الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

السلفية العلمانية "تمارس الحب"

السلفية العلمانية "تمارس الحب"

أحمد عمر


آية المنافق ثلاث، والآيات الثلاث تنطبق على سيادة الهاشتاج، بل إنّ رتبته أعلى، فهو "مشين" في النفاق، فقد أقسم أمام الشعب، والقسم أعلى رتبة من الوعد في آية "إذا وعد أخلف". أمّا إحدى آيات السنفور العلماني، حسب المفكر المصري العلامة عبد الوهاب المسيري، فهي: تنفيذ الرغبة فوراً، فلا زمن فاصلاً عند العلماني بين المثير والاستجابة.
كانت دهشتي كبيرة من جنرال أميركي غزا العراق، قابله أحمد منصور في برنامج بلا حدود، وأصيب بعوارض اليورانيوم المنضَّب، ودُمّرت صحته، لكنه كان سعيداً بالتعويض المالي! كلينتون كان يحاول أن يفهم كيف يرفض الفلسطيني تعويضات مالية ضخمة، تُعرَض عليه في مقابل السفر إلى دولة جديدة، وبداية حياة مرفهة!
الأميركي والأوروبي بعامة، لا يمشي في الشارع إلا، وبيده إما شيء يشربه، أو طعام يأكله. وفي بعض المدارس الأوروبية، يستطيع الطالب أن يأكل في الدرس، وفي بعضها يستطيع أن "يصنع الحب" مع زميلته!
البارحة رأيت حافظ الميرازي يقابل الشيخ الشهير البرهامي الذي كان أسداً على مرسي، وفتخاءَ تفرُّ من صفير العساكر، على "بي بي سي"، ويسأله عن ضحايا ثورة يناير، فقال، لا فضّ فوه، قولاً علمانياً خالصاً: التعويض!
لم يقل بالقصاص الذي قال فيه عزّ وجل: ولكم في القصاص حياة، ولم يقل بالديّة، أيضاً، خشية اتهامه "بالسلفية". 
سخر ذو اللحية الشعثاء من العبث بفتواه التي أجاز فيها فرار الزوج بنفسه عند الخوف من القتل، واستشهد بالنبي إبراهيم، عليه السلام، وزوجته سارة! والقياس خاطئ، فهو كالقياس بين انتخابات عهد مرسي، وانتخابات السيسي. الرجل طلع: براغماتي، ذرائعي، ونباتي، وعلماني أكثر من فولتير.
ما وقع هو أنّ إبراهيم، عليه السلام، لجأ إلى المعاريض. يقول الطبري إنّ الله لو لم ينزّل سوى "سورة العصر" لكفتنا، ففيها أركان الدين والدنيا والعقيدة والعبادة الأربعة، وهي؛ الإيمان والعمل الصالح والحق والصبر.
العلمانيون لا يؤمنون بالصبر، ولهذا قفزت داعش، السلفية العلمانية، قفزتين متناقضتين، واحدة باتجاه المستقبل البعيد في تطبيق الواقع على النص، وأخرى باتجاه أسوأ مراحل التاريخ فقهاً وفكراً. وقد علمت من أصدقاء ناجين أنهم قوم يقبلون على ألذِّ أنواع "الفاست فود"، مثل ساندويشات الهمبرغر والشاورما بنهم، ويعبّون الكولا عبّاً، ويدقّون أبواب المسلمين، خاطبين بناتهم في منتصف الليل، والقتل إحدى "الرغبات"؟ ثم إنهم بارعون في فن أميركي، هو إنتاج أفلام الرعب الحقيقي. واقعياً، كنت أقابل نماذج تقية لم أرها من قبل، في العهد البعثي، مؤمنون أتقياء، يصلون الخمس والنوافل، ويطلقون اللحى، ويسبحون التسبيحات بعد الصلوات، لكن صلاتهم باتجاه واحد هو السماء، أما إخوتهم المسلمون فهم الجحيم، بتعبير سارتر. ولم أقع على فئة في الملل والنحل اسمها "المُعجِلَة"، فلعلها داعش.
إلا أنني سأزوغ إلى مثال البرهامي، وعندي براهين أكثر على علمانية السلفيين، مثال إيثار السلامة على مواجهة المغتصب بالسلاح: يُحكى أن ثلاثة فرسان تباروا في الامتياز، أيّهم ألطف مع خيانة زوجته، وقد وجدها "تصنع الحب" على سريره.
الأول قال: لن أتدخل فيما لا يعنيني، جسدها وهي حرة فيه.
الثاني قال: بل أعتذر منهما.
أفرَسُ الثلاثة قال: الفروسية أن تقول: أكملا، فربما يكون العشيق كافراً، وتغريه سماحة الزوج وكرمه بالدخول في الإسلام!
واستغفر الله لي ولكم، وللسلفية المستقبلية العلمانية السلطانية الداروينية "صانعة الحب" في.. سرير الانقلاب.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق