الموضوع هيبوظ يا فندم
بقلم: محمد طلبة رضوان
كل من شارك في ثورة يناير لم يكن ينتظر سوى مستقبل محترم لهذا البلد، تَــرَفّع الجميع عن المكاسب، أتحدث عن الشباب طبعا، قد يكون ذلك من أخطائنا، لكن هذا ما حدث ..
3 يوليو، كل من شارك وساند وطبل وهلل، وبرر، يريد الثمن، الجميع يعلم في قرارة نفسه أنه يرتكب جريمة، مكتملة الأركان، وإن تبنى خطاب: ثورة المصريين على حكم الإخوان، والفاشية الدينية، والجنرال المدني الذي "قلع" بزته العسكرية من أجل مصر، والجيش حما الثورة، والحفاظ على الدولة ... إلخ
بعض الرفاق، بكل أسف، رأوا أن هذا هو الأمر الواقع، السيسي قـَدَر البلاد، لن يرحل، لن ينهزم، معه كل شيء، انتهت اللعبة، الثورة تخسر، علينا أن نكسب من الوضع القديم/ الجديد قدر استطاعتنا، منهم من تراجع ونال الثمن، ومنهم من ينتظر الثمن كي يتراجع، ومنهم من يقف بالمنتصف، فإذا جاء الثمن أكمل، وإذا لم يجيء تراجع!
تباعا، تسقط الأقنعة، ويغربل الزمان صفوفنا.
***
يذهب يوسف زيدان ليقابل السيسي، يعلم أنها جريمة، يتجاوز الانتقادات، بجلد ميت، يحاول أن يجد تبريرا على صفحته على الفيس بوك، انقاذا لما يمكن انقاذه، يتحول الأمر إلى "إفيه"، ينتظر الثمن، لكن يأتي اسماعيل سراج الدين، فيعتزل زيدان الثقافة، ويكتشف فجأة أن الوطن يتراجع، وأن الرئيس لا يتدخل.(يوسف زيدان نموذجا)
***
يساند بعض رجال أعمال مبارك السيسي، ينفقون من أموالهم، إن جاز التعبير، على انقلاب عسكري، جريمة، ينتظرون بدورهم الثمن، كما تعودوا، تنتهي مهمتهم، يدير النظام ظهره، ويسند الجنرال المدني كل شيء للجيش، نفس الجرائد التي كانت تهلل وتطبل، تأخذ خطوة محسوبة للخلف، وتبدأ "المهاميز"، لعل السيسي يتراجع، ويدفع، شخلل يا بلدينا عشان تعدي ...لن يستطيع قائد الانقلاب العسكري أن يدفع للجميع، من هنا لن يحظى "دائما" بمساندة الجميع، لا أحد يعمل لوجه الوطن إلا هؤلاء الذين امتلأت بهم الميادين في يناير وماسبيرو ومحمد محمود ورابعة ... الخونة/ العملاء/ الأجندات، أما سواهم فـ "شيلني وأشيلك"، لا شيء اسمه "مش قادر أديك" ...
الموضوع كده هيبوظ يا فندم.
***
في التسريب الجديد الذي أذاعته قناة "مكملين" يتحدث "مساعد وزير الدفاع للشئون القانونية والدستورية" شخصيا، عن نيته للاتصال بـ "وزير الداخلية" شخصيا ليطلب منه بشكل واضح تزوير ورقة رسمية لزوم "تستيف" قضية التخابر، والاتحادية للرئيس الإخواني ...يتصل "شاهين: بوزير الداخلية، ويخبره أن النائب العام يقول: أرجوكم اضربوا أي حاجة بتاريخ قديم .. اعملوا أي حاجة".
يتصل مدير مكتب السيسي بقائد الأركان ليخبره أن الرئيس يطلب إنهاء المهمة، وتحويل الوحدة العسكرية التي يخبئون فيها مرسي منذ اختطافه إلى مكان يبدو كأنه تابع للداخلية منذ 100 سنة، يقول: بيقولك اعملوها مهما اتكلفت ..
تذكر: رضينا بالسيسي رَباً لكي نحافظ على الدولة ..
***
"في كام موضوع منيل بنخلص فيهم""كنت متوضي وهقوم أصلي العشا"
العبارتان قالهما اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي في التسجيل المسرب ..
إذا كانوا يتصورون أنهم يخادعون الله بهذا الشكل .. فماذا يفعلون بالناس؟
***
"مرسي بكرة هيبقى في الشارع ... هيخرج"!يقولها "ممدوح شاهين" رعبا، وتهديدا لطرف المكالمة الآخر، الفريق "أسامة الجندي"، قائد القوات البحرية، لكي يجد حلا .. فلا مجال للحجج .. مرسي ممكن يطلع.
شرعية مرسي محل خلاف بين رفقاء الثورة، لكنها ليست كذلك عند من انقلبوا عليها، هم موقنون بشرعيته، ولذلك عزلوه.
***
يتوسل (ممدوح شاهين) لقائد القوات البحرية أن يجد حلا، فقد تحدث معاينة، وتكتشف الفضيحة، مرسي لم يكن مسجونا بشكل قانوني، كان مخطوفا، ومرميا في "هنجر" عسكري.حسنا، ماذا لو حدثت معاينة بالفعل، بعد تظبيط" المسائل، وأفاد تقرير المعاينة بأن "كله تمام"، وخرج من الإخوان، أو من غيرهم، من يشكك، ويتهم العسكر، والداخلية بالتآمر، ويسرد تفاصيل المؤامرة بناء على معلومات، من أول تزوير الوزير لحد اليافطة والسور؟ ما الذي كان سينال هذا المشكك من الجميع؟، رفاق الثورة، الفلول، السيساوية، مدحت شلبي، الجميع؟.
سخرية، ألش للصبح، اتهام بأنه مسكين، عقليته تآمرية، يتصور أن العالم ضده، إبراهيم عيسى يصرخ على الشاشة: معاتيه، مخرفين، متخلفين، مرضى، متصورين إن مؤسسات كبيرة زي الجيش والداخلية ممكن تتورط في ألعاب صبيانية رخيصة مثلهم كي يحرجوهم، مش قادرين يتخيلوا إن مرسي بتاعهم اتسجن بشكل قانوني وبيتحاكم بشكل قانوني وبتحاكمه مؤسسات محترمة بتحترم الدستور والقانون .... سفالة .. وضاعة .. انحطاط ..
هذا ما نسمعه، طوال الوقت، من فصيل من الكتاب والمحللين، يتوهم الواحد منهم أنه لن يفكر بشكل علمي إلا إذا تجاوز المؤامرة إلى محاولة التماشي مع رواية الدولة، ويتصور أن تغليفه لرأيه بشتيمة الدولة والإخوان في سطر واحد يرفع عنه مسئولية التبني، والترويج، لقراءة تخدم العصابة التي تحكمنا تحت تهديد السلاح.
مع كل قنبلة نسمع من ينفي بالقطع تورط الدولة في أي مؤامرة، مع كل تفجير، اختراق للحدود لأكثر من 20 مرة بنفس الطريقة، اختطاف جنود، الدولة دائما بريئة، مصر تحارب الإرهاب، لا مؤامرات، اختلافنا مع النظام لا يبرر لنا مجرد تصور أن مؤسسات الدولة بكل هذا الإجرام !!!
ها هي مؤسسات الدولة تتآمر بمنتهى الخسة والنذالة، والوساخة، لتستيف أوراق قضية تتعلق بمحمد مرسي، انتخبه الملايين، نزل ضده الملايين، دافع عن شرعيته الملايين، هاجم المدافعين عنه الملايين، مات من أجل هذا وذاك مئات الشباب، هذه الدولة الوضيعة استهزأت بكل هؤلاء، وفعلت ما تريد، الورق ورقنا، والدفاتر دفاترنا، من يفعل الكبيرة يفعل الصغيرة، ويفعل مثلها، نعم الدولة من تفجر، الدولة الدولة من تقتل، الدولة تمارس الإرهاب وتقتل جنودنا، الباشوات لا يرونهم سوى أنفار، وقود المعركة، الحطب، تقتل بدم بارد، ثم يبكي رجالها أمام الكاميرات على من قتلوا، ويتقبلوا التعازي، ويواصلوا المسيرة.
هذا هو دين الدولة وديدنها مذ عرفناها، هكذا كانوا يعتقلون ويقتلون ويعدمون ويزورون التاريخ:
"هنجر" عسكري نضع عليه يافطة فيتحول إلى سجن تابع للداخلية
انقلاب عسكري، نضع عليه يافطة فيتحول إلى ثورة.
رئيس على ظهور الدبابات، ضع عليه يافطة ليصبح الرئيس المنتخب.
إعلام كذاب، باليافطة، يصبح إعلام مصر الوطني
شيوخ أفاكين، أفاقين، يافطة تحولهم إلى شيوخ الأزهر الشريف، وعلماء الإسلام الوسطي الجميل.
ثوار، يافطة، عملاء
فلول، يافطة، رجال دولة وخبرات
اعتقالات، وقتل، وسحل، وتهجير قسري، وفصل من الجامعات، ومنع من السفر، وعسكرة أكثر للدولة والمجتمع، كل ذلك لا يحتاج سوى "يافطة" كي يصبح الحفاظ على الدولة.
إن فضيحة كارثية مثل هذا التسريب من شأنها أن تسقط دولة إذا حدثت في بلد كبير، له نخبة تحترم نفسها، وتتمتع ببعض أخلاق وضمير، إلا أن شيئا من ذلك لن يحدث في مصر، ستمر الفضيحة دون صدى، أو مساءلة جادة، ذلك لأنهم وضعوا على "الخيانة" يافطة "حب الوطن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق