السبت، 28 فبراير 2015

حسام الغمري يكتب: لماذا يهزم الاخوان ، وكيف ومتى ينتصرون ؟


حسام الغمري يكتب: لماذا يهزم الاخوان ، وكيف ومتى ينتصرون ؟
 

المناورة السياسية هي أعمال تقوم بها الدولة أو الحزب أو الجماعة السياسية قاصدةً غاياتٍ غير الغايات التي تظهر للوهلة الأولى من القيام بالعمل .

وقوة المناورة تكمن في تأثير الإعلان عن الأعمال وإخفاء الأهداف الحقيقية دون افتضاح يفقد الحزب أو الجماعة أو الدولة المصداقية .

والمناورة السياسية تكون محصورة فقط في الأعمال وليس في المبادئ والأفكار.

فالمبادئ والأفكار لا مكان للمناورة فيها بل الصراحة والوضوح في العلن وفي الخفاء هي ما ترسخ قوة الجماعة وتزيد من أهميتها ومكانتها .

من الغبن للسياسة أن يقال إنها فن الممكن لأن عمل الممكن ليس فنا ولا سياسية وإلا صار الحصول على انبوبة بوتاجاز في مصر فنا سياسيا عظيما ، أو ركوب الباص ، أو العودة من مسيرة في شارع هامشي ضيق على قيد الحياة .

والحق أقول لكم ان السياسة عمل متميز لا يستطيع القيام به الكثيرون ، لأن السياسي الحقيقي في الواقع يمارس ذلك الفن في ضوء علاقة خاصة جدا بين الممكن و المستحيل الآن أو بمعنى أدق في ظل المناخ السائد ، في إطار يجمع بين الواقع و قدر لازم وضروري جدا من الخيال يساعد علي تغيير هذا الواقع في إطار من الممكن ، وهنا يحدث نوع التزاوج بين الحقائق الثابتة والأحلام الممكنة التطبيق في ظل واقع يبدوا مستحيلا أو رافضا .

و هناك ثلاثة أنواع من السياسات :
  • الممكن فى الزمن الممكن
  • المستحيل فى الزمن المستحيل
  • فن الممكن في الزمن المستحيل او فن المستحيل في الزمن الممكن. 

والسياسة بصفة عامة هى التى تتعامل مع الوضع القائم اما بهدف تثبيته والمحافظة عليه وتحسينه ان امكن، كما نلحظ في سياسات العسكر والمنتفعين من نظامهم عبر سته عقود ، أو بهدمه وتدميره لبناء نظام جديد كما يهدف الثوار وفي القلب منهم جماعة الاخوان المسلمين بإعلانهم ان الثورة خيار استراتيجي .

أى نحن هنا أما نوعين مختلفين من السياسة :
  • السياسة الثائرة على الوضع القائم .
  • والسياسية المتسقة المتناغمة معه.

تعرّف السياسة التى تتعامل مع الواقع وتدور فى إطاره ولا تخرج عنه هى سياسة فن الممكن فى الزمن الممكن ككل سياسات مبارك ، وهى سياسة مصنوعة وليست صانعة ، مخلوقة و ليست مبدعة ، وهى خالية من الصراع مع عصرها فهى تبغى الاستقرار والاستمرار وتتفادى الصراع وتميل للتنازلات والحلول الوسط حتى ولو استخدمت أساليب انبطاحية رخيصة كالجزء الخاص بالخليج في خطاب السيسي التليفزيوني الأخير
اما الصراع فيرتبط بالسياسة الأخرى الثائرة على الوضع القائم و المناخ السائد .

وهذه السياسة الأخرى الناقمة الثائرة تنقسم بدورها الى قسمين :
1- سياسة تبغى تغيير الوضع القائم وتدميره ،ولكن لا تفهم ثقافة عصرها وما فيه من حتميات بشرية فى ظل المناخ السائد فتفشل ، وهى سياسة فن المستحيل فى الزمن المستحيل . و تخرج هذه السياسة من الصراع خاسرة مهزومة مأزومة وهي باختصار تجربة الاخوان من بعد ثورة يناير وحتى عزل الرئيس مرسي في يوليو 2013 ، حيث كان من المستحيل اصلاح مؤسسات دولة تكرست بالفساد والعمالة للخارج فضلا عن اجتذاب تيارات سياسية ذات ايدولوجيات ترفض الفكرة الإسلامية تماما حيث انها تتربح من ضحدها ومحاربتها .
2- سياسة تبغى التغيير بل تدمير الوضع القائم ولكن مع ادراك ماهية الممكن فى الوضع أو فى الزمان والمناخ ، وتستخدم الممكن هنا أو هناك ضد المستحيل هنا أو هناك ولكن بقدر كبير من الخيال والمرونة السياسية والتكتيكية ، فتنجح فى التغيير وتخلق واقعا جديدا ومناخا جديدا وثقافة جديدة، وتخرج من الصراع منصورة بإذن الله .

وهذا ما يحاول الاخوان صناعته بعد الانقلاب ولكن بضعف كبير في الخيال السياسي اللازم لتحقيق النصر .

و إرادة التغيير دائما تبدأ بفكرة – كفكرة حسن البنا – ، ثم الدعوة لهذه الفكرة ليتقبلها الناس وليتحمس الأفراد للدفاع عنها وتحمل الأذى فى سبيلها .

ولكى يتقبل الناس هذه الفكرة في مصر يجب أن ترتبط بنفع عام وتحقيق الآمال للفقراء المطحونين ، وهم دائما الأغلبية فى مصر ، وهم دائما وقود الحركات الثورية وضحايا الثوار والسياسيين دون استثناء لاحد ، وهما العنصر المفتقد في خطاب التحالف الوطني الذي لا يرسم لهذه الفئة أي ملامح جادة للمستقبل حال عودة الشرعية في حين ان السيسي ادرك ذلك منذ اليوم الأول وبشرهم كذبا بأنه سيحنو عليهم وكانت هذه الجملة ذات تأثير كبير على البسطاء والمهمشين .

أى أن أرض الصراع ومسرحه هو تلك الأغلبية الصامتة البسيطة والمهمشة .

وأصحاب الفكر الجديد يلجأون لتلك الأغلبية الصامتة يحاولون إنهاضها وإقناعها بأن مصلحتهم (فى الدنيا و الآخرة ) تستلزم التمسك بهذه الفكرة الجديدة و الدفاع عنها وتجسيدها واقعا على أنقاض الوضع القائم ( الظالم ).

وفى المقابل فإن النظم المستبدة تستند دائما الى عقلية ( ما وجدنا عليه آباءنا ) وتترصد أى فكر جديد بالمصادرة والمنع .
لذا فإن سياسة فن الممكن في الزمن المستحيل أو سياسة فن المستحيل في الزمن الممكن هي أفضل انواع السياسة اذ تجمع بين الواقعية والابداع والخيال السياسي في اطار العلم بحقائق الاوضاع ومدي امكانية التغيير فيها دون التخلي أو التفريط ، وبكل الصلابة الممكنة وبعزم لا يلين .

والسياسي هنا يقف علي ارض الواقع ويتعامل مع حقائقه ، ولكن يترك في عقله مساحة كبيرة للخيال السياسي فيحاول مع المستحيل ليجعله ممكنا بكل ما يستطيع ، لكي يخلق واقعا جديدا مستغلا بعض الثغرات والفجوات في الاوضاع الخارجية والاقليمية والمحلية ومستنهضا معه كل القوي والامكانات لتكون فاعلة ومؤثرة معه ، ويحاول التأثير علي المناخ العام ليطوعه ما امكن وفق مشروعه السياسي .
وهذه القدرة في التأثير علي المناخ العام وعلي القوى المتحكمة هي التي تعين ذلك السياسي علي خلق واقع جديد في اطار عملية غاية في التعقيد ،اذ تحتاج سياسة فن الممكن في زمن المستحيل وفن المستحيل فى الزمن الممكن الي تضافر المعلومات والتحليلات والحسابات التي تعطي خريطة متكاملة بالمتاح والبدائل وامكانات التقدم، وحساباته، وتكاليفه، واحتمالات التراجع المحسوب مع الجرأة العقلية والرغبة في التغيير والاقتحام عندما يتعين الاقدام دون تفويت للفرصة تلو الفرصة كدأب قيادات الاخوان بكل اسف .

وبهذا يخلق السياسي وضعا جديدا، ويصنع احداثا جديدة يجعلها تحمل بين امواجها السياسيين الاخرين من اصحاب سياسة فن الممكن في زمن الممكن، وفن المستحيل في الزمن المستحيل .
و سياسة فن الممكن فى الزمن المستحيل أو فن المستحيل فى الزمن الممكن هي التي تحسن التعامل مع المناخ الثقافي السائد، فتغيره الي الافضل، وتحسن التصرف مع القوى المتحكمة لتقيم علي حسابها واقعا جديدا بأقل قدر ممكن من الخسائر والتكاليف

 ( لذا اخطأ الاخوان في عدم ضخ أموال كبيرة في مجال الاعلام التنافسي لخلق وعي جديد يناسب حركتهم وتوجههم ) ، وكل ذلك في اطار التحرك بين الممكن والمستحيل ،

فتجرب ان تقترب من المستحيل بحذر لتعرف ما هو المستحيل بحق فتتعامل معه علي هذا الاساس، وما يبدو مستحيلا في ظاهره، وان كان ممكنا في حقيقته بكثير من الجهد والمعاناة فتبذل ما تستطيع لكي تحوله الي ممكن بأقل قدر من التضحيات.
ولكل عصر مناخه الثقافي السائد والقوى المتحكمة فيه.

ولا يصح ان نفرض معطيات مناخ ثقافي ومراكز قوته علي ما كان في عصر آخر وهذه هي سقطة السيسي الكبرى التي يجب استثمارها حيث انه افقد نفسه القدرة على التراجع عنها ، حيث لم يدرك السيسي حقائق الوضع (الممكن) والمناخ السائد فى هذا العصر ، و الفارق بين ثقافة عصره و العصور السابقة التي يحاول استنساخها ، دون ان يحاول تحويل المستحيل إلي ممكن وذلك بقدرة سياسية تعمل علي خلق واقع جديد باستنهاض كل القوي الساكنة في المجتمع لاسيما الشباب ، لتكون فاعلة ومؤثرة معه ، فينجح في تحييد الخصوم ، بل استعاض عن ذلك كله بآلته العسكرية الضخمة وقدرتها على القمع والبطش بكل المعارضين على حد السواء في زمن يستطيع فيه هاتف جوال حديث نقل صور وحشيته في لحظة الى العالم كله .

و يجب ان نعلم ان ساحة العمل السياسى الناجح تتسع لتضم الأخيار الأبرار والأشرار الفجار.

وهكذا فإن كل الأنبياء قاموا بتغيير فى الوضع السائد وخلقوا واقعا جديدا بالصبر والمعاناة ، وهو واقع يقيم حقوق الله تعالى وحقوق البشر وفق العدل الذى على أساسه نزلت كل الرسالات السماوية ، ولكن جاء بعدهم من نجح في تغيير وتدمير عملهم بإقامة أديان أرضية وضعية تناقض دعوة النبى الذى ينتسبون اليه كدعاوي العصبية الجاهلية و الوطنية والقومية أو الاشتراكية والرأسمالية التي ابتليت بها الامة الإسلامية .

فنلحظ هنا عملان سياسيان متناقضان ، ولكنهما معا ينتميان الى نفس النوعية: (سياسة فن الممكن في الزمن المستحيل او سياسة فن المستحيل في الزمن الممكن) أى تغيير الواقع وخلق واقع جديد بالنضال ، وباستغلال ثغرات فى المناخ السائد لتغييره وإقامة واقع جديد على أشلاء الوضع الذى كان .
من هنا أيضا تتسع الساحة فى هذا النوع من السياسة لتضم مؤسسى الدول وقادة والتحولات الانسانية والتاريخية بغض النظر عن توجهاتهم ، من خاتم النبيين محمد عليه السلام الى معاوية بن ابى سفيان ، ومن أبى جعفر المنصور العباسى الى غريمه عبد الرحمن الأموى الداخل (صقر قريش ) ، ومن قادة الفتوحات العربية (الخلفاء الراشدين ) الى قادة الحروب الصليبية والكشوف الجغرافية ، ومن غاندى ومارتن لوثر كنج ومانديلا الى هتلر وموسولينى ، ومن منشىء اسرائيل ( دافيد بن جورين ) الى عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة الراهنة( 1902 : 1932 ).

جميعهم أمثلة تاريخية سياسية على هذا النوع الأعلى من العمل السياسى الذى قام بتغيير الواقع وانشاء وخلق واقع جديد وفق الفهم السابق للممكن والمستحيل .
وللتوضيح تعالوا نضرب مثالا من السيرة العطرة ، وهو مثال إقامة خاتم النبيين محمد عليه السلام دولته الاسلامية الديمقراطية كان مستحيلا بسبب المناخ الثقافى السائد ، حيث ترسخ الاستبداد ممثلا فى أقوى امبراطوريتين فى فارس و الروم ، وحيث سيطرتهما على دول تابعة لهما جنوب الشام وجنوب العراق وحيث سيطرة قريش على الجزيرة العربية وتحكمها فى التجارة العالمية بين الهند واوربا من اليمن الى الشام وبالعكس ، واستخدامها الكعبة فى الايلاف أو حماية قوافلها .

كان مستحيلا أن تقام فى هذا المحيط من الظلم والاستبداد الدينى و السياسى دولة مؤسسة على العدل وحرية الفكر والمواطنة وحقوق الانسان.تزعم قريش فى هذه الفترة الهاشميون والأمويون وهما أولاد عمومة ينتمون لعبد مناف.

وكان بنو هاشم يشرفون على رعاية البيت وسقاية الحجيج ورعاية أصنام العرب حول الكعبة، وبهذا تتزعم قريش العرب دينيا، وكان الموكل بذلك العباس بن عبد المطلب عم النبى محمد ،بينما كان ابو سفيان هو قائد رحلة الشتاء و الصيف.

ووقف الاثنان (العباس وأبوسفيان ) ضد دعوة الاسلام ، وكان ابوسفيان قائد القاقلة التى نشبت بسببها غزوة بدر بينما كان العباس ضمن أهل قريش الذين هبوا لحرب المسلمين فى غزوة بدر. وظل العباس وابو سفيان متلازمين الى أن أسلما معا عند فتح مكة .
واضح هنا أن الزمن لا يسمح بوجود دولة اسلامية بسبب تلك السيطرة شبه التامة على الوضع وبسبب المناخ السائد القائم على الاستبداد والظلم والفساد والاعتقاد فى الأولياء وتقديس البشر والحجر.
هنا (الزمن المستحيل ) ولكن هناك ثغرات فى الواقع تسمح بتغيير هذا المستحيل ، منها الأغلبية المقهورة الساكتة، ومنها امكانية الاصلاح الدينى والعقلى بأن يدرك العرب عبث عبادة الأصنام ، وأن قريش تأخذ أصنام العرب رهائن عند الكعبة لتتسيد عليهم وترغمهم على عدم الاعتداء على قوافلها ، ولتستغلهم إقتصاديا فى أداء مناسك الحج .

هذا التغيير العقلى أحدثه القرآن الكريم سواء باستنهاض الأغلبية المقهورة لتدافع عن نفسها ضد سطوة الجبابرة ، أو بالحوار العقلى حول عبثية تقديس الأصنام وقبور الأولياء ، وتطور هذا التغيير العقلى بالحركة العملية فى الدفاع عن النفس واسترداد الحقوق فى غزوة بدر .
(ومن هنا تكمن عبثية اعلان السلمية كخيار وحيد غيرقابل للتغيير)
ثم بادراك استحالة القضاءعلى الدولة الاسلامية بعد فشل الأحزاب.

عندها أدرك العرب عبثية الأصنام وعجزها عن حماية من يعبدها ، وعرفوا أن قريش تبتزهم بالأصنام لحماية تجارتها ودوام ثرائها فتعيش فى امن ورخاء وهم فى جوع وخوف.

ولكن السبب الأهم هو أن قريش باضطهادها ومطاردتها للمسلمين هى التى ساعدت فى خلق دولة الاسلام فى المدينة . لانه بسبب الاضطهاد اضطر المسلمون الى الهجرة ، وبسبب استمرار قريش فى مطاردة المسلمين وحربهم وهم فى المدينة نزل الأمر للمسلمين بالقتال ( الحج 39 ـ ).. وانتهى الصراع المسلح بهزيمة قريش ودخول أهم زعيمين لها فى الاسلام وهما العباس وابوسفيان .
بهذا تمت هزيمة المناخ المستحيل وأقيمت الدولة الاسلامية ودخل الناس فى دين الله جل وعلا افواجا فى عهد النبى محمد عليه السلام . 

هذا مثال على فن الممكن فى الزمن المستحيل .

حيث كان للسلمية دور ، وللعمل على ردع الظلم دور آخر ، وكلاهما تكاملا وتناغما في خيال بديع ، استثمر أيضا فكرة عقد المعاهدات والهدنة في التوسع في اجراء التحالفات ومد الجسور عبر الحدود .

ولا ننسى ان الدعوة الإسلامية وضعت قريشا منذ اليوم الأول في خانة رد الفعل ، وليس في خانة المبادرة ، وهذا هو ما يفتقده الاخوان بعد 30 يونيو ، حيث نجح السيسي في وضعهم في خانة رد الفعل وفشل قادة الاخوان على الخروج من هذه الخانة حتى اليوم .
وللحديث بقية ان شاء الله
حسام الغمري

هيثم ابو خليل يعرض فيديو مسرب من داخل مشرحة زينهم للمحامي الشهيد +18


صادم 

هيثم ابو خليل يعرض فيديو مسرب من داخل مشرحة زينهم للمحامي الشهيد+18




اظهر الحقوقي والاعلامي هيثم أبو خليل فيديو مسرب من داخل مشرحة زينهم يظهر التعذيب الذي تعرض له
المحامي الشاب كريم حمدي شهيد قسم المطرية على يد زبانية الموت

ويظهر الفيديو آثار التعذيب الوحشي على جسد الشهيد مما ادى الى مصرعه على الفور

السيسي والصعود إلى الهاوية (2)


السيسي والصعود إلى الهاوية (2)

إحسان الفقيه

استمرار الحراك الثوري في الشارع المصري ضد النظام الانقلابي.

توقع ثورة البسطاء الذين لم يحقق لهم السيسي الحد الأدنى من تطلعاتهم.


بداية تصدع علاقات السيسي مع دول الخليج.


تلك هي العناصر التي تناولناها في الأسبوع الماضي خلال الجزء الأول من المقالة، كإرهاصات لسقوط السيسي، والذي اعتقد أنه في طريقه لتحقيق حلم (أوميجا والسيف)، بينما هو يهوي ويوشك على السقوط المدوي، لنضيف إلى هذه الثلاث إرهاصات أخرى تشير إلى تخبطه وأنه في طريقه إلى نقطة النهاية.


بداية التحالفات المشبوهة:

السيسي قد ورط أمريكا وأحرجها بالحماقات السياسية والأمنية التي غرق فيها حتى الثمالة، حيث أن أمريكا بدأت تدرك بعد أن مررت الانقلاب، أن السيسي لم يصل ببلاده إلى المشهد المطلوب أمريكيا.

ورغم أنها لم تتخل عنه بصورة نهائية باعتباره حقق للأمن القومي الإسرائيلي ما لم يحققه العملاء في المنطقة قاطبة، إلا أنها لا تستطيع هضم سياسات القمع الأمني السيساوي المفضوح في الداخل، والتحركات المتهورة للسيسي إقليميا، من أبرزها التدخل في ليبيا، وهو ما لا يتفق مع الرؤية الأمريكية التي تسعى إلى حل سياسي في ليبيا تتفادى به مزيدا من فتح جبهات العداء التي أرهقتها.

السيسي أدرك أن الدعم الأمريكي لم يكن كسابق عهده وأن الإدارة الأمريكية تعيد تقييم العلاقة مع النظام المصري، فلجأ إلى إقامات علاقات مع الروس على حساب علاقته بواشنطن، تمخضت عن زيارة بوتين التي جاءت بعد يومين من مجزرة ومهزلة (استاد) الدفاع الجوي والتي راح ضحيتها عشرات المشجعين، ليبارك بوتين سياسات النظام المصري القمعية.

ولم ينس بوتين أن يقدم للسيسي أغرب هدية يقدمها رئيس دولة لنظيره، وهي الكلاشينكوف الروسي التي قالت عنها الإندبندنت أنها تتسبب في مقتل ربع مليون شخص سنويا، وهي في ظني تحمل دلالة توقيع اتفاق يقضي بأن يكون السيسي هو الجندي الروسي في المنطقة.

هذا التقارب حتما لن يكون في مصلحة السيسي ويعرضه للسخط الداخلي لدى المتأمركين في مصر، وعلى صعيد المنطقة العربية أيضا، حيث أن علاقة الخليج بروسيا متوترة بسبب الدعم الروسي القوي لبشار الأسد، وهو ما يخل بتوازن السيسي سياسيا.

أقول ذلك مع الإشارة إلى أن العلاقات المصرية الأمريكية قد يشوبها التوتر نعم، لكنها غير قابلة من وجهة نظري للقطع، عبَّر عن ذلك وزير الخارجية السابق نبيل فهمي بقوله أن العلاقة بينهما كالزواج الكاثوليكي، فالشأن الإسرائيلي هو الملف الأبرز بينهما، وهو ما يلزم بقاء العلاقة قائمة بين البلدين.
أضف إلى ذلك التقارب السيساوي الإيراني والذي يتفرع عنه دعم النظام السوري، والحوثيين في اليمن أيضا، وهو ما ظهر في التصريحات الحوثية الغزلية لنظام السيسي، ولقاء الوفد الحوثي بالسفير المصري في صنعاء قبل مغادرته 
هذه العلاقات المصرية الحوثية تأتي لتؤكد على تضامن أضلاع الانقلاب في المنطقة: السيسي وحفتر والحوثي، وهو ما يعد ضربة أخرى للعلاقات المصرية الخليجية بما يحمله الدعم المصري للحوثيين من تهديد للأمن القومي الخليجي، وهو ما يختزل من رصيد السيسي ويزيد من نقاطه السوداء.

مغامرات السيسي خارج الحدود:

دعم السيسي لحفتر معروف منذ البداية، لكنه لم يأخذ هذا الشكل القوي السافر إلا بعد حادثة ذبح 21 قبطيا على يد تنظيم الدولة الاسلامية، والذي استثمره السيسي في توجيه ضربة جوية لمعاقل التنظيم في درنة رغم أن الأقباط المصريين اختطفوا في سرت وقتلوا في طرابلس، وهو ما يؤكد توجه السيسي في فك الحصار عن حفتر بضرب درنة.

السيسي يغامر بجيشه خارج حدوده طمعا في تثبيت أركان نظامه الانقلابي عن طريق دعمه نظاما انقلابيا مماثلا في ليبيا، وللقضاء على الثورة الليبية التي يعني نجاحها الكثير في حسابات الثوار في مصر.

وجاءت هذه الضربة لتغطي على فشل السيسي الإداري في الداخل، والتعمية على فضيحة التسريبات، حيث قام بتعبئة الرأي العام وتجييش مؤيديه لمؤازرة الجيش في مسرحية حماية الوطن بضرب وطن شقيق.

ومنذ أيام نشرت وكالة معا خبرا يفيد بوجود حشود للجيش المصري على الحدود الليبية بحرا وجوا وبرا، بما يفيد أن الضربة الجوية ليست الأخيرة.

لقد أراد السيسي أن يكتسب شرعية عربية ودولية في مزيد من مغامراته على الأراضي الليبية لكنه فشل في ذلك وخانته حساباته، وانتقدته عدة دول أبرزها قطر، وقضي على حلمه بأن يمثل دور الزعيم العربي الذي يقود وحدة عربية لمواجهة الإرهاب.

هذه المغامرات استعدت الشعب الليبي مع ما لهما من حدود متاخمة، وقلصت من رصيد السيسي لدى بعض مؤيديه في الداخل المصري، بالإضافة إلى بعض الدول العربية، وكذا الولايات المتحدة التي ساءها هذا العمل السيساوي دون النظر إلى الرؤية الأمريكية

بركان سيناء الذي لا يخمد:

كنت قد تحدثت في مقال سابق عن سيناء كيف ضيعها النظام المصري سابقا بتهميشها وتلقيمها لبطون الصهاينة عبر كامب ديفيد، وحاليا بسبب السياسات القمعية لشعب سيناء بذريعة محاربة الإرهاب.

هذه البؤرة في كل يوم تزدادا اشتعالا، وظهرت فيها كيانات جهادية مسيطرة نوعا ما، يستحيل وجودها دون حاضنة شعبية، وهذه الكيانات إن لم تكن على علاقة بالتفجيرات وأعمال العنف في قلب العاصمة، فلا شك أن عملياتها سوف تمتد حتما خارج حدود سيناء، وهو الأمر الذي يعتبر عقبة كؤود أمام بقاء نظام السيسي الذي أدخل البلاد في هذا التيه.

تقلص كتلة 30 يونيو:

فالسيسي قد تنكر لمؤيديه من الرموز الثورية المناهضة لحكم الإخوان، وقام بإيداع عدد منهم في السجون، وتنامت ظاهرة الاعتراف بالخطأ والمراجعات عما يسمى بثورة 30 يونيو، وبدا للمشاركين فيها أن السيسي قد غرر بهم وحصل على تفويض استغله في شق نهر من الدماء لا يتوقف جريانه، وأنه كرس لحكم ديكتاتوري لا مجال فيه للحريات.

كما أن كثيرا من العامة الذين دعموه باعتباره منقذ البلاد، تبين لهم أن السيسي لا يحسن في تلك البلاد سوى القمع والقتل، وأن الأفق مسدود في وجود إصلاحات اقتصادية وتنموية.

وأخيرا:

بقي أن نشير إلى أن التسريبات الفاضحة المتعاقبة، تدل على وجود جناح مناهض لحكم السيسي داخل أروقة النظام، وهو ما أربك حسابات السيسي، وحتما لوجود هذا الجناح توابعه في مسلسل الأحداث على الساحة المصرية.

لذلك أقولها بملء فيّ: السيسي صعد إلى الهاوية.



ليت أسماء تعرف

ليت أسماء تعرف



عبد الحكيم حيدر
كاتب وروائي مصري

إلى ابتسامة العناد في وجه محمد البلتاجي
ليت أسماء تعرف أن أباها ما زال رجلاً، وأن أمها أجمل من خنساء بغير شعر، وأكثر صلابة من جبل، وأن (كمال) الهلباوي صار هلباً لسفائن العسكر، أما (ثروت) الخرباوي فيكفيه اسمه. ليتها تعرف أن البنات، من بعدها، لم يعد يرهبهن موت، أو سجن، بعدما زاد الموت، وزادت السجون عدداً، ليتها تعرف أن أحمد عزّ خرج ووزع البطاطين والكيماوي والفلوس على الفلاحين، كي يكون عضواً تحت قبة البرلمان مع توفيق عكاشة، وأن حبيب العادلي في الطريق إلى بيته، بعد انتهاء إجراءات خروجه خلال أيام، وأن هناك كرافته حمراء لعبد الفتاح السيسي، حينما يكون في مطعم في سماء برج القاهرة في أثناء مذبحة ملعب وزارة الدفاع، وكرافته أخرى سوداء حينما يقضي واجب العزاء في الكنيسة، وأن أباك، في ليلة موقعة الجمل، حينما رآه وتحدث معه، كانت ملائكة الظنون والرؤى تشير له في اتجاه البوصلة الصحيحة، وأن باسم عودة في السجن (مؤبد)، وأن حسن شحاتة سيعود قريباً للفريق القومي، لكي يسجل باقي انتصاراته في لوحة الشرف.
 ليت أسماء تعرف أن المدن الجامعية للبنات اللائي كنتِ تتمنين أن تكوني معهن لا يمكن دخولها، إلا بعد موافقة الأمن والتفتيش، فهل كانت أسماء سترضى بهذا التفتيش، بعد ثورة شاركت فيها، ووقفت ليلاً بالساعات في شارع محمد محمود، وليالي في حر (رابعة) حتى صعدت شهيدة؟ 
ليت أسماء تعرف أن سوزان مبارك عادت تلوّح من شرفة مستشفى المعادي لجماهير حسني مبارك، وقد غطين سِحَنهن بنظارات رخيصة، ليست في مقام نظارتها الجميلة، وأن علاء وجمال مبارك خرجا، لكي يكملا الطريق بسلامة الله وأمن محمد إبراهيم (الذي يأخذ الفلوس من مجلس الوزراء بالدراع وقلة الأدب، كما قال).
 ليت أسماء تعرف أن هناك العشرات من المنتحرين يومياً، يصعدون إلى السماء على جناح العَوَز والحاجة، ولا يذهب لهم رئيس لا بكرافته سوداء، ولا حمراء، ولا حتى رمادية اللون، وأن ميزانية الجيش زادت، وأن توفيق عكاشة صار مفكراً وشيخ طريقة في الإعلام.
ليتك أسماء تعرفين أن سما المصري مع رجب حميدة عن (دائرة عابدين) سيكون تنافسهما، وستلصق صورهما حتى تغطي شارع (محمد محمود) الذي كنتِ تتظاهرين فيه، كل ليلة، وأنت في الخامسة عشرة من عمرك، وأن محطة (التحرير) ما زالت مغلقة بالضبة والمفتاح، منذ ما يقرب من سنتين. وذلك لقوة النظام وقوة الـ33 مليوناً الذين نزلوا في 30/6، فما زال تأثير سحر الـ33 مليوناً تدوخ وترقص الميدان بالمحطة التابعة له للآن، وتوفر له كامل الأمن والاستقرار والبهجة. 
وليتها تعرف أن شادي الغزالي حرب الذي لم يفرط في الميدان قيد أنملة، خلال حكم محمد مرسي، قد تركه الآن، ولا يُرى فيه بتاتاً بعدما شال البلطجية خيامهم مع السنج والمطاوي وباقي العدة.
وليتها تعرف أن كل من كان بالسجون قد خرج، ولعلها تضحك، إن قلنا لها، إنه لم يبق من نظام مبارك في السجون إلا (نخنوخ) فقط، لكي تتأكد من جمال أبيها، وعلّها تضحك من هذا الكلام، فللورد كامل الحق في الابتسام والضحك أيضاً، وخصوصاً وهو يحلّق في السماء بروحه، فوق دنيا قليلة الشأن، نتزاحم عليها كل صباح.

"بعيدة عن حماس.. قريبة لإسرائيل"

"بعيدة عن حماس.. قريبة لإسرائيل"


وائل قنديل

الفصل الأول من كتاب تاريخ انقلاب السيسي ينبئ بأن البداية كانت إقامة جدار عازل بين المواطن المصري وروافد انتمائه الحقيقي، بحيث تصير "حماس" العدو، باختلاق وتصنيع تلك الروايات الحقيرة عن قتل متظاهري ميدان التحرير، ومن ثم تثبيت أن الثورة مؤامرة وشريرة، وعليه تصبح تدفئة وتوطيد العلاقة مع إسرائيل طريقاً للتكفير بالثورة، تمهيداً للقضاء عليها.
لقد سبقت دعوى وصم "حماس" بالإرهاب، دعوات لدك غزة و"أم حماس" بالطائرات. وبالتالي، لا مفاجأة على الإطلاق في هذا العار الذي تضمنه حكم اعتبار عروس المقاومة الفلسطينية حركة إرهابية، ففي زمن يصرح الصهاينة بأنه بطلهم القومي، وحين تتحول العروبة الحقيقية عندهم إلى "عروبة الرز والحبات"، من الطبيعي للغاية أن تكون "مصر قريبة لإسرائيل"، معادية لمقاومة غزة وثورة ليبيا.
قطع عبد الفتاح السيسي شوطاً أبعد في الانسلاخ من مصر الحقيقية، والانصهار في الحلم الصهيوني، متجاوزاً كل الحدود السابقة منذ نهاية السبعينيات.
ألقى أنور السادات بنفسه في الحضن الصهيوني الأميركي، بحثاً عن وهم الرخاء، لا الرخاء جاء، ولا الوهم زال.. زال أنور السادات من الوجود، حين حصل على سيناء منقوصة، منزوعة السيادة، مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية، حتى وإن ردد ورثته كلاماً فارغاً عن عبقريته، ليبيعوا وهما آخر يقول إن الفلسطينيين والسوريين لو سمعوا كلامه لعادت الأراضي المحتلة.
في مذكرات وزير خارجية السادات ورفيق شبابه، محمد إبراهيم كامل، "السلام الضائع في كامب ديفيد" 
كتب يقول إن الاتفاقيات التي وقعها السادات ستؤدي إلى عزلة مصر وستسمح للدولة الصهيونية بحرية مطلقة في ممارسة سياسة القتل والإرهاب في المنطقة، مستخدمة السلاح الأميركي كمخلب لها، وذهب إلى أنها كانت تهدف إلى إضفاء غطاء شرعي للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.
أما حسني مبارك، فقد استقر في الحجر الصهيوني، بحثاً عما يثبته في الحكم، إدراكاً منه بأن بقاءه مرهون بالمضي في خدمة التصور الأميركي الإسرائيلي للشرق الأوسط، وظنا بأن الملاذ الوحيد لتغطية الفشل والاستبداد والفساد في الداخل، هو القفز إلى الخارج (الإسرائيلي)،
وعلى الرغم من ذلك، كان حسني مبارك، كلما تدهورت أوضاعه في الداخل، يرتدي قناعاً زائفاً يظهر به مدافعاً عن القضية الفلسطينية، متمسحاً بمقاومتها، حتى وإن بأغنيات ركيكة، على لسان شعبان عبد الرحيم، وتصريحات زاعقة على لسان عمرو موسى، وإجمالاً يمكن القول إن حسني مبارك كان ينفذ الرؤية الإسرائيلية الأميركية من دون أن يظهر عداء مستمراً للمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، إذ كان يتخلل ذلك بعض "الحركات"، تملقا للمشاعر الشعبية المنحازة للمقاومة.
وفي الأيام الخاطفة التي تولى فيها محمد مرسي حكم مصر، منتخباً من شعبها، كان العدوان الصهيوني على غزة كاشفاً عن عقيدة مصرية، مختلفة في التعاطي مع القضية الفلسطينية، تجسدت في موقف مصر الذي أعلنه مرسي "غزة لم تعد وحدها"، ورأينا رئيس الحكومة، هشام قنديل، تحت قصف الطائرات الإسرائيلية غزة، في رسالة أزعجت الكيان الصهيوني، وعجلت بوتيرة مؤامرة إطاحة الرئيس المنتخب، واستعادة العقيدة المباركية، ممثلة في عبد الفتاح السيسي.
غير أن السيسي قرر أن يتفوق على أستاذه في الالتحاق بالتصور الإسرائيلي، وانتقلت المسألة من براغماتية وضيعة، لضمان الرضا والبقاء في الحكم، إلى التماهي التام مع الإرادة الصهيونية، بل والمزايدة على تل أبيب في كراهيتها وعدائها لحماس والمقاومة الفلسطينية، بمعنى أن ما كان تكتيكاً لدى مبارك، صار عقيدة واستراتيجية لدى نظام عبد الفتاح السيسي.
ويكفي أنه في العدوان الصهيوني الأخير على غزة يوليو/تموز الماضي، اتصل الإسرائيليون بالإدارة المصرية، وطلبوا منها نقل رسالة لحماس بأن تل أبيب غير معنية بالتصعيد.
لكن، عليها أن توقف المسلحين الذين يطلقون الصواريخ.
لكن، ظهر أن نظام السيسي كان أحرص على التصعيد، أملاً في فض غزة على طريقة فض رابعة.
والآن، جاءت اللحظة ليكون التصعيد المصري ضد المقاومة هو الأوضح، باستخدام منصة قضاء السيسي، التي لم تكن أقل عنفاً من منصات الصواريخ الإسرائيلية.

السعودية ولملمة الصف السني

السعودية ولملمة الصف السني




شريف عبد العزيز

خمسة أسابيع فقط تلك التي مرت على اعتلاء الملك سلمان عرش المملكة السعودية، ومع ذلك شهد الديوان الملكي السعودي اجتماع الملك سلمان مع 11 زعيمًا ومسؤولًا عربيًّا وغربيًّا، التقاهم الملك سلمان، وبحث معهم العديد من القضايا تهمُّ المنطقة من عينة تعزيز العلاقات الثنائية، ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، والوضع في اليمن، والأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، والوضع في العراق، والوضع في ليبيا، والملف النووي الإيراني، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والإعداد للقمة العربية القادمة، فيما يُرتقب أن يلتقي السبت، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والأحد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليرتفع بذلك عدد القادة والمسؤولين الذين التقاهم العاهل السعودي منذ 27 يناير الماضي (نحو 5 أسابيع) إلى 13 زعيمًا ومسؤولًا من مختلف دول العالم.

فقد شملت قائمة اللقاءات التي بدأت بلقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما، و5 قادة ومسؤولين خليجيين، هم: أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وعاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، إلى جانب ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، ونائب رئيس وزراء عمان فهد بن محمود آل سعيد، و3 زعماء عرب، هم: العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيسا مصر عبد الفتاح السيسي، وفلسطين محمد عباس.
 كذلك شملت قائمة اللقاءات: الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية الفريق أول ركن راشد محمود نشان امتياز.

فما سر هذا النشاط الدبلوماسي والسياسي الكبير لملك السعودية الجديد بهذه الحماسة؟

السعودية هي أهم بلد عربي وإقليمي بالنسبة للنظام الدولي، فهي رمانة الميزان وواسطة العقد بالنسبة للكثير من قضايا المنطقة ودولها، وهي على مفرق الطرق السياسية في المنطقة، حيث لا صعود ولا هبوط في ساحة الشرق بعيدًا عن السعودية، ولا أمن وازدهار في المنطقة دونها، ولا اختلال في موازين القوى داخل بعض بلاد العرب دون السعودية.

وكما تؤثر المملكة العربية السعودية في مجريات الأحداث على مستوى الشرق الأوسط والعالم، فإنها أيضًا تتأثر بالأحداث التي عصفت بالمنطقة، ووضعت السعودية في بؤرة الحذر، وتمثلت الخطورة في عدة أمور أبرزها:

- سيطرة الحوثيين على اليمن: هذا الحدث الذي فاجأ السعودية، وأربك حساباتها من جهة الجنوب، ولاسيما أن المنافسين السياسيين للحوثيين قد تركوا الميدان دون مواجهة، وهذا على خلاف تقديرات القائمين على الأمر وقتها بالسعودية، حيث بنوا سياساتهم في اليمن على أن صراعًا داخليًّا سيعفيها من المواجهة المباشرة مع الحوثيين.

- التمدد الجغرافي والاستراتيجي لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في كل من العراق والشام، وانتشارها في أكثر من بلد عربي، مما يؤثر على الاستقرار في المملكة، ويرسل لها عدة إشارات تحذير من مستقبل غير آمن، ويكفي أن نعرف أن لداعش وجودًا لافتًا اليوم في معظم دول الخليج، كما حقق التنظيم وثبة إستراتيجية شديدة الخطورة بانتقاله للساحل الإفريقي بحيث انتشرت خلاياه بقوة في مصر وليبيا وتونس ومالي والجزائر، كما توجد علاقة فكرية وأيديولوجية وثيقة مع جماعة بوكو حرام في نيجيريا، ولا يخفى على أحد أن التنظيم ينظر إلى السعودية على أنها الهدف الاستراتيجي الأهم، ويضعها على رأس أولوياته التوسعية، ومنظرو التنظيم لا يكفون عن الاستدلال بتراث الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الفقهي والعملي ــ ولو بصورة مختزلة ـــ في تبرير كل أعمالهم مما يجعل للتنظيم خطورة ظاهرة على الشباب السعودي، وآخر ما يحتاجه السعودية ظهور جهيمان جديد!!

- تعاظم الدور الإيراني الإقليمي بصورة غير مسبوقة، فطهران تسيطر فعليًّا على أربع عواصم عربية ــ بغداد، دمشق، بيروت، صنعاء، تحيط بالمملكة مثل السوار بالمعصم من كل الجهات عدا الغرب، ناهيك عن القلاقل والاضطرابات التي تسببها الأقليات الشيعية في باقي دول المنطقة، وهي الأقليات التي لا تعترف بالوطنية إلا بالمفهوم الطائفي الضيق، وأثر ذلك على مستقبل التحالفات في المنطقة، بما يشبه تقاسم نفوذ غير معلن بين قوى الشرق والغرب، وهذا الواقع الجديد يدق ناقوس الحذر والخطر لدى المملكة العربية السعودية. هذه النقطة تحديدًا تمثل الهاجس الأكبر للملك سلمان, الحكومة السعودية، فالتقارب الأمريكي الإيراني في عهد أوباما بلغ مستويات غير مسبوقة، وكل العلاقات السرية السابقة قد أصبحت اليوم علنية بلا تردد، فأوباما شديد الحرص على إسناد زمام المنطقة للطرف الإيراني، وعندما يغادر أوباما البيت الأبيض ستكون إيران أكثر دولة في العالم استفادت من فترة حكمه ولن يكون هذا فقط بسبب أشياء قامت بها الولايات المتحدة بل أيضًا بسبب أشياء لم تقم بها عندما توجّب عليها ذلك، فأمريكا سلمت العراق واليمن ولبنان لإيران، نعم كان لسوء التقدير العربي عامة والسعودي خاصة دور في الأمر، ولكن يبقى الفاعل الحقيقي هو أمريكا.

- أيضا أمريكا تلكأت في التصدي لبشار وحشد تحالف دولي ضده على غرار التحالف الدولي ضد صدام من قبل وداعش حاليًا.

- أيضا أمريكا على وشك عقد اتفاق مع إيران
بخصوص برنامجها النووي ستكون بمثابة هدية أوباما الكبرى لإيران، فهذا الاتفاق المحتمل سيمكِّن إيران من الخروج من عزلتها والتقاط أنفاسها قليلًا، وحتّى في خضم الجدال الحاد في واشنطن حول هذا الملف سيكون أوباما قادرًا على استخدام الفيتو أمام أيّ عقوبات يقترحها الكونغرس ضدّ إيران، هذا الاتفاق سيشجّع دول أخرى على استعادة علاقاتها التّجارية مع إيران إن لم تكن قد فعلت ذلك مسبقًا في كنف السرّيّة.

ستحظى إيران بمكانة جديدة ووضع أفضل في المجتمع الدّولي وتستفيد من عدّة امتيازات اقتصادية، وهو أمر سيقلق خصومها بشدة وعلى رأسهم السعودية. ويبدو أن إيران هي الطّرف الوحيد الذّي سيخرج منتصرًا من هذه الفوضى الشّاملة في المنطقة لو استمر التشرذم والتفكك في الصف السنّي لأطول من ذلك.

من خلال هذا الإطار نستطيع أن نفسر النشاط السياسي المحموم للمملكة السعودية؛ فالصف السنّي في حالة تشرذم غير مسبوقة ساهمت في زيادة حدتها بقصد أو بغير قصد بعض سياسات المملكة في فترة ثورات الربيع العربي، حيث افترض القائمون على نظام المملكة في عهد الملك الراحل عبد الله أن هذه الثورات بمثابة تهديد وجودي للمملكة ولابد من التصدي لها بكل السبل، ومن ثم كانت السعودية في مواجهة مباشرة مع خيار شعوب هذه الثورات، مما ساهم في مزيد من التشقق والتشرذم في الصف السنّي، غير أن وفاة الملك عبد الله وما تبعها من أحداث حملت كل ما سبق ووضعته في مهب الريح. وبدأ التغير في سياسات السعودية تظهر آثاره سريعًا، سرعة تناسب خطورة الموقف وفداحة الآثار التي تركتها السياسات السابقة.

السعودية اليوم تقود حراكًا سياسيًّا قويًّا من أجل مصالحة إقليمية بين العديد من الدول المتنافرة بسبب الخلاف على المواقف من الربيع العربي، مصالحة بين قطر وتركيا من ناحية، ومصر من ناحية أخرى، فما لقاء الملك سلمان مع أمير قطر ثم ملك الأردن، ثم لقاؤه المزمع بين الرئيس التركي ثم المصري في السبت والأحد القادمين [ببعيد].

أيضًا السعودية تقود مصالحة من نوع آخر لا تقل أهمية عن المصالحة الإقليمية وهي مرتبطة بها ارتباطًا وثيقًا، وهي المصالحة بين نظام الجنرال السيسي وجماعة الإخوان المسلمين، مصالحة اقتضتها متغيرات الوضع الإقليمي خاصة الحادثة في اليمن.

ومعروف أن السعودية كانت أكبر داعم سياسي ومالي جر القاطرة الخليجية لدعم النظام المصري عقب إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، في شكل منح ومساعدات مادية وعينية، وصلت في مجملها إلى 32 مليار دولار موزعة على السعودية والإمارات والكويت، أو بحجم ضخم من الأعمال الاستثمارية التي تمثل أكبر مستثمر أجنبي في مصر، ومثّل النظام السعودي رافعة سياسية إقليمية للنظام المصري الجديد، في مواجهته مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكن تأزم الموقف الاستراتيجي في المنطقة واختلال موازينه لصالح الخصم الإيراني المتربص، كان لازمًا على المملكة أن تعيد حساباتها بخصوص جماعة الإخوان المسلمين؛ الفصيل الإسلامي السنّي الأكبر في المنطقة، وليس هذا من كلامي ولكن كلام عضو مجلس الشورى السعودي السابق المقرب من القصر الملكي أحمد التويجري عن أن "جماعة الإخوان المسلمين تنضوي تحتها أمم، ولا يستطيع عاقل أن يصفها بالإرهابية".

ثم تصريح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بأن المملكة ليس لها مشكلة مع جماعة الإخوان ولكن بعض أفرادها، ثم الحضور القوي لاتحاد علماء المسلمين الذي يترأسه الشيخ يوسف القرضاوي، المحسوب على الجماعة، في مؤتمر "الإسلام ومكافحة الإرهاب" الذي انعقد في مكة برعاية الملك سلمان، علمًا بأن الإخوان يمثلون العمود الفقري للاتحاد، الذي تتطابق مواقفه مع توجهات الإخوان ومنطلقاتهم.

ومما لا يخفى على الكثيرين أن بداية تخلي جماعة الإخوان عن نهجها السلمي وظهور بعض الكيانات التي تتبنى العنف في مواجهة عنف وقمع نظام الجنرال السيسي كان من الأمور التي أقلقت المملكة بشدة؛ لأن هذا الأمر كان سيصب بقوة في صالح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الخصم اللدود للملكة في الفترة الأخيرة.

المملكة تحاول قدر استطاعتها لملمة الصف السنّي أمام الأطماع المتزايدة للخصم التاريخي؛ إيران، التي تمتلك مشروعًا منظمًا مزجت فيه الطائفي بالسياسي، والنووي بالاقتصادي مستغلة ضعف وتشرذم الصف السنّي وغياب الرؤية والمشروع والهدف.


فهل ستنجح السعودية في لملمة الصف المشرذم ورتق الخرق الذي يتسع يومًا بعد يوم؟ أم أنها ستصدم بواقع العقلية العربية والحسابات الضيقة والخلافات الجانبية الصغيرة لدول المنطقة؟!

صورة “الطفلة أحلام” التي قتلتها طائرة إسرائيلية بدون طيار يوم أمس ببلدة الماسورة برفح

صورة “الطفلة أحلام” التي قتلتها طائرة إسرائيلية بدون طيار يوم أمس ببلدة الماسورة برفح

حصل الجورنال على صورة للطفلة أحلام التي قتلت أمس وأصيبت شقيقتها إثر سقوط صاروخ على منزلهما قرب كمين الماسورة جنوب مدينة رفح.
وكانت طائره بدون طيار -إسرائيلية- قامت بقصف عشوائي قتلت على إثره الطفلة احلام سليمان عطا من سكان جنوب الماسوره برفح.
هذا ولا تخفي اسرائيل تعاونها مع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي والاوامر التي اعطاها نتانياهو لجيشه للقيام بعمليات في سيناء



خروفكم اعتذر …. فماذا أنتم فاعلون ؟؟!!!!

 خروفكم اعتذر …. فماذا أنتم فاعلون ؟؟!!!!


آيات عرابي 


كتبت منذ حوالي سنة ونصف مقالا بعنوان القضية الخرفانية, وشرحت فيه بشكل موجز سبب انتشار مصطلح الخرفان, ومنذ يومين اذيعت حلقة الهاشتاج بعنوان ( يا خرفان ) والتي شرحت فيها, كيف وجهت مخابرات العسكر الإعلاميين المرتزقة لنشر مصطلح الخرفان, تمهيداً لذبح الاخوان المسلمين, وشرحت ارتباط مصطلح الخروف بالديانة المسيحية, حيث يطلق العهد الجديد على النصراني المتدين لقب ( خروف ).

 وكيف كان الصهاينة يسمون جنود وضباط عبد الناصر, بالخرفان وذلك في اعقاب هزيمة 67 المهينة والتي بث الصهاينة فيلماً وثائقياً عنها بإسم ( روح شاكيد ) يقول فيه احد الجنود الصهاينة عن اسرى جيش عبد الناصر ( نقلناهم على العربات كالخرفان ).
المصطلح في الاساس يرتبط بفئتين فقط, النصارى والعسكر, والمصطلح في الجيش يبدو متجذراً في أعماق ثقافة العسكر, فليس من أدبيات العسكر أن يناقش المرؤوس رئيسه في أمر صدر إليه, وهكذا فإن العسكر قبل أن يسميهم الصهاينة بالخرفان, استحقوا هم أولاً هذا اللقب.

انظر إلى ما يفعله أي طيار اباتشي في سيناء, ثم اسأله في جلسة خاصة بينكما إن كان صديقك, هل يرضى عن قصف منازل الأهالي وقتل الآمنين في سيناء ؟ ولا تستغرب أبداً عندما يقول لك, أنه غير راضِ ولكنها الأوامر, فهو قد تربى على أن يكون خروفاً للقائد العسكري, والنصراني المتدين تربى على أن يكون خروفاً لمن يحتل مقعد أنبا الأقباط, وهكذا فلا تستغرب أبداً من ترقية شخص لا يمكنك أن تتعرف على وجهه من مؤخرته, ولا يجيد الحديث باللغة العربية وتبدو ثقافته أشبه بثقافة خروف حديث الولادة, لمنصب مدير المخابرات الحربية, فما اُشيع عنه ولمح إليه الهالك عبد الله كمال, أنه كان مسؤولاً عن تلميع حذاء طنطاوي, حتى رضي الأخير عنه, وائتمنه على أمن وزارة الدفاع, وهي وظيفة على تفاهتها, لا يعمل بها سوى أولي الثقة, ولا يمكن أن يترقى إليها الا خروف مثالي عتيد الخرفانية.

الضابط في الجيش لا يمكنه الترقي الا إذا اصبح خروفاً مثالياً, يطيع قادته ولا يعصي لهم أمراً حتى وإن تعارضت الأوامر مع أوامر رب العالمين, ولا تستغرب فهذه هي طبيعة الجيش العلماني الذي ابتدع فكرته المعلم يعقوب عندما انشأ ميليشياته النصرانية لمحاربة المسلمين في مصر تحت قيادة الاحتلال الفرنسي, وهذا هو الجيش الذي انشأه اللورد دافرين سنة 1886 بعد الاحتلال البريطاني لمصر وحل جيش عرابي, بعد أن ظهرت فيه علامات رفض الاحتلال والتمرد على أسرة محمد علي, وهو نفس الجيش الذي حارب الخلافة العثمانية تحت قيادة البريطانيين وحارب أهلنا في السودان اثناء الثورة المهدية تحت قيادة الاحتلال البريطاني وساعد الانجليز في احتلال القدس سنة 1917.
الحالة الوحيدة التي يمكن فيها لخرفان جيش المعونة الأمريكية أن يعصوا الاوامر وأن يتمردوا وينقلبوا على رئيس منتخب هي عندما تسكت أفواههم بقطع من العملة, التسريبات الأخيرة كشفت أن ماسح حذاء طنطاوي, ولاعق حذاء نتن ياهو تلقى أموالاً بالمليارات من حكومات الخليج لينقلب على النظام الشرعي المنتخب ولينقلب على رئيسه, فخامة الرئيس مرسي.

والعسكر لديهم عقدة دونية ملحوظة تجاه قطر, فالمخلوع لم يتوقف لحظة عن سب قطر وأميرها وزوجته, ثم حذا حذوه ماسح حذاء طنطاوي, فإعلام العسكر لم يتوقف عن التطاول على قطر وشعبها وأميرها ووالدته منذ الانقلاب وحتى الآن, واتصور الآن, ضاحكة كيف سيكون اداء مرتزقة مدينة المراجيح الإعلامية اليوم بعد أن اعتذر المأفون لأمير قطر, كيف سيبرر ذلك الإعلامي الشاذ جنسياً المقرب من الخروف الأكبر قائد الانقلاب وصديقه الحميم, اعتذار خروفهم اليوم لأمير قطر ؟

هل سيخرج عمرو أديب ليقول له ( اعتذاركم ابن ستين كلب ) ؟ وهل ستردح لميس الحديدي وتقول له في نهاية وصلة الردح ( مش قد قطر سيبها يا …. # .), وهل سيتحفنا الإعلامي أبو باروكة بحكاية جديدة عن أسر قائد القوات البحرية القطرية ؟ وهل سيحلق الواد يوسف ( شنبه ) ؟ وهل سيلبس جابر القرموطي غترة وعقال اليوم في الاستوديو لينحني لقطر ؟


قلت منذ يومين, أن قطر إن لوحت فقط برزمة من الدراخمة اليونانية, لزحف الخروف على بطنه من القاهرة إلى الدوحة رقصا ولقبل حذاء أمير قطر.


لا شك أن الدافع اليوم وراء الاعتذار هو خوف خروف الانقلاب (صاحب الهاشتاج الاكبر) من انقطاع امدادات الرز كما يسميها, وهو السبب الذي دفع العسكر للإيعاز للمشخصاتية والآلاتية بانتاج أغنية ( الشقة المفروشة ) التي أهانت مصر ونساءها وشعبها وصورت مصر على أنها كباريه !

ملايين المصريين والعرب سيضحكون من قلوبهم اليوم على ما سيسمعونه من تبريرات احمد موسى وعمرو اديب ولميس وجابر القرموطي عن اعتذار خروفهم الأكبر لأمير قطر, وما سوف يقولونه عن حكمة قائد ( لا مؤاخذة ) الانقلاب.

مثقفون ودعاة يتضامنون مع حماس بعد تصنيفها إرهابية بمصر


مثقفون ودعاة يتضامنون مع حماس بعد تصنيفها إرهابية بمصر


بيروت - عربي21





عبر العديد من المثقفين والدعاة العرب عن تضامنهم الكامل والتام مع حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد قرار محكمة مصرية، السبت، باعتبارها جماعة إرهابية.

وأنشأ مغردون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" عدة هاشتاجات متضامنة مع حماس، شهدت مشاركة العديد من مشاهير "تويتر"، جلهم من دول الخليج، لا سيما المملكة العربية السعودية.

وغرد الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة على صفحته في تويتر: "حماس رمز للمقاومة الوطنية الرشيدة الناجحة (لن يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم) وهم منصورون بإذن الله #حماس_منا_ونحن_منها".

وقال مواطنه الكاتب محمد الحضيف: 
"حينما يصنف نظام السيسي حركة حماس إرهابية، كيف يمكن دمجه في مصالحة تسفر عن استقرار المنطقة؟"، مكملاً: "الانقلاب كارثة، وغباء".

وأضاف أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد: "محكمة في مصر تقرر تصنيف حركة حماس إرهابية. ليس غريباً أن تتظاهر العاهرة بالشرف. الغريب أن ترمى الشريفة بالعهر!"، وتابع ابن سعيد: "قرار محكمة في مصر بتصنيف حماس إرهابية هو المسمار الأخير في نعش الانقلاب. سنة الله في الإملاء للظالمين، ثم أخذهم!".

وغرد الكاتب الفلسطيني إبراهيم حمامي: "ألف مبروك لحركة حماس، خبر أفرحني وأثلج قلبي؛ لأنه يقفل الباب أمام أي تعامل مع السفاح وعصابته في مصر"، وأكمل حمامي: "بعد قرار المحكمة المصرية أتوقع أن تعلن سلطة فتح قطاع غزة إقليماً متمرداً، بهذا يتم اعفاء الاحتلال من جرائمه أمام المحاكم الدولية، مدروس ومتكتك".


واعتبر عضو المكتب الإعلامي في حركة حماس عزت الرشق أن "قرار المحكمة المصرية باعتبار حماس إرهابية هو إهانة لمن أصدره، ولن يهزّ شعرة في رأس المقاومين عموما، وأبناء وأنصار حركة حماس على وجه الخصوص"، وفق قوله.

بدوره، قال النائب الكويتي السابق وليد الطبطبائي بحسابه في تويتر: "شعب غزة الذي تمثل حماس العمود الفقري له هو رمز البطولة والصمود بوجه أكبر قوة عسكرية في المنطقة، فكيف يعقل أن تعدّها محكمة مصرية إرهابية؟!".

وعلق رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبد الله العذبة على القرار ساخراً بالقول: "أوروبا: تم رفع حماس من قائمة المنظمات الإرهابية. تل أبيب الصهيونية بقيادة نتنياهو: حماس إرهابية. نظام مصر الجنرال السيسي: حماس إرهابية".


يشار إلى أن الإعلاميين المؤيدين لعبد الفتاح السيسي يحرضون دوماً قيادة الجيش على قصف مقرات كتائب القسام في قطاع غزة، ما خلق نوعاً من التكهنات حول نية السيسي قصف غزة بالفعل.

باحث عراقي: الشيعة الفرس اختلقوا "لاهوت الإمامة"


باحث عراقي: الشيعة الفرس اختلقوا "لاهوت الإمامة"

فيما تجتاح المنطقة العربية موجة من الاقتتال الطائفي، وتتصاعد التحذيرات من صراع واقتتال "سني شيعي"، يصر المتخصص بالفكر الشيعي الباحث العراقي نبيل الحيدري على أن لا مشكلة بين الشيعة والسنة.

يؤكد الباحث العراقي نبيل الحيدري أن الصراع بين الشيعة والسنة سياسي لا طائفي، وأن إيران الخميني أذكت هذا الصراع، وأن مدرسة آل البيت السليمة ترفض الغلو والتكفير والبدع كضرب الرؤوس بالسكاكين التي كشف ببحثه أنها مستوردة من المسيحية.
محمد أمين-لندن
فيما تجتاح المنطقة العربية موجة من الاقتتال الطائفي، وتتصاعد التحذيرات من صراع واقتتال "سني شيعي"، يصر الباحث نبيل الحيدري المتخصص في الفكر الشيعي على أن لا مشكلة بين الشيعة والسنة، ولطالما تعايشوا عقودا من الزمن.
ويرجع الباحث -في حوار مع الجزيرة نت- الصراع إلى بعد حضاري آخر وهو الصراع بين الفرس والعرب.

ويؤصل الحيدري في كتابه "التشيع العربي والتشيع الفارسي" -الذي قضى عشر سنوات من عمره في تأليفه- لما يعرف "بالتشيع العربي والتشيع الفارسي"، محملا ما أسماه "المشروع الفارسي الصفوي" مسؤولية افتعال الصراع بين الشيعة العرب والسنة العرب، واستعمال التشيع ذراعا لتحقيق مشروع الدولة الفارسية الصفوية وتصفية حسابها مع العرب والمسلمين.
وأكد أن الصراع ليس مذهبيا بل هو سياسي، مستشهدا بموقف جده "المرجع الأعلى للشيعة العرب" مهدي الحيدري الذي كان مؤمنا بأن لا فرق بين الشيعة والسنة، وأنه كان يفضل البقاء تحت الحكم العثماني السني بدلا من الارتماء في حضن الاحتلال الإنجليزي في عشرينيات القرن الماضي.
الحيدري درّس في الجامعات الإيرانية وفي قم في الثمانينات، ثم غادرها  لينكب بحثا في أكثر من ألف ومئتين مصدر من الكتب الشيعية الأصلية الأولية، وانتهى إلى أن مدرسة آل البيت السليمة ترفض الغلو والتكفير والطقوس والبدع كضرب الرؤوس بالسكانين التي كشف في بحثه أنها مستوردة من المسيحية، ويطرح الكاتب مشروعا إصلاحيا متكاملا للوحدة بين السنة والشيعة الذين يشتركون في  التوحيد والقرآن والنبوة والمبادئ والقيم.
وتاليا نص الحوار:
كيف تبلورت فكرة كتاب "التشيع العربي والتشيع الفارسي"؟
- تعود فكرته للثمانينيات منذ كنت أدرس الطلبة في إيران، واستفزتني بعض الممارسات ضد العرب، ونوعا من العنصرية، فبدأت مراجعات ودراسات لمعرفة إن كان لهذه الممارسات أصل في المذهب الشيعي، فالأمر بدأ على نحو من التساؤلات خاصة مع وجود ثلاثة ملايين سني ليس لهم أي حقوق في إيران.
ماهي أبرز الفروقات بين ما أسميته "التشيع العربي" و"التشيع الفارسي"؟
- الفرس أدخلوا الغلو في الإمامة إلى درجة الألوهية، واعتبر علماؤهم أن الإمام هو أعلى درجة من الرسول صلى الله عليه وسلم،  فكل الصفات التي يتصف بها الله عز وجل كإله، وضعوها فيه، ومن لا يقر بهذا فهو كافر، وبالتالي كفروا الخلفاء الراشدين، على عكس الشيعة العرب، وأوجدوا ما يعرف بـ"لاهوت الإمامة"، وهناك عشرة من أبرز المراجع الشيعية منهم معروف الحسني، ومحمد حسين فضل الله، ومهدي الحيدري لا يكفرون الخلفاء، أما المراجع الفارسية "كالقمي والطوسي والكلمي" فيكفرونهم.
"الفرس أدخلوا الغلو في الإمامة، إلى درجة الألوهية، واعتبر علماؤهم أن الإمام هو أعلى درجة من الرسول صلى الله عليه وسلم، فكل الصفات التي يتصف بها الله عز وجل كإله، وضعوها فيه"
 تسود طقوس أشهرها ضرب الرؤوس بالسكاكين فتسيل الدماء، هل هذه فعلا من الثوابت بالمذهب الشيعي؟
- ضرب الرؤوس ليس له أصل في التشيع، بل قام بإدخاله الشاه إسماعيل الصفوي الذي حكم الدولة الصفوية عام 1501، وفي زمنه أرسل وزيره للشؤون الحسينية لأوروبا عام 1503، ليستطلع أحوالها ويعود له بأي جديد، فوجد هذا الوزير مسيحيين يضربون رؤوسهم وأجسادهم بالسكاكين تحسرا على المسيح، فاستحسنها الفكرة ونقلها لإسماعيل الصفوي الذي اعتمدها وأدخلها للمذهب.
 في أي عصر بدأ التحوير أو التلفيق؟
- عصر الدولة البويهية خطير جدا، كونه المنبع الأيديولوجي الذي نشأت فيه أولى البدع ومظاهر الغلو الغريبة عن العقيدة الإسلامية متمثلا بتأليف الكتب الحديثية الأربعة: "الكافي للكليني"، و"من لا يحضره الفقيه للصدوق القمي" و"التهذيب، والاستبصار للطوسي". واحتوت هذه الكتب على آلاف من الأحاديث لغُلاة نقلوا أحاديث منسوبة ليست إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أو الإمام علي بل نسبت إلى جعفر الصادق أو محمد الباقر، وفيها كراهية للعرب.
 كيف عالج الكتاب ظاهرة عبد الله ابن سبأ؟
- يثبت الكتاب بالتفصيل إجماع المصادر الشيعية الأولية على حقيقة وجوده وغلوه في الإمام علي، فنكرانه لا يصمد أمام حقائق التاريخ وإجماع القدماء لا سيما فقهاء الشيعة، ويشرح الكاتب بوضوح دور ابن سبأ في تحريف الإسلام بما يشبه ما قام به بولس فى تحريف النصرانية.
هل ثمة فرق بين الشيعة العرب والشيعة الفرس بما يتعلق بالمهدي المنتظر؟
"الصراع الذي يجري بين السنة والشيعة في العالم العربي ليس مذهبيا أو دينيا، بل صراع سياسي يوظف فيه المذهب، ولا يوجد اختلاف على أصول الدين، فهناك خلافات في الاجتهادات بين الإمام الصادق وغيره من الأئمة"
- التشيع الفارسي يدعي أنه يرى المهدي من خلال الولي الفقيه المتصل بالمهدي، والمهدي يعطيه الأوامر للولي، أما التشيع العربي فيؤمن بالمهدي لكنه يعتقد أنه سيأتي في آخر الزمان ولا يدعي الاتصال به بأي شكل من الأشكال.
 ما الفرق بين إيران الشاه وإيران أية الله الخميني؟
- الشاه كان لا يدعي ولاية الفقيه ولا الدين، كان شيعيا علمانيا يتوارث الملك، أما الخميني فوظف الدين في إحكام سلطته وقبضته، وتحولت إيران في عصره لدولة أكثر شدة ودموية، واستغلالا للتشيع، أما السياسات الإيرانية سواء في عصر الشاه أو الخميني فهي واحدة براغماتية تستغل الشعارات لتحقيق المصالح، فهي أولا وأخيرا سياسة فارسية.
 لكن البعض يعتقد أن الصراع مذهبي بين السنة والشيعة وليس بين حضارتين تتصارعان منذ زمن؟
- الصراع الذي يجري بين السنة والشيعة في العالم العربي ليس مذهبيا أو دينيا، بل صراع سياسي يوظف فيه المذهب، ولا يوجد اختلاف على أصول الدين، فهناك خلافات في الاجتهادات بين الإمام الصادق وغيره من الأئمة، لكن الشيعة العرب كلهم يعتقدون أن عليا تلميذ رسول الله، ويؤمنون أن محمدا رسول الله، والدليل أن شيوخ المذهب الزيدي يصلون خلف السنة، والعكس صحيح.

ومراجع الشيعة العرب كمهدي الحيدري ومحمد حسين فضل الله ومحمد كاشف الغطاء، كلهم يُقرون بهذا الأمر، كما واجه الإمام علي ظاهرتي التطرف ممن غالى فيه لدرجة الألوهية، وما يقابلها من ظاهرة الخوارج الذين خرجوا عليه بالتكفير وطالبوه بالتوبة لقبوله التحكيم في حرب صفين، لكنه رفض الأمرين معا، فبينما طالب بإحراق من يدعي الألوهية، حاور الخوارج.