الأحد، 21 ديسمبر 2014

السلطان بين سليمان وأردوغان


السلطان بين سليمان وأردوغان

 الدكتور محمد الصغير
آمل من هذا العرض أن يستعيد أردوغان أمجاد تركيا وانتصارات أجداده العثمانيين لا سيما سلطان الدنيا وخليفة المسلمين سليمان القانوني.
الذي ولد في عام 900 هجرية وتولى الخلافة وعمره 26 سنة بعد والده سليم الأول الذي ضم مصر والشام وتنازل له آخر خليفة عباسي. وقد تسلم سليم الأول والد سليمان القانوني مفاتيح الحرمين من آخر الخلفاء العباسيين بالقاهرة وأصبح بذلك أول الخلفاء العثمانيين.

اشتهر السلطان سليمان بالقانوني لأنه وضع قانون الدولة العثمانية المسمى (قانون سليمان نامه) وجعل فيه وظيفة المفتي أكبر الوظائف بعد الخليفة.
ولم يكتف سليمان بوضع قانون الدولة العثمانية من الشريعة الإسلامية فحسب بل عمد إلى التنفيذ في الواقع بكل قوة وحزم لأن الحزم سياج العدل.

وصف السلطان سليمان القانوني بأنه مجدد الجهاد في القرن العاشر الهجري وناصر السنة وقاهر البدعة وهازم الشيعة الروافض.
تولى سليمان القانوني الخلافة وعمره ست وعشرين سنة وبدأ حكمه بفتح بلجراد سنة 927 هجرية، وقاد الجيش بنفسه وظل حاملا راية الجهاد ثلاثين سنة متصلة.

وقد اعتاد سليمان القانوني أمير المجاهدين وخليفة المسلمين أن يفتتح كتبه متيمنا بقوله تعالى (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم). وفي عام 929 هجرية، فتح سليمان القانوني جزيرة رودس بمائتي ألف جندي وسبعمائة سفينة وقضى على أطماع أوروبا في مملكة الخليفة الشاب وسارعوا في رضاه.

وتعتبر معركة موهاكس من أيام الله الخالدة كاليرموك والقادسية وحطين وعين جالوت حيث أسقط فيها سليمان القانوني إمبراطورية المجر سنة 932 هجرية.
وقد أعد سليمان القانوني لحرب المجر إعدادا جيدا، فخرج في مائة ألف مقاتل وثلاثمائة مدفع وثمانمائة سفينة فأسقط إمبراطورية دامت ستة قرون وتفرد بسيادة العالم.

وهناك مثل شعبي في المجر يقول (أسوأ من يوم موهاكس) حيث أخذ منهم خمسة وعشرين ألف أسير بالإضافة إلى سبعة عشر ألفا بين قتيل وجريح. لكنه لاحظ تحالف الشيعة مع نصارى رودس والمجر ضده وأعملوا القتل في المسلمين بالعراق وفارس وحاولوا إيقاف مد دولة الخلافة.

فقرر سليمان القانوني تقليم أظاهر الشيعة الذين دائما ما ينشبون مخالب الغدر في أي دولة سنية، فبدأ ببغداد سنة 941 هجرية فطهرها من رجسهم وتسلطهم. ثم تتبع الصفويين الشيعة في أذربيجان والقوقاز وشرق الأناضول حتى عام 962 هجرية فأخمد نار المجوس وفتنتهم في هذه الأمصار.
استمرت خلافة سليمان القانوني ثمانية وأربعين عاما على أكبر دولة في العالم تبدأ من بغداد شرقا حتى أسوار فيينا غربا ومن موسكو شمالا إلى إفريقيا جنوبا.
ما سطرته عن غرة الدهر وخليفة المسلمين سليمان القانوني قليل من كثير ردا على أعداء هذا الدين الذين صوروه كسلطان للحريم.

ومن خلال متابعة بعض المواقف الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان آمل أن نكون على أبواب سلطان جديد يقيم العدل وينصر الشرع في إطار قوانين العصر ومعطياته فنرى #أردوغان_القانوني.

ومن هذه الأعمال والمواقف:

1. ألغى إلزامية التعليم المختلط كما ألغى حظر الحجاب في مدارس البنات وحضر أردوغان مع زوجته بحجابها في الصف بين الطالبات المحجبات.

2. قرر إنشاء مسجد في كل جامعات تركيا معللا أنه الوسيلة المثلى للوصول إلى الشريحة الأهم التي تمثل المستقبل.

3. يسعى الآن بجد لعودة كتابة اللغة التركية بالحرف العربي بعد أن غيرها أتاتورك للحروف اللاتينية التي تعمق الفجوة مع لغة القرآن الكريم.

4. في اللغة التركية خمسة آلاف كلمة عربية ومع كتابتها بالحرف العربي سيسهل تعلمها على العرب ويعين الأتراك على فهم وتعلم اللغة العربية.

5. المعركة الأشرس التي يخوضها الآن.. مراجعة المناهج لصالح الهوية الإسلامية فيقول: لماذا يعرف أولادنا أينشتين ويجهلون ابن سينا.

6. الرئيس الوحيد الذي علق على وضع العلامة القرضاوي على قوائم الإنتربول وقال كيف لشخص جاء بانقلاب ويريد توقيف رئيس علماء المسلمين.

7. وقد كان الدكتور محمد مرسي حريصا على ألا ينطق كلمة إسرائيل لأنها كيان مغتصب، وكذلك أردوغان لا يذكر السيسي إلا بكلمة (الشخص) مقرونة بالانقلاب لأنه مغتصب أيضا.

وصرح في خطابه الأخير تعليقا على تناول وسائل الإعلام الغربية لتعامل حكومته مع الصحفيين قائلا: قبل أن تتحدث أوروبا عن حرية الصحافة في تركيا عليها أن تتوقف عن دعم الانقلاب في مصر.



الدكتور محمد الصغير

وكيل وزارة الأوقاف السابق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق