خبت النيران.. ولم ولن تنطفئ الحرب..
صفوت بركات..
أستاذ علوم سياسية واستشرافية
لِمَا الجَزَع؟!
الغَزَاويُّون كانوا مليونين ونصف (٢.٥ مليون) استُشهد وجُرِح منهم مائة ألفٍ، فزادوا أكثر من مليار كلُّهم ينتَسِب إلى غزّة معنًى وقيمة وتضحية من أجلها، ثُمّ كانت مساحتها التي تعلمون فزادت مساحتها ملايين الكيلومترات في شتّى الجغرافيا العالَميّة، وربّما احتلّت أماكن أشدَّ حساسيّة من أرض غزّة في صناعة القرار العالَميّ، وأصبحت عواصمهم ثُغورًا غزّاوِيّة عليها حُرّاس أشدُّ مِراسًا وقُدرةً على الزَّوْد عنها. كلّ هذا يستره عنكم آلة الإعلام العالَميّة والعربيّة، ويضخُّون ليل نهار ما يُخالف الحقيقة، ليُوقِعوا الوَهن في قلوبكم!
هذه حرب إرادات، وستنتصر غزّة!
مَن لا يُدرِك أنّ حربَ غَزّة حربُ إرادات، وأنّها ليست كأيّ حربٍ دونها في التّاريخ، فسيظَلّ يَنظُر لها بمعايير لا تنطَبق عليها، وتتقطّع نفسه حَسَراتٍ؛ لأنّها حربٌ أكبر من الجغرافيا والحدود، وأكبر ممّن عليها من بشر وحجرٍ.
فتلك الحرب هي حرب على المستقبل بكلّ ما يعنيه بدءًا منَ التّصوّر والفلسفة التي حكَمَت العالَم من قبل الحرب العالَميّة الثّانية إلى اليوم.
ولهذا يختلف في الحُكم عليها المؤيّدُ والمعارِضُ، الشّهم والجبان، الكريم والشّحيح، صاحب العِلم وصاحب الجَهل؛ لأنّها حربٌ عنوانُها وحقيقتُها في الصُّدور وقُلوب ثُلّة منَ الرّجال لا يَبلُغ عددهم أصابع اليَد الواحدة، وإن كان مَن انغمَس فيها وخاضها العالَم بأكمله سواء مع أو ضدّ.،،،
المكتوب أعلاه كتبته في بواكير الحرب وأول أيامها ولكن حرصت على أن اعيد نشره اليوم حتى لا يتهمنى البعض بالتكهن والجنون.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق