قصة إطلاق أول صاروخ مصري إلى الفضاء!!
الدكتور محمد عباس
كنت أدرك منذ البداية حجم الاكتشاف المذهل الهائل لاكتشاف الدكتور إبراهيم عبد العاطي لعلاج الإيدز والصدفية والسي وضغط الدم والسرطان والإمساك (لا أذكر هل تحدثوا عن الإسهال أم لا)..
ويرجع جزء من هذا الإدراك إلى انغماسي أعواما وراء أعوام في دراسة الفيزياء والرياضة والفلسفة بحثا عن قدر الإعجاز في هذا الكون ..
ولعلم القراء فقد ظل الثلاثة علما واحدا حتى فصل بينها برتراند راسل فيما أظن قبيل الحرب العالمية الثانية.
أقول: كنت أدرك حجم الاكتشاف الهائل بسبب تلك الجملة التي كانت زلزالا في حياتي حين قرأت بعد ذهولي من تركيب المجرة ووقوفي مذهولا مشدوها مروعا مرعوبا تسجد كل خلاياي للواحد القهار جملة تثول ..:" إن تركيب الخلية البشرية أكثر صعوبة وإعجازا من تركيب المجرة".
(هذا ما قالوه لأنهم لم يحيطوا بالأمر حق إحاطته لكننا كمسلمين نصدق قرآننا الكريم: )
قال الله تعالى:(لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[غافر].
من هنا كان ذهولي لاكتشاف الدكتور (بلا دكتوراه) عبد العاطي الذي يعمل على مستوى الخلية ..
عمل الدكتور عبد العاطي يستحق جائزة نوبل فورية..
وهو أعقد وأخطر بكثير من اكتشاف سلاح نووي أو تحويل الرصاص إلى ذهب والحديد إلى ألماظ وتحويل مياه البحر إلى بترول ومد مواسير هائلة نحو الشمس لتسخين المياه وعودتها إلى الأرض لاستخدامها في كافة الأنشطة.
نعم..
أعقد بكثير أيضا من إطلاق صاروخ نحو الفضاء.
***
بعد ذهولي واندهاشي تذكرت أن العبقرية المصرية بلا حدود وليس أدل على ذلك من قصة إطلاق أول صاروخ مصري إلى الفضاء وهي واقعة ربما لا يعرفها معظم القراء بسبب جهلهم وتهاونهم في معرفة أمجاد بلادهم.والقصة يرويها لنا في كتابه " تحتمس 400 بشرطة" الكاتب القدير أحمد بهجت عليه رحمة الله، وقد حدثت في التسعينيات من القرن الماضي.. وإن كان الكاتب قد ذكر أنها حدثت عام 2020.
يقول أحمد بهجت:
في قاعدة زينهم الفضائية...
الصمت يطبق على المكان...
الكل فى انتظار انطلاق الصاروخ المهيب..
تحتمس 400 بشرطة..!!
وبدا العد التنازلى 10 9 8 7 6
وفجاه توقف الجهاز
فقام احد المسئولين بخبط الجهاز خبطة خفيفة حتى يعود الى العمل...!!!
وهكذا اثبتت الاجهزة المصرية انها لا تعمل الا بالسك .
5 4 3 2 1
وانطلق صوت جهورى
"يلا يا جماعة اللى يحب النبى يزق "
وهكذا دخلت مصر عصر الفضاء من اوسع ابوابه
...
وانطلق الصاروخ وعليه الخمسة وخميسة التى وصفها المسئولين انها مانعة لصواعق العين والحسدوتحتها عبارة
"يا تهدى يا تعدى".
...
وفى هذا اليوم القت المذيعة المتالقة خطابا فى التلفزيون المصرى :"انتلك ساروخ الفضاء المصرى تحتمس 400 بشرطة للفداء الخارجى وكد سبكه 399 محاولة فاشلة لغزو الفداء ."
وغمرت الفرحة الشوارع المصرية وتوقف عرض المسلسلات المعادة مليون مرة واذاعت القنوات كل الاغانى التى ذكر فيها القمر
"ياما القمر عالباب ,قمرين الخ "
وفي اتصال بين قاعدة المراقبة الأرضية ورواد الفضاء، قال مركز المراقبة الأرضية: "يا عتريس قدم لنا تقريرًا سريعًا عن حالتكم الصحية واتجاهكم".
قال عتريس: "نحن مشغولون الآن بإعداد وجبة طعام ساخنة بدلًا من هذه الحبوب التي توجع البطن".
قال مركز المراقبة الأرضية: "أي طعام تصنعون؟ ومن أين أتيتم به؟".
قال عتريس: "نجحت تفيدة في تهريب بعض أوراق الملوخية وبعض البامية وبعض الكرنب إلى سفينة الفضاء، كما نجحت في تهريب وابور جاز صغير وهي الآن تصنع التقلية برائحتها المنعشة".
قال مركز المراقبة الأرضية: "نحن نحذركم من إشعال أي نار في سفينة الفضاء، هناك احتمال أن تنفجر السفينة أو تشتعل".
قال عتريس: "خليها على الله، اشعلنا وابور الجاز ولم تنفجر السفينة".
فتحنا الشباك
قال برج المراقبة: "يمكن أن تختنقوا في سفينة الفضاء من دخان التقلية".
قال بيومي: "تقصد شمة التقلية؟".
قال مركز المراقبة: "نعم نعم، يمكن أن تختنقوا من الرائحة".
قال بيومي: "لقد فتحنا شباك سفينة الفضاء لتغيير هواء المركبة". يرد مركز المراقبة: "لكن هذا خطير جدًا يا بيومي، هذا يسمح للأشعة الضارة بدخول السفينة، ويمكن أن يؤدي إلى موتكم!".
قال بيومي: "نموت ويحيا الوطن".
قال مركز المراقبة: "لا نريد أن تموتوا يا بيومي".
قال بيومي: "ما دمنا سنموت لا محالة فلنمت بعد أكلة الملوخية على الأقل سنموت وقد شبعنا".
وقال مركز المراقبة: "لا تستسلموا لليأس في هذه اللحظات التاريخية، العالم كله يتطلع إليكم وينتظر خطواتكم التالية".
قال بيومي: "عن إذنك سأغلق الاتصال، لقد انتهت تفيدة من صنع الملوخية".
وكان الطاقم على هذا الصاروخ الفضائى هم :
عتريس وشفشق وميمى وتيتى للمساواة بين الجنسين .
ولكن اكدت المعلومات ان الصاروخ متجه للمريخ وليس للقمر..!!
وان المريخ ارض امريكية بموجب القرار 4001405 لمجلس الامن
وفجاة بوووووووووووم .
انفجر الصاروخ فى الفضاء
ثم توالت عمليات البحث عن الصندوق الاسود
وبعد العثور عليه وجدوا صوت عتريس وهو يقول
"عليا الطلاق بالتلاتة ........."
وصوت ارتطامات عنيفة
واكد المسئولين ان عتريس انتحر بسبب مشكلاته الزوجية واستدلوا على ذلك بالتسجيلات
ولكن اكد الناس ان عتريس رجل متدين
وان هذا جاء على لسانه كعادة القسم عند المصريين.
كان مقدرا للصاروخ المصري الأول الذي كان مقدرا له الذهاب إلى القمر فذهب دون قصد إلى المريخ!
وبأسلوب يفجر الضحكات والابتسامات على وجوه أشد الناس عبوسا يحكى لنا المؤلف عن أبطاله داخل الصاروخ ومنهم "بيومي" و"عتريس" و"تفيدة" (وهذه أسماؤهم الحقيقية غير أسماء التدليل) ويومياتهم وما يجري بينهم وبين المسئولين على الأرض من حوارات مواقف تدور أحداث التاريخ الذي رواه لنا أحمد بهجت حين انطلق الأبطال ممتطين صهوة "تحتمس 400 بشرطة".
في أول صاروخ تطلقه مصر إلى القمر . وتبدأ الوقائع كما ذكرنا في قاعدة زينهم الفضائية الضخمة.. حين انطلق الصاروخ صاعدا في السماء، وقد خرج اللهب من مؤخرته، ثم راح يبتعد ويصغر حتى أصبح يشبه عود كبريت هناك عند الأفق. ماذا حدث للصاروخ وركابه ؟..
في لقاء تليفزيوني قال الوزير المصري الهمام (وهو ليس أحد أعضاء وزارة مخلب): يا خبر أسود ومنيل.. الحكاية دى راحت من بالي خالص..!! لكن معلهش.. مش مشكلة .. أحنا مسئوليتنا كوزارة للفضاء تنتهي عند إطلاق سفينة مصرية للفضاء.. مش مسئوليتنا أنهم ينزلوا على القمر إزاى.. دى مسئولية وزارة القمر... قال المذيعة : كانوا بيقولوا أنه من الاسراف يبقى فيه وزارة للفضاء ووزارة للقمر .. ايه رأى حضرتك؟
قال الوزير: دول مغفلين اللى بيقولوا كدة... الفضاء حاجة والقمر حاجة تانية .. ضروري يبقى فيه وزارتين كل وزارة متخصصة في حاجة .. زي المشكلة اللى انتى اثرتيها من شوية.. حيفتحوا إزاى باب سفينة الفضاء من جوه وهو مش بيفتح إلا من بره.. ؟ دى اختصاص وزارة القمر مش وزارة الفضاء!
قلنا أن الصاروخ غير اتجاهه من القمر إلى المريخ ليهدد القاعدة الأمريكية هناك بدون قصد وما ترتب على ذلك من مواجهات بين الحكومة الأمريكية والمصرية. كان المرّيخ، في ذلك الوقت تابعًا للولايات المتّحدة الأمريكيّة، مما أوقع مصر في مشاكل مع الأمريكيّين بسبب سوء الفهم..
“وهكذا توجه السفير الأمريكي في مصر إلى مكتب وزير الخارجية المصري وسلمه خطاباً يضم إنذاراً نهائياً إلى مصر بأنها إذا لم تسحب صاروخها المتجه نحو القاعدة الأمريكية في المريخ فإن أمريكا ستجد نفسها مضطرة لإعلان الحرب على مصر .. قرأ وزير الخارجية الخطاب ورفض تسلمه وقال للسفير الأمريكي: الخطاب ليس عليه ورقة دمغة .. ولهذا السبب نرفض الإنذار ..”
بعد انفجار الصاروخ في الفضاء “رفضت تفيدة أن تعود إلى سفينة الفضاء المصرية، وظلت تسبح في الفضاء وهي ترقع بالصوت الحياني، وكان صوتها يسبح في الفضاء ويسبقها ويضرب القاعدة الأمريكية في المريخ، الأمر الذي سبب تصدعاً في المبنى الشمالي للقاعدة، وقد كان التصدع شديداً فانهار نصف المبنى وبقي نصفه الثاني واقفاً في الهواء.”
يظل “رئيس الجمهورية” في القصة بعيداً عن الأحداث ويشار إليه فقط “بناء على تعليمات السيد الرئيس” بينما يظهر رئيس الوزراء كشخص مراوغ ولئيم.
تحتوي رواية الأستاذ أحمد بهجت على سبق آخر وهو الشفرات التي تحملها سطور الكتاب مثل التي تحدث عنها أبله فاهيتا في إعلانه،تكلف الصاروخ 980 ألف بليون جنيه
تسأل وزير الفضاء الوزير المسئول: "مصر اتكلفت كام عشان تبعث صاروخ للقمر؟".
قال الوزير: "قصدك على الأبحاث والا على ثمن الصاروخ نفسه؟".
وقالت المذيعة وهي تخرج مشطًا من حقيبتها وتسرح شعرها: "لأ، قصدي عالأبحاث!".
قال الوزير: "980 ألف بليون جنيه".
قالت المذيعة: "يا نهار اسود".
رد الوزير: "لا ابيض ولا اسود الـ 980 ألف بليون جنيه دول ما اتصرفش منهم عالأبحاث غير 5 الاف جنيه، الباقي راح مرتبات موظفين ومكافآت وحوافز تشجيعية، انتي عارفة وزارة الفضاء فيها كام موظف؟". قالت المذيعة: "لا ما عرفش!".
فقال الوزير: "خلاص ما تتكلميش ما دام ما تعرفيش وزارة الفضاء فيها 6 ملايين موظف، القوى العاملة بعثت منهم 4 ملايين، الصاروخ ده عشان يطلع القمر ما طلعش بالساهل، ولا طلع أونطه، باردون، فيه 300 ألف مدير عام حطوا إمضاءاتهم على ورق الصاروخ عشان الصاروخ نفسه ينطلق".
...
عندما اخطأ الصاروخ المصري طريقه إلى القمر واتجه إلى المريخ. وعلى الفور، تحدث مشكلة أميركية مصرية لان المريخ منطقة نفوذ أميركية،"كان المصريون يحتفلون بالصاروخ وهو يشق الفضاء قبل انفجاره ويظهر على شاشة التلفزيون المصري، وفجأة سمع الناس صوتًا موجهًا إلى الصاروخ، كان الصوت يقول باللغة الانكليزية: انتم تدخلون مجال المريخ الآن، وهذه منطقة عسكرية أميركية مغلقة، اكشفوا عن اسمائكم والمكان الذي جئتم منه وإلا فسوف نضطر آسفين للتعرض لكم وتحطيم الصاروخ، قولوا من انتم وماذا تريدون وما هي هذه الرائحة النفاذة المخيفة التي تخرج من الصاروخ، هل معكم أسلحة كيميائية؟
كانت أجواء الحرب تسيطر على البيت الأبيض، وسأل الرئيس الأميركي عن السلاح الكيميائي الذي يحمله المصريون في صاروخ الفضاء. قال رئيس الأركان إن الرد المصري ينكر وجود أسلحة كيميائية.
لكن أجهزة الاستشعار الأميركية أفادت بوجود رائحة قاتلة منبعثة من الصاروخ. وعاد الرئيس الأميركي ليجتمع مع هيئة أركان حربه في الغرفة المصفحة التي لا يمكن التقاط الأحاديث منها أو التجسس عليها أو التنصت فيها.
يتحملون ثمن الصاروخ
كان الرئيس متجهمًا، وظل طوال الاجتماع متجهمًا. وفي البداية، سأل رئيس أركان حرب الجيش هل هناك أخبار عن الرائحة المخيفة التي تنبعث من الصاروخ، وهل هناك وقاية للحماية الأميركية في المريخ.
قال رئيس أركان الجيش: "بصراحة فشلت معاملنا في تحديد حقيقة هذه الرائحة، لكن هناك اتفاقا على أن هذه الرائحة يتم تصنيعها داخل الجسم البشري من مجموعة من المواد كالعدس والثوم والكرنب والقرنبيط، وهي كلها مواد غذائية، لكن لها آثارا تتمثل في غازات مخيفة، ويبدو أن المصريين اهتدوا إلى سلاح سري جديد داخل جسم الانسان وهذا السلاح عبارة عن تركيبة تؤدي إلى توليد غازات سامة مجهولة التأثير حتى الآن".
وتستمر الأحداث الساخرة إلى أن ينفجر الصاروخ ويسقط رواده على المريخ ويعود رواد الفضاء المصريون على صاروخ أميركي. وتحملهم الحكومة المصرية خطأ توجيه الصاروخ إلى المريخ، على أن يدفعوا قيمة الصاروخ الذي فقد في المريخ لأنه عهدة وقعوا عليها.
..
...
...
هل أدركتم يا قراء إذن تاريخ بلادكم المجيد؟لماذا اندهشتم إذن من اكتشاف الدكتور ( وليس طبيبا بل يحمل شهادة بكالوريوس العلوم.. ولا يحمل شهادة الدكتوراه.. ولكن كل هذا لا يهم)
نقول : اكتشاف الدكتور إبراهيم عبد العاطي المجيد..
لقد ظلمتم الرجل الفذ كما ظلمتم صابع الكفتة.. وعلى أي حال فإن صابع الكفتة يشبه الصاروخ.. وتلك شفرة أخرى.. ربما نحدثكم عنها في تعليق آخر..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق