الخميس، 5 يونيو 2014

5 يونية ===== النكسة =====

 5 يونية 
=====
 النكسة 
===== 

د. محمد عباس‎

أعاني عزوفا كاملا عن الكتابة..
لكن هل يمكن أن يمر 5 يونية دون أن أكتب عنه
لكن:
لكن على لكن:
هل أستطيع أن أكتب عنه
صادفتني هذه المشكلة منذ ثلاثين عاما.. وأنا أكتب كتابي الأول: "اغتيال أمة"
وحللتها حلا بدا لي سحريا أيامها..
حين كتبت عن هزيمة 67 وأنا رابض داخل نصر 73
*** 
قتلني الألم أو كاد حزنا على جيشنا عام 67
وقتلني الفرح أو كاد فخرا بجيشنا عام 73
فهل أدركت حينها أن هذا أو ذاك سيفعل بنا ما فعل..
وهل خطر ببالي أن أسأل يوما: أجيشنا هو أم جيش الشعب الآخر..
*** 
فلأخرج من هذا كله.. لأنقل لكم -منقحا مصححا- بعض ما كتبت في كتابي: "اغتيال أمة"
*** 
*** 
***
1973 - أبريل
ما أبشع المذلة .. هوان ما بعده هوان ..
تسحرني المناظر الخلابة وأنا أركب الطائرة لأول مرة …
لكن الصحيفة الكويتية التي أمامي تلفت نظري .. ففيها شئ آخر مختلف غير تلك المنشورات اليومية التي يسمونها صحفا حكومية ، وتتحدث الصحيفة فى مقال طويل عن الصراع العربي الإسرائيلي وعن احتمالات المواجهة الحضارية …
أما عن المواجهة العسكرية فالصحيفة تقرر فى لهجة اليقين الذي ما بعده يقين " ومن المعروف أنه فى حالة مواجهة عسكرية فإن الجيش الإسرائيلي قادر أن يصل – فى ظرف ساعات قليلة بالجيش المصري إلى حالة العجز المطلق " .
يا للذل والهان والألم …….
العجز المطلق .
ثمة وضع أسمى وأشرف من العجز أسمه الموت ….
هأنت ذي يا مصر .. يا أمي الجريحة الذبيحة .. تكاثر عليك الأعداء وخذلك الأصدقاء وخانك بعض أبنائك .. هأنت ذي .. كائن حي هائل يمتد عبر التاريخ كله . بلغت ذات يوم ذرا المجد لكنك الآن .. مهزومة ذليلة يا مصر .. فقيرة تلعق جرحها .. تجمع قروش أبنائها .. تكفكف دمائهم .. تلملم أشلاءهم .. ترتق جروحهم .. تستنهض فيهم الدين والتاريخ والمجد وتنفخ فيهم الروح وتحاول أن تنهض …
أحبك .. أحبك يا مصر .. أحبك ذليلة وعزيزة .. جريحة وصحيحة .. عالية وفى الحضيض
منتصرة ومنكسرة .. أتأمل من الطائرة تضاريس وجهك كما يتأمل العاشق ملامح معشوقه .. رمال صحرائك وسهول وديانك ومجرى نيلك وصخور جبالك .. مروية بالدم يا مصر .. لكم قتلونا .. الهكسوس فالرمان فالفرس فالتتار فالصليبيون فالمماليك فالفرنسيون فالانجليز فإسرائيل ..
تكأكأت عليك الخطوب فهل نال منك الدهر .. يا أمي العجوز الطيبة الرائعة .. أيصلون بك إلى العجز المطلق .
وفى ساعات قليلة ..؟ لم يعد لديك أل فى الحياة إذن .. أتموتين ؟.
يلعننا الدهر ….
ويطوف بأعيننا القهر .
أن نحن صمتنا …
أو نحن توانينا عن نيل الثأر …
*** 
أكتوبر 1973
اليوم العاشر من رمضان ..
الحمد لله الذي أعانني على الصوم .. كنت خائفا جدا أنني إزاء الحرارة اللاهبة قد لا أستطيع الصوم .. ذلك أن درجة الحرارة هناك تتجاوز السبعين درجة مئوية فى الشمس .. لم أفهم إلا هناك معنى أن يطرح بلال أرضا والصخرة فوق صدره ولهيب الشمس والصحراء والهجير يلفحه فيهتف : أحد .. أحد .. ولا يمكن أن يفهم أحد معنى ذلك إلا إذا أحس بنفسه درجة الحرارة فى بطاح مكة أو ميناء جدة ..
 تساءلت ذات مرة : أليس هناك شتاء فأجاب أحد الزملاء أن العام هنا ينقسم إلى فصلين ستة شهور حارة وستة شهور أشد حرارة !!
أتناول الإفطار مع زوجتي .. تدير أناملي مفاتيح المذياع فى بحث عن صوت مصر الحبية .. أبحث عن البرامج فلا أجد إلا أغاني وطنية ..
أذاعت القيادة العامة للقوات المسلحة بيانها الرابع :
عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس ..
الله أكبر ..
الله أكبر ..

من أعمق الأعماق صارخة متوسلة مستغيثة داعية باكية ملهوفة مفزوعة .. الله أكبر … فى لحظة مركزة من الزمان تتجمع مرارات الهزائم العلقمية عبر التاريخ ودم الشهداء المسفوك وهوان المذلة والانسحاب ودموع الثكالى والأرامل والأيتام والرغبة الهائلة الدامية فى أن نغسل عار جيلنا وننتصر .. محمد وأحمد ومصطفى وحسين وعباس وعبد السلام وصلاح وموريس … لا يحاربون إسرائيل ولا حتى أمريكا وإنما يحاربون الموت ذاته .. يارب ..

اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تقوم لنا قائمة فى الأرض بعد اليوم .. يا رب إنه أملنا الأخير .. ميناؤنا الأخير .

لن نحتمل هزيمة أخرى .. انتصر … انتصر يا سادات … انتصر لتحمل مصر اسمك مدى التاريخ .. إني أغفر لك حماقتك وغرورك وزيفك .. بل إنني أدين نفسي لأنني كذبتك واحتقرتك .. انتصر .. فلا أمل أمامنا إلا أن ننتصر .. يا رب .. هؤلاء هم عبادك .. خطاؤون لكنهم عبادك التوابون فانصرهم .. يا محمد … يا رسول الله .. أمتك أمتك .. أدركنا يا رب .. أغثنا .. يا ملائكة الرحمن .. اهبطوا وحاربوا .. اليوم بدر .. يا جبريل قد جيشك وهاجم .. يا خالد بن الوليد يا صلاح الدين الأيوبي يا سيف الدين قطزيا ابن تيمية يا عز الدين بن عبد السلام يا أحمد عرابي يا مصطفى كامل يا عبد المنعم رياض يا جمال عبد الناصر يا أرواح الملايين الذين استشهدوا .. هبوا من قبوركم وحاربوا إن أرواحكم موجودة فى مكان ما فى هذا الوجود فتعالوا ..
الأصدقاء يذهلهم انفعالي ..

أنتم لا تدركون ما بي .. إني أحمل فى صدري نارا ..

التاريخ كله يشتعل داخل قلبي .. مئات الملايين الذين قطنوا مصر منذ خلقها الله كأنهم أحياء يصرخون داخلي . آمال محيطة وآلام وملتاعة وعواطف مشبوبة وخوف مروع حتى العظام فى القبور تصرخ داخلي … إنكسارات المسلمين عبر التاريخ .. هم خير أمة أخرجت للناس .. فلماذا لا يتبؤون مكانتهم يا رب
يفسر بعض الزملاء انفعالاتي الطاغية بأن لي شقيقا أو عزيزا فى الحرب .. لا يدركون أن كل من يحارب أعز على من شقيق .. نقص وزني أيامها كيلوجرامات عديدة ..
أسمع إذاعة إسرائيل .. وطن الطغيان والكفر والجبروت .. وطن العصابات يأجوج ومأجوج .. كنت قد حرمت على نفسي سماعها منذ 67 .. تشاجرت مع الأصدقاء كثيرا لأنهم يسمعونها .. الآن أسمعها لأعرف .
عبر المصريون القناة وسوف نسحق عظامهم .. يارب .. يا قوي يا قهار يا جبار إمنعهم .. إن الكلمات تسري داخلي فتتحول من موجات صوت إلى مزيج مروع من العظام المسحوقة والدماء المسفوكة واللحم البشري المشوي والرمال المعجونة فى كل هذا .. كأنما يتجمع المليون مقاتل داخلي .. فأسمع بأذني دوى القنابل وزفير الصواريخ وأزير الطائرات وأصوات السفن ودوى الرصاص وتسحقني جنازير الدبابات الضخمة فاستشهد وأصحو وأستشهد وأصحو مليون مرة ..

تتداعى إلى مخيلتي مثل كابوس رهيب أحداث يونيو 67 ..
وبرغم أنني أيامها كنت أتوقع الهزيمة إلا أن التوقع ليس كالواقع..

منذ عام 62 كانت الجفوة قد بدأت تحل بيني وبين جمال عبد الناصر .. لا معنى لأي شئ إن خالطه قهر فرد أي فرد .. وبناء السد العالي برغم ما يمثله من شموخ قومي لم نمارسه منذ بناء الأهرامات وهزيمة الصليبيين والتتار إلا أنه لا يساوي إعدام الشيخ سيد قطب.
ويأتي مايو 67 مشحونا بأحداث جسام .. ويقف جمال عبد الناصر فى مؤتمر صحفي فى أواخر مايو 67 ونحلم أن تتحقق على يديه آمالنا فى المجد .. خبأناها فى قلوبنا وتحت جفوننا مئات السنين .. يا للثارات القديمة الدامية .. كنصل حاد يمزقنا بذكريات فجور أعدائنا ..يومها انتهت الجفوة .. وعاد لي أملا فى الخلاص .. إلا أنني كنت أفكر بطريقة أخرى .. أن الاستعمار العالمي لن يسمح له أبدا بالنصر.. إنني أنظر له وهو يتحدث فى فيض من الثقة لكنني أرى فى عينيه الخوف "فليعنا الله أن نعود إلى حدود سنة 1948 الدولية "..
الناس يتوقعون أن تدخل تل أبيب فى بضع ساعات أم أنك تناور .. ذهبت إلى حجرتي أقرأ قصيدة لأمل دنقل : آخر كلمات سبارتا كوس وأنا أقول لنفسي أن سبارتا كوس سيصلب من جديد .. كنت أيامها أقرض الشعر.. ومتأثرا بثقافات وتاريخ الغرب.. كتبت قصيدة بعنوان: "سبارتاكوس يصلب من جديد" يطارني فيهها كوابيس عشرات الآلاف المصلوبين على الأشجار..
 كان الإعلام يطبل ويغني ويبشر بقضاء الليلة التالية في احتفالنا في تل أبيب.. ونصحوا على دوي القنابل والبيانات العسكرية الكاذبة .. لا يمكن أن تكون الهزيمة بشعة هكذا .. الطيران كله يدمر .. أمر بالانسحاب إلى الخط الثاني .. أين يوجد . على بعد أمتار من الحدود الدولية أم ضاعت سيناء .. أمر آخر بالانسحاب إلى قناة السويس .. 
إسرائيل ترقص وتغني قولها لعين الشمس ماتحماشي .. جيش عبد الناصر راجع ماشي .. لا بد أنها خدعة . استدرجهم عبد الناصر إلى سيناء .
الآن سوف تخرج القوة الضاربة الأساسية للجيش والتي لم تحارب بعد أرهم ياعبد الناصر جبروتك الذي أريتناه .. السادسة مساء اليوم ستخطب كما وعدت .. فى النهار متسع إذن لضربة قاصمة لإسرائيل .. إن لم يكن كذلك فسوف نسحلك فى
الشوارع.

السادسة مساءا ..
عبد الناصر يتنحى ومصر هزمت ..

كبر كان يقذف حممه انفجرت مصر بالجماهير الصارخة الرافضة .. طوفان من البشر .. سنحارب .. سنحارب حتى النصر .. ابق يا عبد الناصر .. وذهل العالم وهو يرى الشعب يهتف للمهزوم .. 
كنا نمني أنفسنا أننا فى كابوس مروع وأننا سنستيقظ منه فإذا مصر اكتسحت إسرائيل وتهدد الأسطول السادس … ويعود جمال عبد الناصر وننام كل يوم على أمل الضربة الكبرى فى اليوم التالي . 
كم مات منا ؟ عشرة آلاف .. عشرون ألف .. خمسون ألف .. ما زال الباقون أحياء لديهم الإرادة والأمل والسلاح سيعوض فى أسابيع …. ونهاجم … رأس العش .. سنطور الهجوم .. هجوم الطيران المصري فى يوليو .. ستزحف المشاة والدبابة ………
لكن الآمال كلها كانت مجهضة …..
حجم الهزيمة يكبر كل يوم …………
*** 
لماذا لم ندرك أيامها أن المخابرات وهيكل هما اللذان أخرجا المشهد كله..
واندفعنا قطيعا من العميان إلى الهاوية..
قطيعا يندفع نحو المجزرة وهو فرح بها نشوان..

وتبدأ حرب الاستنزاف ضاربة مروعة .. وتنزف .. لكن إسرائيل أيضا تنزف .. الأطفال يتساقطون قتلى .. المواطنون فى غزة يتفجرون بالغضب الجامح وهم يحملون صور عبد الناصر … ويستغيثون به .. يا ألم العجز الساحق .. جمال عبد الناصر بعد انكسار كبريائه وانكشاف عجزه حزين ومريض وجريح .. ويموت ..
*** 
مرت الأيام الأولى ولم تسحق إسرائيل عظامنا .. يصحوا الحلم على استحياء … خائف أن أتشبث بأهداب الأمل فأسقط فى غياهب اليأس والواقع .. كعطشان تشقق بالجفاف حلقه فيرى الواحة أمامه فيظنها سرابا .. ألم الموت أصبح أمامه أهون من موت الأمل .. وتتالى البيانات باقتضاب ووقار لا يناسبان الأوار داخلي …. أعطهم القوة وامنحهم النصر يا رب .. تدمير لواء دبابات إسرائيلي بالكامل وأسر قائدة عساف يا غوري .. التليفزيون السعودي يعرض صورته وحديثه عن مفاجأته المذهلة بإمكانيات الجندي المصري …. الله أكبر .. تدمير النقاط الحصينة الباقية من خط بارليف … الجيش السوري يتعرض لضغط رهيب لكنهم أبطال وأسود كواسر .

تتوقف البيانات المصرية عن إضافة جديد سوى أن قواتنا تحكم قبضتها على أرض محرره .. كم حررتم ؟! ولماذا لم نواصل تقدمنا إلى الممرات .. إسرائيل تتحدث عن هجومها المضاد .. ينخلع القلب هلعا .. عاجز أنا كحيوان حبيس فى قفص .. لو أنني كنت فى مصر .. أعلم أنه لن يكون لي دور ولا قيمة .. لكنني أريد أن أكون هناك .. معرض مثلك يا مصر .. لقصف الطائرات ونسف الصواريخ كي يختلط لحمي بلحمك ودمي بدمك … أموت لا محالة إن مت وأعيش أو أموت إن انتصرت .. لا أكاد أنام والمذياع يصاحبني وأنا ألهث بين محطات الإذاعة باحثا عن خبر يطمئنني .. موشى ديان يعترف بكثافة الهجوم المصري وعجز الجيش الإسرائيلي عن رده إلى غرب القناة …
الحمد لله …
والله أكبر …
نصر عبده وأعز جنده ونصر مصر وحده .. تقدم يا سادات إلى الممرات إذن الضغط على سوريا رهيب فتقدم .. تأتي رسل العالم تطلب وقف إطلاق النار .. كان الطالب الأول يعبر عن العهر الأمريكي حيث طلبوا عودة القوات المتحاربة إلى خط 6 أكتوبر بما يعني انسحاب الجيش المصري من سيناء .. يا رجس الشيطان .. ولماذا لم تطلبوا مثل ذلك يوم 5 يونيو .. وتتوالى الرسل راجية وقف إطلاق النار على خطوط القتال … وافق يا سادات … احفظ نصرنا الغالي الدامي من أن يتحول إلى هزيمة السادات يرفض .
الله معه ……
أذقتنا بشائر النصر فلا تحرمنا حلاوته يا رب
14 أكتوبر .. جولدا مائير تصرح أن قوات إسرائيلية تحارب غرب القناة وتهدد أبنها ستدخل دمشق ..
تحت وطأة العذاب تسقط الكلمات صرعى .. لا شئ يصف الألم .. نجلس مع القنصل المصري فى السفارة المصرية بجدة فيخبرنا أن الوضع خطير وأن إسرائيل تحاول حصار الجيش الثالث والثاني …
تخمد الآمال وتنطفئ الأضواء ..
ينبئني بالكارثة قلبي .. لكن على أن أنتظر خمسة عشر عاما حتى أقرأها صريحة فى مذكرات إسماعيل فهمي أننا فى سنة 73 هزمنا عسكريا وأن أقرأ فى مذكرات محمود رياض كيف حول السادات النصر إلى هزيمة ..

ويصرح محمود رياض :
-"كان العالم كله مع مصر … لكن السادات كان مع أمريكا " ويؤكد أن ما حدث هو جريمة ضد الأمة يستلزم التحقيق الشامل لمعرفة أسباب الفشل مشروع الأمن القومي العربي بعد جهود هائلة استغرقت خمسة وعشرين عاما حفلت ببشائر الانتصار وتذر الهزيمة لكننا كنا فيها أحياء نعي ونحاول ونحارب .. وكانت الأيام الأولى فى حرب أكتوبر موحية بأنها ستحلق بسوابقها العظام فى القادسية وحطين وعين جالوت لنحطم مذلة هزيمة 67 والتي حاولوا بعدها أيهامنا بأننا شعب لا يستطيع أن يقاتل .. متجاهلين عمدا أن العرب عامة ومصر بالذات قد خاضت أشرس حروب التاريخ … وأنها انتصرت فى مجملها لتوجد فى النهاية بعد سبعة آلاف عام .. ولم ينجحوا بعد 67 .. لكنهم سينجحون بعد 73 فيما سماه محمود رياض جريمة ضد الأمة .. وستنهال كالطوفان بعد ذلك مئات المذكرات يكتبها مسئولون وخونة ..
وكان أقل القليل منها يستحق الاحترام لصدقه …
لكن أغلبها كان إما محاولة عميل لإمكال اغتيال الأمة وهدم ثقتها فى نفسها أو محاولات خائن أو مخطئ لإبعاد سيف الاتهام بالجريمة عن عنقه بأن يسرد الأحداث من وجهة نظره هو محاولا طمس أدلة اتهامه .. كانوا قد باعوا الوطن وقبضوا الثمن لكنهم يريدون أن يتنصلوا من الجرم تنصل أخوة يوسف .. وضاعت الحقيقة وما زالت ضائعة .

الأيام الأخيرة من الحرب ..
كتل المرارة الفاجعة ..


محادثات الكيلو 101 .

لا أستطيع أن استمر


*** 
*** 
*** 
بقية فصول الكتاب لا تهم..
الفصل التالي مباشرة..
الابن الشرعي والنتيجة الحتمية :

هو... هو... هو... الانقلاب..!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق