الخميس، 16 أكتوبر 2025

عام على ارتقاء السنوار.. من الميدان إلى الأسطورة

 عام على ارتقاء السنوار.. من الميدان إلى الأسطورة

يصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائد معركة «طوفان الأقصى»، يحيى السنوار (أبو إبراهيم).

استشهاد السنوار.. المشهد الذي خلد ذكراه

استذكرت حركة «حماس» المشهد الذي بثه جيش الاحتلال عبر كاميرا طائرة مسيّرة؛ مقاتل جريح يواجه الدرون بعصا، جالسًا ملثّم الوجه بكوفية فلسطينية، ملوحًا بعصاه في لحظة جسّدت فلسفته: «المقاومة حتى الرمق الأخير».

تحوّل المشهد سريعًا إلى أيقونة عالمية، واعترف إعلام الاحتلال نفسه بجسارة الموقف، ووصفه البعض بـ«أسطورة مقاومة حية»، بينما كتب آخرون: «هكذا يموت الأبطال».

على مواقع التواصل، ترحم الفلسطينيون السنوار، مستذكرين عبارته الشهيرة: 

«وللحريّة الحمراء بابٌ.. بكلِّ يدٍ مضرجَةٍ يُدقّ».

وعلق الناشط تامر: في الوقت الذي تحيي فيه «إسرائيل» ذكرى السابع من أكتوبر بالتقويم العبري، تأتي الذكرى الأولى لاستشهاد القائد المشتبك يحيى السنوار.


في ذكرى استشهاد السنوار.. «حماس» تؤكد استمرار نهج المقاومة
وأكدت «حماس»، في بيانها، أن جذوة «طوفان الأقصى» لن تخبو، وأن دماء الشهداء تعزز مسار المقاومة للأجيال القادمة، مجددة عهدها بالثبات على نهجهم حتى تحرير الأرض والمقدسات.

وأشارت الحركة إلى أن مرور عام على استشهاد السنوار تزامن مع إنجاز وطني كبير تمثل في صفقة «طوفان الأحرار»، التي حررت 1968 أسيرًا فلسطينيًا، وانكسرت غطرسة السجّان الصهيوني.

وأضافت أن استشهاد السنوار، ومن قبله قادة ورموز الحركة، لن يزيد الحركة وشعبها إلا قوة وصلابة وإصرارًا على المضي في نهجهم، مؤكدة أن جذوة «طوفان الأقصى» ستبقى متقدة، وأن راية المقاومة لن تسقط حتى التحرير الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

كما نشرت «كتائب القسام» بيت الشعر الذي ألقاه السنوار خلال مواجهاته مع الاحتلال: 
«وللحريّة الحمراء بابٌ.. بكلِّ يدٍ مضرجَةٍ يُدقّ».

السنوار.. سيرة ومسيرة قائد مجاهد

ونشرت حركة «حماس» عبر
موقعها الإلكتروني تقريرًا خاصًا استعرضت فيه سيرته ومسيرته النضالية الحافلة بالعطاء والصمود، من نشأته في مخيم خان يونس للاجئين، مرورًا بفترة اعتقاله الطويلة داخل سجون الاحتلال، وحتى قيادته للعمل المقاوم وإدارة معركة «طوفان الأقصى»، وصولًا إلى استشهاده وتوليه قيادة الحركة بعد اغتيال إسماعيل هنية، ليصبح رمزًا للمرحلة الفلسطينية الراهنة.

وولد السنوار في 19 أكتوبر 1962م، بعد أن هجّر الاحتلال أهله من مدينة المجدل عام 1948م.

ونشأ في المخيم، وبرز وعيه الوطني مبكرًا، ودرس في الجامعة الإسلامية بغزة حيث ترأس مجلس الطلبة وقيادة الكتلة الإسلامية.

واعتُقل لأول مرة عام 1982م، وأعيد اعتقاله عام 1988م ليُحكم عليه بأربعة مؤبدات قضى منها 23 عامًا في السجون «الإسرائيلية»، حيث ترأس الهيئة القيادية العليا لأسرى «حماس»، وأدار إضرابات عن الطعام، وأتقن العبرية، وكتب مؤلفات سياسية وأدبية، منها روايته «الشوك والقرنفل».

وبعد الإفراج عنه في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011م، تولى ملفات أمنية وعسكرية، وانتُخب رئيسًا لـ«حماس» في غزة عام 2017م.

وقاد السنوار مسيرات العودة ومعارك عدة ضد الاحتلال، وأدار عملية «طوفان الأقصى»، في 7 أكتوبر 2023م، التي قلبت معادلات الأمن «الإسرائيلي»، قبل أن يُستشهد في ساحة المعركة.



بعد اغتيال إسماعيل هنية في يوليو 2024م، انتُخب السنوار قائدًا عامًا لحركة «حماس»، ليجمع بين تجربة الأسْر، والتنظيم، والسياسة، والميدان، مؤكدًا موقعه كرمز للمرحلة الفلسطينية الراهنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق