“رَحِمَ اللَهُ صاحِبَ النَظَراتِ”..
إلى مصطفى لطفي المنفلوطي
شعر: حافظ إبراهيم
رَحِمَ اللَهُ صاحِبَ النَظَراتِ
غابَ عَنّا في أَحرَجِ الأَوقاتِ
يا أَميرَ البَيانِ وَالأَدَبِ النَضــرِ
لَقَد كُنتَ فَخرَ أُمِّ اللُغاتِ
كَيفَ غادَرتَنا سَريعًا وَعَهدي
بِكَ يا مُصطَفى كَثيرِ الأَناةِ
أَقفَرَت بَعدَكَ الأَساليبُ وَاِستَرخى
عِنانُ الرَسائِلِ المُمتِعاتِ
جَمَحَت بَعدَكَ المَعاني وَكانَت
سَلِساتِ القِيادِ مُبتَدَراتِ
وَأَقامَ البَيانُ في كُلِّ نادٍ
مَأتَمًا لِلبَدائِعِ الرَائِعاتِ
لَطَمَت مَجدُلينُ بَعدَكَ خَدَّيــها
وَقامَت قِيامَةُ العَبَراتِ
وَاِنطَوَت رِقَّةُ الشُعورِ وَكانَت
سَلوَةَ البائِسينَ وَالبائِساتِ
كُنتَ في مِصرَ شاعِرًا يَبهَرُ اللُبــبَ
بِآياتِ شِعرِهِ البَيِّناتِ
فَهَجَرتَ الشِعرَ السَرِيَّ إِلى النَثــرِ
فَجِئتَ الكُتّابَ بِالمُعجِزاتِ
مُتَّ وِالناسُ عَن مُصابِكَ وَشُغلٍ
بِجُرحِ الرَئيسِ حامي الحُماةِ
شُغِلوا عَن أَديبِهِم بِمُنَجّيــهِم
فَلَم يَسمَعوا نِداءَ النُعاةِ
وَأَفاقوا بَعدَ النَجاةِ فَأَلفَوا
مَنزِلَ الفَضلِ مُقفَرَ العَرَصاتِ
قَد بَكاكَ الرَئيسُ وَهوَ جَريحٌ
وَدُموعُ الرَئيسِ كَالرَحَماتِ
لَم تُبَقِّ يا فَتى المَحامِدِ مالًا
فَلَقَد كُنتَ مُغرَمًا بِالهِباتِ
كَم أَسالَت لَكَ اليَراعَةُ سَيلًا
مِن نُضارٍ يَفيضُ فَيضَ الفُراتِ
لَم تُؤَثِّل مِما كَسَبتَ وَلَم تَحــسِب
عَلى ما أَرى حِسابَ المَماتِ
مِتَّ عَن يافِعٍ وَخَمسِ بَناتٍ
لَم تُخَلِّف لَها سِوى الذِكرَياتِ
وَتُراثُ الأَديبِ في الشَرقِ حُزنٌ
لِبَنيهِ وَثَروَةٌ لِلرَواةِ
لا تَخَف عَثرَةَ الزَمانِ عَلَيهِم
لا وَلا صَولَةَ اللَيالي العَواتي
عَينُ سَعدٍ تَرعاهُمُ بَعدَ عَينِ الــلَهِ
فَاِهدَأ فَقَد وَجَدتَ المُواتي
غابَ عَنّا في أَحرَجِ الأَوقاتِ
يا أَميرَ البَيانِ وَالأَدَبِ النَضــرِ
لَقَد كُنتَ فَخرَ أُمِّ اللُغاتِ
كَيفَ غادَرتَنا سَريعًا وَعَهدي
بِكَ يا مُصطَفى كَثيرِ الأَناةِ
أَقفَرَت بَعدَكَ الأَساليبُ وَاِستَرخى
عِنانُ الرَسائِلِ المُمتِعاتِ
جَمَحَت بَعدَكَ المَعاني وَكانَت
سَلِساتِ القِيادِ مُبتَدَراتِ
وَأَقامَ البَيانُ في كُلِّ نادٍ
مَأتَمًا لِلبَدائِعِ الرَائِعاتِ
لَطَمَت مَجدُلينُ بَعدَكَ خَدَّيــها
وَقامَت قِيامَةُ العَبَراتِ
وَاِنطَوَت رِقَّةُ الشُعورِ وَكانَت
سَلوَةَ البائِسينَ وَالبائِساتِ
كُنتَ في مِصرَ شاعِرًا يَبهَرُ اللُبــبَ
بِآياتِ شِعرِهِ البَيِّناتِ
فَهَجَرتَ الشِعرَ السَرِيَّ إِلى النَثــرِ
فَجِئتَ الكُتّابَ بِالمُعجِزاتِ
مُتَّ وِالناسُ عَن مُصابِكَ وَشُغلٍ
بِجُرحِ الرَئيسِ حامي الحُماةِ
شُغِلوا عَن أَديبِهِم بِمُنَجّيــهِم
فَلَم يَسمَعوا نِداءَ النُعاةِ
وَأَفاقوا بَعدَ النَجاةِ فَأَلفَوا
مَنزِلَ الفَضلِ مُقفَرَ العَرَصاتِ
قَد بَكاكَ الرَئيسُ وَهوَ جَريحٌ
وَدُموعُ الرَئيسِ كَالرَحَماتِ
لَم تُبَقِّ يا فَتى المَحامِدِ مالًا
فَلَقَد كُنتَ مُغرَمًا بِالهِباتِ
كَم أَسالَت لَكَ اليَراعَةُ سَيلًا
مِن نُضارٍ يَفيضُ فَيضَ الفُراتِ
لَم تُؤَثِّل مِما كَسَبتَ وَلَم تَحــسِب
عَلى ما أَرى حِسابَ المَماتِ
مِتَّ عَن يافِعٍ وَخَمسِ بَناتٍ
لَم تُخَلِّف لَها سِوى الذِكرَياتِ
وَتُراثُ الأَديبِ في الشَرقِ حُزنٌ
لِبَنيهِ وَثَروَةٌ لِلرَواةِ
لا تَخَف عَثرَةَ الزَمانِ عَلَيهِم
لا وَلا صَولَةَ اللَيالي العَواتي
عَينُ سَعدٍ تَرعاهُمُ بَعدَ عَينِ الــلَهِ
فَاِهدَأ فَقَد وَجَدتَ المُواتي
حافظ إبراهيم

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق