السبت، 31 مايو 2014

ما بعد زفة السيسي المحبطة


ما بعد زفة السيسي المحبطة

ياسر الزعاترة

لن نضيف الكثير إلى ملايين السطور التي كتبت خلال الأيام الماضية عن الانتخابات المصرية، والتي تؤكد حجم الخيبة التي أصيب بها الانقلابيون جراء عزوف الناس عن المشاركة، ويبدو أن القوم قد وقعوا في شر أعمالهم، إذا كان بوسعهم أن يدفعوا حمدين صباحي إلى الانسحاب، فالدولة العميقة لا يعجزها أي شيء، لكنهم فضلوا تركه كخيار يعزز شرعية السيسي، فكانت الفضيحة التي تجلت أمام العالم أجمع.
 لا قيمة بالطبع للنسبة التي أعلنت، وهي أقل من نسبة 2012، فبعد تمديد التصويت ليوم ثالث، وقبلها عمليات الحشد الجنوني، ومن ثم التهديد بغرامة قدرها 500 جنيه على شعب بائس فقير، في حال عدم المشاركة في التصويت، بعد ذلك كله وسواه، لا يمكن أخذ أية نسبة على محمل الجد، ويكفي أن جميع أنصار الانقلاب قد اعترفوا عمليا بخيبتهم مما جرى، فضلا عن الإعلام العالمي (دعك هنا من كذب النسبة دون شك).
ما ينبغي أن يقال هنا هو أنه لو أجريت الانتخابات مباشرة بعد الانقلاب بشهر أو شهرين، لربما كانت النتيجة مختلفة إلى حد كبير، فقد كانت الدعاية التي أعقبت الانقلاب رهيبة، لكن مرور شهور طويلة على الانقلاب كان كفيلا بتفكيك وفضح كل الأكاذيب التي قام عليها، فضلا عن تأكيد فشل الانقلابيين على كل صعيد، والأهم من ذلك كله افتضاح الدولة البوليسية التي تتأسس على الأرض، والتي باتت تخيف جميع الشرفاء، بل حتى المواطنون في مصر، من دون أن ينفي ذلك حقيقة وجود انقسام في المجتمع، وهو انقسام كان موجودا في الأصل قبل انتخاب مرسي وبعده، لكن خمس جولات انتخابية كانت تؤكد أن الانقسام لم يكن نصفيا بالكامل، إذ كان التفوق واضحا لصالح من لديهم آمال بالتغيبر.
الآن يمكن القول بكل بساطة إن دعاية الانقلاب قد افتضحت، وسحره قد انكشف، لكن ذلك لن يغير في حقيقة مُرة تتمثل في أن ميزان القوى لا يزال مختلا بالكامل لصالحه، أكان داخليا من حيث انحياز القضاء والإعلام والجيش والأمن ومؤسسات الدولة العميقة، أم خارجيا من حيث الوضع الدولي (الكيان الصهيوني عنصر فاعل هنا) والإقليمي والعربي باستثناءات محدودة لا تغير الكثير.
وفي وضع من هذا النوع لا يحتاج النظام أي نظام إلى نسبة تأييد كبيرة لكي يتماسك، ولعل نموذج النظام السوري واضح هنا، فهو بطائفته، وبعض الأقليات من حولها، تمكن من البقاء، حتى الآن على الأقل، رغم أن مؤيديه قد لا يختلفون عددا ونسبة عن مؤيدي النظام المصري الحالي.
من المؤكد أن الوضع الاقتصادي يبدو ضاغطا إلى حد كبير على أعصاب النظام، لكن وضعا كهذا لا يكفي أيضا لإسقاطه في بلد لم يخرج عمليا من دوائر الأزمات الاقتصادية منذ زمن طويل، فكيف وهناك بعض الدول التي تملك القابلية لدفع الكثير من أجل الحيلولة دون سقوطه؟!
على أن الجانب الذي لا يمكن إخفاؤه هو أن نتيجة الانتخابات ستفضي إلى زعيم أقل شرعية من الزعيم الذي كانوا يروجون له، ورفعوه إلى مستوى الآلهة والأنبياء والقديسين، لكن المشكلة أن زعيما كهذا، ومن حوله آخرون قد يميلون إلى مزيد من البطش للحيلولة دون أي مس بهيبتهم، وذلك عبر تأكيد الدولة البوليسية.
في ضوء ذلك كله نميل إلى تأكيد أن النظام لن يهتز بالسرعة التي يعتقد بها البعض، ولا بد من أجل تحقيق من إعادة تجميع الناس حول فكرة الثورة واستعادتها من جديد، وهذا يستدعي ميثاق شرف وعهد بين جميع القوى الحية في مصر، وعندها فقط سيكون للثورة صوت في الداخل وصوت في الخارج عبر المنفيين والهاربين، وسيؤدي ذلك بمرور الوقت إلى هز أركان النظام، وصولا إلى التجمع في الميادين لإسقاطه مع أخذ التجربة الماضية بعد الثورة بكل تفاصيلها في الاعتبار من أجل عدم تكرار أي من الأخطاء التي ارتكبت.
والخلاصة أن ما جرى في الانتخابات يؤكد أن شعب مصر لم يكون صيدا سهلا لأدوات الكذب والتزوير، وأنه لا يزال محبا لثورته، منحازا لحريته، وسيكمل مشواره نحو الحرية، وسينتصر من جديد مهما طال الوقت وكثرت التضحيات.
ولا ننسى أن الثورات عموما تمر بموجات ومنحنيات، لكن انتصارها حتمي ما توفرت شعوب حية، وشعب مصر من هذه الشعوب، بل من خيرتها.

الكبش على مذبح الثورة !

الكبش على مذبح الثورة !


آيات العرابي

علامات استفهام غامضة لفتت انتباهي في الفترة الأخيرة، كان أولها انتشار فيديو لوزير الدفاع المستقيل مسرب من داخل حفل المفترض فيه أنه سري، يلقي فيه كلمة يقول فيها (وستبقى راية مصر عالية خفاقة تحت قيادة الرئيس مبارك)!

ترافق هذا مع تسريب يدعو فيه الرئيس المخلوع لانتخابه وهو ما أثار استياء المصريين وبالطبع لم يتوقع أشد الثوار تفاؤلاً أن يقاطع الشعب المصري انتخابات العسكر بمثل هذا الزخم وأن يصروا على فضح حقيقة الشعبية الزائفة المصنوعة في مدينة الإنتاج الاعلامي للقزم، الذي تصوره آلة الدعاية التابعة للانقلاب على أنه الوسيم ساحر النساء ومنقذ مصر والمخلص الجديد وما إلى ذلك، من تخاريف الإعلام التي وصلت إلى حد أن قالت افتتاحية إحدى الصحف أنه قابل الله مرتين!!
 الأكثر إثارة للاستغراب هو أن الاعلام المستفيد من الانقلاب والذي عمل على تلميع قزم الانقلاب ووصفه بكل تلك الأوصاف الأسطورية، لم يخف حقيقة انعدام الإقبال على انتخابات العسكر ولأول مرة أصيب بالقلق أو هكذا بدا لنا وأظهر حقيقة ضعف الإقبال ثم ينتقل بسرعة مدهشة إلى الجانب الآخر ليعلن الفوز الساحق لقزم الانقلاب في انتخابات هزلية لم يحضرها أحد!
ولم تفلح حفلات الرقص المسعورة والاحتفالات المصطنعة في إخفاء حقيقة المشهد، كما أنها لم تتدخر الصحف العالمية بالدول الداعمة للانقلاب وسعاً في إظهار حقيقة المشهد وأن قزم الانقلاب بلا شعبية !
 ثلاثة أيام من الصمت الهادر المنذر الرافض المتمرد واجه فيها المصريون العسكر وجيشهم المنهمك في صناعة المكرونة وإنتاج الصلصة، وأفسدوا مهزلة أراد لها قزم الانقلاب أن تكون حفلاً لتتويجه، لا شك أن الثورة هي التي فازت في هذه الانتخابات الهزلية على الرغم من أنها لم تكن على قائمة المرشحين، ولا شك أن سحب الثورة تتجمع وتحتشد في سماء مصر لتمطر عما قريب مطر السوء على الانقلاب وقادته، ولكن علينا أن نقف قليلاً لتحليل المشهد .
 تصوري أن هناك جهة ما أرادت أن تجعل من قزم الانقلاب الذي احترق عبر عشرة أشهر كبش فداء !
الصورة الأقرب للتصور هو أن الأمريكيين يريدون الحفاظ على جسد المؤسسات الموالية لهم في مصر من الانهيار أمام ضربات الثورة وزخمها والتي اتضح لهم عبر عشرة أشهر لم ينقطع فيها المصريون عن التظاهر، أنها لن تخمد إلا باقتلاع نظام العسكر من جذوره, القزم احترق بنيران الارهاب الذي يمارسه على المصريين خلال عشرة أشهر وأصبح ورقة لا قيمة لها في اللعبة، بل وزاد الطين بلة أنه خيب حتى آمال مؤيديه عندما ظهر ليتحدث بلغته غير المفهومة وكلماته السوقية مثل (لنضة) وبإنجليزيته العرجاء.
كان ورقة أحرقوها حتى آخر سنتيمتر، ولكن الورقة نفسها حاولت التمرد على رغبة السادة في واشنطن, فما كان من السادة إلا أن أحرقوه عبر المؤسسات التي يمتلكونها والإعلام الذي يحركونه ليصل القزم إلى القصر بعد فضيحة مقاطعة تفوق حتى فضيحة تزوير انتخابات 2010 والتي كانت أحد الأسباب التي فجرت الثورة، لتهب رياح الثورة عاتية فيركبها العسكر مرة أخرى بانقلاب على القيادات الملوثة بالدماء ويقدمون القزم خروفاً على مذبح الشعب ليرضى، ويقدمون وجوهاً جديدة وربما قدموا وجوهاً محسوبة على التيارات المدنية لتحكم نيابة عن السادة في واشنطن بينما يحتفظ الجيش بمزاياه الاقتصادية، المهم ألا تحكم الثورة وألا يعود الإخوان المسلمون.
ولذلك فمن الواجب علينا أن نفكر في مرحلة ما بعد هذا القزم فسادته في واشنطن يخططون للنهاية السعيدة للفيلم وبأن يرضى المصريون برأسه المقطوعة كبش فداء للمرحلة لتواصل مؤسسات دولة العسكر العمل على رعاية مصالح واشنطن، ولكن الشعب المصري كما بدا واضحاً خلال ملحمة المقاطعة له رأي آخر... فقد اختار الثورة!!..

تقرير "لوموند" كيف يموّل العراق، إيران، دبي ورجال أعمال الأسد نظام دمشق؟


تقرير "لوموند"
كيف يموّل العراق، إيران، دبي ورجال أعمال الأسد نظام دمشق؟

الترجمة:خدمة العصر
"لم يبقَ في خزينة الدولة السورية دولار واحد"، هذا ما كشف عنه مصدر كان مقرّباً جداً من بشّار الأسد في السابق، كما نقلته صحيفة "لوموند" الفرنسية. "فآبار النفط باتت تحت سيطرة المتمردين أو تحت سيطرة الأكراد. وتوقّفَ الناس عن دفع الضرائب، أو فواتير الكهرباء والماء. ولم يبقَ للنظام لدفع رواتب موظفيه سوى العمليات التجارية غير المشروعة والدعم المباشر من إيران والعراق".

تضيف جريدة "لوموند" الفرنسية، في تقرير خاص وضعه مراسلها "بنجامان بارت"، أن رامي مخلوف هو "ملك" عمليات الفساد في سوريا. وقد نجح مخلوف، الذي يسيطر على أقسام واسعة من الاقتصاد السوري، مثل التلفون الخليوي ("سيرياتيل") في الحفاظ على موقعه المسيطر.

يُذكر أن رامي مخلوف استثمر في استيراد المواد الغذائية، مثل القمح والأرز والسكّر والشاي، بمساعدة رجلي أعمال من "منطقة الساحل"، هما "أيمن جابر" و"عبد القادر صبرا"، وموظّف سابق في شركة "نستله" السويسرية هو "سمير حسن".

وبين الوسطاء الذين ازدهرت أعمالهم في تجارة القمح، تبرز عائلة "فوز"، من اللاذقية، التي تمثّل مصالح إبن عم الأسد، الجنرال "ذو الهمة شاليش"، قائد "الحرس الخاص"، والذي يرد إسمه ضمن قوائم المشمولين بالعقوبات الدولية.

وقد نشأ هذا السوق الجديد بفضل المحصول الرديء للعام الماضي في سوريا، علاوة على سقوط مناطق زراعية كثيرة في أيدي المتمردين. مع ملاحظة أن المنتجات الغذائية لا تخضع للحظر الأوروبي المفروض على المنتجات النفطية.

مصدر الربح السريع الآخر الذي نجم عن الأزمة هو استيراد النفط. وقد عهد النظام بهذه الوظيفة للقطاع الخاص بعد خروج مواقع استخراج النفط في "دير الزور" و"الحسكة" عن سيطرة النظام.

ويتسابق رجال الأعمال للاستفادة من هذا السوق، خصوصا وأن طهران فتحت لدمشق اعتماداً بقيمة 3.6 مليار دولار لشراء الخام والمشتقات النفطية.

ويقوم رجال الأعمال الذين يختارهم النظام بشراء النفط ومشتقاته من إيران والعراق، ولكن أيضاً من بعض جماعات الثوار التي استولت على الآبار. ففي مطلع السنة، أكدت حكومات غربية أن ممثلي النظام اشتروا كمية من النفط من "جبهة النصرة" في "دير الزور".

* ملايين الدولارات في حقائب دبلوماسية:
يقول أحد رجال الأعمال الدمشقيين إن "رامي مخلوف لديه مكتب محامين يمضي وقته في اختراع شركات وهمية". وقد كشفت وزارة الخزينة الأميركية والسلطات الأوروبية بعض هذه الشركات، في العام 2012، بينها صندوق استثمار في "جزر الكايمان" وهولدينغ "دريكس تكنولوجيز" في دوقية اللوكسمبورغ.

ولكن رجل الأعمال السوري المطّلع يقول إن "رامي مخلوف" نجح في إخفاء قسم من ثروته، وخصوصاً في "دبي" ، حيث تقيم "بشرى الأسد". ويضيف أن دبي، التي استقبلت قسماً من ثروات مسؤولي المنطقة منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، "تفاخر، منذ العام 2011، بأنها تلعب نفس الدور الذي لعبته سويسرا أثناء الحرب العالمية الثانية". وبواسطة والده "محمد مخلوف"، الذي يعيش بين دمشق وموسكو، فإن رامي مخلوف يستفيد من تسهيلات مالية في روسيا أيضاً.

وتتولى روسيا طباعة أوراق العملة السورية بعد إلغاء النمسا لعقد طباعة العملة السورية في خريف 2011. وفي ديسمبر 2011، سمح الكرملين للبنك المركزي الروسي بفتح حسابات بالروبل في البنوك الروسية بغية تجاوز الحظر الغربي على استخدام الدولار في المعاملات الرسمية السورية.

وتستفيد إمبراطورية رامي مخلوف من خدمات والد زوجته، "وليد عثمان"، وهو السفير السوري في بوخارست. ويقول أيمن عبد النور إن "نشاطات أبنائه في أوروبا، وخصوصاً في فيينا وبوخاريست، تدرّ ملايين الدولارات من الأموال النقدية، التي يتم إرسالها إلى سوريا بواسطة الحقيبة الدبلوماسية".

وتشمل مجموعة "الأوليغاركيين" السوريين ماهر الأسد ورجال الأعمال التابعين له، مثل "محمد حمشو"، و"سامر دبس"، و"خالد قدور". ويسيطر "محمد حمشو" على سوق الاتصالات الهاتفية بواسطة الإنترنيت، وسيحصل قريباً على ترخيص من وزارة السياحة لبناء جزيرة اصطناعية قرب "طرطوس".

ويشير التقرير إلى أنه مقابل الأرباح الطائلة التي يحققها رجال أعمال النظام، فإنهم يدفعون قسماً منها لتمويل بقاء النظام.

ويُعتَقَد أن "سيرياتيل" تؤمن رواتب موظفي الدولة، وحتى رواتب "الشبّيحة". ويقول "جهاد يازجي"، الذي وضع تقريراً حول الاقتصاد السوري في ظل الأزمة الراهنة، أن شركات الباصات وضعت سياراتها بتصرّف الجيش. ويظهر تماسك فئة رجال أعمال النظام في أن أياً منهم لم يلتحق بالمعارضة.

وفي نهاية المطاف، فإن أغلبية رجال الأعمال السوريين يعتبرون الأزمة الحالية بمثابة كارثة. فوفقاً لحسابات خبراء الأمم المتحدة، فحتى لو حققت سوريا معدّل نمو سنوياً يصل إلى 5 بالمائة، فستكون بحاجة إلى 30 سنة لكي يعود الناتج القومي إلى مستوى ما قبل الأزمة.

فيلم " المندس "

فيلم " المندس "




فيلم يحكي تجربة " مهند " الذي يندس في صفوف البلطجية ليرصد تحركاتهم ويصورهم بكاميرات سرية. ليكتشف خبايا وأسرار تعرض لأول مرة


إعداد وإخراج
عماد الدين السيد
مدير تصوير:
الموحد بالله عبد الرحمن
تصوير
إبراهيم المصري
رسومات
شجاعت علي

قطيش يعرّي تجار الممانعة

قطيش يعرّي تجار الممانعة

مهند الخليل
في برنامجه السياسي/الوثائقي/الساخر dna (حلقة يوم الثلاثاء 27/7/ 1435 الموافق 26/5/2014م)، نسف الإعلامي اللبناني نديم قطيش أكاذيب تجار المقاومة والممانعة منتهزاً خطبة الدجال حسن نصر الله في مناسبة "جلاء الاحتلال الصهيوني عن جنوب لبنان 25/5/2000م، واشتملت التعرية الموجزة الموثقة على رأس حلف الشر والكراهية في طهران وأداتها النصيرية بشار الأسد..

بقي أن نشير إلى أن قطيش شيعي لبناني لكنه من الاستثناءات القليلة التي تجرأت على رفض حزب السلاح الصفوي في بلدهم.. ولذلك تلقى نديم عدة تهديدات بالقتل امتنع بعدها عن الخروج من منزله، حيث أصبح يُعِدُّ ويقدم برنامجه شبه اليومي من بيته، خوفاً من تصفية دجال المقاومة له، على غرار عشرات من ضحايا السفاح الأثيم نصر الله.


الجمعة، 30 مايو 2014

كرسي الدم

 كرسي الدم
طريق السيسي الدموي الي الرئاسة

البرادعي من الدعوة لليبرالية إلى التنظير للعسكرة


البرادعي من الدعوة لليبرالية إلى التنظير للعسكرة

وائل قنديل


حتى لا ننسى:
حمدين صباحي ومحمد البرادعي، أول من طالبا بإسقاط كلمة "الفلول" من قاموس المصريين استعداداً للانقلاب على رئيس منتخب ديمقراطياً، ومن هنا يبدو غريباً إلحاح حمدين على أنه صعد إلى مسرح الانتخابات العبثية كمرشح لثورة يناير.

إن ما سميت "الانتخابات" جرت بين قائد للثورة المضادة، ومورد أنفار لها، وبالتالي لم يكن منطقياً أن يتحدث أي منهما عن يناير، فالحاصل أن ٣٠ يونيو كانت هدماً وحرقاً لثورة يناير، ومن ثم جرت انتخابات مابعد الانقلاب بين شخص يرتدي الزي العسكري، وآخر تتلبسه العسكرية.

لقد ثبت أن بعضاً من المبشرين بالليبرالية والديمقراطية أكثر عسكرية من العسكريين أنفسهم، و لقد ظهر ذلك في وقت مبكر للغاية بعد ثورة يناير.. وكم كان مدهشاً في تلك الأثناء من عام ٢٠١١ أنه كلما تحدث المجلس العسكرى عن مدنية الدولة، تجد فى أوساط النخبة والإعلاميين من يدفع الأمور بقوة وإلحاح مستفز ناحية "العسكرة" بما يعطي إيحاء بأن المجلس العسكري الأعلى أكثر مدنية من المدنيين أنفسهم.

وكان مثيراً للانتباه أن تتكرر عبارة "الأيدى المرتعشة" فى كتابات طفحت على صفحات الجرائد الحكومية، وكأن هناك مايسترو قام بتوزيع النوتة على مجموعة من العازفين لأدائها فى توقيت واحد، وبالتدقيق فى تفاصيل هذا اللحن تلمس أن المقصود فى النهاية الوصول إلى نتيجة مفادها أن الحكومة المدنية التى يرأسها مدني (عصام شرف في ذلك الوقت) لا تحكم قبضتها جيداً، ومن ثم فالحل أن نتخلص من الأيدى المرتعشة، والبديل معروف بالطبع..
أن يترجل المدنيون المرتعشون ويصعد أصحاب القبضة الحديدية أو بتعبير لمحمد حسنين هيكل، في الأهرام تحدث فيه عن غياب "ضابط إيقاع ينظم الأداء السياسى".

وفي نص عبارة هيكل، فإن
"القرار هناك فى مجلس أعلى للقوات المسلحة موثوق فيه لكنه يدير دون أن يظهر وتنفيذ القرار هناك فى مجلس وزراء، وفيه عدد من الرجال المحترمين، لكن هذا المجلس يظهر دون أن يدير، ثم إن قوى الإجبار فى الدولة، وهي ركيزة أي استقرار ونظام حسم، معلقة على بوليس هو حالياً لا يقدر وعلى قوات مسلحة هي في الحق غير مختصة".

و إذا كان هذا مفهوماً من هيكل المسكون بالحنين إلى ناصرية عسكرية ذات قشرة مدنية، فإنه لا يمكن فهمه من شخص مثل الدكتور محمد البرادعي، الذي أحدث ظهوره على مسرح السياسة المصرية في ٢٠٠٩ زلزالاً استمرت توابعه حتى الخامس والعشرين من يناير، ومن عجب أن الرجل الذي كان مستودعاً لمدخرات المصريين من أشواق التغيير والتحول الديمقراطي تحول بعد ذلك بثلاث سنوات لأن يكون جسراً لعودة العسكر بشكل واضح وفادح.

و ما فعله البرادعي، أتت به النخب البليدة الكسول التي التفت حوله على نحو يظهر معه وكأن هذه النخب مثلها مثل العسكر لم يكن لديها مشكلة مع حسني مبارك، ونظامه وإنما كانت قضيتها هي منع توريث الحكم جمال مبارك.

كسل النخب السياسية التي تصورناها يوماً فاعلة فى المجتمع دفعها لأن تضع البيض كله فى سلة البرادعى، ضد مبارك والتوريث، تماماً كما فعلت ومعها البرادعي، حين التحقت بقطار العسكر المنطلق لدهس تجربة أول رئيس مدني منتخب في مصر.

أحزاب كارتونية أليفة

لقد كانت هذه النخب في معظمها من خوارج أحزاب أليفة صنعها نظام مبارك، وثبت قطعياً أن هذه الأحزاب التى تملأ الدنيا صياحاً عن حتمية التغيير هي أشد الناس عداوة لفكرة التغيير وأخلصهم إلى فكرة السكون والتيبس والتجمد، وأكثرهم تمسكاً ببقاء الوضع على ما هو عليه، ولا تصدق أياً من هذه الأحزاب أن ينظر الى نفسه على أنه بديل يصلح لحكم مصر، كما أن أحداً من قياداتها لا يرى فى نفسه أكثر من فلاح كفر الهنادوة (شخصية أحمد رجب ومصطفى حسين البديعة) الذى يجلس تحت قدمي رئيس الحكومة ويمارس بعضاً من ألوان المعارضة الأكروباتية .

إن الأحداث كشفت عن هشاشة وزيف التجربة الحزبية في مصر منذ زمن أنور السادات، وحتى زمن عبد الفتاح السيسي، كانت الأحزاب مجرد تابلوهات ملونة في صالون حزب السادات ومبارك، واستمرت كذلك مع "حزب الجيش" تمارس الألعاب البهلوانية الظريفة ذاتها.

وليس أدل على ذلك من أن هذه الأحزاب الهصور لا تمارس هصارتها وجسارتها إلا على بعضها بعضاً، بينما تتفنن فى التودد واستعطاف الحزب الحاكم بمنتهى العذوبة والرقة طلباً لكسرة تمثيل نيابى بالتعيين هنا أو شربة ماء من يديه الكريمتين تروي ظمأها لقليل من الدعم المادي أو الحصول على مساحة دور أكبر فى العرض.

فيتصارعون على من يكون الأقرب للعب مع الحزب الحاكم، عسكرياً صريحاً كان أم متنكراً في ثياب مدنية.

إن أخطر ما نجح فيه العسكر في ثورتهم المضادة أنهم اختطفوا الجماهير بمساعدة نخب متهافتة بوهم إنقاذ مدنية الدولة من أولئك الأوغاد أصحاب تيار الإسلام السياسي، وكأن الدولة المدنية هي فقط نقيض الدولة ذات المرجعية الدينية، وليست ضد الدولة العسكرية.

غير أن الأخطر من ذلك هو دفع قطاعات من الجماهير الى الكفر بفكرة التغيير والتحول الديمقراطي ورصها في مقاتلة جماهير الثورة الحقيقية، وهنا مكمن خيانة النخب التي ساقت ثورات بكراً لم تبلغ بعد سن الرشد إلى مخادع العسكر.

حدث ذلك في مصر مرتين: الأولى مع الصراع المستعر عام ٢٠١١ بشأن التعديلات الدستورية الذي أعاد للأذهان أجواء ما قبل انتخابات برلمان مبارك الأخيرة، حيث كان النظام يستهلك كميات هائلة من محصول الجزر لإغراء الأحزاب والقوى السياسية بالمشاركة في انتخابات محكوم عليها بالبطلان والتزوير قبل أن تبدأ.

لقد ابتلعت أحزاب الإسلام السياسي الطعم، وقررت القبول بترقيعات على دستور قديم، وهو ما لم يكن يستقيم مع قانون الثورة التى هي، أولاً، فعل هدم لنظم وأوضاع بالية لا تصلح للحياة، وبعد الهدم يأتي رفع الأنقاض وتنظيف التربة ثم البناء على أسس واضحة ومحترمة.

وفي المرة الثانية كانت الخيانة علنية في يونيو ٢٠١٣ حينما قرر من زعموا يوماً أنهم بناة الثورة بيعها في سوق الجواري.

هنا نأتي إلى داء عضال وهو تهاوي منظومة التعليم في معظم الدول العربية وابتعادها قصداً عن صياغة عقل نقدي عربي، يفكر ويختار ويحلم، وربما يمكن النظر إلى التفاوت بين مستويات القلق والخطورة على تجارب الربيع العربي من هذه الزاوية، إذ منح ارتفاع مستوى التعليم والثقافة درجات أعلى للتجربة التونسية جعلها أكثر قدرة على الصمود في مواجهة محاولات الارتداد إلى ما قبل الربيع، فيما وجدت الثورة المضادة في مصر سبيلها للانقضاض من بوابة الفقر المعرفي البين، فنجحت في استدراج جماهير عن طريق إثارة غرائز الخوف والجوع بداخلها، في وقت ضبطت فيه غالبية النخب متلبسة بممارسة حالة شيزوفرينية مقيتة جعلتها تتخلى عن قيم لطالما بشرت بها واستثمرتها، ثم قررت أن تتنازل عنها فجأة، إن بقوة السلاح، أو بإغراء القرب من صاحب السلاح.

يبقى السؤال أخيراً: هل قبرت أحلام العرب في التحول الديمقراطي؟

بالطبع لا، إذ لا يعني أن فرصة كبيرة أهدرت، أن الأمل مات، فما جرى في خريطة عرب الربيع ٢٠١١ يقدر على إعادة إنتاج نفسه بأسرع مما يتخيل الجميع.

سيحقق الشارع العربي تحولاً ديمقراطياً على الرغم من أنف مضخات التحبيط و التثبيط التي تمارس نشاطاً ملحوظاً هذه الأيام في تكريس فكرة، أن التغيير صار مؤجلاً مع صعود العسكر، وأن على الجميع الرضوخ.

سيأتي التغيير على الرغم من الإلحاح على تثبيت ذلك الخطاب الفتنوي الذي لا يريد أن يكف عن تغذية نزعات الاستقطاب بين فصائل متباينة توحدت فأنجزت الربيع، ذلك الخطاب الذي يسيل من ألسنة تعلن ديمقراطيتها لكنها للاستبداد أقرب.

فيديو اليوم



بهذه الكلمات بدأت اغنية «بشرة زفت» 

دي فركة كعب وتجيلها ياسيسى عشان تنيلها .. 


هوه السفاح هيعدِلها.. لا مش عاوزيين ..


 خَدِت إيه مصر من غشك ..ياسيسى ارحمنا من وشك ..


 ده كل الشعب بيهشك قالوا مقاطعين


قوم نادي ع الصعيدي وابن أخوك البورسعيدي والشباب 

السكندراني لسه فيهم ناس رجال..



واقف ويا السوهاجي والقناوي والسيناوي ياما شافوا دول بلاوى 

انى اشارك ده محال


روح اسال السوايسة الدنيا بايظه كده كده والاسماعلاوية

ياما كادوا العدا.. 


كلمني ع الشراقوه وإحنا ويا بعض أقوى وإحنا ويا بعض أقوى 


قولوا مقاطعين.





كيف تصنع الكنائس النيجيرية ’’بوكو حرام‘‘ المزيفة؟


كيف تصنع الكنائس النيجيرية ’’بوكو حرام‘‘ المزيفة؟






نيجيريا : داوود عمران ملاسا أبو سيف الله (*)

نعتقد أن المسلمين مستضعفون ومهمشون رغم أنهم أغلبية سكان نيجيريا ... 
ولن نسمح لأقلية ظالمة أن تفسد دولتنا أو تقضي على أمننا القومي، نحن ضد الإرهاب والعنف -كما علمنا الإسلام- ونحن ضد العنف والإرهاب الذي تمارسه جماعة ’’بوكو حرام‘‘ في شمال نيجيريا ومسلحو " نيجر دلتا " في شرق الجنوب وجنوب الجنوب.
لن نسمح للمتآمرين على مسلمي جنوب نيجيريا أن يؤسسوا في منطقة غرب الجنوب الآمنة جماعة إرهابية أو " بوكو حرام "جديدة!
فقد تم اعتقال القس الذي تآمر على تأسيس ’’بوكو حرام‘‘ مزيفة بمدينة اكونيفن بجانب مدينة " أيوو " أكبر المدن الإسلامية في جنوب نيجيريا ..
تم اعتقال هذا القس الذي هو رئيس مجلس اتحاد الكنائس بالمنطقة لمحاولته تشويه صورة المسلمين مع أربعة من أعضاء كنيسته تآمروا معه، ولكن فشلوا في الخطة وهي :
قيام ثلاثة ملثمين من الشباب بأيديهم السكين الطويل ولعبة ’’بنغا‘‘ ذات الصوت الشبيه بصوت البنادق ..فهاجموا كنيسة بابتيس بالمدينة وخلال فرار العابدين جرح الكثير منهم واستيقظ بعضهم في المستشفى فبدؤوا يتصلون بالشرطة والأمن النيجيري متهمين جماعة " بوكو حرام " بالهجوم على الكنيسة ولكنهم أخطأوا ، لأن الله شاء أن يقوم رجال من سكان المنطقة بالهجوم على هؤلاء الشباب وحبسهم وأخيرا قاموا بإزالة العمامة والثوب الذي استخدموه لتغطية وجوههم ليظن الناس أنهم مسلمون فكانت المفاجأة أنهم مسيحيون من نفس الكنيسة!!
وعندما تم تهديدهم من قبل الشرطة أفادوا أن قس الكنيسة هو من أرسلهم للهجوم على الكنيسة!!

هكذا كانوا يصنعون ’’بوكو حرام‘‘ جديدة ودائما بالتعاون مع المخابرات الغربية التي تستخدم بعض الكنائس كمقر رئيسي لإدارة عملياتهم السرية.
ويتواصل التفتيش من قبل الشرطة وما زال المجرمون محتجزون في مركز الشرطة بعاصمة الولاية.
والسؤال: هل سينتهي الأمر هكذا وهل سيوقف ضبط هؤلاء واعتقالهم هذه المؤامرات وهل سينشر إعلامنا المسيحي هذا الخبر؟
( * ) أمين عام جماعة تعاون المسلمين - نيجيريا

"ديفيد هيرست": وانفجرت فقاعة السيسي في مصر


"ديفيد هيرست": وانفجرت فقاعة السيسي في مصر

الترجمة/ خدمة العصر
بقلم: ديفيد هيرست / كاتب وصحافي بريطاني
(رئيس تحرير موقع MIDDLE EAST EYE)

أظهر انخفاض نسبة الإقبال في مصر (على التصويت في الانتخابات الرئاسية الأخيرة) أن شرعية عبد الفتاح السيسي ـــ وكذا أسطورة الدعم الشعبي للاتجاه الذي يقود إليه البلد ـــ تنهار تحت قدميه.

على مدى ثلاثة أيام، ألحت الدولة المصرية بالمطالبة، التهديد، التملق ررشوة الناخبين للذهاب لمراكز الاقتراع. وأُنذر المصريون بدفع غرامة لا تقل عن 500 جنيه مصري (70$) إذا امتنعوا عن التصويت، الذي قررت (الدولة) أنه ليس أقل من أي واجب وطني. وقيل لهم أن مصر سوف تصبح ليبيا أو سوريا إذا لم يصوتوا.

وأُعلن اليوم الثاني من التصويت إجازة وطنية، وسهلوا على الناخبين العودة إلى دوائرهم فقرروا مجانية السفر تشجيعا لهم على التصويت. وساد الذعر بين مذيعي البرامج التلفازية وأصبحوا في حالة هستيرية. ليُمدد التصويت إلى اليوم الثالث.

ومع كل هذا، لم يظهر الناخبون، حتى إن فريق وكالة فرانس برس وجد مراكز الاقتراع فارغة إثر جولة بالقاهرة، وأفادت CNN بمثل ذلك. وكشفت الصور على تويتر أن بعض مسؤولي مراكز الاقتراع آثروا النوم في مكاتبهم لخلو المراكز.

وفي مقابلة مع برنامج "صباح الخير يا مصر"، احتج على الهواء مباشرة، نجيب جبرائيل، وهو محام في مجال حقوق الإنسان ويرأس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، على ما ادعاه مراسلو التلفزيون من أن حشود كبيرة غمرت اللجان الانتخابية للتصويت. وقال: "لم نشاهد خلف مراسليكم من الجيزة، كفر الشيخ والسويس إلا امرأة واحدة محجبة فقط تصوت في جميع هذه المراكز الثلاث"، وقال: "ما عاد من الممكن الضحك على الشعب المصري مرة أخرى".

مع نهاية اليوم الثاني للتصويت، قال رئيس الوزراء المؤقت إبراهيم محلب إن نسبة المشاركة تجاوزت 30 في المائة، ومع نهاية اليوم الثالث ارتفعت النسبة إلى 46 في المائة، وترك العديد يتساءلون في حيرة: كيف أمكن تحقيق هذا الارتفاع في نسب المشاركة في يوم واحد. وقال حمدين صباحي، المنافس الوحيد في السباق، إن الأرقام المدعاة إهانة لذكاء الشعب المصري.

وبينما أمكن العثور على بعض استطلاعات الرأي التي زعمت أن هذه الأرقام ذات مصداقية، فإن معظم منظمات الرصد رأت خلاف ذلك تماما. وتراوحت تقديرات نسبة المشاركة الفعلية بين 10 في المائة، ويعني 5.5 مليون صوت، إلى 15 في المائة.

وقدر المرصد العربي للحقوق والحريات نسبة الإقبال على التصويت بحوالي 11.92 في المائة، وهو ما يعادل 6425989 ناخبا. وتحدث عن العديد من الخروقات الانتخابية ومظاهر الاحتيال. في حين لم يعلق بيان مؤقت نُشر باسم مراقبي الاتحاد الأوروبي على صدقية أرقام ونسبة المشاركة التي ادعتها السلطة القضائية الموالية للحكومة.

وأيا كانت الأرقام التي ترى صحتها، فإن شيئا واحدا ظهر بصوت عال وواضح من مثل هذه النتيجة: لقد انفجرت الفقاعة. ذلك أن فكرة أن "الغالبية العظمى" من المصريين أيدت خلع محمد مرسي يوم 30 يونيو وأن انقلاب عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو جاء استجابة لطلب شعبي، ما عاد صحيحا.

إذا صحت أعداد الذي نزلوا ميدان التحرير في عام 2013، فإن هذه الملايين من المصريين ما عادة موجودة اليوم. إذ إن "الغالبية العظمى" التي وقفت وراء سيسي قد تقلصت اليوم وأصبحت "أقلية". وما ميز المشهد، هو الغياب شبه الكلي شبه عن الصور التي بثها التلفزيون لمؤيدي السيسي، لشباب مصر، رغم أنهم يشكلون ربع السكان وأكثر من نصفهم فقراء.

قبل أيام قليلة من الانتخابات، نشر مركز "بيو" الأمريكي نتائج استطلاع، أظهر أن 54 في المائة فقط من المصريين قالوا إنهم يحبذون استيلاء الجيش على السلطة، وأنه رغم انخفاض شعبيتها، فإن 38 في المائة من المصريين لا يزال لديهم انطباع ايجابي عن جماعة الإخوان المسلمين، التي صُنفت رسميا الآن على أنها منظمة إرهابية.

وهذا يعني أنه على الرغم من كل ما حدث لهم هذا العام، من اعتقال جماعي وأحكام جماعية بالإعدام، فإن الدعم الشعبي لجماعة الإخوان ظل ثابتا. وقد وجد استطلاع "بيو" أن عدم الرضا في مصر يعود إلى أوضاع ما قبل الثورة.

العامل الأساس الذي استندت إليه شرعية السيسي -أسطورة الزعيم القومي الذي نهض من بين أنقاض رئاسة مرسي استجابة لرغبة شعبية- ينهار اليوم تحت قدميه. فإذا كان أقل من 20 في المائة من الناخبين المؤهلين أدلوا، فعلا، بأصواتهم، فهذا يعني أن مصر هي على طريق العودة إلى عام 2010، عندما كان الحزب الوطني الديمقراطي بزعامة مبارك يعلن فوزه بعطع النظر عن قلة أعداد الناخبين. وقد نقلت، حينها مجلة "إيكونوميست"، تقديرات جماعات الحقوق المدنية لنسبة الإقبال، والتي تراوحت ما بين 10 إلى 20 في المائة من المسموح لهم قانونيا بالتصويت.

وقد مهدت مثل هذه الانتخابات الطريق لثورة 25 يناير، بعدها بثلاثة أشهر. والسيسي الآن يقف على أرض ليست أكثر صلابة مما عليه أمر مبارك آنذاك.

في الواقع، فإن سيسي هو أكثر انكشافا، لأنه تخلص، منذ 3 يوليو، من القادة الليبراليين والعلمانيين الذين ساعده للانقضاض على السلطة. لقد أحرق القناع المدني الذي كان في أمس الحاجة إليه: أين هو محمد البرادعي الآن؟ ماذا حدث لجبهة الإنقاذ الوطني، التي ما عادت تذكر إلا لماما؟ وأما عمرو موسى، فهو شخصية تقبع خلف الكواليس.

و ماذا عن حركة تمرد؟ الآن اعترف أحد مؤسسيها "محب دوس" علنا بأنهم استُخدموا من قبل أجهزة الأمن المصرية، قائلا: "كيف تحولنا من شيء صغير، مجرد خمسة أشخاص يسعون لتغيير مصر، إلى حركة أخرجت الملايين إلى الشارع للتخلص من الإخوان المسلمين؟ الإجابة هي أننا لم نفعل ذلك. صرت أفهم الآن أننا لسنا نحن الذين قمنا بذلك، وإنما استُخدمنا واجهة لما هو أكبر منا بكثير"، هذا ما قاله "دوس" الذي ما عادت لديه الآن أي علاقة بحركة تمرد أو الحياة السياسية في مصر. واستطرد: "كنا ساذجين، ولم نتصرف بمسؤولية".

وبالعودة إلى 30 يونيو وإلى كل هذه المنظمات الافتراضية التي صُورت كقوى مؤثرة ضمن مجموعة متألقة جديدة من غير الإسلاميين. ولكنها لم تكن سوى أدوات في حملة صُممت بعناية لإخفاء ثورة مضادة سُوقت على أنها استمرار لثورة 25 يناير.

في 30 يونيو، أثب الساسة العلمانيون والليبراليون في مصر بأنفسهم أنهم أدوات وظيفية بلهاء بالمعنى الستاليني الحقيقي للعبارة. وقد أظهر الناخبون المصريون هذا الأسبوع أنهم لا ينخدعون بسهولة.

قصيدة ما فَاز ..!




 قصيدة رائعة بعنوان "ما فاز"

تمثل رأي الشاعرفي فوز الطغاة في الانتخابات، معتبرا أن القاتل السفاح لا يعتبر فائزا


الشاعر عبد الرحمن العشماوي




ما فَاز ..!


ما فاز من سفك الدماء وأهدرا
وعلى الجماجم والضلوع تبخترا
ما فاز من أعطى الضياع زمامه
مهما ادعى فوزاً ومهما أظهرا
هل فاز فرعون الذي جعل الهوى
ربّاً وأسرف في الضلال وأنكرا؟
هل فاز من فتكوا بناقة صالح
مَن كان أصغرَ منهمُ أو أكبرا؟
هل فاز نمرودُ اللعينُ وجيشُه
أم صار من بعد التطاول أحقرا؟
يلقى الطغاةُ نهايةً مشؤومةً
في يومِ نحسٍ قَمْطَريرٍ أغبَرا
إن الذي قتل الحقائقَ مُقْبِلاً
هو من ستطرده الحقائق مُدْبِرا
دع عنك ذا سينين تركض خلفها
معقوفتان من الحروف لمن يرى
قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ
تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ
لا تنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا

كلمات من ذهب



كلمات من ذهب

كتبها مصطفى لطفي المنفلوطي رحمه الله تعالى عام 1943.

استيقظت فجر يوم من الأيام على صوت هرَّة تموء بجانب فراشي وتتمسح بي، وتلح في ذلك إلحاحاً غريباً، فرابني أمرها، وأهمني همها، وقلت: لعلها جائعة. فنهضت، وأحضرت لها طعاماً فعافته، وانصرفت عنه، فقلت: لعلها ظمآنة. فأرشدتها إلى الماء فلم تحفل به، وأنشأت تنظر إليَّ نظرات تنطق بما تشتمل عليها نفسي من الآلام والأحزان؛ فأثَّر في نفسي منظرها تأثيراً شديداً، حتى تمنيت أن لو كنتُ سليمانَ أفهم لغة الحيوان؛
لأعرف حاجتها، وأفرج كربتها، وكان باب الغرفة مقفلاً، فرأيت أنها تطيل النظر إليه، وتلتصق بي كلما رأتني أتجه نحوه،
فأدركت غرضها وعرفت أنها تريد أن أفتح لها الباب، فأسرعت بفتحه،

فما وقع نظرها على الفضاء، ورأت وجه السماء، حتى استحالت حالتها من حزن وهمٍّ إلى غبطة وسرور، وانطلقت تعدو في سبيلها، فعدت إلى فراشي وأسلمت رأسي إلى يدي، وأنشأت أفكر في أمر هذه الهرة، وأعجب لشأنها وأقول:
ليت شعري هل تفهم هذه الهرة معنى الحرية؛ فهي تحزن لفقدانها، وتفرح بلقياها؟
أجل، إنها تفهم معنى الحرية حق الفهم، وما كان حزنها وبكاؤها وإمساكها عن الطعام والشراب إلا من أجلها، وما كان تضرُّعها ورجاؤها وتمسحها وإلحاحها إلا سعياً وراء بلوغها.

وهنا ذكرت أن كثيراً من أسرى الاستبداد من بني الإنسان لا يشعرون بما تشعر به الهرة المحبوسة في الغرفة، والوحش المعتقل في القفص، والطير المقصوص الجناح من ألم الأسر وشقائه، بل ربما كان بينهم من يفكر في وجهة الخلاص، أو يتلمس السبيل إلى النجاة مما هو فيه، بل ربما كان بينهم من يتمنى البقاء في هذا السجن، ويأنس به، ويتلذذ بآلامه وأسقامه.

من أصعب المسائل التي يحار العقل البشري في حلها: أن يكون الحيوان الأعجم أوسع ميداناً في الحرية من الحيوان الناطق، فهل كان نطقُه شؤماً عليه وعلى سعادته؟ وهل يجمل به أن يتمنى الخرس والبله ليكون سعيداً بحريته ...؟!

يحلق الطير في الجو، ويسبح السمك في البحر، ويهيم الوحش في الأودية والجبال، ويعيش الإنسان رهين المحبسين: محبس نفسه، ومحبس حكومته من المهد إلى اللحد.

صنع الإنسان القوي للإنسان الضعيف سلاسل وأغلالاً، وسماها تارة ناموساً وأخرى قانوناً؛ ليظلمه باسم العدل، ويسلب منه جوهرة حريته باسم الناموس والنظام.صنع له هذه الآلة المخيفة، وتركه قلقاً حذراً، مروع القلب، مرتعد الفرائص، يقيم من نفسه على نفسه حراساً تراقب حركات يديه، وخطوات رجليه، وحركات لسانه، وخطرات وهمه وخياله؛ لينجو من عقاب المستبد، ويتخلص من تعذيبه، فويل له ما أكثر جهله! وويح له ما أشد حمقه!
وهل يوجد في الدنيا عذاب أكبر من العذاب الذي يعالجه؟ أو سجن أضيق من السجن الذي هو فيه؟

ليست جناية المستبد على أسيره أنه سلبه حريته، بل جنايته الكبرى عليه أنه أفسد عليه وجدانه، فأصبح لا يحزن لفقد تلك الحرية، ولا يذرف دمعة واحدة عليها.....

كان يأكل ويشرب كل ما تشتهيه نفسه وما يلتئم مع طبيعته، فحالوا بينه وبين ذلك، وملؤوا قلبه خوفاً من المرض أو الموت، وأبوا أن يأكل أو يشرب إلا كما يريد الطبيب، وأن يقوم أو يقعد أو يمشي أو يقف أو يتحرك أو يسكن إلا كما تقضي به قوانين العادات والمصطلحات.

لا سبيل إلى السعادة في الحياة، إلا إذا عاش الإنسان فيها حرًّا مطلقاً، لا يسيطر على جسمه وعقله ونفسه ووجدانه وفكره مسيطر إلا أدب النفس.

الحرية شمس يجب أن تشرق في كل نفس، فمن عاش محروماً منها عاش في ظلمة حالكة، يتصل أولها بظلمة الرحم، وآخرها بظلمة القبر.

الحرية هي الحياة، ولولاها لكانت حياة الإنسان أشبه شيء بحياة اللُّعب المتحركة في أيدي الأطفال بحركة صناعية.

ليست الحرية في تاريخ الإنسان حادثاً جديداً، أو طارئاً غريباً، وإنما هي فطرته التي فُطر عليها .

إن الإنسان الذي يمدّ يديه لطلب الحرية ليس بمتسوِّل ولا مستجد، وإنما هو يطلب حقًّا من حقوقه التي سلبته إياها المطامع البشرية، فإن ظفر بها فلا منة لمخلوق عليه، ولا يد لأحد عنده.

بلا حدود ..ضيف "بلا حدود" ينسحب احتجاجا على الأسئلة





ضيف "بلا حدود" ينسحب احتجاجا على أسئلة منصور



انسحب المفكر الأميركي أنتوني كوردسمان أستاذ شؤون الدفاع والإستراتيجية في معهد واشنطن من حلقة برنامج "بلا حدود" الأربعاء (28/5/2014) احتجاجا على الأسئلة التي طرحها أحمد منصور مقدم البرنامج.
وكانت الحلقة مخصصة لمناقشة مستقبل السياسة الأميركية تجاه المنطقة العربية، في ظل التقارب مع إيران ودعم الانقلاب العسكري على التجربة الديمقراطية في مصر.
وتسبب عطل فني في انقطاع صوت الضيف الذي كان يتحدث عبر الأقمار الاصطناعية من واشنطن، لكن بعد إصلاح العطل رفض الضيف الاستمرار في الحوار، احتجاجا على الأسئلة التي يوجها إليه مقدم البرنامج.
لكن منصور قال إنه ترك للضيف الفرصة كاملة للإجابة عن التساؤلات ولم تتم مقاطعته ولم يرد على اتهامات الضيف التي وجهها له، معتبرا أن الأسئلة طبيعية يمكن توجيهها إلى أي مسؤول أميركي، لا سيما إذا كان يمثل جهة رسمية أو يتبنى وجهات نظر معينة.
وكان منصور قد طرح في مقدمة الحلقة تساؤلات حول موقف الإدارة الأميركية مما يحدث في العالم العربي، لافتا إلى "المسرحيات الانتخابية الهزلية" في كل من مصر وسوريا، وما سبقهما في العراق.
وفي بداية الحلقة قال كوردسمان ردا على سؤال بشأن موقف بلاده "لا نستطيع أن نقف مكتوفي الأيدي. قللنا حجم الدعم العسكري وضغطنا على الحكومة المصرية، لكن في مرحلة ما علينا التعامل مع الحكومات كما هي".
وردا على سؤال حول توصيفه لما حدث في مصر، قال كوردسمان إن ما يحدث في مصر صراع على السلطة فاز به العسكر، والإخوان المسلمون تلاعبوا خلال العام الذي تولوا فيه الحكم بالدستور والمجلس التشريعي، وتساءل "المشكلة الآن هي ماذا سيحدث للمصريين؟ من الذي يمكن أن يأتي بالاعتدال مجددا بعد ثلاث سنوات ويستعيد التنمية الاقتصادية؟ القضية قضية ملايين من البشر".
"كوردسمان هو رئيس "كرسي أرلي بيرك" بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، ومن مهامه تقديم تحليل سياسي وعسكري للتحديات الإستراتيجية التي تواجه الولايات المتحدة والعالم، ويعمل أحيانا مستشاراً لوزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين"
وشدد المفكر الأميركي الإستراتيجي على أن بلاده قوة عالمية عظمى لكنها لا تمتلك عصى سحرية يمكنها أن تحل مشكلات العالم.
وحول المساعدات الأميركية للنظام الحالي في مصر، قال إن الدعم يقدم للحكومة المصرية، والإدارة الأميركية لا تقدم لمصر مساعدات مالية، وأضاف أن الأموال التي تتدفق على الحكومة المصرية مصدرها السعودية والإمارات والكويت، لكن واشنطن تقدم مساعدات عسكرية.
أنتوني كوردسمان
هو رئيس "كرسي أرلي بيرك" في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بالولايات المتحدة، ومن مهام هذا المنصب تقديم تحليل سياسي وعسكري للتحديات الإستراتيجية التي تواجه الولايات المتحدة والعالم، والجهود المبذولة في هذا المجال تتضمن قضايا الشرق الأوسط، والأمن القومي الأميركي، والتطور العسكري في الصين، والدروس المستفادة من الحروب، والتوازن العسكري الدولي، وكذلك أمن الطاقة العالمي.
قام كوردسمان بعمل دراسات متنوعة عن الطاقة، وإستراتيجية الولايات المتحدة وخططها الدفاعية، والدروس المستفادة من الحروب المعاصرة، وبرمجة أنشطة الدفاع وميزانيتها، وتحديث حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والقوة العسكرية للصين، ومكافحة الإرهاب، وبناء الجيوش الوطنية، والأمن في الشرق الأوسط، والصراعات في كل من أفغانستان والعراق.
وقد زار كوردسمان سفارتي الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق مرات عديدة أثناء الحرب في هاتين الدولتين ليقدم مشورته، كما أنه كان عضوا في "مجموعة التقييم الإستراتيجي" التي ساعدت الجنرال ستانلي ماكريستل في وضع إستراتيجية جديدة لأفغانستان عام 2009.
ويعمل كوردسمان من وقت لآخر مستشاراً لوزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، كما تعاون مع المسؤولين الأميركيين في مجال مكافحة الإرهاب والأمن في عدد من دول الشرق الأوسط.

براءة

براءة




الجمعة 01 شعبان 1435 الموافق 30 مايو 2014

أول يوم تستأنف الدراسة جاملتْهم ونظرتْ إليهم، وقالت: إني أحبكم، كانت تستثني تلميذًا واحدًا أمامها لا يلعب، متسخ، غير مبهج، كانت تصحح أوراقه بقلم أحمر عريض وتضع علامة x ، ثم تكتب راسب.
بعد الحصة راجعت ملفاته ففوجئت.
في السنة الأولى: ذكي - مرح - مهتم - بدراسته - دمث الأخلاق.
في الثانية: نجيب ومحبوب ولكن منزعج وقلق بسبب مرض والدته.
في الثالثة: كانت وفاة أمه صعبة عليه، والده غير مهتم.
في الرابعة: منطو على نفسه، ولا رغبة لديه في الدراسة، ليس له أصدقاء، ينام أثناء الدرس!
بعد أيام كان هناك حفل في الفصل، أحضر لها هدية ملفوفة في كيس نايلون، بينما جميع الطلاب أحضروا هداياهم مغلفة، فتحت الهدية، ضحك الطلاب، عِقد مؤلف من ماسات مزيفة ناقصة الأحجار، وقارورة عطر فيها ربعها، كفَّ الطلاب عن الضحك عندما عبرت المدرسة عن إعجابها بالعقد ولبسته ووضعت قطرات من العطر على يدها.
في آخر اليوم قال لها: رائحتك اليوم تشبه رائحة أمي!
انفجرت باكية لمدة ساعة.
بدأت تهتم به، عقله يستعيد نشاطه، يستجيب أسرع، من أكثر الطلاب تميزاً، منحته الحب.
أرسل لها مذكرة: أنت أفضل معلمة قابلتها في حياتي.
بعد سنوات أرسل لها: أكملت الثانوية بتفوق.
بعد أربع سنوات أرسل لها: تخرجت من البكالوريس بدرجة الشرف الأولى.
بعدها أرسل لها: رسالة شكر كان اسمه طويلًا بعض الشيء (دكتور).
وذكر لها بأنه سيتزوج ودعاها إلى الزواج، وجلست مكان أمه وكانت ترتدي العقد الذي أهداه لها.
قال: أشكرك أن جعلت مني تلميذًا مميزاً.
قالت: أشكرك أن جعلت مني معلمة مميزة.
هو الآن طبيب شهير لديه جناح لعلاج السرطان في مستشفى بولاية (ايوا) بالولايات المتحدة الأميركية.
الطفولة قرينة الإنسانية، في شريعتنا وعند معظم فقهائنا فالأطفال في الجنة إذا رحلوا.
هي المرحلة العمرية الممتدة من الولادة إلى البلوغ {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء} (31) سورة النــور.
- مرحلة ضعف تحتاج إلى رعاية بدنية ونفسية واجتماعية.
- التوجيه الذي يتلقاه يترك أثرًا بالغًا طيلة الحياة.
- العادات تنشأ هنا وتتحكم في المصير.
أطيب الطعام عندي ما يشبه طعام أمي حين كانت تضع السمن في التمر وتسخنه بالنار وتسميه (قشدة)، أزكى الروائح ما كنت أشمه في مخدعها، أجمل الكلمات ما تلقيته من فمها، تختزن الذاكرة الكثير منها، أعذب الأصوات صوتها تتغنى بالقرآن، أو تترنم بالشعر، وربما كان من شعرها أو شعر بعض صديقاتها.
- الأجواء المضطربة عائليًا أو نتيجة الحروب والصراعات تؤثر في الشخصية (العراق، فلسطين، سوريا، اليمن ..).
- الاهتمام بالجوانب النفسية والعقلية والعاطفية يساعد على النجاح.
- يتشرب الطفل بسهولة المبادئ الجميلة والأخلاق.
العنف والحرمان مشكلتهم الكبرى، في مدينة (سولابور) في الهند يرمون الطفل في الماء من ارتفاع 50 قدما ليكون أقوى وأصح!
يحملون السلاح في أفريقيا، يقدر عدد الأطفال المشتركين في نزاعات حول العالم بثلاثمائة ألف يعملون مقاتلين وجواسيس وحمالين وطباخين وتستخدم الفتيات للترويح والابتزاز الجنسي.
ويقومون في العالم العربي بأعمال تشكل خطرًا على حياتهم وصحتهم وتعليمهم ومعنوياتهم وأخلاقهم، إنهم (أطفال الشوارع)، الفقر يجعلهم متسولين أو منحرفين.
لا يمكن قياس حجم العنف المرتكب ضد الأطفال، وهناك نقص في البيانات، فأكثر ما يحدث يقع سرًا ولا يتم البلاغ عنه، والتقديرات تشير إلى تعرض نحو مليار طفل للعنف.
مصادرة حياة الطفل عادة جاهلية (الوأد) {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ} (التكوير:8،9).
ما عسى أن يكون ذنب الأطفال؟
ما زالت مجتمعات متخلفة تقتل أحد التوائم، والمشوهين، والمولودين خارج إطار الزوجية، أو من يولد قبل فطام أخيه!
ومجتمعات أخرى تقوم ببيع الأطفال أو رهنهم.
ومجتمعات تحامي عن تزويج الصبايا دون البلوغ متغافلة عن الدوافع وغياب الضمير عند الأولياء.
الاستغلال الجنسي للأطفال عبر النت واليوتيوب والشبكات الخفية ظاهرة عالمية خطرة، التحقيقات التي عملها (الإنتربول) كشفت عن عشرات المجموعات تشارك في عرض وتوزيع صور للاستغلال الجنسي للأطفال ونشرها والاتجار بها.
وضعها على الشبكة يعني أنها ستظل محفوظة وسيتم تداولها.
كثيرًا ما تقع جرائم استغلال يرتكبها أشخاص يفترض أنهم محل ثقة الصغار، فيبدو وكأن العمل يحصل بإرادتهم، والطفل غير قادر على أن يبدي اعتراضه على الممارسة الجنسية، فهي جريمة واستغلال للطفولة البريئة.
وفي الخليج يوجد حالات شذوذ في المدارس والجامعات والتجمعات، ويتم تصوير بعضها وإدراجها بقصد الابتزاز أو الانتقام، في غياب جهة مسئولة عن مكافحة الجرائم الإلكترونية، وقد تكون المقاطع مصحوبة بأسماء صريحة لأبرياء لا علاقة لهم أو لأطفال أو لأناس مروا بمرحلة سفه ثم تجاوزوها.
تصوير حفلات رقص في زواج أو مناسبة وطنية لكبار وصغار، مع تلميحات غير بريئة وملامسة ونظرات، أمر يحتاج إلى معالجة وتفريق بينه وبين الأشياء العادية، وحماية الطفولة من العدوان الصادر من بعيد متهدد، أو قريب مترصد!

twitter @salman_alodah
www.facebook/SalmanAlodah