الاثنين، 10 مارس 2014

قطر تتراجع.. وتغرد داخل السرب!



قطر تتراجع.. وتغرد داخل السرب!

شريف عبدالغني

تلفزيون قطر الرسمي ينوه ببث بيان هام بعد قليل.
يظهر أحد المذيعين، بملامح جادة، وصوت ينم عن أهمية البيان، ثم يتحدث: أيها السادة والسيدات، القطريون والقطريات، الخليجيون والخليجيات، العرب والعربيات، أصدر مصدر مطلع بيانا حول الأحداث الراهنة، هذا نصه:

يؤكد المصدر أن دولة قطر في إطار حرصها على لم الشمل العربي، وتبادل السفراء مع الجميع، والتغريد داخل السرب، فإنها قامت بمراجعة مواقفها منذ ما يسمى إعلاميا بالانقلاب في مصر الشقيقة، وقد تبين لها بعد الفحص والمحص والدارسة عدة حقائق مذهلة وهي:
1 - أن ما حدث في مصر ليس انقلابا، بل هو ثورة شعبية شاملة جامعة مانعة وافية، قام بها %99. 999 من الشعب، وهو ما أثبته في محاضر رسمية موثقة، وتقارير معتمدة مصورة ومختومة بختم الجودة، مخرج الثورة ومهندسها وحاميها وراعيها وحاملها وساقيها خالد يوسف.
2 - الأمن المصري لم يقتل أي مواطن خلال اعتصام «رابعة»، وغيرها من الاعتصامات، ولم يصب بأذى أي متظاهر ضد الانقلاب الذي ليس بانقلاب، وإنما كل التقارير الموثقة الحاصلة على شهادة «الأيزو» تثبت أن المعتصمين هم من قتلوا بعضهم البعض، لتلفيق تهمة شنيعة إلى الانقلاب الذي دائما وأبدا ليس بانقلاب، ولم يكتفوا بذلك، بل بعدما قتلوا أنفسهم قاموا في فعلة خبيثة أخرى بحرق جثثهم بأنفسهم أيضا، لتشويه صورة الانقلاب الذي ليس هو بانقلاب.
3 - كل من يشارك من القلة المندسة في المظاهرات، يقتلون أنفسهم في كل مظاهرة، لتقويض استقرار البلاد.
4 - السلطة لا تعتقل أي مصري بدافع منها، بل إن المصريين هم الذين يقفون طوابير طويلة أمام السجون طالبين اعتقالهم، للتمتع بالرفاهية داخل المعتقلات، ولا تجد الدولة الحنونة سوى تلبية رغبة الشعب.
5 - «البيادة» هتفضل حرة، وثورة خالد يوسف مستمرة.
وأضاف المصدر:
وبناء على هذه الوقائع والأدلة الدامغة، قررت قطر الآتي:
أولا:
إيفاد أسطول من المساعدات للانقلاب الذي ليس بانقلاب، أوله في ميناء الدوحة، وآخره في قناة السويس.
ثانيا: رفع دعاوى قضائية دولية على الشعب المصري، الذي يقتل نفسه في الشوارع، بتهمة ترويع الكرة الأرضية.
ثالثا: طرد مئات آلاف المصريين العاملين في قطر، بعد جريمة تصويتهم في الانتخابات لصالح الرئيس الإرهابي الفاشي الموسوليني الهتلري محمد مرسي، والتصويت كذلك بـ «نعم» على دستوره الإقصائي الإبعادي الاحتكاري الاحتقاري، وإلقاء كل الأكاديميين المصريين الذين تستضيفهم قطر في مياه الخليج عند مضيق هرمز، واستبدالهم بـ «المواطنين الشرفاء» فقط بداية من «سيد سنجة» وانتهاء بـ «زنجر أبوالروس» ومرورا بـ « حنان مالوش وجود في الوجود».
رابعا: تنازل قطر عن تنظيم كأس العالم 2022، وتقديم ملف التنظيم وفوقه الملاعب والمنشآت إلى سلطات الانقلاب الذي ليس بانقلاب، لإقامته في أبوالمطامير بمصر، كعربون محبة مع الانقلاب الذي هو طبعا ليس بانقلاب.
خامسا: وقف علاج المصريين المقيمين في قطر والمصابين بفيروس سي، بأحدث مستجدات العلاج من أميركا وأوروبا، والتعاقد مع مخترع جهاز الكفتة المصري الشهير، لإرسال أكبر شحنة أسياخ كفتة مشوية إلى قطر لهذا الغرض، مع التنويه بأن كل مستلزمات العلاج من بهارات ومخللات و «كاتشب» وبقدونس، ستتحملها أيضا الميزانية القطرية، وذلك ترويجا منها للمنتج العبقري الإعجازي، الذي هو انتصار لكل عربي، وجعل رأسنا مرفوعة أمام كل مطاعم الشرق والغرب وبلاد تركب البغال.
انتهى البيان.
بعده بلحظات قررت قناة الجزيرة، طرد كل المدافعين عما تسمى «الشرعية» والمسار الديمقراطي بمصر، وقصر الحضور في برامجها مثلما تفعل كل الفضائيات «المهنية العريقة» على المؤيدين والمروجين للانقلاب الذي ليس بانقلاب، وإعدام كل التقارير التي بثتها عن الأحداث في مصر منذ 30 يونيو.
في اليوم التالي صدرت الصحف القطرية بهذه المانشيتات:
«العرب»: قطر للانقلابيين: انتوا نور عينينا
«الشرق»: الكفتة تتسيد المنطقة.. تسلم الأيادي
«الراية»: .. وبكرة هتشوفوا مصر قد الدنيا
«الوطن»: ما أحلى الرجوع للتغريد داخل السرب
بعد هذا التطور الكبير في الموقف القطري، ظهرت سريعا التعليقات المرحبة والمهللة، وأجمعت كل الأصوات على أن ما وصفته بـ «عودة البلبل القطري للتغريد داخل السرب»، سيكشف للعالم حقيقة ما يحدث في مصر، وسيدحض الشائعات المغرضة التي يبثها المصريون بأن السلطة تقمعهم وتقتلهم، كما ستنهي المراجعة القطرية لمواقفها ما يسمى بالمقاومة الفلسطينية للأبد، وسيجعل مسار ما يوصف بالربيع العربي، ينتهي إلى حيث ما يريده السرب المغرد.. خريف دائم وغربان تنعق على أطلال تلك الدول.
وكان من أبرز ردود الأفعال:
- أحمد شفيق:
من هنا ورايح لازم أنقل إقامتي للدوحة.. هي الحضن والمأوى والمستقر.
- محمد دحلان: خدني معاك والنبي يا أحمد!
- لميس الحديدي: مبروك للأمة عودة قطر للسرب.. ومبروك لكل القنوات انتهاء أسطورة الجزيرة، وبكده نقدر نكسب القناة دي بعد سنوات من العذاب.. بس يا ريت يتموا جميلهم ويعدموا فيروز زياني وغادة عويس وإيمان عياد.. أصلهم مفكرين نفسهم أحلى منى!
- عمرو أديب: طول عمري أقول إن قطر أكبر من الجميع.. مبروك يا أجمل انقلابيين ويا أطيب انقلابيين هذا الدعم القطري.
- خيري رمضان: قرارات حكيمة وشيقة وجميلة.. بس يا ريت الإخوة في قطر يبعتولنا شوية بطاطين استعمال خليجي.. وليكوا عليا هخلي الكل يحكي ويتحاكى بيها.
- وائل الإبراشي: قطر تقدم نموذجا للمراجعة.. وموقفها إضافة مهمة لرصيدنا.
- مصطفى بكري: عن نفسي ومعايا الست تهاني الجبالي هنكون وفد شعبي ونسافر الدوحة نقدم الشكر.. وهيكون معانا كل الرموز الوطنية والدبلوماسية من أول دينا ويسرا وإلهام وحتى سما المصري وصافيناز.
- إبراهيم عيسى: قطر كده قلبا وقالبا مع «شعب علي الحجار».. وفي داهية الشعب الآخر.. وهنولع فيهم بجاز.
- توفيق عكاشة: عليا الطلاق القطريين دول أجدع ناس.. وجزمتهم فوق راسي.. بس يا ريت يدونا نفحة كده في الأيام المفترجة دي.
على المستوى الرسمي، فاجأ رئيس الوزراء المصري الجميع، وأصدر قرارا بفك الهرم الأكبر وتغليفه في ورق سوليفان، وبعد تنفيذ تعليماته، أرسله بالبريد المستعجل إلى بلدية الدوحة، ومعه كارت معايدة مكتوب عليه: ما يغلاش عليكم.. والنبي قبل الهدية!
وأخيرا عقد كبار العرب قمة استثنائية، قرروا فيها استثناء الدوحة من وجود سفير واحد لكل دولة بها حسب الأعراف الدبلوماسية، وإيفاد 3 سفراء عن كل دولة، تقديرا لدور قطر في دعم قضايا الأمة، وأولها الانقلاب في مصر الذي ليس هو بانقلاب. وقال المتحدث باسم القمة: مرحبا بك يا قطر داخل السرب، وملعون اللي يسحب منك سفير تاني!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق