الأحد، 16 أبريل 2017

(ترامب ..وطبول الحرب)..!


(ترامب ..وطبول الحرب)..!

د.عبدالعزيز كامل

كانت وعود ترامب الانتخابية بالعمل على النهوض بالداخل الأمريكي تحت شعار (أمريكا أولا) تفسر على أنه سينكفئ بها نحو داخلها حتى يحل معضلاتها ويعالج مشاكلها، الناشئة عن تغولها وتدخلها في شؤون غيرها، لكن طبع التعجل الذي يغلب تطبع التعقل لدى رعاة البقر؛ جعل ترامب يدق طبول الحرب بالخارج بعد تحديد مساراتها وتهيئة مسارحها..بدءا من سوريا التي أمطر أحد مطاراتها العسكرية بصواريخه التدميرية، ثم أفغانستان التي ألقى على أرضها أول وأكبر قنبلة غير نووية - تزن عشرة أطنان - محذرا بذلك ضباع روسيا وإيران من مغبة مزاحمة سباع أمريكا في مناطق نفوذها وحدود غاباتها. 
وبينما لايزال ترامب يجهز مزيدا من ميادين حروب الأصالة أو الوكالة مدفوعا باندفاعه المغرور، ومستعينا بوزير دفاعه "المسعور".. إذا به يصطدم بزعيم شيوعي جلد ملحد، يزعم - رغم إلحاده - أنه هو الإله المعبود في كوريا الشمالية، فنازع ترامب في كبريائه..وسابقه في تعاليه وغبائه..!
حلبة مصارعة مصيرية ذات تداعيات دولية، أوشكت أن تنشب فيها معارك دامية بين الثورين الثائرين الهائجين..
فزعيم كوريا الشمالية (كيم جونج أون) الذي أطلق عليه ترامب لقب (الطفل السمين) أجري خمس تفجيرات نووية، و عرض العديد من الصواريخ البالستية القادرة على الوصول للأراضي الأوروبية والأمريكية، ولما ردت أمريكا على غطرسته بإرسال مجموعة حربية بحرية من ثلاثة طرادات ومدمرات وحاملة طائرات، وسط أكبر حشد للحرب منذ غزو العراق.. سماه ترامب (الزحف العظيم).. رد رئيس كوريا الشمالية بإطلاق صاروخ بالستي جديد، و زاد في العناد بأن صرح بأن بلاده سوف تجري تجربتها النووية (السادسة) في الزمان والمكان الذي تختاره..!..وأعلن قائد جيشه بأن كوريا الشمالية ستضرب أمريكا بلا رحمة..وسترد على ضرباتها المحتملة بمهاجمة حلفائها في اليابان وكوريا الجنوبية.. بضربات جنونية.. ولاستشعاره جدية التهديدات الأمريكية؛ أصدر الزعيم المغامر أوامره بإخلاء السكان من عاصمة بلاده مهددا أمريكا بضربة نووية استباقية..!
كثيرون من المسؤولين والمحللين الدوليين حذروا من إنجرار العالم نحو حرب عالمية ثالثة ،بسبب تهور الفيل الأمريكي السائب، وحماقة الخرتيت الكوري الخائب..وسواء حدثت تلك الحرب العالمية ..أو(الهرمجدون) النووية في الأجل القريب أو البعيد، مع كوريا الشمالية أو غيرها ، فلا نرى إصرار ترامب على دق المزيد من طبول الحرب إلا إيذانا بحرب الرب له ولحلفائه من طغاة الشرق والغرب، تصديقا لما توعد به - سبحانه - من محاربة من عادى عباده وآذى أولياءه ، فقد تأذن - جل وعلا - بأن يحارب من حاربهم ويعادي من عاداهم ،فقال في الحديث القدسي الذي رواه البخاري..(من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب..)..فمن يحصي الآلاف - بل الملايين - من الأولياء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء، الذين حرقتهم أو أعاقتهم أو شردتهم حروب أمريكا أو حلفائها من المحاربين لله.. المعتدين على عباد الله..؟
فليدق ترامب وحلفاؤه مايشاؤون من طبول الحرب، وليذق وإياهم - بحسب السنن الإلهية - عاقبة عقاب الرب عندما يؤذنهم بما يؤذيهم من دمار وحرب، فهم سيسيرون يقينا مسير من سبقهم من قوى الطغيان الذين حكى عنهم القرآن .. ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (10) ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ (11) (سورة القتال)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق