الجمعة، 31 ديسمبر 2021

فيديو اليوم

عبد الوهاب المسيري المفكر الذي تحققت   نبوءته عن اليهود العرب                    



تحققت نبوءته بشأن “الصهاينة العرب" والتطبيع مع "إسرائيل"
 كما تحدث عن الترويج للمثلية في الغرب من قبل أن تبدأ.. 
تعرف على رحلة حياة المفكر والمنظر عبد الوهاب المسيري 
 

كاريكاتير د. علاء اللقطة شخصية 2021..

كاريكاتير د. علاء اللقطة

 شخصية 2021.. 

"الهروب الكبير" عبر "نفق الحرية"











علي سعادة

بحفرة صغيرة أسقطوا هيبة منظومة الاحتلال الأمنية، وثقبوا قبته الحديدية وسياجه النفسي الذي أحاط نفسه به طيلة 73 عاما هي عمر الاحتلال.

ستة أسرى عبروا إلى الحرية عبر حقول الزعتر البري والتين والبرتقال الحزين، وصنعوا أسطورتهم التي وحدت الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.

بأدوات بدائية صنعوا حريتهم ومجدهم ووضعوا قضية الأسرى مجددا في بؤرة الحدث ودائرة الضوء، وبثوا بعضا من الحياة في عروق القضية الفلسطينية التي كادت أن تجف تحت سياط التطبيع العربي، ووحدوا راية شعبيهم على امتداد فلسطين التاريخية.

ستبقى حكاية يرددها الفلسطينيون والعرب لسنوات طويلة، وستتحدث الجدات للأحفاد عن حكاية حفر 6 أسرى فلسطينيين يقبعون في سجن "جلبوع" الإسرائيلي الأشد تحصينا، لـ"نفق الحرية" على مدى 9 أشهر تقريبا، وخرجوا من خلاله قبل أن يعاد اعتقالهم. 

عملية منهكة ومتعبة جسديا ونفسيا بدأ بها الأسرى منذ كانون الأول/ ديسمبر 2020، واستمر حتى يوم الخروج من النفق يوم 5 أيلول/ سبتمبر 2021.


يناير يأتي غدًا: عطر يخنق الطغاة

يناير يأتي غدًا: عطر يخنق الطغاة

وائل قنديل

بين الفوبيا والبارانويا، يتخبّط الجنرال عبد الفتاح السيسي، متنقلًا بمواكبه الاستعراضية المصفحة، في هيئة "صاحب الدولة"، وليس الموظف العام الذي يجلس على قمة إدارتها، بصرف النظر عن أن هذا الجلوس جاء عبر وسائل شرعية محترمة، أم بالقرصنة والخطف والسطو المسلح.

احسب عدد المشاريع التي يحتفل بها، وعدد الضحايا الأبرياء الذين يتساقطون، ستجد أنه مع كل ستار يرفعه لتدشين مشروع من مشروعاته التي يمنّ بها على الشعب يسقط واحد من الشعب، ضحية جديدة للقهر والتعذيب والحرمان من العلاج في السجون، أو يزجّ ببريء جديد إلى المعتقلات، أو يصدُر حكم بالسجن على معتقل مظلوم، أو إعدام مواطنين بالجملة، أو تُضاف سنة جديدة من الألم لأطفالٍ حرموا من رؤية آبائهم وأمهاتهم طوال ثمان سنوات، هي عمر المأساة الإنسانية التي تغرق فيها مصر منذ قرّر شخصٌ أن يصل إلى السلطة بأي ثمن، حتى لو كان هذا الثمن مذبحتين داميتين، هما الأكبر والأسوأ في تاريخ مصر، إضافة إلى عمليات قتلٍ متعدّدة خارج نطاق القانون، لا تتوقف.

على أن الثمن الأكبر المدفوع من أجل انتزاع السلطة، وهو أيضًا مكافأة هذا الانتزاع، كان اغتيال أحلام شعبٍ في التغيير والانتقال من حالة وطن الحاكم وحاشيته إلى حالة وطن المواطنين، يكونون فيه مصدر السلطة والعين التي تراقبها وتحاسبها، وتغيرها، عبر آلياتٍ ديمقراطيةٍ ملزمةٍ للجميع، إن رأت أن هذه السلطة غير جديرةٍ بإدارة شؤونها.

وعلى الرغم من أن الجنرال المهووس بمظاهر التسلّط واستعراض القوة قد أحكم قبضته تمامًا على مقاليد الأمور، وبات يتصرّف وكأنه هو صاحب الدولة والوطن والثروة وسلطة الإدارة والتخطيط والتنفيذ والمتابعة والمحاسبة، إلا أنه مع ذلك كله لا يزال مسكونًا بالجوع إلى مزيد من التسلط، والفزع من أطياف الحلم الذي قتله وأشعل النار فيه.

استباقًا ليناير من كل عام، يستدعي الجنرال طيف الثورة التي قتلها، مدفوعًا بيقين أنها لا تزال على قيد الحياة، هناك في مساحةٍ ما من الوجدان العام، وأنها ستنبعث من تحت رماد حريقها، مثل العنقاء، فتنتصب أمامه وتلاحقه أينما ذهب، تذكّره بتلك الأيام التي تملقها فيها وتصنّع الود معها، حتى امتدت يده وطعنتها في مقتل.

هذا اليقين، بالدرجة ذاتها من السطوع، لا يغادر الذين عرفوا هذه الثورة حقّ المعرفة، وآمنوا بها واحتفظوا بمحبتها، مدركين أنها ما زالت تعافر وتحاول النهوض، ولا تستسلم لوحشية السجّان، أو لبهرجة زفّة المشاريع والإنجازات، التي تتمنّى أن تكون حقيقية، وأن تزيد وتتوسّع، حتى وإن كانت قد أسّست على الدماء المراقة والأجساد المعذّبة والأرواح المزهقة، حتى لو كانت قد أقيمت فوق أنقاض الكرامة الوطنية المهدرة بتسوّل المنح والقروض ورهن القرار الوطني لمن يكرهون هذه الأمة.

لا أحد يكره أن تكون هذه المشروعات حقيقية، وذات فائدة للمصريين، ليس فقط لأنها من حصيلة عرق المصريين وبأموالهم، وإنما أيضًا انطلاقًا من يقين، لا يقلّ عن يقين الجنرال بأن هذا الحلم الجريح السجين سوف ينهض ويكتمل، وسوف يأتي اليوم الذي يعيد فيه هذا الشعب تسمية هذه المشروعات والإنشاءات بأسماء الضحايا والشهداء الذين أهدرت دماؤهم على أيدي الذين يمنّون على المواطنين بها، ويقايضونهم على حرّياتهم وكرامتهم.

هذه المشروعات التي نفذت بأموال الكفالات المدفوعة من أكثر من مائة ألف معتقل، والأموال التي نهبت من محبوسين صودرت شركاتهم ومصانعهم، وجرت عمليات قرصنة واستيلاء بالقوة على أصولهم وأرصدتهم بالبنوك بغير وجه حق، ومكافآت التفريط في جغرافيا الوطن (تيران وصنافير) وتاريخه (الشراكة مع الصهيوني لإخماد مقاومة الشعب الفلسطيني). 

من كان يتصوّر أن محطة مترو الأنفاق التي وضعوا عليها اسم حسني مبارك سيصبح اسمها محطة شهداء  الثورة على حسني مبارك في سنة 2011، تلك السنة التي تطارد الطغيان في صحوه ومنامه فيسبها مذعورًا مفزوعًا من ذكراها؟

المتصهينون الأعراب

 المتصهينون الأعراب
أحمد الزرقان
 الأربعاء 15/أكتوبر/2014 


سرطان خبيث، ودمل ملئ بالقيح داخل جسم الأمة العربية كشفت عنه بوضوح وصراحة تجاوزت كل الحدود معركة (العصف المأكول) كان المتصهينون الأعراب يمارسون خبثهم ومؤامراتهم بشكل سري مع شيء من التقية والنفاق عبر عقود سابقة.
ويرى د. خليل العناني أستاذ العلوم السياسية بجامعة (جون هوبكنز) أن المتصهينين الأعراب –وكانوا ثمار عطنه لمسار أوسلو- مروا بثلاث مراحل:
مرحلة (كوبنهاجن) التي عقد فيها مؤتمر ضم ستين شخصية من الجانبين المصري والعربي والجانب اليهودي في 29-30 يناير 1997 تحت رعاية الاتحاد الأوروبي وكان أول رصاصة تطلق في جدار المقاطعة الشعبية العربية وتلاه زيارات ومؤتمرات ثقافية وسياسية بين هؤلاء المتصهينين اليهود والعرب.
المرحلة الثانية مرحلة وصول حماس على السلطة 2006 حيث راهن المتصهينون الأعراب على سقوط خيار المقاومة ودخول حماس المسار السياسي تحت سقف أوسلو وبشروا لذلك ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم.
المرحلة الثالثة جاءت بعد الانقلاب العسكري الفاشي الدموي في مصر على الرئيس الشرعي د. محمد مرسي وما تبعه من حركات تمرد وارتداد على الربيع العربي، فقد أخذ هؤلاء المتصهينون يجاهرون بعدائهم للمقاومة الإسلامية على أنها إرهاب بل جاهروا بعدائهم للإسلام وأهله، ودافعوا عن اليهود وعملائهم بكل وقاحة، وتجلت مواقفهم أثناء وبعد معركة (العصف المأكول) ضمن الحلف اليهودي الأعرابي الرسمي.
وفي ظل هذه الحرب الكونية على الإسلام وعلى طلائعه العاملة والمجاهدة ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين وجناحها العسكري المقاوم حماس بات هؤلاء المتصهينون الأعراب يقودون معركتهم بكل سفور ويجاهرون على الملأ من خلال قنواتهم وصحافتهم ومواقفهم وبرامجهم ومقالاتهم وتغريداتهم، ولم يكونوا مجرد طابور أو عملاء سر بل جزءا من معركة أعداء الله اليهود الصهاينة بل زاودوا عليهم بكل جرأة باطلة.
هؤلاء المتصهينون الأعراب الذين يعتبرون أن هذه هي معركتهم الأخيرة لذلك بانت سوءاتهم وتكشفت عوراتهم أمام العالم والشعوب، وهم زعماء دول ورؤساء وزارات ووزراء وبرلمانيون ومفكرون وإعلاميون وصحفيون وكتاب جاهروا بعداوتهم ووقفوا صفاً واحداً بخندق الصهيونية المجرمة يسفهون حماس وقادتها وكتائبها وجندها وصواريخها وعملياتها على أنها استعراضية وعبثية وتباكوا على شهداء غزة وتدمير أحيائها على أن كل ذلك حصل بسبب تعنت حماس لعدم الاستجابة للسلم والسلام اليهودي في وقف الحرب.
وبالرغم من أن معركة (العصف المأكول) هي أول وأطول معركة حقيقية مع العدو الصهيوني وكانت خسائر اليهود أكبر من خسائره في جميع المعارك السابقة مع العرب مجتمعة من خسائر بشرية ومادية ومعنوية، ومن هنا نفهم لماذا ألقي على غزة في هذه المعركة عشرون ألف طن متفجرات ما يعادل ست قنابل نووية، واستشهد نتيجة ذلك أكثر من ألف ومائة وثمانين شهيداً وجرح ما يزيد على عشرة آلاف جريح وهدمت أحياء بأكملها وتقدر قيمة إعمار غزة بستة مليارات دولار، لكن في المقابل لأول مرة في تاريخ الصراع مع اليهود تحولت المعركة داخل الكيان وتضرب المقاومة في العمق تل الربيع (تل أبيب) وحيفا والقدس، وتجري المعارك الميدانية داخل المستعمرات الصهيونية ويقتل اليهود من مسافة الصفر ويحاصر اليهود وتعطل مطاراته ومصانعه ويدمر اقتصاده ويعيش ثلث السكان في الملاجئ، ويقتل جنوده بكثافة ويؤسرون ويهرب عشرات الألوف خارج الكيان ولولا تشجيع حلفائهم العرب والجسر الجوي الأمريكي بالإمداد بالسلاح لرفعوا الرايات البيضاء، فلقد قال جون كيري وزير خارجية أمريكا إن رئيس وزراء الكيان استجداه عدة مرات من الأسبوع الأول للعمل على وقف إطلاق النار، ولأول مرة يشعر العدو الصهيوني بالهزيمة المُرَّة والخزي والعار وينزلون على شروط حماس لوقف إطلاق النار، ولأول مرة نسمع مصطلحات الردع المتبادل، الحصار المتبادل، القتل من مسافة الصفر، وسلاح الأنفاق يهزهم، وعقيدة حماس تهزم الميركافا. ومن هنا نفهم هذا الاحتفاء الصهيوني من خلال إعلامه بالصهاينة الأعراب أشد الاحتفاء.
ووقف على رأس هؤلاء المتصهينين الأعراب حكام دول معروفة اسما ورسما، وأخذت أبواقهم تعلنها معركة سافرة على الإسلام وأهله ومقاومته بغثائية وسفسطائية ولا بد من فضح هؤلاء ووضعهم على اللائحة السوداء.
نعم؛ معركة العصف المأكول بينت أولياء الله من أولياء الشيطان واتضحت نبوءة الرسول بأنها معركة ذات فسطاطين؛ فسطات حق وجهاد وتضحية، وفسطاط باطل ونفاق وكفر
.

ناصحون


ناصحون

- ابن باز: لا تشاركوهم أعيادهم.
- ابن عثيمين: يحرم التهنئة بأعيادهم.
- الألباني: لا تتشبهوا بهم.
- بكر أبو زيد: مشاركتهم في تهنئتهم من الموالاة.



عباس يلتقي بوزير الجيش الإسرائيلي فى منزله ويتبادلان الهدايا

 عباس يلتقي بوزير الجيش الإسرائيلي فى منزله ويتبادلان الهدايا

بقلم الخبير السياسى والإقتصادى

د.صلاح الدوبى

على الرغم من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يحاول إدانة إسرائيل من على كل منبر دولي متاح، وأن يدفع باتجاه تدويل النزاع معها، إلا أنه يتضح أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تبذل جهوداً كبيرة من أجل حماية حكم عباس في وجه عدوه الأساسي على الساحة الفلسطينية، أي حركة حماس.

لقد استجابت إسرائيل لمعظم طلبات محمود عباس في ما يتعلق بتحقيق استقرار حكمه. ومن ذلك، على سبيل المثال، قامت إسرائيل بتقديم المساعدة المطلوبة لرئيس السلطة الفلسطينية من أجل عقد المؤتمر السابع لحركة فتح في رام الله، قبل حوالى شهرين. كما حصل عباس على كل العون الإسرائيلي، بما في ذلك عمليات اعتقال عناصر المعارضة الذين حاولوا نسف المؤتمر وذلك من أجل ضمان سيطرته الكاملة على حركة فتح.

فمن وجهة نظر إسرائيل، محمود عباس هو أهون الشرور من بين كل الجهات القوية الأخرى في حركة فتح، والتي هي بالفعل حزب السلطة في الضفة الغربية. وكان جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” قد أصدر بياناً هذا الأسبوع جاء فيه أنه اعتقل 13 ناشطاً من حركة حماس، وأنه اكتشف قيادة تابعة لها تعمل في منطقة رام الله، شملت عشرات النشطاء. وقد لعب هؤلاء النشطاء دوراً في هذه القيادة التي كانت تعمل على زيادة نفوذ حماس في مناطق الضفة الغربية عبر سلسلة من الأعمال مثل تقديم الدعم المادي لعائلات المخربين والنشطاء في الجمعيات الخيرية والتعليم الإسلامي، وما إلى ذلك. وتم تمويل نشاطات هذه القيادة عبر نشطاء حماس في غزة، وفي دول أخرى.

إن بوسع كل من كان يبحث عن إجابة للسبب الذي يمنع محمود عباس من إلغاء التنسيق الأمني مع إسرائيل، بوسعه أن يفهم الآن أن رئيس السلطة الفلسطينية يستفيد شخصياً من هذا التنسيق. ويمكن لهذا الأمر أن يفسر أيضاً تصريحه الشهير، قبل حوالي عامين ونصف، والذي قال فيه إن “التنسيق الأمني مع إسرائيل مقدس“.

صحيح أن أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تقوم بإحباط العمليات ضد إسرائيل من داخل الضفة الغربية إلا أن إسرائيل، في الوقت نفسه، تستغل قدراتها المخابراتية الممتازة من أجل الحفاظ على حكم محمود عباس وعلى استقرار السلطة الفلسطينية. حيث توجد هنا مصلحة مشتركة للطرفين، وهي التي تسمى “حالة رابح – رابح” (WIN-WIN SITUATION).

فعندما تَنْصَبّ المُفاوضات على القضايا الأمنيّة والاقتصاديّة، ويكون السيّد حسين الشيخ وزير الشّؤون الأمنيّة، واللواء ماجد فرج رئيس المُخابرات الفِلسطينيّة، على يمين “الرئيس” عبّاس وشِماله في هذا الاجتِماع، فإنّ هذا يعني أنّ غانتس كان يَحمِل مجموعةً من الإملاءات على السّلطة ورئيسها، أبرزها تشديد الحِصار على قِطاع غزّة، ورفع مَنسوب القمع ضدّ الشّباب الفِلسطيني المُقاوم للاحتِلال في الضفّة الغربيّة، وتوسيع دائِرة الاغتِيالات للنّشطاء من أمثال نزار بنات

لقاء الإملاءات هذا المُهين والمُذِل استَغرق ساعتين ونِصف السّاعة، من بينها اجتِماع انفِرادي مُغلَق بين الرّجلين لمُدَّة 40 دقيقة، و لا نعتقد أنّ الأربعين دقيقة هذه اقتَصرت على الحديث عن الطّقس، أو وباء كورونا، والأحوال العائليّة، ولا بُدَّ أنّ هناك قضايا خطيرة جدًّا تصدّرت جدول أعماله، لا يَجِب أن يطّلع على فحواها أقرب المُقرَّبين من السيّد عبّاس، وهُما حسين الشيخ وماجد فرج، ممّا يُؤكِّد أنّ رئيس السّلطة باتَ مُوَظَّفًا صغيرًا جدًّا لدى سُلطة الاحتِلال، وأنّ “المشروع الوطني” الذي كان دائمًا يتباهى بالالتِزام بتحقيقه هو كيفيّة تعزيز سُلطة الاحتِلال، وحِماية مشاريعها الاستيطانيّة، ومُباركة اقتِحاماتها لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وربّما المُوافقة على تقسيمه على غِرار الحرم الابراهيمي في الخليل، وتكليف قوّات أمن السّلطة التي يزيد تِعدادها عن 60 ألفًا باقتِحام قِطاع غزّة بحِماية الطّائرات والدبّابات الفِلسطينيّة، تحت أيّ مُسَمَّيات جديدة.

الشّعب الفِلسطيني الذي تدّعي مُنظّمة التّحرير ورئيسها أنّها المُمَثِّل الوحيد له، والنّاطق باسمه، لم تُكَلِّف “الرئيس” عبّاس بإجراء هذ اللّقاء، ولم تُعطِه الصّلاحيّة لاقتِراض 800 مِليون دولار من دولة الاحتِلال، يذهب مُعظمها لجُيوب الفاسدين، وتَراكُم الدّيون على الشّعب الفِلسطيني وأجياله القادمة.

صمت مُعظَم أبناء هذا الشّعب وفصائله، وحركات المُقاومة على هذا الهوان هو الذي يُشَجِّع أركان السّلطة ورئيسها على تجاوز كُلّ الخُطوط الحُمر، والتَّغوُّل في التّنسيق الأمني، وفي وَقتٍ تعيش فيه دولة الاحتِلال أصعب أوقاتها بعد انتِصار غزّة الكبير، وانتِفاضة الضفّة، وأهلنا في المناطق المُحتلّة عام 1948 ضدّ الاحتِلال، وبعد الهزيمة الكُبرى لأمريكا في أفغانستان هذا الصّمت جريمة أكبر من كُل مُخرجات اللّقاء المَذكور وانعِكاساته الكارثيّة على القضيّة الفِلسطينيّة.

وصف وزير الشؤون المدنية الفلسطينية، حسين الشيخ، اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ووزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غينتس، بأنه “لقاء الأبطال”، في الوقت الذي أعربت فيه فصائل فلسطينية عن انزعاجها من اللقاء

كان عباس وغانتس قد التقيا مساء الثلاثاء 28 ديسمبر/كانون الأول 2021، في منزل الوزير الإسرائيلي بتل أبيب، لتسجل بذلك أول زيارة علنية لعباس إلى إسرائيل منذ توقف اللقاءات الرسمية بين السلطة وتل أبيب منذ عام 2010.

علاقات حميمية عائلية

الشيخ وفي تصريح لقناة “كان” العبرية، الأربعاء، 29 ديسمبر/كانون الأول 2021، أشاد بلقاء عباس وغانتس، وقال إن “القيادة الفلسطينية تتطلع إلى صنع التاريخ مع غانتس أو أي شخص آخر في الحكومة الإسرائيلية، كما كان الحال مع إسحق رابين“.

أضاف الشيخ- بحسب ما نقل موقع الهدهد الفلسطيني- أن “وصول أبو مازن إلى منزل غانتس هو خطوة شجاعة ومهمة، كنا نعلم أنه ستكون هناك انتقادات، وأخذنا ذلك في عين الاعتبار، لكن أبو مازن أراد رفع العلم الأحمر، قد تكون هذه هي الفرصة الأخيرة لمنع الوضع من التدهور“.

كان الشيخ قد كتب في وقت سابق، اليوم الأربعاء، على حسابه في موقع تويتر أن “اللقاء  كان محاولة جدية جريئة لفتح مسار سياسي يرتكز على الشرعية الدولية، ويضع حداً للممارسات التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني”، وفق تعبيره.

محمود عباس (أبومازن)الذي يستعد لتسليم فلسطين!

على امتداد تاريخه لم يتوان في خدمة «إسرائيل».. قابع في برج القيادة الفلسطينية وبين أحشائها.. يتحين الفرصة تلو الفرصة لتوجيه ضرباته الخاطفة لصالح المشروع الصهيوني على حساب مشروع الوطن الفلسطيني.

لم تصدر عنه يوماً «كلمة» إنصاف لانتفاضة بني وطنه وعملياتهم الاستشهادية المشروعة لتحرير بلادهم.. وإنما كلمات التثبيط والاستنكار والتيئيس في مقابل عبارات المدح والثناء لشر الخلائق … شارون.

يغيب عن الأضواء أحياناً وإذا ظهر نضع أيدينا على قلوبنا انتظاراً لمصيبة ستحل على القضية الفلسطينية على يديه.

وليس ذلك افتئاتاً منَّا على محمود عباس، رئيس وزراء السلطة الفلسطينية الجديد، الذي يلاقي ترحيباً واسعاً لدى الدوائر الصهيونية والغربية، ولكن هكذا تاريخه!

نفتش في صفحات الرجل ونقلب صحائف تاريخه فإذا بها تضعه في المربع الصهيوني أكثر من المربع الفلسطيني العربي الإسلامي، وفي خندق الإرهابي شارون أكثر من خندق الانتفاضة والمقاومة والعمليات الاستشهادية.

المهمة الكبرى

والمهمة الكبرى لدى محمود عباس التي ينتظرها الصهاينة بفارغ الصبر هي استئصال شأفة تيار الجهاد والاستشهاد الضارب في أعماق الأرض الفلسطينية والمتجذر بين أبناء الشعب، وهو ما يعني أنه سيخوض حرباً حقيقية بآلة حربية صهيونية أمريكية ضد حركتي حماس والجهاد الإسلامي وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية التي تنحاز إليها غالبية الشعب الفلسطيني.. سيكمل أبومازن المهمة التي خاضها شارون وخاضتها من قبله كل حكومات الكيان الصهيوني وفشلوا فيها.. ولن يتورع «محمود ميرزا» عن إشعال حرب أهلية في سبيل ذلك.

غضب فلسطيني من عباس

تأتي إشادة الشيخ بلقاء غانتس وعباس، في وقت رفضت فصائل فلسطينية اللقاء ووصفته في بيانات منفصلة بأنه بمثابة “الخروج عن حالة الإجماع الوطني“.

حركة “حماس” عبّرت عن رفضها وإدانتها لهذا اللقاء، الذي قالت إنّه “يأتي في ذكرى العدوان الإسرائيلي الذي تعرّض له قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون الأول لعام 2008“.

أضافت الحركة أن هذا اللقاء “يستفز الشعب الذي يتعرّض يومياً لحصار ظالم بغزة، وتصعيد عدواني يستهدف أرضهم وحقوقهم الوطنية والمقدّسات في الضفة والقدس“.

بدورها، أدانت حركة “الجهاد الإسلامي” اللقاء، واصفة إياه بـ”الانحراف الخطير عن الإجماع الوطني”، وقالت إن هذا اللقاء “يأتي في وقت يتعرض فيه شعبنا للهجمات الإرهابية التي يقودها اليمين الإسرائيلي المتطرف، وينفّذها الجيش بتعليمات من غانتس“.

كذلك عبّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عن رفضها لهذا اللقاء كونه “يتعاكس مع المواقف والمطالب الوطنية”، كما استنكرت لجان المقاومة الشعبية، اللقاء، معتبرةً إياه “جريمة وطنية“.

فى سياق متصل، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية، إن وزير الدفاع الإسرائيلي غانتس، قدم عدة تسهيلات لعباس خلال اللقاء.

نقلت الصحيفة عن مكتب غانتس قوله في بيان: “غانتس وافق على القيام بعدة خطوات لبناء الثقة (مع الرئيس عباس)، من بينها تسليم أموال ضرائب بشكل مبكر، ومنح تصاريح دخول لمئات رجال الأعمال الفلسطينيين إلى إسرائيل بمركباتهم، وكذلك تصاريح VIP لعشرات المسؤولين في السلطة الفلسطينية“.

أضافت الصحيفة أن غانتس أبلغ عباس موافقة إسرائيل على تسجيل 6.000 فلسطيني من الضفة الغربية و3.500 فلسطيني من قطاع غزة في السجل المدني الفلسطيني “لاعتبارات إنسانية”، وفق البيان.

كان الشيخ قد أعلن اليوم الأبعاء عن أن “إسرائيل وافقت على الدفعة الثانية من لمّ شمل العائلات، بواقع 10 آلاف موافقة”، وأوضح أن الموافقات لمواطنين من مختلف محافظات الوطن.

يُذكر أن المباحثات السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، توقفت منذ عام 2014، جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وعدم قبولها بمبدأ “حل الدولتين“.

 وثائق “بنما” تفضح فساد السلطة الفلسطينية

فحسب هذه الوثائق، فقد تبين أن طارق نجل عباس يملك أسهماً بقيمة مليون دولار في شركة “الاستثمارات العربية الفلسطينية” (APIC)، التي تحتكر عملياً معظم الاستثمارات في مناطق السلطة.

ويستدل من الوثائق أن طارق عباس يعمل عضو مجلس إدارة لهذه الشركة، ورئيس مجلس إدارة لإحدى الشركات التابعة لها، وهي شركة “SKY” للعلاقات العامة.

ومما ركزت عليه وسائل الإعلام الصهيونية، سيما صحيفة هآرتس هو أن نجل عباس قد حصد ملايين الدولارات من خلال تعامله من “هيئة الإغاثة الأمريكية”، من خلال قيام شركاته بمشاريع في مناطق السلطة الفلسطينية.

وضمن المشاريع التي نفذتها شركات طارق عباس حملات ترويج لتحسين صورة الولايات المتحدة في مناطق السلطة الفلسطينية!

 وقد أظهرت الوثائق أن “صندوق الاستثمار الفلسطيني”، الذي يتبع مباشرة لمحمود عباس يسيطر على نسبة كبيرة من أسهم (APIC).

 وتنضم وثائق “بنما” إلى سلسلة طويلة من الوثائق والتحقيقات التي سلطت الضوء على فساد محمود عباس وعائلته. فقد سلط تحقيق أجرته مجلة “فورين بوليسي” قبل عامين الأضواء على الشركات الاحتكارية التي يملكها طارق عباس وشقيقه ياسر؛ حيث أشارت المجلة إلى أن الأخوين عباس يملكان شركة مسؤولة عن تأمين المشتريات للسلطة الفلسطينية، وشركة أخرى متخصصة في توزيع الكثير من البضائع، وضمنها المواد الغذائية والسجائر ذات الماركات العالمية.

وقد سبق لوثائق “ويكيليكس” أن تعرضت لبرقية أرسلتها القنصلية الأمريكية في القدس المحتلة أظهرت أن قيمة رصيد  “صندوق الاستثمار الفلسطيني”، الذي يتحكم فيه عباس تفوق المليار دولار، حيث أشارت البرقية إلى أن عباس يُعَد المتصرفَ الوحيدَ بهذا الصندوق؛ حيث إنه يعين أعضاء مجلس إدارته. المفارقة أن هذا الصندوق يفترض أن يكون مستقلاً وأن يخدم مصالح الجمهور الفلسطيني.

ويمكن مما تقدم الولوج للاستنتاجات التالية:

أولاً: على الرغم من أن مظاهر فساد عباس وعائلته والكثير من مؤسسات السلطة واضحة للعيان إلا أن الدول المانحة تغض الطرف عنها من أجل تأمين ضمان أن تواصل السلطة المهمة الرئيسة التي شكلت من أجلها، وهي حفظ الأمن الإسرائيلي وقمع إرادة الشعب الفلسطيني. فعلى سبيل المثال تعاقدت وكالة التنمية الأمريكية مع شركة “SKY” التي يملكها طارق عباس من أجل الترويج للولايات المتحدة  وهي التي دفعت لجيب عباس ملايين الدولارات، بمعنى أن الأمريكيين على دراية كبيرة بمظاهر الفساد الذي تورط فيه عباس.

ثانياً: لقد قدمت وثائق بنما المزيد من الأدلة على تهاوي المسوغات التي يسوقها محمود عباس لتبرير قمعه لإرادة شعبه وعمله الدؤوب ضد المقاومة الفلسطينية ومواصلته التعاون الأمني ومحاولته الادعاء بأن هذا السلوك يأتي ضمن حرصه على مصالح الشعب الفلسطيني. فعباس معني بالتعاون الأمني وقمع إرادة شعبه من أجل أن تواصل عائلته وأبناؤه نهب الأموال وتكديس الثروات. فمن الواضح أن إسرائيل لا يمكنها أن تسمح بجعل مناطق السلطة بيئة مناسبة لاستثمارات عائلة عباس في حال لم يكن ذلك نتاج نجاح السلطة في تأمين المستوطنات. وبالمناسبة فإن الحرص على جعل السلطة وسيلة للتكسب والثراء يقف وراء سعار التطبيع مع  الكيان الصهيوني.

ثالثاً: تتضخم حسابات عائلة عباس وأبنائه في البنوك على حساب الشعب الفلسطيني، الذي تعيش نسبة كبيرة من أبنائه تحت خط الفقر، بمعنى أن فساد عباس ودائرته المقربة هو أحد الأسباب التي أفضت إلى الأزمات الاقتصادية التي يعيشها الفلسطينيون.

 







المسيح عليه السلام...والرسوم المسيئة..

 المسيح عليه السلام...والرسوم المسيئة..!


عندما حرم الإسلام التصاوير والتماثيل لذوات الأرواح؛ كان ذلك لعلة سد ذرائع الشرك والمضاهاة في الخلق ، وقد شهد التاريخ أن تصاوير الانبياء والصالحين كانت أكبر مدخل لانتشار الأديان الشركية، وشيوع الخرافة الوثنية ..
★ لم يكتف الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين بتصوير الصالحين والأنبياء لعبادتهم والغلو فيهم ؛ بل تعدت طوائف منهم ذلك إلى تصوير وتمثيل ماقالوا إنه الرب الذي تنزل او تنازل من منزلة اللاهوت إلى منزلة الناسوت ، ليولد ثم يرضع ويأكل ويشرب، ثم يضطهد ويقمع، ليساق إلى أداة إعدام من الأشواك والأخشاب ليقتل ويصلب ..!!
★ هذه الإساءة المصورة للرب الأعلى؛ جرى نشرها نحتا ورسما في ملايين التماثيل والرسوم المسيئة لمن قالوا إنه الرب (تعالى الله وتقدست أسماؤه وجل ثناؤه) وارتسمت معها في اذهان من ضلوا من الخلق أن خالقهم الذي ليس كمثله شئ..قد صار مثل كل شئ ، يسعى ويتعب ، بل يؤذى ويضرب، ثم ينصب فيصلب..
★ ألا أيها المسيئون للرب العظيم انتهوا..وإلى كلام الرب الجليل اسمعوا وعوا.. فقد قال لنبيه الخاتم أن يقول لكم.. ( قل: هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)..
و ليعلم كل مسلم أن هذا التصوير هو أكبر قضية تزوير في تاريخ البشر، ولن يسلم توحيد أحد شارك في فصولها احتفالا أو احتفاء ، لأن الله نزه عباد الرحمن من مجرد المشاركة في مثلها فقال : (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) (الفرقان/٧٢)..
★ وفي تلك الرسوم والصور والتصورات المسيئة ؛ قال ابن القيم رحمه الله في قصيدته النونية :

أَعُبَّادَ المَسِيحِ لَنَا سُؤَالٌ
نُرِيدُ جَوَابَهُ مَّمِنْ وعَاهُ
إذا ماتَ الإِلهُ بِصُنْع قومٍ
أمَاتُوهُ فَما هذَا الإِلهُ
وَهَلْ أرضاه و ما نَالُوهُ مِنْهُ ؟
فبُشْرَاهمْ إذا نالُوا رِضَاهُ
وَإِنْ سَخِطَ الّذِى فَعَلُوهُ فيه
فَقُوَّتُهُمْ إِذًا أوْهَتْ قُوَاهُ
وَهَلْ بَقِى الوُجُودُ بِلاَ إِلهٍ
سَمِيعٍ يَسْتَجِيبُ لَمِنْ دَعَاهُ ؟.
وَهَلْ خَلَتِ الطِّبَاقُ السَّبْعُ لَمّا
ثَوَى تَحتَ التُّرَابِ وَقَدْ عَلاَهُ
وَهَلْ خَلَتِ الْعَوَالُمِ مِن إِلهٍ
يُدَبِّرهَا وَقَدْ سُمِرَتْ يَدَاهُ ؟
وَكَيْفَ تَخَلْتِ الأَمْلاَكُ عَنْهُ
بِنَصْرِهِمُ وَقَدْ سَمِعُوا بُكاهُ ؟
وكيف أطاقت الخشبات حمل
الإله الحق مشدودا قفاه ؟
وَكيْفَ دَنَا الحَدِيدُ إِلَيْهِ حَتَّى
يُخَالِطَهُ ، وَيَلْحَقَهُ أذَاهُ ؟
وَكيْفَ تَمكْنَتْ أَيْدِى عِدَاهُ
وَطَالتْ حَيْثُ قَدْ صَفَعُوا قَفَاهُ
وَهَلْ عَادَ المَسِيحُ إِلَى حَيَاةٍ
أَمَ المُحْيى لَهُ رَب سِوَاهُ ؟
وَيَا عَجَباً لِقَبْرٍ ضَمَّ رَبا !!
وَأَعْجَبُ مِنْهُ بَطْنٌ قَدْ حَوَاهُ !!

الرسائل النبوية للملوك والرؤساء

 الرسائل النبوية للملوك والرؤساء

اسم الكاتب: إسلام ويب

تاريخ النشر:12/12/2021

في السنة السادسة للهجرة أبرم النبي صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية بينه وبين قريش، وكان من بنود هذا الصلح: وضع الحرب بين الطرفين عشر سنين، يأمن فيها الناس، ويكف كل فريق عن الفريق الآخر، وعن من دخل في حلفه وعهده.

كانت هذه الهدنة وتلك المدة، وانسحاب قريش من المواجهة والحرب إلى الموادعة والسلم، بداية طور جديد في حياة المسلمين، وفرصة ليتفرغ النبي صلى الله عليه وسلم لدعوة من لم تصلهم دعوته، ولنشر رسالة الإسلام خارج الجزيرة وعبر العالم، فبدأ يكتب الكتب والرسائل ويبعث بها إلى الملوك والرؤساء حول العالم تبليغا لرسالة الله التي أرسله بها إلى الناس كافة.. وكان على رأس هؤلاء جميعا ملوك الروم، وملوك فارس وملوك الحبشة واليمن والرؤساء في شتى الأماكن.

واختار النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المهمة رجالا أمناء توفرت فيهم صفات معينة من العلم والفصاحة، والصبر والشجاعة، والفطنة والحكمة وحسن التصرف، وحسن المظهر، والقدرة على الحوار، فانطلقوا بكتبه ورسائله إلى أرجاء المعمورة ليؤدوا تلك الأمانة العظيمة.

رسالته إلى هرقل عظيم الروم:
وكان من أوائل رسائله وأشهرها، رسالته إلى هرقل عظيم الروم، وهي إحدى أكبر دولتين في ذلك الزمان، واختار النبي صلى الله لحمل هذه الرسالة دحية بن خليفة الكلبي، وقيل إنه أمره أن يوصلها إلى عظيم بصرى الذي سيوصلها إلى هرقل عظيم الروم.
وقد روى قصة هذه الرسالة ناقلوا السير والمؤرخون، وأصحاب الحديث وعلى رأسهم الإمام البخاري في صحيحه كما في قصة أبي سفيان وحديثه مع هرقل حول النبي صلى الله عليه وسلم، وقد جاء في نص الرسالة: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما : (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه دحية الكلبي، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، فإذا فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى: أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيِّين، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران64) (رواه البخاري).
والذي ثبت أن هرقل تأثر بالرسالة وعظمها، وتباحث وناقش وعظم قدر الرسول وأجاز حاملها بمال وكسوة، وبدا من كلامه أنه ود لو أسلم، ولكنه ضن بملكه حين رأى مخالفة قادة قومه وبطارقتهم فبقي على دينه.

الرسالة إلى كسرى ملك الفرس
وأما كسرى فقد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليه برسالة حملها عبدالله بن حذافة السهمي رضي الله عنه، وكان فيها على ما قاله الواقدي: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس).
وقد كان رد فعل كسرى على الرسالة متعجرفا فيه كبر وصلف وسوء تصرف، فقد مزق الرسالة وأرسل إلى أمرائه بأن يقبضوا على رسول الله ويرسلوا به إليه، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عليه بأن يمزق الله ملكه. فكان.

الرسالة إلى المقوقس عظيم القبط بمصر
وأرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ "حاطب بن أبي بلتعة" بكتابه إلى المقوقس عظيم القبط في مصر، وكان نصها أقرب ما يكون لرسالته إلى هرقل، وذلك أن كلا الرجلين كان نصرانيا، فكان فيها كما قال الواقدي: (بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم القبط، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(آل عمران:64).

وكان رد المقوقس أيضا فيه تلطف، فقد أحسن إلى حاطب وحمله الهدايا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان من بين هذه الهدايا جاريتان، مارية وسيرين، وكان فيها أيضا البغلة "دلدل" التي كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .

الكتاب إلى النجاشي ملك الحبشة
وكما بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل والمقوقس كذلك أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة برسالة حملها عمرو بن أمية الضمري، فيها:
(بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة، أسلم أنت، فإني أحمد إليك الله، الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس، السلام المؤمن، المهيمن، وأشهد أن عيسى ابن مريم، وروح الله، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول، فحملت به، فخلقه من روحه، ونفخه، كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني، وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى).
وكما كان رد صاحبيه كان رده أيضا مقاربا فيه تلطف وإحسان، وقد قيل إنه أسلم، وقال بعض العلماء: ليس هذا هو النجاشي الذي صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم.. فالله تعالى أعلم.

كتاب الرسول إلى ملك البحرين
جاء في كتاب "عيون الأثر" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث برسالته إلى المنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين، مع العلاء الحضرمي بعد انصرافه من الحديبية، وجاء في كتابه إليه: (بسم الله الرحمن الرحيم.. من محمد رسول الله إلى المنذر بن ساوي، سلام عليك! فإني أحمد إليك الله الذي لا الله إلا هو، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله‏.‏ أما بعد فإني أذكرك الله عز وجل، فإنه من ينصح فإنما ينصح لنفسه، فإنه من يطع رسلي ويتبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإن رسلي قد أثنوا عليك خيراً وإني قد شفعتك في قومك، فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلن نعزلك عن عملك، ومن أقام على يهودية أو مجوسية فعليه الجزية).‏

وقد جاء عند الواقدي أن هذه الرسالة إنما كانت ردا على رسالة من المنذر يعلم النبي بإسلامه ويستشيره في بعض أمور.. فقد ذكر الواقدي بإسناد له عن عكرمة قال‏:‏ وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس بعد موته فنسخته فإذا فيه: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوي وكتب إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتاباً يدعوه فيه إلى الإسلام، فكتب المنذر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما بعد يا رسول الله فإني قرأت كتابك على أهل البحرين فمنهم من أحب الإسلام وأعجبه ودخل فيه ومنهم من كرهه، وبأرضي مجوس ويهود.. فأحدث إلي في ذلك أمرك.. فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم بكتابه السابق.
أسلم المنذر هذا بكتاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وحسن إسلامه، ومات قبل ردة أهل البحرين‏.‏ وقيل إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. ولا يصح.

دعوة ملوك عمان
وهما جيفر وعبد ابني الجلندي ملكي عمان، وقد بعث بالرسالة مع عمرو بن العاص رضي الله عنه، وفيها: ‏"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي‏.‏ سلام على من اتبع الهدى‏.‏ أما بعد فإني أدعوكما بداعية الإسلام.. أسلما تسلما. فإني رسول الله إلى الناس كافة؛ لأنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين‏.‏ وإنما إن أقررتما بالإسلام وليتكما، وإن أبيتما أن تقرا بالإسلام فإن ملككما زائل عنكما وخيلي تحل بساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما‏"‏‏.‏
كانت هذه بعض أشهر رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى ملوك العالم ورؤساء العرب، وولاة فارس والروم، وهناك رسائل أخرى كرسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة، وقد أرسل بها مع "سليط بن عمرو العامري".. وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم.. من محمد رسول الله إلى هوذة بن علي! سلام على من اتبع الهدى.. واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخف والحافر، أسلم تسلم وأجعل لك ما تحت يديك‏".

وكرسالته إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، حملها إليه "شجاع بن وهب"، ذكرها الواقدي أيضا، وأنه بعث إليه مرجعه من الحديبية، وكان فيما كتب به إليه: "بسم الله الرحمن الرحيم.. من محمد رسول الله إلى الحرث بن أبي شمر! سلام على من اتبع الهدى وآمن به وصدق.. وإني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له يبقى لك ملكك".

ردود الأفعال
وقد اختلف تلقي الملوك لهذه الرسائل، فمنهم من قبل وأسلم واتبع رسول الله، كالمنذر بن ساوى العبدي ملك البحرين، وكابني الجلندي جيفر وعبد ملكي عمان.. ومنهم من لم يسلم ولكنه تأدب وتلطف، بل وأكرم حامل الرسالة وأرسل الهدايا والتحف، كما فعل هرقل والنجاشي والمقوقس، ومنهم من تكبر وتعجرف وأساء ككسرى ملك الفرس الذي مزق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فدعا عليه رسول الله بأن يمزق الله ملكه، وكهوذة بن علي الحنفي الذي رد على رسالة النبي يقول: "... وأنا شاعر قومي وخطيبهم، والعرب تهاب مكاني، فاجعل إلى بعض الأمر أتبعك‏"، فقال صلى الله عليه وسلم: "‏لو سألني سبابة من الأرض ما فعلت.. باد وباد ما في يديه‏"، وما لبث هوذة بعد هذا إلا أياما فمات.‏
لقد كان لهذه الرسائل دلالاتها الكثيرة التي تشيرإلى الانتقال من مرحلة قريش وجزيرة العرب، إلى نشر دعوة الإسلام في أرجاء المعمورة، وكان لهذه الرسائل أثرها في انتشار دعوة الإسلام بين الناس، وسار ذكر هذا الدين على الألسنة ومع الركبان، ودخل الناس في دين الله أفواجا.. فالحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا

 

قانون تعزيز المثلية .. مناقشة موضوعية

قانون تعزيز المثلية .. مناقشة موضوعية





مهنا الحبيل 

21 ديسمبر 2021

"يتمتع كلّ فرد بالحريات الأساسية التالية: الحرية الدينية أ. حرية الضمير والدين؛ • حرية الرأي/ الفكر/ الضمير"... القانون الدستوري الكندي

أقرّ البرلمان الكندي في ديسمبر/ كانون الأول الجاري قانوناً يُعزّز المثلية في المجتمع الكندي. أُطلق عليه BILL C - 4، قانون التعديل الجنسي المتعلق بالمثلية. وجاء إقراره بإجماع البرلمان، وأعلن عنه رئيس الحكومة باعتباره أحد منجزات الحزب الليبرالي، إذ تبنّى الحزب هذا المشروع، واحتفى بفرضه قانوناً تشريعياً. وحسب مواد المشروع، يُخشى أن يُطارد القانون من يُخالف المثليين بالرأي بعد التبنّي الحكومي، ولا يُقاضي فقط أو يؤسّس لمعاقبة من يرتكب فعلاً مجرّماً بحسب القانون، لكون نصوصه متداخلة للغاية مع مساحة الرأي، فضلاً عن الحق الإنساني في التعبير والاعتقاد الذي نصّت عليه وثيقة الحريات المدمجة مع الدستور.
أولاً، نُبين هنا في المقدمة أنّ تناولنا القانون لا يعتمد صيغة المواجهة أو المسّ أو التعرّض بالعنف الفكري أو السلوكي لظاهرة المثلية، إنّما مهمتنا هنا توضيح حجم التغوّل والتعدّي على حقوق الأسرة الفطرية في تاريخ الوجود الإنساني، التي وردت عنها في القانون ذاته إشارة خطيرة للغاية، لم تُسبق في تاريخ الإنسانية المعاصرة، لناحية الرفض أو التحقير، وكانت ضمن مفردات القانون.

نص القانون الكندي شرّع إظهار الميول الجنسية تجاه الآخرين، من دون أن يستثني الأطفال وأعطى حماية لممارسيها

ثانياً، مشكلة القانون أنّه لم يُحل إلى أيّ مساحة للمواد أو القوانين التي تحمي حياة الطفولة، بحسب نص الدستور الكندي، والذي حين اعتمد كان واضحاً أنّه يعني حق التعبير للضمير الاجتماعي والديني للمواطنين، فيما يناقض هذا القانون الحقّ الدستوري للمادة الثانية المشار إليها في مطلع المقال.
ثالثاً، وقد يُتحفّظ على هذا الوصف، بحكم أنّ هذا القانون يختصّ بتعزيز الظاهرة المثلية في المجتمع، أما حقوق الطفولة والأسرة وحق الوالدين في التنشئة قبل البلوغ فبما يرونه خيراً مطلقاً لأولادهم، تتفق معه العقيدة الدينية والمسلمات الفطرية والحقائق العلمية، بحسب من يعتقد بالأسرة الفطرية من مسلمين وغيرهم. فهذه الفئة نصّت على حقوق أطفالها مواد أخرى، متعلقة بحق الأطفال والدفاع عنهم أمام التحرّش الجنسي، لكنّ الرد على هذا التحفظ أنّ حسم التعارض القانوني لا بد من أن يوضّح في جسم القانون الجديد، أو يُنشأ قانونٌ يحمي الحق الدستوري الأساسي، وما يترتب عليه من حماية للأطفال.
رابعاً، المشكلة في نص القانون أنّه شرّع إظهار الميول الجنسية تجاه الآخرين، من دون أن يستثني الأطفال وأعطى حماية لممارسيها، من دون أن يُشير في نصه المعتمد إلى قوانين أخرى تحمي الطفولة وتعطي حق الدفاع للأسرة، لكن، على العكس، فتح الباب لإدانة الأسرة أي الوالدين ذاتهما، إذا حاولا الدفاع عن أطفالهما من الميول الجنسية المثلية للآخرين، ونحن نؤكد هنا على الإشارات المجملة التي لم يوضحها القانون، ولم يشر إلى ما يُقيّدها من قوانين أخرى، حتى نفهم مقصده التنفيذي.

مفهوم الدفاع الحقوقي الإنساني المجرّد للأسرة الفطرية من المسلمين وغيرهم مقيد بإجراءات عقابية ومطاردات قانونية

خامساً، نشير هنا أيضاً إلى قضية مهمة، أنّه، حتى قبل صدور هذا القانون، فإنّ مفهوم الدفاع الحقوقي الإنساني المجرّد للأسرة الفطرية من المسلمين وغيرهم مقيد بإجراءات عقابية ومطاردات قانونية، وأنّ مساحة المواطن الكندي هي فقط في حقه بالدفاع عن قيمه وحق أطفاله ومصالحهم، وضرورياتهم القصوى للحياة المطمئنة الصحية، بحسب المعادلة العلمية والاجتماعية والطبية التي يؤمن بها المجتمع الإنساني قبل هيمنة المثلية حديثاً، ومعها مذاهب الفردية الجندرية.
سادساً، بمعنى أنّ المواطن والمقيم في كندا، وكندا ليست وحيدة، لكنّها الأكثر تصدّراً في مشروع تعزيز المثلية غربياً، خارج حقه القيمي، لا يملك حرية التعبير في هذه القضية، حتى مع نبذه أيّ عنفٍ يمارَس ضد المثليين.
وهنا يُطرح تساؤل آخر: كيف أُقرَّ القانون بالإجماع، كيف لا يكون لمثل هذه النصوص ولو ملاحظات أو وقفات تستفسر عن تعارضه مع نصّ دستوري واضح، فإذا قيل إنّ هذا الأمر لم يبرز لهم، لكونه لم يُشر إليه، فهذا مخالفٌ لأعراف الفقه الدستوري والقاعدة الفلسفية له التي تُراعي بدقة غياب نصوصٍ غامضة أو متناقضة، وتتحفّظ على سرعة التصديق.

اليمين داخل العملية السياسية في كندا انسحب من مفهوم الدفاع عن الأسرة والطفولة التي تؤمن بها قاعدته الشعبية

لكنّ الأمر يتبين من خلال موقف حزب المحافظين الذي عبّر عنه زعيم الحزب أرين أوتول، مشيراً إلى أنّ انسحاب الحزب من مناقشة مشروع القانون جاء بسبب عدم إعطاء فرصة للحزب الليبرالي الحاكم، والذي يتضمّن، ضمن قوته الناعمة اللوبي الاجتماعي المؤثر على الحياة في كندا وعلى العملية السياسية، وهو لوبي المثليين. وقد انتقد السيناتور المحافظ ليو هاوسكوس استثمار هذه المساحة في التخويف، معتبراً إياها نوعاً من "الابتزاز السياسي" وأنّ القوانين الخاصة باللوبي المثلي تمرّ عبر هذه الضغوط، منادياً بوقف ذلك.
وسنُلاحظ هنا في القسم الأول من الموضوع إشارتين مهمتين. الأولى أنّ اليمين داخل العملية السياسية في كندا انسحب من مفهوم الدفاع عن الأسرة والطفولة التي تؤمن بها قاعدته الشعبية، وهو ما يجعل هذه الروح السياسية التشريعية مرشّحة لمزيد من الضغط على الطفولة، خصوصاً مع ورود مصطلح الازدراء الذي نعرض له مستقبلاً في وصف القناعات الإنسانية عن الأسرة والعلاقات الجنسية بين الذكر والأنثى، غير أنّ المحافظين يملكون من أدواتٍ إعلامية وثقافية أذرع مناقشة ومدافعة، لكنّها منحصرة في المواطنين الكنديين من أصل غربي، ولا تشمل الأقليات. أما الإشارة الثانية فنُلاحظ هنا أنّهُ لا وجود مطلقاً لأيّ موقفٍ معنوي ولا سياسي من كتلة العمل الحزبي للمسلمين داخل الحزب الليبرالي، مع أنّ كتلة المسلمين ضمن باقة الأقليات التي يعتمد عليها الحزب في كلّ موسم باعتبارها كوتا أصوات مضمونة، ما يُشير إلى أنّ تحديد السيناتور هاوسكوس اللوبي المثلي يعود إلى أنّه يُمثّل القنطرة الأساس، وأنّ بقية التكتلات هي مجرّد عجلات دفع، لا تمتلك أيّ مساحة شراكة فارقة فضلاً عن العجز عن مواجهة برلمانية.