الخميس، 28 فبراير 2013

بيان رابطة علماء المسلمين حول بناء الكنائس بالخليج


بيان رابطة علماء المسلمين حول بناء الكنائس بالخليج




مفكرة الاسلام: أكدت رابطة علماء المسلمين أنه لا يجوز بناء كنائس للنصارى أو غيرها من دور العبادة لغير المسلمين في الجزيرة العربية، أو البلاد التي فتحها المسلمون عنوة.
وقالت الرابطة في بيان وصل "مفكرة الإسلام" نسخة منه إن قضية إظهار غير المسلمين لشعائر دينهم وبناء معابدهم في بلاد المسلمين من القضايا التي تمس واقع المسلمين اليوم، وتتطلب بيانا شافيا من علماء المسلمين، وأنه مما عُلم بالضرورة من دين الرسل أن كل دين غير دين الإسلام فهو باطل، وأن ما يقيمه أصحاب تلك الديانات الباطلة من العبادات فهي باطلة.
وأضاف البيان أن الإسلام هو دين الله ولا يقبل من أحد سواه عبادته وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسله، وهو دين الرسل كلهم، وعليه فلا إسلام بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما جاء به من الهدى ودين الحق، فكل من دان بغير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وخاسر.
وتابع أنه بناء على ذلك فلا يجوز أن يسمح لليهود والنصارى في بلاد المسلمين كبلاد جزيرة العرب بإحداث معابد لهم كالكنائس والبيع بإجماع أهل العلم، مشيرا إلى ما جاء عن عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ من أنه (لا يُمَكَّنُ أَهْلُ الذمَّةِ مِنْ إحْدَاثِ بيْعَةٍ فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا كَنِيسَةٍ ، وَلا صَوْمَعَةِ رَاهِبٍ).
كما أشار البيان إلى قول القرطبي في ذِكر بعض أحكام أهل الذمَّـة: وما صُولحوا عليه من الكنائس لم يزيدوا عليها، ولم يمنعوا من إصلاح ما وَهَى منها، ولا سبيل لهم إلى إحداث غيرها، أي في البلاد التي فتحت صلحا.
وأشار البيان إلى اتفاق فقهاء المسلمين على تحريم بناء الكنائس في كل ما فتحه المسلمون عنوة، وكذلك ما مصروه، وأخص ذلك الجزيرة العربية، لوجود الأحاديث الصحيحة في النهي عن اجتماع دينين بجزيرة العرب، كقوله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) ، ومنها الأحاديث في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فلا يحل السماح لأحد منهم بالاستيطان فيها.
وأعربت الرابطة عن أسفها لإنشاء كنائس في دول الخليج كلها، داعية حكومات المسلمين لإزالة المنكرات التي من أعظمها بناء معابد يعلن فيها الشرك بالله تعالى.

وفيما يلي نص البيان:
بيان حول بناء الكنائس بالخليج
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن قضية إظهار غير المسلمين لشعائر دينهم وبناء معابدهم في بلاد المسلمين من القضايا التي تمس واقع المسلمين اليوم ، وتتطلب بيانا شافيا من علماء المسلمين ، وقد وردت إلينا أسئلة واستفتاءات بهذا الخصوص ، فنقول وبالله التوفيق:
إن مما علم بالضرورة من دين الرسل من أولهم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم،   أن كل دين غير دين الإسلام فهو باطل، وأن ما يقيمه أصحاب تلك الديانات الباطلة من العبادات فهي باطلة؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ )[آل عمران : 19] ، وقال تعالى:( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [آل عمران : 85] ، وحقيقة الإسلام الذي هو دين الله ولا يقبل من أحد سواه عبادته وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسله، وهذا هو دين الرسل كلهم، وعليه فلا إسلام بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم إلا ما جاء به من الهدى ودين الحق، فكل من دان بغير ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر وخاسر، :( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، إذا علم هذا فلا يجوز أن يسمح لليهود والنصارى في بلاد المسلمين  كبلاد جزيرة العرب بإحداث معابد لهم كالكنائس والبيع بإجماع أهل العلم، وقد جاء عن عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ : (لا يُمَكَّنُ أَهْلُ الذمَّةِ مِنْ إحْدَاثِ بيْعَةٍ فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ ، وَلا كَنِيسَةٍ ، وَلا صَوْمَعَةِ رَاهِبٍ) .
وقال القرطبي في ذِكر بعض أحكام أهل الذمَّـة : وما صُولحوا عليه من الكنائس لم يزيدوا عليها، ولم يمنعوا من إصلاح ما وَهَى منها، ولا سبيل لهم إلى إحداث غيرها . اهـ  يريد البلاد التي فتحت صلحا.
وقد اتفقت كلمة فقهاء المسلمين على تحريم بناء الكنائس في كل ما فتحه المسلمون عنوة، وكذلك ما مصروه، وأخص ذلك الجزيرة العربية  للأحاديث الصحيحة الصريحة في النهي عن اجتماع دينين بجزيرة العرب، منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) رواه الإمام مالك وغيره وأصله في الصحيحين، ومنها الأحاديث في إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، فلا يحل السماح لأحد منهم بالاستيطان فيها، ومن المؤسف إنشاء كنائس في دول الخليج كلها، ولم تبق إلا المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين، حرسها الله وحفظها من كيد المنافقين والكافرين، ومن أطماعهم، ووفق الله حكومات المسلمين لإزالة المنكرات التي من أعظمها بناء معابد يعلن فيها الشرك بالله تعالى، والله المستعان وعليه الجهد والتكلان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

    العلامة  : 
عبدالرحمن بن ناصر البراك
      الأمين العام :   د. ناصر بن سليمان العمر
      

«التطبيع» مع السودان وليبيا

«التطبيع» مع السودان وليبيا




حين تتحدث التقارير الصحفية عن بوادر أزمة بين مصر والسودان أو عن غيوم وسحابات داكنة فى العلاقات المصرية الليبية، فإن ذلك يعد اقترابا من الخطوط الحمراء، لا ينبغي السماح به أو السكوت عليه.

وكانت صحيفة «الحياة» اللندنية قد نشرت تقريرا (في 26/2) تحدث عن «انتقادات سودانية مبطنة لمصر».

 وذكر أن بوادر أزمة ظهرت بين البلدين، بسبب عدم تطبيق مصر لاتفاق الحريات الأربع (التنقل والعمل والإقامة والتملك)، ونقل على لسان مسؤول مصر في الخارجية السودانية عصام عوض قوله إن الحكومة المصرية ماطلت في إعادة 100 سيارة وأجهزة للتنقيب عن الذهب صادرها الأمن المصري من سودانيين اعتقلوا العام الماضي؛ لدخولهم الأراضي المصرية عن طريق الخطأ، وأفرجت القاهرة عن هؤلاء بعد تدخل الحكومة السودانية.
ورأى عوض أن مصر تلكأت في توقيع اتفاق الحريات الأربع لاعتراضها على حرية التملك والتنقل للفئات العمرية ما بين 18 و49 من الرجال السوادنيين تخوفا من أن تمثل تلك الفئة مشكلة أمنية.

 كما ان القاهرة اعترضت على حرية التملك أيضا، موضحا أن مصر تطالب بأن يكون حق التملك حرا، بينما ملكية الأراضي في السودان تتم وفق قانون الحكر (بموجب عقد يكسب المحتكر بمقتضاه حق الانتفاع بالأرض لقاء أجر محدود)، وأضاف أن مصر أظهرت عدم رغبتها في توقيع اتفاق بين الخرطوم والقاهرة لتبادل المجرمين، كما تحدث عن موافقة الخرطوم على طلب مصر تأجيل افتتاح معبري قسطل ووادي حلفا البريين اللذين كان منتظرا تدشينهما مطلع مارس المقبل.
وأكد موافقة الحكومة المصرية على طلب السودان إلغاء كلمة الحدود الدولية في اتفاقية المعابر، مشيرا إلى أن الدولتين اتفقتا على الاكتفاء ببند خط عرض 22 كحدود بين البلدين لميناء قسطل ووادي حلفا، دون التطرق إلى أي موانئ أخرى، في إشارة إلى مثلث حلايب المتنازع عليه.
 ولفت إلى قبول الجانب المصري اعتراض السودان على عبارة الحدود الدولية التي وردت في بروتوكول التعاون المشترك بينهما.
قائلا «لو قبلنا بها كان ذلك سيعد اعترافا بحق مصر فى حلايب وشلاتين».
على صعيد آخر ذكر مسؤول مصر في الخارجية السودانية أن فتح ملف النزاع على مثلث حلايب والمناطق الحدودية مع مصر «مرجأ إلى حين» وان الوقت مازال غير مناسب للتعاطي مع القضية نظرا إلى عدم استقرار الأوضاع السياسية بمصر، إلا أنه جدد تمسك حكومته بالمثلث على اعتبار كونه أرضا سودانية قائلا إننا«لن نجامل في حق السودان».
الأمر مع ليبيا أكثر تعقيدا، فقد تفجرت في الآونة الأخيرة قضية تأشيرات الدخول خاصة على المصريين الذين يعيشون في محافظة مرسي مطروح الحدودية، وهم الذين يرتبطون بعلاقات تاريخية، قبلية وعائلية، مع نظرائهم في الجانب الليبي.

وهو ما دفعهم إلى قطع الطريق بين البلدين، ما أدى إلى توقف وتكدس مئات الشاحنات التي تنقل البضائع بين البلدين وكانت السلطات الليبية قد أغلقت حدودها مع كل من مصر وتونس في الفترة ما بين يومي 14 و18 فبراير، وأبلغت السلطات المعنية في البلدين ان ذلك إجراء مؤقت اتخذ كاحتياط بسبب احتفالات ذكرى الثورة الليبية (في 17 فبراير)، خصوصا في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة داخل البلاد.
 إلا أن فرض التأشيرات على سكان مطروح التي درج العمل على إعفائهم منها، أعطى انطباعا بأن هناك إجراءات جديدة من شأنها تعويق حركة الانتقال ووقف وتبادل المصالح على الجانبين. وفيما علمت فإن الخارجية المصرية تحركت بسرعة لمحاولة حل الإشكال.
وقام السفير يوسف الشرقاوي نائب مساعد الوزير لشؤون المغرب العربي باتصالات عدة مع المسؤولين الليبيين، الذين وعدوا بإعادة الأمر إلى ما كان عليه، إلا أن الخارجية المصرية لم تتلق بيانا رسميا يؤيد ذلك.
فهمت أيضا أن رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل يوجه اهتماما خاصا للعلاقة مع ليبيا، وقد عقد في العاشر من فبراير الحالي اجتماعا خاصا لبحث هذا الموضوع، اتخذت فيه عدة قرارات مهمة لتفعيل علاقات البلدين، وتنشيط اللجان الأمنية والقضائية والبرلمانية المشتركة مع الجانب الليبي.
إلا أن الطريق ليس ممهدا تماما أمام تلك الرغبات التي عبر عنها أيضا السيد محمد يوسف المقريف رئيس المؤتمر الوطني الليبي حين زار القاهرة في العام الماضي.
 ذلك ان ثمة عوامل عدة كان لها تأثيرها السلبي على مسار تلك العلاقات. منها على سبيل المثال:
- قلق السلطات الليبية من وجود بعض أنصار القذافي في مصر، وهؤلاء يتراوح عددهم بين 27 و150 شخصا (بعضهم لهم صلات بالدولة العميقة). وهم يديرون استثمارات تقدر بأكثر من 20 مليار جنيه مصري. وثوار طرابلس يطالبون القاهرة بتسليمهم، لكنها لم تستجب لذلك لأسباب عدة أهمها أن التسليم له شروط دولية يجب مراعاتها، من بينها صدور أحكام إدانة نهائية بحق المطلوبين، وسلطات طرابلس ليست واثقة من أن هؤلاء ليس لهم علاقة بالاضطرابات الحاصلة في ليبيا.
- مسعى بعض الأطراف الليبية للوقيعة وإثارة المخاوف بين البلدين، خصوصا ما كان منها مخاصما للتيار الإسلامي. وكانت صحيفة «الديار» اللبنانية قد نشرت في يناير الماضي خبرا مدسوسا على لسان الدكتور هشام قنديل نسب إليه قوله: إن مصر لها حقوق تاريخية في إقليم برقة المتاخم لحدودها(ليبيا مكونة من ثلاث ولايات هي برقة وطرابلس وفزان) وهو ما كذبته القاهرة بسرعة. كما ان السيد محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية الليبي (علماني ليبرالي) ادعى على شاشة التليفزيون أن الإسلاميين الذين يحكمون في مصر وتونس يتطلعون إلى النفط الليبي لإنقاذ بلديهم من أزمتهما الاقتصادية، وأنهم لن يترددوا في استخدام القوة المسلحة لأجل ذلك.
- القلق من الهجرة غير المشروعة وتهريب السلاح والبضائع عبر الحدود.
حين تلوح أية غيوم في علاقات مصر بالشقيقتين الأقرب في السودان وليبيا، فذلك أمر ينبغي أن يعالج بمنتهى السرعة والحسم.

 وأيا كانت النوايا الطيبة التي تحرك الجهود الحاصلة الآن في ذلك الاتجاه، فالشاهد انها غير كافية، لأن الوضع الاستثنائي للبلدين في الرؤية الاستراتيجية المصرية، يتطلب جهدا استثنائيا في «تطبيع» العلاقات معهما.

ظل رجل ولا ظل حيطة!.....موقع منارات.....

ظل رجل ولا ظل حيطة!.....



هناء المداح
أحد الأمثال الشعبية المصرية القديمة ذائعة الصيت وقوية التأثير رغم خطورة نتائج وعواقب التمسك والأخذ بها كقاعدة أصيلة وراسخة يمكن السير عليه، أو الاعتقاد بأن تطبيق فحواه فيه طوق للنجاة والخلاص من الوقوع في قبضة شبح العنوسة الذي يؤرق ويطارد الكثير من الفتيات والنساء في عالمنا العربي بعد أن كبرن سنًا وانقطع طَرْقُ الخطاب والزوار على أبوابهن، فلم يستطعن اللحاق بقطار الزواج لأسباب عامة أو خاصة، تلك الأسباب التي لو انتبهت كل منهن إلى أنها قَدَرُ الله وقضاؤه المكتوب في المقام الأول ما تمسكن بهذا المثل المؤذي والمدمر أبدًا، لأن فيه جلدًا للذات وقسوة وتعذيبًا لها وعقابًا على ما لم ترتكب!..

فماذا جنيتِ أختي حتى تقهري نفسك وتُقنعيها عنوة بما لا يجب أن تقتنع أو تقبل به، بزعم أن الرجال أصبحوا قلة قليلة في هذا الزمان، وأن نظرات الناس وكلامهم القاسي باعتبارك عانسًا لن تترككِ وشأنك وستظل تلاحقكِ وتطاردكِ إلى أبد الدهر؟!..

ماذا ارتكبتِ كي تظلمي نفسك وتتنازلي عن حقك في اختيار الرجل المناسب الذي تستظلين بظله الظليل وتشعرين معه حقًا بالاستقرار والأمان والراحة بمعاشرته الطيبة لكِ وحفاظه عليك ورعايتك وأبناءك خير رعاية فيما بعد؟، رجل يستوعبك ويحتويك بكل ما تحمله كلمة الاحتواء من معنى، يخاف ويتقي الله فيكِ ويعاملك بالمعروف، لا يسلبك حقوقك، ولا يتخلى عنكِ في بداية أو منتصف الطريق ويترككِ وحيدة تتحملين أعباءً جسامًا لا طاقة لكِ بها، وليس مجرد ذكر ليست له من صفات الرجولة شيء سوى الصفة التشريحية والمظهر الخارجي الخادع الذي يخبئ خلفه ما يجعل حياتك شقاءً وحزنًا وآلامًا متواصلة لا تتوقف إلا بالخلاص منه نهائيًا سواء بموته أو بتطليقكِ، وربما استمرت تلك الآلام لو خرجتِ من سجنه بأبناء تنصل من المسؤولية عنهم ورفض بخِسّة ومكر وقلب ميت الإنفاق عليهم ورعايتهم وتفقد أحوالهم، وصرتِ بموجب الوضع الجديد أمًا وأبًا في الوقت نفسه، تعانين بمفردك الأمرين، ترين من العذاب والهموم ألوانًا، ومن المشكلات والمآسي أشكالا!..

فكم من أسرٍ جنت على بناتها وظلمتهن وورطتهن شر ورطات، حيث  زرعت فيهن بالوراثة بعض الأفكار الشيطانية الهدامة دون إعمال للعقل أو تدبر وفهم لأبعاد ونتائج هذه الأفكار، ومنها الفكرة العبثية التي يتضمنها هذا المثل الشعبي الذي لابد وأن يختفي تمامًا من قاموس حياتنا بلا رجعة، لأن ظل الحائط كثيرًا ما يكون أفضل وأكثر حماية وأمنًا من الظل المزيف لعدد لا يستهان به من أشباه الرجال في هذا الزمان!..

هذه الأسر التي تبرر عن جهل بهذا المثل أمنيتها ورغبتها في ستر وعفة بناتها وتزويجهن سريعًا قبل فوات الأوان لأول مَن يطرق الباب ويطلب القُرب دون السؤال عن دينه وأخلاقه وما إلى ذلك من أمور ينبغي البحث عن حقيقتها حتى تتثبت تلك الأسر من أن هذا الشخص سيسترها ويحافظ عليها بالفعل، أم سيفضحها ويشقيها ويظلمها ويوقعها في مآزق يصعب الخروج منها؟!..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فانكحوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). رواه الترمذي وغيره.

الدين والخلق هما الركيزتان الأساسيتان اللتان تقومان على أساسهما الأسر الصالحة المتينة التي تعجز أي رياح عابرة عن العصف بها أو هدمها، وهما الظل الحقيقي الظليل الذي يقي كل زوجة  غدر وتقلبات البشر والأحوال..

أيتها الفتاة.. لا تفرطي وتتهاوني في حقك في العيش كريمة عزيزة آمنة، دققي جيدًا عند الاختيار ولا تتنازلي عن الدين والخلق والتوافق والتكافؤ لأن أحدًا لن يعاني كما ستعانين في حال أسأتِ الاختيار، كما أن أحدًا لن يمسح دموعك ويطبب جراحك التي سيحتاج اندمالها وشفاؤها جهدًا ووقتًا طويلًا..

خير لكِ أن تظلي عزيزة في بيت أبيكِ تمارسين حياتك كامرأة لابد أن تكون لها رسالة وهدف نبيل تعيش من أجله وعمل صالح تتقربين به إلى الله لتشغلي وتقتلي به فراغك من أن تتعجلي وتخطئي الاختيار فيضيع عمرك هدرًا وهباء وتندمي وقت لا ينفع ويجدي الندم.

الأربعاء، 27 فبراير 2013

مصر وإيران واللعب بالنار


مصر وإيران واللعب بالنار

 شريف عبد العزيز الزهيري

يعتقد الكثيرون أن السياسة لا دين لها، فهي قائمة على تبادل المنافع والمصالح في ضوء الممكن والمتاح، وأن السياسة ومنطق الدولة والسلطة القائمة والظروف الإقليمية المحيطة بها أقوى من أي أيديولوجية وخلافات مذهبية، ولكن التاريخ والوقائع يكذبان ذلك في مواطن كثيرة، ورصيد الخبرة من تجارب الأمم وممارساتها السياسية تضع دائمًا الأيديولوجية والمذهب في المرتبة الأولى عند اتخاذ القرارات ووضع السياسات، ففي حرب العراق وإيران في ثمانينيات القرن المنصرم، دخلت سوريا بقيادة حافظ الأسد على خط المواجهة ضد العراق، واصطفت عسكريًّا وسياسيًّا مع الجانب الإيراني، على الرغم من أن الذي يجمع سوريا بالعراق سياسيًّا البعثية والقومية العربية، أكبر مما يجمعها مع إيران أيديولوجيًّا ومذهبيًّا؛ (التشيع)، ومع ذلك انتصر المذهب والأيديولوجية على السياسية والقومية وقت الأزمات وعند التعارض، وألقى حافظ الأسد بالعروبة والبعثية في سلة المهملات في سبيل الدفاع عن إخوة المذهب والعقيدة.
منذ نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بأعتى الديكتاتوريات في المنطقة، وثمة تغيرات ملموسة قد طرأت على السياسة الخارجية، وكان لتولي نبيل العربي منصب وزير الخارجية في أول تشكيلة وزارية بعد الثورة دور هام في تطوير دور مصر الخارجي، وكان لتصريحه الشهير في مايو سنة 2011 عن ضرورة التواصل المصري الإيراني على اعتبار أنهما أكبر دولتين إقليميتين، أثر ظاهر في تحريك المياه الراكدة بين البلدين طيلة فترة حكم المخلوع مبارك، ثم كانت الخطوة الثانية ممثلة في الزيارة الشهيرة للرئيس مرسي لطهران في أغسطس سنة 2012 وترضيته الشهيرة على الصحابة رضوان الله عليهم بعقر دار الشيعة الرافضة، وأخيرًا زيارة نجاد الأخيرة في فبراير سنة 2013 ، وكل هذه الزيارات المتبادلة كانت في إطار الدبلوماسية الدولية وحضور مؤتمرات القمة الإسلامية.
ولكن بعد زيارة نجاد الأخيرة بدت أن خطوات التقارب بين مصر وإيران قد أخذت منحنى جديدًا وخطيرًا في نفس الوقت، فمصر بدأت تستجيب للغزل الإيراني، وذهبت لما هو أبعد من ذلك بإيفاد البعثات الرسمية من أجل توثيق العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والشعبية أيضًا، وذلك في لعبة سياسية خطرة من الجانب المصري الذي يغامر بهذه الخطوات الجريئة في التطبيع مع الجانب الإيراني مغامرة يراها من جانبه محسوبة العواقب، ومحدودة المخاطر، في حين يراها الكثيرون لعبًا بالنار ومجازفة كبيرة بإدخال العقائد والثوابت في لعبة المصالح والضغوط السياسية.
فلماذا أقدم الجانب المصري على هذه المغامرة الخطرة؟ وما دوافعه ومبرراته؟
الجانب المصري أقدم على هذه العلاقة السياسية الخطرة، من باب (مجبر أخوك لا بطل)، فبالنظر لسياق الأحداث الجارية في مصر بعد الثورة، نجد العديد من الدوافع الداخلية والخارجية التي قادته للإقدام على مثل الخطوة الجريئة منها:
الدافع الأول: رغبة الجانب المصري في إعادة تشكيل دوره الإقليمي في المنطقة بالصورة التي تتماشى مع طموحات القيادة الجديدة، والتي ترغب في لعب دور أكثر استقلالية وتأثيرًا في المنطقة، بصورة تمكنها من التحرر لو مرحليًّا من النفوذ الأمريكي و"الإسرائيلي" في المنطقة، فمصر دولة مركزية كبرى ولكن دورها تقزَّم في عهد المخلوع مبارك، وتناهى عند دور الحارس الأمين للمصالح الأمريكية و"الإسرائيلية" في المنطقة، وحماية البوابة الغربية للكيان الصهيوني الغاصب، ومن ثم كان التواصل مع الجانب الإيراني المتشوق لاستعادة علاقاته مع مصر لأسباب سياسية وإستراتيجية كثيرة.
الدافع الثاني: تدهور الاقتصاد المصري بصورة متسارعة بسبب الضغوط الداخلية والخارجية الكثيرة، والتركة الثقيلة للنظام البائد والتي تمثلت في ديون داخلية وخارجية بلغت أكثر من ألف مليار دولار، وانهيار شامل في كافة مرافق الدولة، وسقف طموحات شعبية متنامي بعد الثورة، أصبح معه الأساس الاقتصادي الذي بنى عليه الإخوان مشروعهم السياسي (مشروع النهضة) في خبر كان، وفي المقابل رفعت الدول المانحة يدها عن مساعدة مصر بعد الثورة، ومن ثم كان لحزمة العروض المالية والاقتصادية التي قدمتها إيران دور كبير في الاستجابة للغزل الإيراني.
الدافع الثالث: وهو الأهم، مواجهة الضغوط الإقليمية المتنامية من دول الخليج خاصة من الإمارات والكويت ضد النظام الحاكم الجديد في مصر، فهذه الدول قد أبدت مخاوف متزايدة من وصول الإخوان إلى الحكم في مصر وتونس والمغرب وليبيا واقتراب وصولهم في دول أخرى مثل سوريا، خاصة وأن للإخوان وجودًا لافتًا في هذه الدول، وأكبر جالية مصرية خارجية توجد في هذه الدول، وقد كشف التصويت الانتخابي ولاء غالبية هذه للتيار الإسلامي، فخشيت هذه الأنظمة الوراثية على عروشها وسيادتها من تهديد الثورات العربية العامة والمصرية خاصة، وانتقال حمى هذه الثورات إلى بلاد لا تعرف أمثال هذه الممارسات السياسية، هذه الأنظمة اتخذت موقفًا عدائيًّا ضد الثورة المصرية حتى من قبل وصول الإخوان، وزاد بشدة بعد الانتخابات الرئاسية، فقطعت هذه الدول ملياراتها السنوية المعتادة التي كانت تدعم بها نظام مبارك بإيعاذ من أمريكا صاحبة النفوذ الأكبر في المنطقة، وتمادت دويلة الإمارات تحديدًا في عدائها للنظام الجديد، حيث لم تكتف بقطع المساعدات فقط، بل أصبحت ملاذًا آمنًا لكل أعداء الثورة مثل أحمد شفيق وعمر سليمان قبل هلاكه، ثم شنت حملات إعلامية عنيفة ضد الإخوان، وتبعتها بحملات ملاحقة للمصريين العاملين بأراضيها، واتهام البعض بالتآمر على نظام الحكم، وأخيرًا دخلت على خط المواجهة ضد المشاريع المصرية الطموحة نحو تطوير قناة السويس، وبدا للعيان أن العديد من دول الخليج ترغب وتعمل من أجل إفشال الثورة المصرية وإسقاط الإخوان.
الدافع الرابع: وهو ما يجادل البعض في جدواه من الأساس، وهو حل مشاكل أهل السنة في إيران، والمشكلة السورية، حيث ترى القيادة المصرية أنه لابد من التواصل مع الداعم الرئيس للنظام السوري، من أجل إنهاء الأزمة السورية.
كل هذه الأمور جعلت النظام المصري الجديد يبحث عن شراكة سياسية وإستراتيجية بعيدًا عن دول الخليج القلقة من تداعيات الثورة على بلادها، ولا يوجد من وجهة نظر الساسة الجدد في مصر  أنسب من إيران العدو التقليدي لدول الخليج عامة، وللإمارات خاصة، للتخلص من هذه الضغوط الإقليمية، وهذه النقطة تحديدًا هي التي دفعت العديد من المثقفين والمفكرين في الخليج للفت نظر الأنظمة الخليجية لخطورة ترك مصر الجديدة لقمة سائغة لإيران، ويجب أن تعمل هذه الأنظمة على احتواء أزمتها مع مصر، والأخذ بيدها من كبوتها الاقتصادية؛ لأن البديل في غاية الخطورة.
أما عن مخاطر هذه العلاقة الجريئة، فالنظام المصري الجديد يراهن على أنه لا خطورة حقيقية على عقيدة المصريين من التقارب مع إيران، فالشعب المصري ومؤسساته الدينية مثل الأزهر والجماعات الإسلامية بشتى أطيافها، كل هؤلاء يرفضون التطبيع مع إيران، ويرونه خطيئة كبرى، ويرون في إيران عدوًّا لا تقل خطورته عن "إسرائيل" وأمريكا، كما أن النظام المصري نفسه لم يصرِّح للشيعة المصريين بإنشاء أحزاب، والأكثر من ذلك لم يقر بوجود الشيعة أصلاً في الدستور، ولم يشر إليهم من قريب أو بعيد، وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف أعلنا صراحة موقفهم الرافض للنشر التشيع  في مصر، لذلك فالنظام المصري يرى أنه لا خوف من التطبيع مع إيران.
ولكن الحقيقة الأكثر وضوحًا من كل هذه الحسابات السياسية الضيقة، أن إيران لها أطماع واسعة في مصر، وأنها ستفيد من تطبيعها مع مصر أضعاف ما ستفيده مصر، ففضلاً عن حلمها التاريخي القديم عن استعادة ملك الدولة الفاطمية في مصر، فإيران ستحقق عدة أهداف سياسية وإستراتيجية بتطبيعها مع مصر، من أبرزها تهديد أمن الخليج، وذلك بالضغط على السعودية العدو التقليدي والتاريخي لإيران، والضغط على الإمارات والبحرين، منها فك الحلف المصري التركي الوليد، والذي كان سيضغط بقوة على الحلف السوري الإيراني، ومنها مواجهة الضغوط الأمريكية و"الإسرائيلية" المتزايدة ضد المشروع النووي الإيراني، خاصة بعد التسريبات التي تفيد بأن عام 2013 سيكون عام الحسم لهذا المشروع، والخطط الأمريكية الجاهزة عن ضرب هذا المشروع، ومنها أن الوجود الإيراني في منطقة جغرافية حساسة مثل مصر، سيمكنها من نشر جواسيسها في المنطقة بأسرها، والعبث بأمنها.
لذلك ليس من المبالغة القول: إن التقارب المصري الإيراني هو لعب كبير بالنار، وأن السياسة المصرية مهما كانت محنكة فلن تستطيع أن تحتوي المكر الإيراني، والأيديولوجية الإيرانية التي تجعل من نشر مبادئ الثورة الإيرانية والتشيع من أهم أساسيات السياسة الخارجية.

خطة رسمها عمر الفاروق ولجأت إليها الدول لحماية شعوبها من الابتزاز والتسلط.


خطة رسمها عمر الفاروق
ولجأت إليها الدول لحماية شعوبها من الابتزاز والتسلط.





ارفعوا أيديكم عن الجيش

ارفعوا أيديكم عن الجيش





انتقلنا من مرحلة استنفار الجيش وتحريضه إلى مرحلة الجهر باستدعائه. وبعدما ظلت الهتافات تردد في الفضاء المصري هتاف «يسقط.. يسقط حكم العسكر»، وجدنا أصواتا متزايدة ترفع الآن شعار «العسكر هم الحل».
 وفي حين كانت تلك الأصوات تصدر عن بعض الهواة المحدثين في عالم السياسة والصحافة. فإننا فوجئنا أخيرا ببعض السياسيين المحترمين يدخلون على الخط، الأمر الذي يدعونا إلى أخذ الكلام على محمل الجد، لأنني أزعم أن هذا الموضوع لا يحتمل الخفة أو الهزل.
 وأذهب في ذلك إلى أنه إذا كان هناك حديث نبوي يتحدث عن ثلاث هزلهن جد وجدهن جد (الزواج والطلاق والعتاق فإن ثمة أمورا في عالم السياسة ينطبق عليها ذات الكلام، منها الجيش والعسكر. ذلك ان المسؤولية الوطنية والمصلحة العليا للبلد تفرض على الجميع أن يتوخوا الحذر في الخوض في الموضوع، هازلين كانوا أم جادين.
أدري أن بعض الأصوات تثير المسألة في نقطة وسط بين الهزل والجد، هي نقطة الوقيعة والكيد. بمعنى ان أصحابها لا يهزلون كما انهم ليسوا جادين في الدعوة لاستدعاء الجيش وتسلمه السلطة، ولكنهم يريدون الوقيعة بينه وبين السلطة أو بينه وبين الإخوان.

وقد كان ذلك التصنيف في ذهني إلى أن قرأت ما نسب إلى القيادي الإخواني الذي نقل عنه قوله إن المجلس العسكري دبر حادث الهجوم على الضباط والجنود (الذين قتل منهم في رفح 16 شخصا خلال شهر رمضان الماضي)، لإحراج الرئيس محمد مرسي، وهي القصة التي نشرتها جريدة «الشروق» يوم الاثنين 25/2، وذكرت أنها حصلت على شريط «فيديو» لمحاضرة ألقاها القيادي المذكور، على إخوان كفر الدوار (محافظة البحيرة) في نهاية الشهر الماضي، وكانت تلك الإشارة ضمن ما قاله.
 وإذا كان ذلك صحيحا فإنه يضيف تصنيفا آخر يتمثل في الخطاب غير المسؤول، الذي لا هو هازل ولا هو جاد ولا هو ساع إلى الكيد والوقيعة. ولكنه مؤيد للسلطة وله موقعه داخل الإخوان، لكنه حين أراد أن يدافع عن الدكتور مرسي، فإنه قال هذا الكلام بحسن نية شديد، ولم ينتبه إلى أنه جرح الجيش وأساء إليه، بما يستحق التصويب فضلا عن الاعتذار عنه.
لي في مسألة المطالبة باستدعاء الجيش عدة ملاحظات هي:
- إنها دعوة ضد التاريخ وضد الديمقراطية. ذلك أن أي حكم رشيد يبدأ بإقصاء العسكر وإخراجهم من ملعب السياسة، تمهيدا لتولى الشعب المهمة من خلال مؤسساته الديمقراطية والدستورية. وللعلم فإن هذه المعركة لم تكسبها تركيا إلا بعد مضى 40 عاما من النضال السياسي.
- إن الجيش المصري ظل بمنأى عن الصراع السياسي طول الوقت. ولم يحدث أن تدخل لصالح طرف ضد طرف آخر. لأن ثقافته وعقيدته العسكرية جعلت منه جيشا وطنيا محترفا بمعنى أنه حارس للوطن بالدرجة الأولى، وربما كان ذلك واضحا في خطاب وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي الذي حذر فيه ذات مرة من انهيار الدولة التي هو حارس لها. وفي غير ذلك فإنه يظل بعيدا عن أي صراعات سياسية.
- إن تجربة المرحلة التي تولى فيها المجلس العسكرى السلطة في مصر لم تكن مشجعة، لأن إدارة البلد عرضت الجيش وقيادته لسهام كان في غنى عنها، ووضعت الشرطة العسكرية غير المدربة على التعامل مع الجماهير في المظاهرات في مواقف أساءت إليها وكانت بدورها في غنى عنها.
- إن الجيش المصري بعد الثورة يشهد تطورات كبيرة من شأنها استعادة شبابه ورفع قدراته المهنية والاحترافية. ولأن وزير الدفاع يولي هذه المهمة أولوية قصوى فإنه يبدأ عمله كل يوم في الخامسة والنصف صباحا، في حين أن رئيس الأركان لا يغادر مكتبه قبل الواحدة بعد منتصف الليل. وتبرز أهمية ذلك التوجه إذا لاحظنا أنه طوال سنوات حكم مبارك الثلاثين كان الاهتمام بالشرطة يحظى بالقسط الأكبر من الاهتمام لأنه ظل الحارس الحقيقي للنظام الذي اعتمد عليه في قمع المعارضين وتزوير الانتخابات وترتيب التوريث.
- إن الذين يدعون إلى تدخل الجيش لمجرد إسقاط ما يسمونه حكم الإخوان، لا يقحمونه فقط في الصراع السياسى ولا يقدمون لنا تصورا لما يمكن أن يحدث في اليوم التالي فقط ثم يسلموننا إلى مجهول لا يعرف إلا الله تداعياته، وانما الأخطر من ذلك والأسوأ أنهم يسعون إلى توريط الجيش في معركة فرعية وتكتيكية، مضحين في ذلك بالدور المحوري والاستراتيجي الذي ينهض به الآن مستهدفا به استعادة عافيته ورفع كفاءته ومهنيته.

كأنهم باتوا مستعدين لإسقاط حكم الإخوان بأى ثمن، حتى إذا كان ذلك على حساب الجيش ومستقبله. 
الأمر الذي يدعونا إلى التساؤل عما إذا كانت تلك الدعوة لأجل الثورة أم لصالح خصومها.

كاريكاتير



كاريكاتير علي فرزات


الأربعاء  16/04/1434 هـ   الموافق  27/02/2013 م  






الثلاثاء  15/04/1434 هـ   الموافق  26/02/2013 م  





الاثنين  14/04/1434 هـ   الموافق  25/02/2013 م





الأحد  13/04/1434 هـ   الموافق  24/02/2013 م


الجمعة  11/04/1434 هـ   الموافق  22/02/2013 م  






الثلاثاء  08/04/1434 هـ   الموافق  19/02/2013 م    


فيسبوكات مصورة

















الشيخ «حسن البنا».. والصحفي الأمريكي «روبير جاكسون»


الشيخ «حسن البنا».. 

والصحفي الأمريكي «روبير جاكسون»


في ذكرى استشهاده والتي مرت علينا يوم 12 فبراير، نتذكر ما قاله الصحفي الأمريكي «روبير جاكسون» عن الإمام حسن البنا..
يقول «روبير جاكسون» في كتابه «حسن البنا الرجل القرآني»:
«في فبراير سنة 1946م، كنت في زيارة للقاهرة، وقد رأيت أن أقابل الرجل الذي يتبعه نصف مليون شخص، وكتبت في «النيويورك كرونيكل» بالنص: زرت هذا الأسبوع رجلاً قد يصبح من أبرز الرجال في التاريخ المعاصر، وقد يختفي اسمه إذا كانت الحوادث أكبر منه، ذلك هو الشيخ حسن البنا زعيم الإخوان..

وقد صدقتني الأحداث فيما ذهبت إليه، فقد ذهب الرجل مبكراً..
 هكذا الشرق لا يستطيع أن يحتفظ طويلاً بالكنز الذي يقع في يده، لقد لفت هذا الرجل نظري بصورته الفذة عندما كنت أزور القاهرة بعد أن التقيت بطائفة من الزعماء المصريين ورؤساء الأحزاب، فقد كان خلاَّب المظهر، دقيق العبارة، بالرغم من أنه لا يعرف لغة أجنبية.

 لقد حاول أتباعه الذين كانوا يترجمون بيني وبينه أن يصوروا لي أهداف هذه الدعوة، وأفاضوا في الحديث على صورة لم تقنعني، وظل الرجل صامتاً، حتى إذا بدت له الحيرة في وجهي، قال لهم: قولوا له: هل قرأت عن محمد؟ قلت: نعم.
 قال: هل عرفت ما دعا إليه وصنعه؟
 قلت: نعم. قال: هذا هو ما نريده..
وكان في هذه الكلمات القليلة ما أغناني عن الكثير. لفت نظري إلى هذا الرجل سمته البسيط، ومظهره العادي، وثقته التي لا حد لها بنفسه، وإيمانه العجيب بفكرته، كنت أتوقع أن يجيء اليوم الذي يسيطر فيه هذا الرجل على الزعامة الشعبية لا في مصر وحدها، بل في الشرق كله.

 كان الرجل عجيباً في معاملة خصومه، لا يصارعهم بقدر ما يحاول إقناعهم وكسبهم إلى صفه، وكان يرى أن الصراع بين هيئتين لا يأتي بالنتائج المرجوة، وكان يؤمن بالخصومة الفكرية ولا يحولها إلى خصومة شخصية، ولكنه مع ذلك لم يسلم من إيذاء معاصريه ومنافسيه، فقد أعلنت عليه الأحزاب حرباً عنيفة.

 كان حسن البنا الداعية الأول في الشرق الذي قدم للناس برنامجاً مدروساً كاملاً، لم يفعل ذلك أحد قبله.. كان مذهبه السياسي أن يرد مادة الأخلاق إلى صميم السياسة بعد أن نزعت منها، وبعد أن قيل: إن السياسة والأخلاق لا يجتمعان..

وكان يريد أن يكذب قول «تاليران»: «إن اللغة لا تستخدم إلا لإخفاء آرائنا الحقيقة»، فقد كان ينكر أن يضلل السياسي سامعيه أو أتباعه، أو أمته، وكان يعمل على أن يسمو بالجماهير، ورجل الشارع، فوق خداع السياسة، وتضليل رجال الأحزاب.

 من أبرز أعمال هذا الرجل، أنه جعل حب الوطن جزءاً من العاطفة الروحية؛ فأعلى قدر الوطن وأعز قيمة الحرية، وجعل ما بين الغني والفقير حقاً وليس إحساناً، وبين الرئيس والمرؤوس صلة وتعاوناً وليس سيادة، وبين الحاكم والشعب مسؤولية وليس تسلطاً..

 وتلك من توجيهات القرآن، غير أنه أعلنها هو على صورة جديدة لم تكن واضحة من قبل.

الثلاثاء، 26 فبراير 2013

الشهرة بين الطلب والهرب


الشهرة بين الطلب والهرب

الشيخ الدكتور عمر بن عبدالله المقبل

لا تكاد تخطئ عين القارئ في سير السلف الصالح ـ رحمة الله عليهم ـ الحديث عن كراهية الشهرة، فنقرأ أمثال هذه العبارات: "لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا مخافة الشهرة"، و "كان فلان يتوقى الشهرة" وقال أحد الأئمة يعظ أخاه: "إياك والشهرة , فما أتيت أحدا إلا وقد نهاني عن الشهرة"، وقال آخر: «بث علمك , واحذر الشهرة»، ورويت الجملة هذه عن غير واحد: «لم يصدق الله من أحب الشهرة»، وأمثالها كثير.

ولا ريب أن هؤلاء الأئمة لم تتوارد كلماتهم إلا وهم يدركون أثر الشهرة على القلب، وأن الإنسان كلما زادت شهرته، صارت التبعة على قلبه أكبر، من جهة المجاهدة على الإخلاص، والتجرد لله تعالى، ومكابدة القلب على تخليصه من حظوظه.
وهذا المعنى حقٌّ وظاهر، ولا يأباه من عرف سيرة القوم ومرادهم، إلا أن الذي رأيته في واقع بعضِ طلاب العلم، وبعض مَنْ لديه ما يمكنه الانطلاق به في الدعوة إلى الله تعالى، أنهم يستحضرون أمثال هذه الآثار ـ حقيقةً أو معنى ـ كلما عُرِضَ على أحدهم المشاركة في نشر العلم، أو الدعوة إلى الله تعالى، وكأن هذه الآثار نصوص نبوية قطعيّة محكمة غير منسوخة!
ولو سأل هؤلاء الإخوة ـ الذين يحتجون بمثل هذه الآثار ـ كيف وصلت إلينا هذه الآثار؟ وكيف عرفنا هؤلاء الأئمة؟ بل كيف صاروا أئمة يقتدى بهم، ويشار إليهم بالبنان؟ لم يكونوا كذلك إلا ببذلهم وعطائهم، ولو أنهم آثروا الخمول التام لما انتفع الناس بعلمهم، فهم ـ لعظيم فقههم ـ لم يكن حذرهم من تطلب الشهرة مانعاً لهم من الإنفاق مما وهبهم الله من العلم، وإلا كيف عرفناهم؟!
ولا يخفى على طلاب العلم، أن الشهرة بالعلم وطلب الحديث أحد شروط قبول رواية الراوي، وإلا كان ذلك مما يقدح في صحة ما يرويه؛ لدخوله في عداد المجاهيل ومستوري الحال.

وهذا الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ أحد أشهر الأئمة الذين كانوا يكرهون الشهرة، ويهربون منها، حتى قال: أريد أن أكون في شعب بمكة حتى لا أعرف، قد بليت بالشهرة، إني أتمنى الموت صباحا ومساء.
وقال مرة: ما أعدل بالفقر شيئا، ولو وجدت السبيل، لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.
وقال لتلميذه المروذي: قل لعبد الوهاب: أخمل ذكرك، فإني قد بليت بالشهرة. [ينظر في هذه النقول عن الإمام: سير أعلام النبلاء ط الرسالة (11 / 216، 226)، الآداب الشرعية (2/27) ].
هذا الإمام ـ الذي قال عن الشهرة ما قال ـ لم يمنعه ذلك من أداء ما أوجبه الله عليه من بلاغ العلم، ومخالطة الناس، بل والوقوف في وجه السلطان وعلماء السوء حين دعي إلى المقالة البدعية الكفرية: القول بخلق القرآن!!
والنظر في سيرة هذا الإمام ـ وغيره من الأئمة الذين كانوا يكرهون الشهرة كابن سيرين وأيوب السختياني والثوري ـ هو الذي يحدث التوازن في هذه المسألة التي صار فيها كثير من الناس بين طرفي نقيض.

ودونك هذا النص البديع من الإمام النووي ـ رحمه الله ـ حيث قال في كتاب القضاء من "روضة الطالبين" (11/92): وأما من يصلح ـ أي للقضاء ـ فله حالان، أحدهما: أن يتعين للقضاء، فيجب عليه القبول، ويلزمه أن يطلبه ويشهر نفسه عند الإمام إن كان خاملا، ولا يعذر بأن يخاف ميل نفسه وخيانتها، بل يلزمه أن يقبل ويحترز، فإن امتنع، عصا".
وقال بعد ذلك بقليل ـ (11 / 93) ـ: "وأما الطلب، فإن كان خامل الذكر، ولو تولى، اشتهر وانتفع الناس بعلمه، استحب له الطلب على الصحيح" انتهى.
وهذا ـ لعمر الله ـ هو الفقه الذي تجتمع به الأدلة، وقد ازداد جماله أنه صادر من عالم عابد زاهد.
والذي يظهر ويلاحظ في السير، ويُشاهد في أرض الواقع، أن الشهرة كالإمارة، من طلبها وكل إليها، وأصابه من ضررها بحسب ما في قلبه من الطلب، ومن أتته دون طلب وركض، أعين عليها.

إذا تبين هذا، فإن العاقل يحذر من طلب الشهرة، والركض خلف بريقها، أو القيام في بعض المواطن بقصد الذكر والشهرة بين الناس، كما ذُكِرَ في ترجمة أحدهم: "وكان يقرأ في التراويح بالشواذ رغبة في الشهرة"، أو يبلغ به الحال أن يكون كما قيل عن أحدهم: "لَهُ نفْسٌ شغفة بالشهرة، ومُشِفّة للعلو"! فإن مثل هذا أقرب للخذلان، وحرمان بركة العلم، بل وحبوط العمل ـ والعياذ بالله ـ!
والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر، تجنبته عمداً، لأن القصد الإشارة، وإلا فهذه المسألة وثيقة الصلة بمسألتين كبيرتين: الإخلاص، ومسألة الخلطة أم العزلة؟ والبحث في تفضيل أحدهما على الآخر مما صنفت فيه المصنفات.

والموفق من تعاهد قلبه، وتفقد نيته، ومن صدق صدقه الله وأعانه، ومن تلبس بما ليس فيه شانه الله. اللهم أعذنا من شرور أنفسنا، ووفقنا لما تحبه وترضاه.

الطموح


الطموح

محب الدين الخطيب

خلوت بنفسي ليلة، وحاولت الالتجاء إلى سكينة الماضي؛ لأستريح من ضوضاء الحاضر؛ فتَمَثَّلْتُ أجيال البشر الغابرة، وجماعات الأمم الخالية، كأنها المواكب تجتاز الوهاد والآكام، أو المراكب تمخر في بحار الأيام.
وما من موكب سائر في قفر، أو مركب سائر في بحر، إلا وله عند الأفق مَشْعَل تلوح أنواره من بعيد، وهذا المشعل هو المطمح السياسي العام الذي تتخذه القوميات هدفًا لها في كلِّ أعمالها، فتتجه نحوه الأنظار والألباب، وتتوحد به الجماعات والأحزاب.

إن الارتفاع والانحطاط من شأن هذه المواكب وهي في قفارها، ومن دأب هذه المراكب وهي في بحارها؛ ففي حالتي الاعتدال والارتفاع يكون المشعل باديًا لطالبيه، ومِنْ ثَمَّ يكون السير مستمرًّا على هدى نحو الهدف المعين.

وأما إذا جاء دور الانحطاط فهنالك تغيب أشعة المشعل عن الناظرين إليها، فتختلف الأفكار في تعيين الغاية المنشودة، وبالتالي تتعدد المسالك، ويتشتت شمل سالكيها، ولذلك قال الدكتور غوستاف لوبون:
ليس التاريخ إلا رواية الأحداث والأفعال التي قام بها الناس سعيًا وراء المطمح...
وإن انحطاط الأمة يبتدئ يوم لا يكون للأمة مطمح تحترمه بجملتها، فيجاهد كل فرد منها بنفسه في سبيل حمايته والذود عنه.
وفي اعتقادي أنه ليس هناك كبير خوف على المطمح إذا كانت الأمة تعرفه وتتعلق به، وتلمح أشعته أثناء سيرها في موكب الأيام مع طبقات الأيام.
وإنما الخوف من انحطاط يخفى فيه على الأمة مطمحها؛ فتجهل غايتها العامة، ومقصدها الأسنى.
وحينئذ يظهر في الأمة أناس ممتازون من أهل الطموح فيفنون في أمتهم، ويتنازلون عن شخصياتهم، ويصرفون كل قوتهم في سبيل إنهاض موكبهم إن كانوا في بر، أو مركبهم إن كانوا في بحر، حتى يجعلوه في مستوى معتدل أو مرتفع، فيلوح للأمة حينئذ شُعَاعُ مشْعَلِها؛ فتهتدي إلى طريقها على نور المطمح السياسي العام.

المطمح السياسي لهذه الأمة - في كل أعصارها وأقطارها- هو الحرية والاستقلال، وأهل الطموح هم الذين يأخذون بيد الأمة، وهي سائرة في موكب الأيام، فيرتفعون بها من وَهْدَةٍ إلى أَكَمَةٍ، أو ينتشلون مركبها من هوة إلى رأس لجة، حتى تكون مُبْصرةً مِشْعَلَها المنيرَ في الأفق، فتسير نحوه بأقدام ثابتة، كإقدام الأسود، وبخطوات واسعة، كخطوات المرَدَةِ.
مثل ذوي الطموح في الأمم كمثل العزم النوراني الشفاف المنبث في مواكب الأيام يدفعها نحو مشاعلها المتألقة في الآفاق، أو كالقوة البخارية التي تحرك مراجلَ مراكبِ الأنام؛ لتبلغ بها غاياتها المنشودة.
وكما أن قيمة المواكب تقاس بمبلغ ما فيها من نور العزائم، وقيمة المراكب تقاس بقوة البخار المحرك لمراجلها- فكذلك الأمم ما زالت، ولن تزال تقدر بأقدار أفرادها الممتازين، ورجالها البعيدة مرامي أنظارهم، الذين ندعوهم بذوي الطموح...
هذا هو الطموح الذي جعلته موضوع مقالي، وبه تَهُبُّ الأمة فترتفع من وهدتها حتى يشرف موكبها على منطقة الأفق، فيرى مشعَل المطمح العام، فيأنس به، ويُوَجِّهَ نحوه الأبصار والبصائر.

إنَّ حكمة الله في فوز أهل الطموح دائمًا ظاهرة من هبوط آيات الطموح الملهمة على قلوب أصحاب الحق، والحق من أسماء الله تعالى.
وإن من سنة الله في خلقه أن يقيض للحق أنصارًا من وراء سجف الغيب يؤيد بهم الثابتين على تأييد حقهم، المضحين بأرواحهم في سبيل الوصول إلى مطمح بني قومهم، الفانين في مصالح أوطانهم.

في استطاعة كل رجل من أفراد الأمة أن يكون من أهل الطموح إذا أذاب نفسه في الأمة والوطن، فصار يرى كل شيء فيه منهما ولهما، فإذا شعر بأن الأمة مهددة بخطر ينتاب مطمحها السياسي العام أدرك أنه لا قيمة بعد ذلك لماله وولده ونفسه فينسى كل هذه المقدسات الشخصية.
بمثل هؤلاء نهضت الأمم، وسلِمت الأوطان، وعلى قلوب هؤلاء هبطت ملهمات الفضائل، وعلى أيدي هؤلاء تتم جلائل الأعمال، وكل فرد يستطيع أن يكون منهم، وإن من عادة الأبطال من أهل الطموح أن يولدوا رجالًا كاملين عندما تتمخض بهم المصائب.

والليالي من الزمان حبالى
مُثْقلات يَلِدْنَ كلَّ عجيبة

المصدر: كتاب (الحديقة) لمحب الدين الخطيب، اعتنى به: سليمان الخراشي، الناشر: المكتبة السلفية، القاهرة. دار العاصمة، الرياض. (ص: 775) بتصرف.

لقاء الرئيس محمد مرسي مع عمرو الليثي - كامل


لقاء الرئيس محمد مرسي مع عمرو الليثي - كامل

الاثنين، 25 فبراير 2013

في الدعوة لإسقاط نظام مبارك


في الدعوة لإسقاط نظام مبارك



من مفارقات حياتنا في مصر أن بعض الأصوات أصبحت تنادي بإسقاط النظام الذي استجد في البلد، في حين أننا لم نتخلص بعد من النظام القديم الذي ثرنا عليه.

(1)
لم أصدق عينيّ حين وقعت في ذلك الصباح على خبر يقول إن مجموعة من الناشطين أطلقوا مبادرة عنوانها "وطن بلا تعذيب"، لأنني تصورت أن هذا موضوع حسم قبل سنتين، منذ اليوم الأول للثورة. وقلت إن ثمة أهدافا للثورة تحتاج إلى وقت طويل لتحقيق (العدالة الاجتماعية مثلا)، أما مسألة التعذيب، وغيرها من الأمور التي تتعلق بالكرامة الإنسانية. فإنها من الأمور التي يفترض أن تتوقف على الفور. إلا أن الشواهد دلت على أن الأمر ليس بهذه السهولة، لأن تقارير التعذيب التي توالت في الآونة الأخيرة اتفقت على أن الظاهرة لا تزال مستمرة، وأن مدرسة التعذيب لا تزال تمارس نشاطها، خصوصا في الأماكن البعيدة عن الأعين (في معسكرات الأمن المركزي مثلا).
أيا كان حجم التعذيب الحاصل فمجرد استمراره بعد سنتين من قيام الثورة يعد أمرا مشينا يشوه صفحتها، ويؤكد أن سياسات النظام القديم وأساليبه لم تتغير في قطاع مهم
على الأقل هذا ما سجلته ثلاثة مراكز حقوقية معنية بالموضوع، هي مركز النديم والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان. وقد تابع كثيرون في الأسبوع الماضي على شاشات التلفزيون حلقة برنامج الزميل يسري فودة، التي خصصها لفضح ممارسات التعذيب التي تتم على أيدي عناصر الأجهزة الأمنية، التي لا تزال تعيش زمن وأساليب نظام مبارك والعادلي.
لن أختلف مع من يقول إن ثمة اختلافا في نطاق التعذيب في العهدين، فهو إذا كان قاعدة قبل الثورة فإنه أصبح استثناء بعدها. وهذا حق لا ريب، يرد عليه بأننا لم نكن غاضبين على حجم التعذيب ومداه، ولكننا كنا وما زلنا نرفضه من حيث المبدأ، فقليله مرفوض ومستهجن كما أن كثيره كذلك. ذلك أن تعذيب أي مواطن هو إهانة لكل المواطنين، وقد سبق أن قلت إنه قياس على النص القرآني الذى يقرر أن من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، باعتباره عدوانا على الحق في الحياة، فلنا أن نقول نفس الشيء بالنسبة لمن عذب إنسانا، لأن ذلك يشكل عدوانا على الحق في الكرامة، الذي كفله الله سبحانه لكل بني البشر (ولقد كرمنا بني آدم).
أيا كان حجم التعذيب الحاصل، فمجرد استمراره بعد سنتين من قيام الثورة يعد أمرا مشينا يشوه صفحتها، ويؤكد أن سياسات النظام القديم وأساليبه لم تتغير في ذلك القطاع المهم. وهو ما يثير سيلا من الأسئلة، بعضها يتعلق بتجذر تلك السياسات وصعوبة اقتلاعها، وبعضها يتعلق بموقف قيادات الأجهزة الأمنية ومدى استعدادهم لتغير تلك السياسات. ومن ثم مدى تجاوبهم مع الثورة التي قلبت نظاما كانت تلك الأجهزة سنده الحقيقي وسلاحه في مواجهة المجتمع. وهناك سؤال مهم آخر حول قدرة الرئيس على إعادة هيكلة تلك الأجهزة لتصبح أكثر تجاوبا والتزاما بقيمة النظام الديمقراطي الجديد. وهذه نقطة دقيقة وحساسة تحتاج إلى وقفة خاصة.
(2)
أستشهد هنا بما قاله الرئيس محمد مرسي يوم السبت الماضي (22/2) عن الصعوبات الجمة التي تعترض عملية إعادة بناء المؤسسات في مصر وقوله إن دونها عقبات جساما يتعين التعامل معها، ولست متأكدا من أنه يعني الأجهزة الأمنية تحديدا، أم أنه يتحدث عن موقف الجهاز البيروقراطي العتيد في مصر.
لكنني أسمح لنفسي أن أقول بأن استمرار النظام السابق لثلاثين عاما متصلة، مكنه من أن يترك بصمات قوية على ذلك الجهاز، ودلت تجربة ما بعد الثورة على أن تلك البصمات أعمق مما كان متصورا، كما أن امتداداته وأصابعه لم يكن من السهل بترها بمجرد سقوط رأس النظام. وهذه الامتدادات ليست كامنة فحسب، ولكنها متحركة أيضا. وغني عن البيان أن حركتها لا تصب في صالح تأسيس النظام الجديد، وإنما العكس هو الصحيح لأن القرائن المتوافرة دلت على أن تلك الأصابع الموزعة على بعض أجهزة الدولة المهمة عملت على تعويق المسيرة وليس الإسهام في انطلاقها.
خبرة الأشهر التي خلت والممارسات التي تمت خلالها أكدت بما لا يدع مجالا للشك وجود ركائز للدولة العميقة في مصر، جمعت أشتات الذين أضيروا من قيام الثورة وخصوم التوجه الإسلامي
هذه نقطة مهمة وحساسة، ينبغي أن يشار إليها بقدر ما ينبغي عدم التفصيل فيها لأسباب أرجو أن تكون مفهومة. وهذه المعادلة تسوغ لي أن أكتفي بالإشارة إلى أن أطرافا في بعض أجهزة الدولة تبنت مواقف وثبت ضلوعها في ممارسات مناهضة للنظام الجديد. تشهد بذلك قصة الضابط رفيع الرتبة الذي يعمل في أحد الأجهزة السيادية وألقي القبض عليه في مظاهرات الإسكندرية.
كما تبين أن هناك اختراقات غير محمودة لبعض تلك الأجهزة لم توفر شعورا كافيا بالاطمئنان إلى تمام ولائها، وهذه الملابسات تستدعي إلى أذهاننا فكرة "الدولة العميقة" التي عرفتها تركيا، ولا تزال حكومة حزب العدالة والتنمية منذ عشر سنوات تحاول تتبع خيوطها وكشف أصابعها المبثوثة في مفاصل الدولة وأجهزتها الحساسة. ذلك أن خبرة الأشهر التي خلت والممارسات التي تمت خلالها أكدت بما لا يدع مجالا للشك وجود ركائز للدولة العميقة في مصر، جمعت أشتات الذين أضيروا من قيام الثورة وخصوم التوجه الإسلامي.
وهؤلاء خليط من رجال الأجهزة الأمنية وأعضاء الحزب الوطني الذي هيمن طيلة عهد مبارك تحولوا إلى مراكز قوة في تلك المرحلة، فضلا عن بعض رجال الأعمال المحسوبين على ذلك النظام، إضافة إلى شخصيات نافذة في عالم البلطجة. وثمة لغط مثار حول مصادر تمويل الناشطين في ذلك المجال، داخلية كانت أم خارجية.
(3)
قبل أسابيع قليلة نشرت إحدى الصحف أن الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء سمح لرجال الشرطة أن يستخدموا الرصاص الحي ضد المتظاهرين. وفوجئ الرجل بذلك لأن الخبر كان مكذوبا من أساسه، فقدم بلاغا إلى النيابة العامة ضد الجريدة طالبا فيه التحقيق في ادعائها. وقال لي إنه استغرب ليس فقط لإقدام الجريدة على اختلاق الخبر، ولكن لأن بلاغه لم يتم التحقيق فيه، الأمر الذي دفعه إلى الاتصال بوزير العدل ليستفهم منه عن سبب تجاهل بلاغه.
نفس الشيء حدث مع وزير التنمية المحلية الدكتور محمد علي بشر الذي نقلت الجريدة نفسها على لسانه اتهامه للحكومة بأنها عاجزة، ولأن الكلام لم يصدر عنه، فإنه قدم بلاغا مماثلا إلى النيابة، لقي نفس مصير بلاغ الدكتور هشام قنديل.
هذا النوع من الأخبار المكذوبة أصبح أحد الأسلحة المستخدمة في تسميم الأجواء وإشاعة البلبلة في المجتمع، إذ منها ما يسعى إلى استثارة الجيش وإقحامه في الصراع السياسي والتلويح بإقالة قادته وفي مقدمتهم الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، ومنها ما يتحدث عن مخططات أخونة الشرطة والجيش، أو يروج للتقارير التي تستهدف التخريب والترويع تارة، واغتيال بعض الشخصيات تارة أخرى.
الأخبار المكذوبة، أصبحت أحد الأسلحة المستخدمة في تسميم الأجواء وإشاعة البلبلة في المجتمع. إذ منها ما يسعى إلى استثارة الجيش ومنها ما يتحدث عن مخططات أخونة الشرطة والجيش
ولحبك العملية فإن ذلك يتم من خلال اصطياد مجهولين أو ملتاثين يتبنون هذه المواقف، هذا بخلاف الشائعات عن "قطرنة" مصر، وبيع قناة السويس لقطر، وتسليم سيناء لحركة حماس، وغزو إيران لمصر، وقد سمعت من مسؤول بالدولة أن رئيس الجمهورية الإيرانية أحمدي نجاد حين جاء إلى القاهرة للمشاركة في القمة الإسلامية، فإنه أحضر معه 70 مليون دولار محملة في حقائب وسلمها إلى السفارة الإيرانية بالقاهرة لاستخدامها في مخططات الغزو والاختراق المزعومة. ولم تدهشني الشائعة بقدر ما استغربت تصديق الرجل لها، وهو المسؤول المحترم.
كنت قد رصدت تلك الوقائع في أحد الأعمدة قبل عشرة أيام، وقلت إنها صدى للمعارك التي خاضها إعلام مبارك، الذي أدار ظهره لما يقوم به الأميركيون والإسرائيليون في مصر، واعتبر أن خصومته ومعركته الإستراتيجية هي ضد الإسلاميين في الداخل وضد حماس وإيران وقطر في الخارج. وأردت بذلك أن أنبه إلى أن إعلام مبارك لا يزال حاضرا وفاعلا في مصر بعد الثورة، وأن أبواقه لا تزال تواصل بثها في ذات المسارات التي حددها نظامه، الأمر الذي لم يمكن للأصوات الوطنية والمستقلة من أن تعبر عن الواقع الذي استجد بعد الثورة، وفاقم المشكلة أن بعض معارضي النظام لجؤوا إلى تطبيع علاقاتهم مع إعلام مبارك، فاستخدموا منابره لرفع أصواتهم وتوصيل رسالتهم، وتصور بعضهم أنه يدافع عن أهداف الثورة، في حين أنه يتحرك في حضن الثورة المضادة.
(4)
ما سبق ذكره يسلط بعض الضوء على جوانب من مخلفات النظام القديم وصعوبات إقامة النظام الجديد، ولست أشك في أن تلك الخلفية لها أثرها في تعقيد حسابات الرئيس محمد مرسي وبطء حركته وربما في تردده. ولا أعرف بالضبط إلى أي مدى أثرت على قراراته. وفي هذا الصدد لا مفر من الاعتراف بأننا لا نكاد نرى في تلك القرارات ما يعبر حقا عن تطلعات الثورة، ذلك أنها وباستثناء قرار حل المجلس العسكري بدت إصلاحية في عمومها، ومن ذلك النوع الذي يمكن أن يصدر عن أي حكومة حسنة النية، ودونما حاجة إلى ثورة تطيح برأس النظام وتزلزل قواعده، وتسيل فيها دماء ويسقط شهداء كثر جراء ذلك.
ذلك كله لا يعفي الرئيس محمد مرسي وإدارته من المسؤولية، لأنه من الطبيعي أن تواجه الثورة تحديات داخلية وخارجية (دولية وإقليمية) أثناء سعيها لإقامة النظام الجديد. وفي هذه الحالة تقاس الكفاءة بمعيار قدرة النظام الذي أفرزته الثورة على مواجهة تلك التحديات. ورغم أن ثمانية أشهر من حكم الرئيس محمد مرسي لا تكفي للحكم على تجربته، إلا أن خبرة الأشهر الثمانية كشفت عن ثلاث ثغرات أو عورات أساسية أحسب أنها عوقت بدورها التقدم صوب إقامة النظام الجديد، وهذه العورات تتمثل فيما يلى: غياب الرؤية -قلة الخبرة -سوء التقدير.
لا يزال أمام الرئيس مرسي مهمتان لكي يقيم النظام الجديد, الأولى عاجلة تتمثل في إطلاق مبادرات تستلهم روح الثورة وأهدافها, والثانية آجلة تتمثل في تفكيك مؤسسات الدولة القديمة وإعادة هيكلتها
وبسبب غياب الرؤية وجدنا الرئاسة تمضى على ذات الطريق التي رسمها النظام السابق، وذلك أوضح ما يكون في السياسة الاقتصادية التي علقت الآمال على الاقتراض من صندوق النقد الدولي وعلى دور رجال الأعمال في صناعة القرار السياسي. وبسبب قلة الخبرة ارتبكت عملية صناعة القرار ولم تنجح الرئاسة في مخاطبة الرأي العام والتواصل معه. الأمر الذي غيب الشفافية عن الكثير من ممارساتها. وبسبب سوء التقدير انقسم الصف الوطني وفشلت مساعي التوافق مع بقية القوى السياسية، الأمر الذي أضعف موقف الرئيس بل أضعف موقف الثورة كلها سواء في مواجهة فلول النظام السابق أو قوى الضغط في الخارج.
الأفق ليس مسدودا كما يبدو لأول وهلة، إذ لا يزال أمام الرئيس مرسي مهمتان لكي يتقدم على طريق إقامة النظام الجديد، الأولى عاجلة تتمثل في إطلاق مبادرات تستلهم روح الثورة وأهدافها، خصوصا ما تعلق بتحقيق العدل الاجتماعي ومواجهة مشكلتي العشوائيات والبطالة، أو ما تعلق بتطبيق الحد الأدنى والأقصى للأجور، أو باستصلاح الأراضي وتوزيعها على الفلاحين... إلخ.
أما المهمة الثانية والآجلة فتتمثل في تفكيك مؤسسات الدولة القديمة وإعادة هيكلتها، والعمل على استثمار الطاقات والخبرات والإمكانيات الوطنية المحلية واعتبارها قاطرة التنمية والاستقلال الاقتصادي.
وهذه مجرد أمثلة استلهمتها مما سمعته من خبراء ناقشتهم في مخارج الأزمة التي تمر بها مصر، في المقدمة منهم الدكاترة حازم الببلاوي ومحمد محسوب وعماد الدين شاهين وحامد الموصلي. ولست أشك في أن الإنصات إليهم هم وأمثالهم يمكن أن يثري محاولة العثور على ضوء نهتدي به في مسعى إسقاط نظام مبارك، وإجهاض الدعوة للانتحار ووأد النظام الجديد.
المصدر:الجزيرة

متحف الألم‏!‏


متحف الألم‏!‏ 

د. سلمان بن فهد العودة
25/02/2013 
قالت له أمه وهو يستعد لزيارة القاهرة‏:
- أحرج عليك ألا تزور ميدان التحرير‏!‏
- ماذا أفعل ووجهتي هي ميدان التحرير؟
في الطائرة تحدث مع صديقه عن‏(‏ المتاحف‏)‏ التي يحسن أن يزورها السائح‏..‏


في قلب ميدان التحرير متحف الثورة الذي ضم صور الأحداث، الشهداء الذين رحلوا وهم يحلمون أن يروا المحروسة بصورة مختلفة، غرف صغيرة وسقف بسيط من الخشب، يوحي بأنه بُني بتبرعات المصريين، تعليقات ورسومات بطريقة كوميدية أوكاريكاتورية، تشمل رجال الحكومة والمعارضة.
في دار الأوبرا معرض فنون تشكيلية، في الفيس بوك عشرات المتاحف الافتراضية لثورة25 يناير، سنظل نذكر الأرواح التي رحلت دون أن ترى التغيير، وسنعرف فضل الذين ذهبوا طاهري الجيوب لم يتنازعوا على الدنيا، ثم زوار يتمنون أن يعيشوا لحظات الثورة كلما شاءوا، ليستعيدوا فرحتها التي لا تتكرر، وسواح ومؤرخون يريدون توثيق الهتافات الرائعة التي ابتكرها المصريون، وصار العالم يرددها من ورائهم: "الشعب يريد إسقاط النظام"، تدوين أسماء الراحلين في محطات المترو والميادين العامة مقرونة بأدوارهم، تحقق معني الشهادة، فالناس شهداء الله في أرضه.
ما أكثر الفنانين والمصورين الذين ينتظرون فرصة للمشاركة في إثراء المتحف بما لديهم..
دور الصورة هائل في إلهاب الحماس وتصوير المعاناة وإلهام المشاهد ما تعجز عنه الكلمات، وكلما مر الزمن عليها تضاعفت أهميتها، الصورة ستلهم المزيد من التسامح والتصالح والتغافر والالتفات للمستقبل والوفاء لأهداف الثورة العظيمة، عروض ثلاثية الأبعاد تجعلك ضمن المشهد، عروض (الفيديو) الحاسمة، ليعلم كل رئيس أنّ للشعب كلمته.
فنّ الشارع فكرة جديدة لتنزيل الفن من برجه العاجي ليتذوقه أي أحد، إنّها أحد منجزات الثورة؛ حيث أصبح الفن ديمقراطيًّا، وها هو( بانكسي) الرسام المشهور المجهول يرسم نسخة من الموناليزا للفقراء، ويتحدي الصهاينة بتخليد المأساة الفلسطينية!
في الجيزة متحف متميز خاص بأدوات التعذيب في العالم، لكن متحف الرعب الذي ينتظره السواح يجب أن يجمع أدوات التعذيب والتنصت والاستجواب والوسائل الاستخباراتية، ليقول الناظر مذهولاً فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا.
الوثائق والمستندات والتقارير السرية وكل ما تحت الأقبية مما لا ضير في نشره يجب أن يراه الناس، أخلاق الثائر تؤمن بالصفح وطي صفحة الماضي، ولكن ليتأكد كل مصري أنّ الجميع قرروا أنّ ذلك الماضي البائس لن يعود.
نريد أن نقرأ التقارير الأمنية التي كانت أداة الإدانة من المحكمة، ليستحضر هذا كل من يهم بأن يكذب فيما يكتب! الحرية تقود الشعوب.
لوحة في متحف اللوفر بفرنسا حاولت امرأة تشويهها فثار الفرنسيون، هم ينظرون إلى تاريخهم عبر تلك اللوحات، ومن يسرقها أو يشوهها فهو يعبث بذاكرة الشعب.
التوانسة- الليبيون- اليمنيون- والسوريون- يجب أن يوثقوا تاريخ الألم والتضحيات، وتاريخ ظلم الإنسان لأخيه الإنسان وأن يجعلوا ذلك في أهم ميادينهم وأشهرها.
ليس لنعيش الألم، بل لنحاربه.
الفلسطينيون أنشئوا متحفًا رائعًا في لندن، كان إحدى وسائل الدفاع عن قضيتهم العادلة.
معارض الكتب يجب أن تحتفي بما يخص تاريخ الثورة، فهي متاحف ثقافية.
في أجواء الحرية لا يبقى عذر في أن يأخذ فرد زمام المبادرة ويجمع حوله الممولين والداعمين، وما أكثرهم! وستكون الشبكات الاجتماعية أسهل طريقة للتنسيق كما حدث ذات ثورة.
أحلم قريبًا أن تحط بي الطائرة في مطار القاهرة فأراه يخضع لعملية إصلاح واسعة، وأن يصحبني سائق التاكسي الذي صاغته الثورة ليكون معبرًا عن روح مصر، إلى (المتحف الثوري) الذي أصبح قبلة الزوار! وأين ؟ في مبني الحزب الوطني السابق وما حوله!
سيكون جميلاً أن يتم تحييد ميدان التحرير بعد هدوء العاصفة ليبقي معلمًا سياحيًّا يفضي إلى العديد من المتاحف والمنجزات التي يتقن المصريون صنعها.