الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

أسامة النجار: إماراتي دافع عن أبيه المعتقل بتغريدة فأُلحق به


أسامة النجار: إماراتي دافع عن أبيه المعتقل بتغريدة فأُلحق به


هناك هوة شاسعة بين الصورة التي تسعى الإمارات لترويجها كقوة اقتصادية ديناميكية حديثة ومزدهرة، وموطن الفنادق وناطحات السحاب ومراكز التسوق وبين الواقع المظلم الذي يتسم باضطهاد النشطاء بشكل روتيني وتعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة.



"وجه الإمارات البراق يخفي واقعًا سياسيًا قبيحًا"، هكذا عبّرت منظمة العفو الدولية في تقريرها الأخير الصادر منذ عدة أيام عن الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإماراتية تجاه معارضيها.

فقد حكمت المحكمة الاتحادية بدولة الإمارات العربية المتحدة على "أسامة النجار" بالسجن ثلاث سنوات مع غرامة قدرها نصف مليون درهم بتهم تتعلق بالإرهاب والانتماء لجماعات محظورة والتحريض على كراهية الدولة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.

النجار ليس الحالة الوحيدة، فقد حكمت السلطات الإماراتية خلال السنوات الثلاث الأخيرة باعتقال ما يقرب من مائة مواطن على إثر مطالبتهم بإصلاحات سياسية في مارس عام 2011.

وكان "حسين النجار" من ضمن عشرات المعتقلين المتهمين بالانضمام لجماعة الإصلاح المعارضة والتي تعتبرها الحكومة الإماراتية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتم تصنيفها ضمن "المنظمات والجماعات الإرهابية" في القائمة الأخيرة التي أصدرتها الإمارات؛ ليتم الحكم عليه بعشر سنوات ضمن مجموعة تتكون من 94 شخصًا في القضية المشهورة إعلاميًا بقضيّة الـ 94.

حاكم الشارقة الشيخ "سلطان بن محمد القاسمي" كان قد وجّه رسالة لأسر المعتقلين السياسيين قائلاً: "ينبغي عليكم عدم تعبئة أبنائكم بكراهية بلدهم".

لكن "أسامة النجار" البالغ من العمر خمسة وعشرين عامًا بكتابة تغريدة في السادس عشر من مارس الماضي رد فيها عن والده "حسين النجار" قائلاً: ""نحن يا صاحب السمو، لا نحقد على أوطاننا ولا ننسى ظلم ظُلمناه ولو نسته أمهاتنا"، وأضاف في نفس التدوينة التي كانت ردًا على حاكم الشارقة "لأبي في أعناق من ظلمه 20 شهرًا من السجن والتضييق".

لكن "النجار" لم يكن ليعرف أن تلك التدوينة ستكون سببًا في اعتقاله ثم سجنه لمدة ثلاث سنوات مع دفع غرامة مالية نصف مليون درهم إماراتي أي حوالي 136 ألف دولارًا أمريكيًا ليكون ثمن تدوينته ضعف ثمن القتل الخطأ في بلاده.

والجدير بالذكر أنه قد تم القبض على "أسامة النجار" في اليوم الذي أعقب تدوينته على موقع "تويتر"، حيث قام ضباط أمن الدولة بالقبض عليه أثناء عودته لمنزله في ولاية عجمان ثم أخذوه إلى بيته وقاموا بتفتيشه بدون أي إذن قضائي مع أخذهم كل معداته وحاسوبه، بعد ذلك تم اقتياده لمكان مجهول تعرض فيه للتعذيب على يد ضباط أمن الدولة الذين حققوا معه.

وبقي النجار في محبسه طيلة الشهور الماضية حيث تم عرضه للمرة الأولى على المحكمة في الثالث والعشرين من سبتمبر الماضي وتم تأجيل الجلسة للرابع عشر من أكتوبر ثم جاء النطق بالحكم اليوم ليكون أسامة مع أبيه خلف القضبان.

وفي سياق متصل ذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها قبل أيام أن ما يحدث في الإمارات ماهو إلا محاولة لتجميل الوجه القبيح للإمارات التي تكون بحملة ملاحقة غير مسبوقة منذ 2011.

وذكر تقرير المنظمة الصادر في الثامن عشر من نوفمبر الجاري "هناك هوة شاسعة بين الصورة العامة التي تسعى الإمارات لترويجها عن نفسها كقوة اقتصادية ديناميكية حديثة ومزدهرة، وموطن الفنادق الفاخرة وناطحات السحاب ومراكز التسوق التي تبيع منتجات كبار المصممين، وبين والواقع المظلم الذي يتسم باضطهاد النشطاء بشكل روتيني وتعرضهم للاختفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة".

وقد تفاعل موقع التواصل الاجتماعي الشهير "تويتر" مع الحكم، إذ تم إنشاء "هاشتاج"#ثلاث_سنوات_ونصف_مليون_بسبب_تغريدة‬‏ للتدوين عن قضية أسامة:

يتطاولون في العمران...ويتقازمون في حقوق وكرامة الإنسان! هذه حضارة الطابوق لا حضارة الإنسان!


والدة المعتقل أسامة النجار بعد النطق بالحكم: "لن استقبل إلا المهنئين"


إن قتلت خطأ تدفع ربع مليون وإن غردت(فقط غردت)تدفع نصف مليون وتسجن! عندما يصبح(التّغريد)أشدّ من(القتل)،!
السجن ثلاثة سنوات من أجل تغريدة,عند الحكام العرب فقط التغريدات قد تدمر السلم الأهلي و الإستقرار العام .

دافع عن أبيك المظلوم .. وعندها تستحق !! مرحباً بك في أرض العدالة !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق