الجمعة، 31 مايو 2019

مراجعة كتاب - "تهدئة بريطانيا لفلسطين: الجيش البريطاني ، الدولة المستعمرة ، والثورات



بقلم ماثيو هيوز 

بواسطة إيان بلاك


كانت الثورة العربية 1936-1939 ضد الحكم البريطاني في فلسطين وقمعها من قبل الجيش البريطاني ، مقدمة للحرب المدمرة ضد الدولة الإسرائيلية الناشئة التي خسرها الفلسطينيون بعد عقد من الزمان. أظهرت دراسة ماثيو هيوز الجديدة التي تم بحثها على نطاق واسع كيف ، مع مزيج فعال بلا رحمة من الوحشية و "العقاب الجماعي القمعي غير المميت" ، قمع البريطانيون التمرد وسحقوا أي فرصة لمقاومة فلسطينية فعالة ضد الحكم الاستعماري.

يمثل قمع بريطانيا للثورة العربية في فلسطين في النصف الثاني من ثلاثينيات القرن الماضي مرحلة مهمة في تاريخ الصراع المستمر في الأراضي المقدسة. تستند أبحاث ماثيو هيوز ، التي تم جمعها في هذه الدراسة الرائدة ، في السياق الأوسع لاستخدام الجيش في الدول الاستعمارية ، وخصائص الصراع العربي ضد المشروع الصهيوني ، وتستند إلى ثروة رائعة من المصادر الأولية. مثل الفترات والجوانب الأخرى من تاريخ فلسطين ، تم فحص هذه الفترة عن كثب على مدار سنوات عديدة - بدءًا من الروايات المعاصرة ، من خلال مجموعة من أطروحات الدكتوراه (بما في ذلك بلدي في LSE في عام 1978) ، وكذلك مذكرات الجنود و رجال الشرطة والأفلام الوثائقية.
يلخص هيوز تهدئة الجيش البريطاني بأنه "فعال بشكل مدمر" ، استنادًا إلى قوانين الطوارئ التي لم يتم تحديها بسبب غياب أي هيئة تشريعية محلية (والتي ورثتها دولة إسرائيل عام 1948). إن التزام بريطانيا بترويج "وطن قومي" لليهود ، والذي تم إعلانه في إعلان بلفور وكتب في شروط تفويض عصبة الأمم ، كفل أن مؤسسات ييشوف اليهودية (المجتمع) ، تعارض أي إشراف ديمقراطي. استمر التمرد (الثورة الكبرى باللغة العربية) في الفترة من أبريل 1936 إلى مايو 1939 ، عندما حددالكتاب الأبيض البريطاني ، الذي يحد من الهجرة اليهودية ومبيعات الأراضي - ولكن لا تزال ترفضه القيادة الفلسطينية - نهايته الفعلية.
يتم إجراء مقارنات في جميع أنحاء الكتاب مع قمع الثورات الاستعمارية في أيرلندا وكينيا والملايا وعدن ، فضلاً عن الجزائر التي كانت تحكمها فرنسا ، لكن التحليل الشامل واضح وصريح: 'بدون إدارة مكافحة التمرد في حقبة ما بعد حرب فيتنام. المصطلحات ومنهجيات التحديث العصرية اليوم ، القوات البريطانية في فلسطين قتلت المتمردين وعاقبت المدنيين.
أصبحت مهمة بريطانيا أسهل بسبب حقيقة أن المتمردين كانوا غير منظمين وغير منضبطين وجوعين من الأموال. لم يتم تنسيق القادة الميدانيين مع القادة السياسيين.باستثناء فوزي القوقجي (ضابط سابق في الجيش العثماني على خلاف مع مفتي القدس ، الحاج أمين الحسيني) ، لم يكن للثورة رجال عسكريون فعالون. بقي الجيش سيد ساحة المعركة. بلغ عدد الضحايا البريطانيين 244 قتيلاً ، نصفهم لا علاقة لهم بالقتال. عدد القتلى الفلسطينيين حوالي 5000 - ولكن ما يصل إلى الثلث قتلوا من قبل المتمردين. يقول هيوز: "كان العنف البريطاني سياسيًا ومستهدفًا ، بينما كان العنف الفلسطيني شخصيًا وعشوائيًا سياسيًا". نفذ البريطانيون 112 عملية إعدام ، اثنان منهم من اليهود.
تعاون مع يهود فلسطين ، الذين شكلوا في عام 1936 أقل بقليل من ثلث السكان ، لصالح الحكومة من خلال حشدهم كشرطي. وكان آخرون أعضاء في الفرق الليلية الخاصة ، التي يقودها أوردي وينجيت ، والتي كانت مذنبة "بالعنف المفرط وغير النظامي". كانت ميليشيا الهاغانا اليهودية مصدرًا مهمًا للمخابرات للجيش البريطاني. كانوا جميعا "مضاعفات القوة للتهدئة". تم نقل سلطات الشرطة إلى الجيش ، الذي تم تعزيزه بشدة بعد اتفاق ميونيخ في سبتمبر 1938 مثلما بلغ التمرد ذروته بعد الاستيلاء على المدينة القديمة بالقدس وهجوم على الحي اليهودي في طبريا.
تقدم هيوز توثيقًا دقيقًا للانتهاكات الشائنة في منطقة البصة في شمال الجليل (20 قتيلًا) وفي حلحول بالقرب من الخليل ، حيث تُرك الرجال ليموتوا في أقفاص مفتوحة تحت أشعة الشمس لأن القرية فشلت في تسليم الأسلحة بشكل جماعي - أو ربما لم يتم تسليمها جماعيًا لديك أي. تم ربط السكان المحليين المختطفين ، والمعروفة باسم "التميمة" ، بغطاء من مركبات الرصاص في قوافل الجيش. وكثيراً ما تم إطلاق النار على المحتجزين أثناء محاولتهم الهرب. لكن هيوز يجادل بشكل مقنع بأن الصورة الأكبر تهم أكثر من الفظائع الفردية: 'التركيز على الغضب السادي وفرق الموت ينتقص من الاستخدام الخاضع للرقابة لعقوبات الكوميدية ، والتفتيت ، والعقوبات الجماعية القمعية غير القاتلة ، مثل الغرامات الوحشية ، والرقابة المشددة ، والاعتقال الشامل الشامل. التي انتهت بشكل تراكمي التمرد والحكم الإمبراطوري المستمر.
مما لا يثير الدهشة ، أن الرواية الرسمية كانت إلى حد كبير نسخة من ضبط النفس والشرعية ، قوضتها "نظرة أكثر قتامة من خلال تعدين المحفوظات العميق". في قرية سلوان ، خارج القدس ، في أواخر عام 1937 ، سجل أحد ضباط فوج الشمال في ستافوردشاير كيف قام رجال من بلاك ووتش بضرب 12 فلسطينياً بأعقاب البنادق بعد وفاة اثنين من الرفاق الذين تركوا أمتعتهم وظهرت الأرداف - 'إهانة لل لقد عانى العرب المحليون. كانت لغة ملطفة مثل "بالحسنى" و "أساليب الدرجة الثالثة" تنتشر في وصف القتال "oozel-بارتس" (فساد لذيذ من العربية "Isabat ، أو عصابات).
إن ثراء هذا الكتاب المهم يأتي من المراسلات الخاصة والمذكرات والمحفوظات الفوجية والنشرات الإخبارية للوحدات الداخلية كما هو الحال في سجلات المكاتب العسكرية والاستعمارية رفيعة المستوى. تم استدعاء مفهوم إريك هوبسباوم "المتمردون البدائيون" لتوصيف العرب على أنهم حركة بدلاً من منظمة ، وهي أبرشية وليست وطنية ، وتمرد ريفي قائم على الفلاحين. توضح المصادر العربية أن الانقسامات بين الريف والحضر كانت مدمرة بشكل كبير. نجحت استراتيجيات "فرق تسد" البريطانية الشجاعة بعناية - ولكن ضد مجتمع منقسم بالفعل. "عصابات السلام" المدعومة رسميًا (فص السلام)كانت ذروة التعاون في عام 1938. ويوضح هيوز نقطة مهمة أنه بعد عام 1945 ، عندما بدأت المقاومة اليهودية للانتداب الفلسطيني بشكل جدي ، لم يتمكن البريطانيون مطلقًا من تقسيم اليهود.
كان التفوق العسكري والإداري البريطاني ساحقًا. ويخلص إلى القول: "إن المقاومة الفائقة التنظيم والموحدة والقسوة هي وحدها القادرة على تقويض مثل هذه الهياكل العسكرية المدنية القوية ، وكان الفلسطينيون يقاتلون بعزم وبخلاف القليل ، وغالباً ضد بعضهم البعض". كان التأثير الرئيسي لتلك الهزيمة هو تحطيم الفلسطينيين للحرب الوجودية ، المعروفة باسم النكبة ، التي فقدوها بعد عقد من الزمان .

مؤتمر (كيف نهزم الإسلام)

في مؤتمر (كيف نهزم الإسلام) حضره ضباط استخبارات ويهود ونصارى وأعضاء في الكونجرس الأمريكي، كان من خططهم: وضع أشخاص من داخل المسلمين ودعمهم لتغيير تفسير القرآن والأحاديث وإسقاط أقوال العلماء .


السيسي مستدبراً الكعبة وحكايتي مع اللص التائب!

لم أصدق أبداً أن السيسي يمكن أن يعطي القبلة ظهره وهو يرفع يديه بالدعاء.
سليم عزوز
ذكرتني صورة عبد الفتاح السيسي وهو يتوجه إلى الكاميرا بالدعاء بينما يستدبر الكعبة المشرفة، بحكايتي مع اللص التائب!
في بداية التسعينيات، كانت قد ذاعت قصة "اللص التائب"، الذي تبرع لوزارة الداخلية بكل ما يملك، ورد الحقوق لأصحابها، ومن بين ما يملكه عمارة في القاهرة، لأن ما يملكه هو نتاج قيامه بسرقة الشقق، وقدرته العجيبة على التعامل مع المفاتيح والأقفال، وقد استضافه التلفزيون والصحف، وقامت جريدة "أخبار الحوادث" التي توزع نصف المليون نسخة أسبوعياً، بإجراء حوار مطول معه، لكن حدث ما جعلني أتشكك في أمره، ودفع بقبيلة من الفئران لتعبث في صدري، كناية عن الشك!
"فز يا نصاب":
مع أنه صار نجماً يشار إليه بالبنان، إلا أنه كان يتردد على مكتبي كل صباح، فلا يعنيه ما نشر عنه في كبريات الصحف ومقابلاته التلفزيونية، ولكنه يريد أن تنشر جريدة "الأحرار" حكايته، ورغم أن الأموال التي تنازل عنها كثيرة، فإنني لم أكن مرتاحاً إليه!
كان يتودد لي، ويخاطب عواطفي الجياشة، فكيف للصحفيين الأغراب وقد كتبوا عنه، ولم يكتب عنه صعيدي مثله، وكلما ألح عليً للكتابة عنه ازدادت شكوكي، لكنها انطباعات، وفي لحظة يأس إزاء هذا الإلحاح قلت ربما كانت هواجسي – التي لا دليل يعززها – ليست في محلها!
قلت لزميلي المصور، أن يلتقط له مجموعة من الصور، لأنني سأكتب حكايته، وما إن شرع الزميل في تصويره، حتى فوجئت باللص التائب يقفز من فوق الكرسي ويجلس على الأرض، وقد رفع يديه إلى السماء بشكل مبالغ فيه، وكأنه يجلس في مسجد، وكأنه يستقبل القبلة، في حين أنه كان يستقبل الكاميرا، وراعني أن ملامح وجهه اكتست بالخشوع، وقد أدهشني أنه استدعاه سريعاً من أجل "اللقطة" فحضرت ولبت!
عندئذ طلبت من الزميل أن يتوقف، وأمسكت "اللص التائب" من قميصه، وأنا أرفعه ليعاود جلوسه على الكرسي قائلا له: "قم فز يا نصاب"، واعتذر لي لأنني فهمته خطأ، ثم انصرف ولم يأتِ لزيارتي مرة أخرى، فمن الواضح أنه فقد الأمل تماماً في أن أروج له، مع إيماني بانه لم يعد بحاجة إلى مثلي للقيام بهذه المهمة!
القبض على اللص التائب:
بعد سنوات من هذه الواقعة، حدث ما أكد أن انطباعي ليس من فراغ، لقد ألقت الشرطة القبض على اللص التائب، وهو يقوم بسرقة إحدى الشقق، وتبين أن هدفه من إعلان توبته هو أن يوقف ملاحقة الأمن له، فضلاً عن أنه استهدف أن يصبح مصدر أمان لضحاياه، ليمارس نشاطه في أمان، وإن تنازل عن ثروة فقد جمع أضعافها من فاعلي الخير، في الداخل والخارج!
وقد تذكرت حكايته، عندما تأكدت من أن الصورة المنشورة لعبد الفتاح السيسي وهو يستدبر الكعبة، ليست فوتوشوب، وكنت قد نشرت أنها مزورة، وانتقدت من قاموا بترويجها، قبل أن اكتشف أن مواقع مؤيدة له نشرت الصورة نفسها، منها موقع "مصراوي" المملوك لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وموقع "اليوم السابع" الذي تملكه شركة الأجهزة الأمنية "إعلام المصريين"، فهل وقعت هذه المواقع ضحية لمنصات التواصل الاجتماعي؟
بعد قليل وقفت على أن الصورة منشورة على الصفحة الموثقة لعبد الفتاح السيسي على تويتر، فذكرني هذا بقصة اللص التائب، وإذا كنت لا أستبعد تدين السيسي، فإن هذه الصورة ذكرتني باللص التائب، فقط في الجانب الخاص بخشوعه أمام الكاميرا، واستقباله لها!
عبد الفتاح السيسي كان إذن يستقبل الكاميرا وليس الكعبة، ولهذا أعتذر عن منشور كتبته أقول فيه إن الصورة فوتوشوب، فلم أصدق أبداً أن السيسي يمكن أن يعطي القبلة ظهره وهو يرفع يديه بالدعاء.
حتى في التمثيل "فاشل"!
الصفحة الرسمية لعبد الفتاح السيسي

عبد العزيز الطريفي.. قصة عالم حُرمت منه الأمة

عبد العزيز الطريفي.. قصة عالم حُرمت منه الأمة
صلاح الدين حفافصة

عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي اسم ذاع صيته بين الشباب بسبب انتشار مقاطعه على منصات التواصل الاجتماعي وحصولها على ملايين المشاهدات والمشاركات، مع أنّ الشيخ ليس له قناة رسمية أو شيء من هذا القبيل ولكنه حبّ الناس له وتعلّقهم الشديد به، وُلد الشيخ بدولة الكويت سنة 1976 وليس كما يعتقد البعض بأنه وُلد بالسعودية، ولكن انتقل إلى المملكة وهو صغير في السن لم يميّز بعد.
  
نشأته العلمية:
كانت بدايته الأولى مع طلب العلم والقراءة عندما بلغ من العمر الثالثة عشر، ويحكي هو عن نفسه أنه بدأ بحفظ المتون العلمية، وكانت له حافظة خارقة مقارنة بأقرانه، ومع وصوله لسنّ الخامسة عشر فقط كان قد قرأ عشرات المجلدات، وكان يمضي جُلّ وقته بين صفحات الكتب بعيدا عن اللهو واللعب وتضييع الوقت، وفي سن السابعة عشر كان الشيخ قد قام بتلخيص بعض الكتب التي يقرأها مثل تفسير ابن كثير وزاد المعاد وغيرها ، ومن هناك بدأت تتشكل عنده ملكة العلم وحب التأليف، وكان لا يزال حريصا أشد الحرص على القراءة، فظلّ يقرأ من 10 إلى 13 ساعة في الأيام العادية، وحتى 15 ساعة في الأجازات والعطل ما بين قراءة وكتابة.

كما التحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض وأكمل فيها دراسته الجامعية، ثم عمل بعد ذلك باحثا شرعيا في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. من مشايخه الذين تلقى العلم منهم الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، وعبد الله بن عبد العزيز بن عقيل، وعبد الرحمن بن ناصر البراك، وعبد الكريم الخضير، وصفي الدين المباركافوري والاتيوبي وغيرهم الكثير من العلماء والأساتذة الأجلاء.

   تأليفه ورحلاته: 
للشيخ نظرة خاصة لطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهو يرى أنها يجب أن تقوم على أساس العدل وغياب الظلم، فقد دعا لنصرة المعتقلين في السجون السعودية ظلما وعدوانا
للشيخ عبد العزيز الطريفي صولات وجولات حول دول العالم الإسلامي، فمن المغرب إلى تونس إلى مصر وحتى الهند، كان يطلب بها العلم ويجلس عند المشايخ، أو لأي غرضي علمي آخر، ولكن حسب ما يحكي فأكثر رحلاته تأثيرا في نفسيته هي رحلته للهند حيث أقام هناك مدة طويلة يطلب العلم ويعمل على تزكية نفسه في ظلّ جو مساعد على ذلك.
   
أما فيما يخص مؤلفات الشيخ فهي كثيرة، وليست كثرة نوع ولكنها مليئة بالفائدة والعلم الغزير مما يدل على سعة اطّلاعه، فهو يحفظ عشرات المتون وآلاف الأشعار، بل ويحفظ الكثير من الكتب كاملة، ومن كتبه المطبوعة الفصل بين النفس والعقل وهو أشهر ما ألّفه ولاقى انتشارا في أوساط الشباب وطلبة العلم، لما جمع فيه من معقول ومنقول بطريقة عجيبة فريدة، من كتبه الأخرى "المغربية في شرح العقيدة القيروانية"، التفسير و"البيان لأحكام القرآن"، "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، "الحجاب في الشرع والفطرة"، وكثير من الكتب الأخرى النافعة.

والشيخ له طريقة فريدة في الرد على الأسئلة فهو يؤصل المسألة ثم يأتي بكافة الأقوال المشتملة عليها ثم يبني بعد ذلك قوله، وهذا ما جعل الاقبال عليه للفتوى أكبر من غيره من العلماء والفقهاء.

 اعتقاله:
قامت السلطات السعودية في يوم 23 أبريل سنة 2016 باعتقال عبد العزيز الطريفي، ونشر في ذلك اليوم بالتزامن مع الحادثة سلمان العودة رسالة قال بأنّها وصلته من جوال الطريفي وفيها "أنه ليس بمعتقل ولا موقوف بل في مكان لائق لمناقشة بعض الأمور" ولكنه لا يزال منذ ذلك الحين معتقلا حتى الآن.



بعد البحث ظهر لي أنّ الطريفي نشر تغريدة في وقت زيارة الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما قال فيها "يظن بعض الحكام بأنّ تنازله عن بعض دينه ارضاء للكافر سيوقف ضغوطهم، وكلما زاد درجة دفعوه أخرى، الثبات واحد والضغط واحد، فغايتهم (حتى تتبع ملّتهم)"، وهذا يمكن أن يكون سببا مباشرا لقيام السلطات الأمنية السعودية باعتقاله، ففي ذلك الحين كانت قد بدأت الحملة الهوجاء على الدعاة والمصلحين وزجّهم في السجون بدون سبب، ومن لم يوجد له تهمة لفّقوا له تهمة "الخارجية والتحريض ولاة الأمر" أو "التطرف والتكفير"، وهي تهم معلّبة جاهزة للاستعمال في أي وقت.

بعض أفكاره:
للشيخ نظرة خاصة لطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم فهو يرى أنها يجب أن تقوم على أساس العدل وغياب الظلم، فقد دعا لنصرة المعتقلين في السجون السعودية ظلما وعدوانا، ودعا لنصرة المظلومين في ليبيا وسوريا ولم يدّخر جهدا في ذلك، وحاول بقدر استطاعته لفت الأنظار إلى ما يحدث للمسلمين في تلك الدول من تنكيل وتشريد على يد الظالمين والمعتدين.

أما مجمل كلامه في مسائل التكفير وما شابهها فهو لم يخالف أقوال علماء أهل السنة والجماعة، على عكس ما تتهمه بعض الأطراف بأنه تكفيري ويدعو للخروج على الحاكم، وكل ذلك محض افتراء، ولقد حُرمت الأمة بالفعل من علمه بسبب اعتقاله، فمع أنه يزال صغير السن نسبيا الا أن لديه مؤلفات عديدة مفيدة للغاية، وكان سيتضاعف عددها لو كان حرا طليقا يكتب ويؤلف ويبدع، أمثال الشيخ الطريفي تحتاجهم الأمة عندما تدلهّم بها النوازل وتحيط بها الأزمات،فهنا يظهر معدن العلماء الربانيين من العلماء المزيفيين الساعين لمتاع الدنيا.

مؤتمر البحرين وخيانة فلسطين

مؤتمر البحرين وخيانة فلسطين

    لأول مرة منذ احتلال فلسطين يعقد مؤتمر رسمي     في دولة عربية ينظمه الأمريكيون لفرض الحل              الإسرائيلي  للإجهاز على القضية الفلسطينية      

عامر عبد المنعم
الخطر على القضية الفلسطينية ليس من الإسرائيليين والأمريكيين وحدهم، وإنما من بعض الرؤساء والملوك العرب الذين خانوا فلسطين، وانقلبوا على كل الثوابت وأصبحوا من مكونات الشبكة الصهيونية التي تعمل على تنفيذ أجندة تل أبيب، ويجاهرون بمواقفهم المعادية لكل قضايا العرب والمسلمين.
هذه الشبكة التي يحركها ترمب لا مانع لديها من تجويع شعوبنا، وبيع شرفنا وكرامتنا، من أجل أن تحيا "إسرائيل"، وهم يضخون المليارات من الدولارات في جيب ترامب ويتجهزون الآن لدفع فاتورة صفقة القرن لشراء الذمم، والتهيئة لتهويد ما تبقى من أرض فلسطين في الضفة وغزة.
لأول مرة منذ احتلال فلسطين يعقد مؤتمر رسمي في دولة عربية ينظمه الأمريكيون لفرض الحل الإسرائيلي للإجهاز على القضية الفلسطينية، في المنامة كأولى خطوات صفقة القرن التي تهدر كل القرارات الدولية وتتجاهل الشعب الفلسطيني صاحب الأرض.
المال السعودي والإماراتي
يستخدمون المال الخليجي (السعودي والإماراتي) لتنفيذ إسرائيل الكبرى، ولا يدفع الأمريكيون والإسرائيليون دولارا واحدا، وكأننا أمام مجموعة من البلهاء، مسلوبي الإرادة الذين فقدوا العقل والدين، ولم يحترموا الثوابت الدينية والقومية والوطنية.
لقد أصبحنا في حيرة وذهول من نهب الدوائر الصهيونية للمال العربي بكل هذا السخاء، وباتت الشعوب العربية تدعو بالليل والنهار على حكام السعودية والإمارات بسبب تمويل خصوم الأمة في كل موطن؛ فهاتان الدولتان تشاركان بالمال في كل الحروب والمؤامرات ضد الإسلام والمسلمين.
يتخفى حكام السعودية والامارات خلف الحرب على الإرهاب لتبرير عداوتهم للإسلام التي شملت كل التيارات والقبائل المتمسكة بعاداتها وقيمها الإسلامية وحتى الأقليات المظلومة لم تسلم من مؤامراتهم، ولكن ماذا سيكون مبررهم في تمويل الخطة الصهيونية والسيطرة على كل فلسطين؟
هناك حدود للضعف والتراجع، بل والتخاذل، لكن الاصطفاف في الخندق الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وضد الأمة أمر غير متوقع وغير متصور، ويعد حالة خروج من التاريخ والجغرافيا وكأنهم عادوا إلى الجاهلية الأولى قبل الإسلام، حيث الولاء والتبعية للخصم، والعداء للأشقاء والتآمر ضد الأرحام.
 الانقلاب على النظام الدولي
ما يفعله الرئيس الأمريكي يعد انقلابا على النظام الدولي، فهو يتجاهل كل الاتفاقات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، ولم يلتزم بقرارات الأمم المتحدة التي صدرت منذ عام 1948 حتى الآن، كما أن دونالد ترمب يتجاهل مواقف الدول الأوربية الشريكة في الملف الفلسطيني، والتي لم توافق حتى الآن على انفراد البيت الأبيض بحل الصراع الذي يحقق لها نفوذا ودورا محوريا في العالم العربي.
الذي نراه أمامنا هو اختطاف الرئيس الأمريكي بشكل شخصي للملف، وتفويض صهره جاريد كوشنر لإنهاء القضية، كما لو كانت صفقة عقارية يمكن تخليصها بتوزيع الأموال على بعض الدول والأشخاص والسماسرة لسرقة الأرض!
ومن الواضح أن الذين يفوضهم ترامب لم يخفوا احتقارهم للنظام الدولي ويتصرفون بعدوانية تجاه الأمم المتحدة، لا تختلف عن الأفكار التي يطرحها غلاة المتطرفين في اليمين الأمريكي، فالمبعوث الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات في معرض تسويقه لصفقة ترامب سخر من قرارات الأمم المتحدة في تغريدة قال فيها: " لقد ظل الفلسطينيون ولوقت طويل رهائن لقرارات الأمم المتحدة والسياسات الإقليمية وإرهاق المانحين والقيادة الضعيفة".
بهذه الكلمات يلخص غرينبلات جوهر خطته وهي إدارة الظهر للنظام الدولي وتجاهل دول الإقليم وإجبار دول الخليج على تمويل الصفقة، ووضع النهاية لحلم الدولة الفلسطينية، وهذا التفكير يضع العالم أمام انقلاب جديد على الساحة الدولية؛ فالرئيس الأمريكي اتخذ قرارا منفردا بتغيير النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية ويتصرف وكأنه رئيس لمجلس إدارة العالم!
الرهان الخاسر
الحكام العرب الذين يراهنون على الرئيس الأمريكي سيخسرون كل شيء لأن الأحلام الصهيونية على الورق تصطدم بواقع مقاوم أكثر تعقيدا مما يفهمون، فمن الناحية العسكرية أصبحت غزة قادرة على ردع أي عدوان، وقد فشل الإسرائيليون في كل حروبهم على القطاع المحاصر في تحقيق أي إنجاز عسكري يرفع الروح المعنوية للمحتلين.
على الساحة الفلسطينية فإن الشعب الفسطيني في غزة والضفة هو صاحب القرار الحقيقي، ورغم الحصار الظالم لم يستسلم، بل ويخرج الفسطينيون في غزة كل يوم جمعة في مسيرة العودة للتأكيد على أن طموحهم وهو العودة لأرضهم وليس الخروج منها، وهذا التحرك الشعبي المتواصل يكفي للتعبير الحقيقي عن حالة الصمود والثبات في الشارع الفلسطيني، ولن يكون في مقدور ترامب أو غيره أن يشطب فلسطين من الخريطة؛ لا بالقوة العسكرية ولا بالمال المسروق بالإكراه من السعودية.
 وإن ظن حكام العرب المشاركون في صفقة القرن أن الغدر بفلسطين والتضحية بالشعب الفلسطيني سيمر كما مرت خيانات أخرى فهم واهمون، فالشعوب هذه المرة لن تغفر لهم، ولن تتقبل خيانة بهذا القدر، فالقضية واضحة ومحفوظة، والكذب فيها مفضوح.
يدفع الطمع الإسرائيليين الذين يرون أن الفرصة مواتية ولن تتكرر لاستغلال حالة التبعية الكاملة من حكام المحيط العربي، وخدمة ترمب للسياسة الإسرائيلية على حساب المصالح الأمريكية لضرب ضربتهم لتفريغ كل فلسطين من أهلها لكن هذا الطمع سيرتد على رؤسهم.
ستكون صفقة القرن بداية النهاية لكل من شارك فيها، وستطيح الشعوب بالخائنين، الذين لن يستطيعوا الدفاع عن الخيانة، وسيعجزون عن تبريرها، وستسقط شرعيتهم، وسيتخلى عنهم من ساندهم، وسيحيق المكر السيئ بأهله، وسينقلب السحر على السحرة بحول الله وقدرته.
الذين يتخيلون أن صفقة القرن ستكون ضربة قاضية يعيشون في أوهام؛ فالصراع الإسرائيلي الإسلامي مستمر حتى قيام الساعة، وقد أخبرنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم بذلك، والشرف كل الشرف لمن يدافع عن الحق والعدل، والعار كل العار لمن يخون ويساند المحتل المعتدي بالتأييد والتطبيع والتمويل.

الخميس، 30 مايو 2019

الشّجر الأخضر...أصل الطاقة ومصدر الحياة في محاججة إعجازية للملحدين


الشّجر الأخضر...أصل الطاقة ومصدر الحياة في محاججة إعجازية للملحدين
د. علي الصلابي
مؤرخ وفقيه ومفكر سياسي
حثَّ الله عزوجل الإنسان في القرآن الكريم على التفكر والتمعن في خلق السماوات والأرض وما فيهن من الخلائق بأشكالها وأنواعها؛ وذلك لترسيخ الإيمان وتعميقه في نفوس البشر، وأن يحرصوا على زيادة الإيمان بالخالق سبحانه، ثم بكتابه؛ ليتخذوه دستوراً لحياتهم، ويزخر القرآن الكريم بالآيات التي لها دلالات علمية واضحة - وإن شكك المشككون وطعن الطاعنون - والتي لم تتجلَّ إلا في العصر الحديث، عصر التجربة، والآية التي نحن بصددها مثل على هذا الإعجاز، يقول تعالى: ﴿الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ﴾ (يس: 80)   
  
إنَّ علم الله تعالى محيط بجميع مخلوقاته، من جميع أحوالها وفي جميع الأوقات، ويعلم ما تنقص الأرض من أجساد الأموات وما يبقى، ويعلم الغيب والشهادة، فإذا أقر العبد بهذا العلم العظيم، علم أنه أعظم وأجل من إحياء الله الموتى من قبورهم، وإنّ الشجر إذا قطع وأصبح حطباً يكون ميتاً وليس فيه أثر للحياة، فإذا أوقدت به النار دبت فيه الحركة واضطرب، وهذه آثار الحياة، فمن قدر على هذا قادر على إحياء الموتى، وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل في موضعين من كتابه سبحانه وتعالى:
- قال الله تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ ﴾ (الواقعة: 71 ـ 72). 
- قال الله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ * وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًاوَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍعَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ * أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ * إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْيَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (يس: 77 ـ 83). فردَّ بهذه الآيات على من أنكر البعث بثلاثة أدلة عقلية:

حركة الطاقة على الأرض تتلخص في تبادل ذرة الكربون بين الهواء والنبات والحيوان والإنسان، يأخذها النبات من الغلاف الغازي للأرض بعملية التمثيل الضوئي ويهبها لكل من الحيوان والإنسان، ثم يعاود كل من النبات والحيوان والإنسان إطلاقها إلى الغلاف الغازي للأرض
أ ـ الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، قال الله تعالى: ﴿ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾(يس : 79).

ب ـ الاستدلال بإخراج النار من الشجر الأخضر: مع أنه أكثر بالضدية لأن الشجر إنما يكون أخضر إذا كان مليئاً بالماء، فمن قدر على إخراج النار من هذا الشجر الميت المليء بالماء قادر على إحياء الأموات من قبورهم، قال تعالى: ﴿ الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ ﴾،فالذي خلق النبات الأخضر وانشأ به النار قادر على كل شيء، فالربط بين الشجر الأخضر والنار معجزة علمية، والربط بين الشجر والاخضرار معجزة كبرى، فإن غاب الشجر غابت النار والطاقة من على الأرض، وإن غاب الاخضرار من النبات هلك الزرع  والشجر واختفى المصدر الرئيس للطاقة الحيوية على الأرض، فالطاقة الحيوية مصدرها الأصلي الشمس والمثبت الرئيس للطاقة على الأرض هو النبات (الشجر)، حيث تسقط أشعة الشمس بضوئها وحرارتها على الأرض فترتفع درجة حرارة اليابسة والماء، ثم بعد غياب الشمس تفقد اليابسة ويفقد الماء حرارتيهما.

المهم في القضية هنا أن النبات الأخضر (الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ) هو الذي يحول الطاقة الشمسية الضوئية إلى طاقة كيميائية مخزنة في جذور وجذوع وأوراق وثمار النبات، التي بإشعالها تتحرر تلك الطاقة على هيئة نار يستعملها الإنسان في شتى الاستعمالات المنزلية والصناعية والحياتية، ولذلك ضرب الله تعالى بها المثل المادي العلمي المحسوس المبين لقدرته ومقدرته وعلمه القادر وحده على خلق الإنسان من العدم وإعادة بعثه بعد تحلله.

إن إخراج النار من الشجر الأخضر إعجاز علمي؛ وذلك لأن أهل البادية فهموها من قبل ألف وأربعمائة سنة بالخشب أو الحطب أو بشجرتي المرخ والعفار، ونحن نفهما اليوم في إطار كل صور الطاقة ذات الأصل العضوي من كل الفصلات النباتية والحيوانية مثل التين والقش، والحطب والخشب إلى الفحم النباتي، والفحم الحجري والغازات المصاحبة له، إلى الطَّفلة الزيتية إلى النفط والغازات المصاحبة له، وكل هذه المصادر للطاقة يلعب الدور الرئيسي في تكوينها الشجر الأخضر وما وهبه الله تعالى من قدرة على احتباس جزء من طاقة الشمس يعينه على تحليل الماء إلى مكوناته الأساسية: الأيدروجين والأكسجين، فيطلق الأكسجين ويحتفظ بذرات الأيدروجين، كما يعينه على تحليل ثاني أكسيد الكربون (الذي يمتصه النبات من الغلاف الغازي للأرض) إلى مكوناته الأساسية الكربون، الأكسجين، فيحتفظ بذرة الكربون ويطلق الأكسجين إلى الجو، ثم يربط ذرات الكربون والأيدروجين بروابط كيميائية على هيئة سلاسل الكربوهيدرات المختلفة السكر بمختلف أنواعه، النشأ، السيليلوز وغيرها، التي تشكل كل أجزاء النباتات وثمارها ومحاصيلها التي يقتات عليها الإنسان وكثير من الحيوانات آكلة الأعشاب.

وعلى ذلك، فإن حركة الطاقة على الأرض تتلخص في تبادل ذرة الكربون بين الهواء والنبات والحيوان والإنسان، يأخذها النبات من الغلاف الغازي للأرض بعملية التمثيل الضوئي ويهبها لكل من الحيوان والإنسان، ثم يعاود كل من النبات والحيوان والإنسان إطلاقها إلى الغلاف الغازي للأرض بعمليات التنفس، وبين عمليتي أخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو وإعادة إطلاقه إليه يختزن لنا ربنا ـ تبارك وتعالى ـ كمَّاً هائلاً من الجو، وإعادة إطلاقه إليه يختزن لنا ربنا ـ تبارك وتعالى ـ كمَّاً هائلاً من ذرات الكربون ليشكل مختلف مصادر الطاقة التي يحرقها الإنسان فيردها مرة أخرى إلى الغلاف الغازي للأرض، وهذه الدورة لم تكتشف إلا مؤخراً، وورود الإشارة إليها في القرآن الكريم من قبل ألف وأربعمائة سنة لمّما يقطع بأن هذا الكتاب العزيز لا يمكن أن يكون صناعة بشرية.

   
مراجع البحث:
  1. علي محمَّد محمَّد الصَّلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، بيروت. لبنان، 2013م، ص.ص  (149 - 150).
  2. د. زغلول النجار، من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم (النبات)، مكتبه الشروق الدولية، القاهرة، 2004م، ص 312.
  3. عبد الرحمن بن ناصر السعدي، تفسير السعدي (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) ، المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1420هـ -2000م ، 6/14.