحة بنقل الأموال إلى قطاع غزة للتخفيف من حدة الوضع الإنساني الكارثي في القطاع المحاصر.. وفي محاولة للحصول على موافقة المجموعات اليهودية الأمريكية الكبرى، قامت قطر مؤخراً بحظر فيلم وثائقي من إعداد قناة الجزيرة حول اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. كما أنفقت ملايين الدولارات على مغازلة رؤساء هذه المنظمات، وترتيب رحلات لهم، من الدرجة الأولى، إلى الدوحة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة هاآرتس. ولطالما استخدموا القضية الفلسطينية لصرف الانتباه عن القضايا المحلية الملحة لعقود.

تبنى البعض في إسرائيل خطة نتنياهو لتجاوز الفلسطينيين. وأكدت مقالة للمراسل الدبلوماسي، هيرب كينون، في صحيفة "جيروساليم بوست" نُشرت بعد مؤتمر وارسو، أن الفلسطينيين ما عاد لهم حق النقض على العلاقات العربية مع إسرائيل.

وهذا الاندفاع المثير لم يقتصر على نتنياهو واليمين الإسرائيلي. ففي أوائل ديسمبر، قام آفي غباي، زعيم حزب العمل، بزيارة سرية إلى الإمارات. و في محاولة لدعم أوراق اعتماده في السياسة الخارجية قبل انتخابات إسرائيل في أبريل، التقى بكبار المسؤولين في أبو ظبي، حيث ورد أنه ناقش قضية إيران والصراع مع الفلسطينيين.

وفي الوقت نفسه، يبدي اليمين استعداده ورغبته في التواصل مع السعوديين ودول الخليج الأخرى على جميع المستويات بسبب المعارضة المشتركة لإيران ونفوذهم الإقليمي. إنهم لا يرون أي سبب للتوصل إلى اتفاق سلام مؤلم مع الفلسطينيين. ونتنياهو مقتنع بأنه قادر على إخضاع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وأن الفلسطينيين سيقبلون في نهاية المطاف بالحكم الذاتي المحدود في الأحياء اليهودية المنفصلة، مما يسمح لإسرائيل بأن تغسل يديها من القضية  الفلسطينية. لكن حتى مع وجود تهديد إيراني دائم، ليس الجميع في إسرائيل مقتنعين بأن تخطي الفلسطينيين سيساعد على التحصين اللازم ضد طهران وجلب البلاد السلام الذي تريده  في الداخل والإقليم.

ورأى كاتب المقال أن هذه العلاقة الأكثر انفتاحاً مع الخليج تخفف الانقسام بين المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية، إذ لا يزال عديد من أعضاء النخبة الحربية القديمة يؤمنون بالاتفاق بين الطرفين. وفي هذا، قال نداف تامير، الذي شغل منصب مستشار السياسة للرئيس السابق شيمون بيريز، إن الإستراتيجية الحالية المتمثلة في عدم معالجة الدولة الفلسطينية "تتعارض مع المصالح الإسرائيلية، لأن كل القضايا من حولنا، إذ القضية الأكثر حضورا هي القضية الفلسطينية...لأن هذه هي القضية الوحيدة التي تشكل في الواقع تهديدًا لهوية إسرائيل كوطن للشعب اليهودي".

ويعتقد عديد من الصهاينة الليبراليين أن نتنياهو يُبقي الصراع على الجليد لأن الوضع الراهن يخدمها سياسيا. لكنهم يقولون إن تردده سيؤدي في النهاية إلى حل الدولة الواحدة، وهو أمر لا يمكنهم قبوله. "إذا كانت هناك أعداد متساوية من الفلسطينيين واليهود بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ​​، فهل تمنح إسرائيل الفلسطينيين حقوقًا متساوية؟ هل تسمح لهم بالانتخاب للمناصب؟ منحهم حق العودة؟ تتعارض هذه الأفكار مع فكرة دولة إسرائيل وطنا للشعب اليهودي. وهنا يكمن اللغز". ويعتقد الخبراء العسكريون المتقاعدون والمسؤولون الذين يدعمون الانفصال عن الفلسطينيين أن صنع السلام مع العرب الآخرين على حساب الفلسطينيين هو خداع.

ولم تقترح معظم الأحزاب السياسية العاملة في الانتخابات المقبلة وضع حد للنظام العسكري في الضفة الغربية والحصار على غزة، ولا يبدو أن الحكومات العربية تهتم. لقد قلصت حكومات الخليج إلى حد كبير من محاولات التوسط الدبلوماسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وبدلاً من ذلك اختارت المضي قدمًا في التطبيع، سواء أ كانت هناك خطة سلام أم لا. ويؤكد هذا الانفتاح بداية عهد جديد في السياسة في الشرق الأوسط: حقبة ما عادت فيها فلسطين هي القضية الحاسمة.

** رابط المقال الأصلي