مذابح ناصرية: كرداسة 65
صلاح فضل9/17/2013
كرداسة قرية من قري محافظة الجيزة وتتبع الآن محافظة 6 أكتوبر وتقع علي مقربة من أهرامات الجيزة ،مساحتها حوالي سبعة كيلومترات وتعتبر أكبر قري إقليم القاهرة الكبرى وأكثرهم كثافة سكانية زحف عليها العمران السكني فتقلصت رقعتها الخضراء.
ولكرداسة شهرة عالمية اكتسبتها من صناعة الملابس والنسيج اليدوي الذي غزا كل بلاد العالم ولذلك يقبل السياح من كل الجنسيات علي زيارتها وشراء منتجاتها اليدوية .
ولكرداسة تاريخ طويل يرجع إلي الفتح الإسلامي لمصر حيث ترجع تسميتها بهذا الاسم إلي أن جيش عمرو بن العاص رضي الله عنه، أقام م الكراديس بها ومنه اشتق أسم كرداسة واستمر الجيش بها فترة من الزمن وتجد بكرداسة منطقة تسمي "الروضة" سميت بهذا الاسم لان العديد من الصحابة دفنوا بها فصار اسمها روضة بسبب وجود هذه القبور التي لاأثر لها الآن.
ولهذا تعتبر كرداسة من أوائل المناطق التي دخلت في دين الإسلام مع بواكير الفتح الإسلامي لمصر.
ولذلك يتميز سكان كرداسة بالتدين الفطري وحب الدين وعلماؤه ولذا تكثر المساجد بها والتي يزيد عددها علي الثلاثمائة مسجد كما يكثر بها الكتاتيب وحفظة القران الكريم وأهل العلم الشرعي
وقد تعرضت كرداسة لحرب إبادة جماعية قام بها زبانية نظام ناصر الدموي وذلك في عام 1965وتحديدا في 21/9/1965 عندما داهمت قوة من الأمن منزل الأستاذ سيد نزيلي العوضية وعندما لم يجدوه أصروا علي اقتياد زوجته بالقوة وعندما شاهد الأهالي هذا المنظر تحركت فيهم النخوة والرجولة والشهامة ومنعوا قوة الأمن من القبض علي زوجة الأستاذ سيد نزيلي
وقاوموا قوة الأمن ولقنوهم درسا في احترام حرمات المسلمين وأن قوة الحق أقوي من قوة الظلم ،ومازال أهل المنطقة الذين تغلبوا علي زبانية عبدالناصر يتغنون بهذه الحادثة ويعلموها لأجيالهم حيث يهتفون " درب أولاد علي ضرب العسكري "
طارت أخبار الهزيمة إلي القاهرة فتكونت قوات مشتركة من الحربية والداخلية وحاصروا كرداسة وحولوها إلي معتقل لا يختلف عن معتقلات النازي وتم اقتياد الرجال والنساء إلي مدرسة الوحدة بكرداسة وأذاقوهم ألوان العذاب الذي يعجز القلم عن وصفها ،اختلطت أنات الرجال مع صرخات النساء من شدة الألم وكلما أفاقوا من التعذيب كانوا يقولون حسبنا الله ونعم الوكيل
واستمر التعذيب فترة كبيرة تفنن فيها زبانية نظام ناصر الدموي في تعذيب و اهانة أهالي كرداسة والانتقام منهم لا لذنب اقترفوه جريمة أرتكبها إلا أنهم يقولون ربنا الله
وخلال هذه الفترة تم حظر التجوال لدرجة منع تشييع جنازات الموتى فكان الميت يشيعه أربعة فقط هم حملة النعش كما منع الدخول إلي القرية أو الخروج منها ،وكانت قوات الأمن تداهم منازل الأهالي وتقوم بنهبها وتحطيم مابقي من محتوياتها ولم يشف غليل النظام كل ما فعلوه فحاول إبادة القرية عن أخرها فوجه مدافعه لدك القرية بمن فيها لولا لطف الله بأهالي كرداسة .
لقد حول النظام الغادر القرية المؤمنة إلي قرية أشباح ولم يتركهم إلا وهم يعانون من الأمراض والعاهات ،وبعد أن تم جلاء القوات الناصرية عن كرداسة تم اعتقال مجموعة كبيرة من شباب ورجال كرداسة واقتيادهم إلي السجن الحربي حيث بدأت مرحلة جديدة من التعذيب و الأهانات أشرف عليها كبار زبانية النظام مثل صلاح نصر وحمزة البسيوني وشمس بدران .
وقد كانت كل هذه الأحداث مقدمات لهزيمة 67 فما كان لنظام يكره شعبه ويقتل من يقول ربي الله أن ينتصر .
وكرداسة اليوم مازالت بخير تكسو شوارعها وبيوتها مظاهر الإسلام والالتزام إلا من قلة قلية ضلوا الطريق الذي سيعودون إليه بإذن الله
ومازالت الأجيال الجديدة من أبناء كرداسة يعانون من أثار القمع الناصري لأجدادهم وإبائهم فما زالوا ممنوعين من شغل المناصب الحساسة في الدولة أو الالتحاق بكليات الحربية أو الشرطة ومازالت القرية مصنفة لدي الجهات الأمنية علي أنها من القري الخطرة علي الأمن ،وهذه المشكلات يعاني منها الكرادسة حتي اليوم و لايستطيع أعضاء مجلس الشعب مناقشتها مع الجهات المختصة
هذه نبذه عن كرداسة و احداثها سردتها بصفتي واحدا من أبناء هذه القرية الطيبة الذين ولدوا وعاشوا علي أرضها ، وتشربت نفوسنا بحب الإسلام وأهله .
هذه الأحداث سطرها التاريخ بدماء أبناء كرداسة لتكون شاهدة علي ظلم وطغيان ودموية النظام الناصري الذي نوكل الأمر فيه إلي الله سبحانه وتعالي وهو حسبنا ونعم الوكيل .
" نشر هذا المقال لأول مرة بجريدة بر مصر الإلكترونية بتاريخ: 2009-07-17 - ولم يدر بخلد الكاتب أنه يمكن أن يعيش هذه الأحداث مرة أخرى نسأل الله أن يحفظ مصر وأهلها -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق