بين الهيمنة اليمينية وتحولات اليسار: قراءة في بنية المجتمع الإسرائيلي
مقدمة :
لم تعد ثنائية اليمين واليسار كافية لفهم المشهد السياسي في إسرائيل. فاليوم نحن أمام تركيبة أكثر تعقيدًا، حيث تتقاطع الأيديولوجيا بالدين، والهوية بالأمن، لتفرز هيمنة شبه مطلقة للتيار اليميني بأطيافه المختلفة — القومي، الديني، والحريدي — على مفاصل الدولة والمجتمع.
---
اليمين بأطيافه: من الليكود إلى الحريديم
منذ مطلع الألفية، تمكّن اليمين الإسرائيلي من تثبيت هيمنته عبر ثلاث دوائر متداخلة:
١. اليمين القومي العلماني – يتزعمه الليكود بقيادة نتنياهو، الذي لا يزال الحزب الأقوى.في استطلاعات Times of Israel الأخيرة (2025)، يحصل الليكود وتحالفاته على نحو 52–56 مقعدًا من أصل 120، مقابل تراجع واضح في تمثيل اليسار.
٢. اليمين الديني الصهيوني – يمثله حزبا “الصهيونية الدينية” و*“عوتسما يهوديت”* (بن غفير). هذا التيار هو الأكثر تشدّدًا تجاه الفلسطينيين، والأكثر تأثيرًا في القرارات الحكومية، خاصة في ملفيّ الاستيطان والهوية الدينية.
٣. اليمين الحريدي (الأرثوذكسي المتشدد) – مثل “شاس” و*“يهدوت هتوراه” .رغم براغماتيّتهم السياسية، إلا أنهم اليوم يشكّلون نحو 13.9٪ من السكان اليهود، ونفوذهم يزداد بفضل التحالف مع اليمين القومي.
استطلاع “معهد الديمقراطية الإسرائيلي” أظهر أن 70٪ من الإسرائيليين اليهود يريدون إنهاء الإعفاء الشامل لتجنيد الحريديم — ما يكشف عن توتر داخلي داخل القاعدة اليمينية ذاتها.
---
تآكل اليسار وصعود “تيار البرجماتية” الوسطية
اليسار الإسرائيلي، الذي أسس الدولة وقادها لعقود، يعيش تراجعًا حادًا منذ الانتفاضة الثانية.
حزب العمل وميرتس لم يعودا فاعلين سياسيًا بوزنٍ يُذكر، بينما يحاول الوسط — ممثلًا في يائير لبيد (يش عتيد) وبيني غانتس — أن يلعب دور “صمام الأمان”، دون تحدّي حقيقي لهيمنة اليمين.
حتى في استطلاعات 2025، لا تتجاوز الكتلة اليسارية – الوسطية نحو 45–48 مقعدًا، أي أقل من كتلة اليمين بمعدل واضح.
---
لماذا يهيمن اليمين؟
يمكن تلخيص الأسباب في خمسة محاور أساسية:
تحوّل ديموغرافي وديني: ارتفاع نسبة المتدينين والحريديم، وتراجع النخب العلمانية الأشكنازية.
ثقافة الخوف الأمني: بعد موجات الصراع، أصبح الأمن “العقيدة الاجتماعية” الأولى.
تآكل ثقة الجمهور في مسار التسوية: يرى معظم الإسرائيليين أن “اليسار أخطأ في تقدير نوايا الفلسطينيين”.
تحالفات برلمانية صلبة: تمكّن اليمين من صياغة جبهة موحدة رغم تناقضاته الداخلية.
تحوّل الهوية الجماعية: صعود القومية اليهودية بمضامين دينية يجعل الخطاب اليميني أكثر انسجامًا مع المزاج العام.
---
استطلاعات الرأي
%53.2 من الإسرائيليين يعارضون ضمّ غزة، لكن النسبة المؤيدة (38.9%) تمثل قاعدة يمينية قوية ومتماسكة.
في استطلاع Pew Research (يونيو 2025)، عبّر 72٪ من الإسرائيليين عن عدم إيمانهم بإمكانية سلام دائم مع الفلسطينيين.
نحو 75–80٪ من المتدينين والقوميين الدينيين يؤيدون استمرار الحكومة اليمينية الحالية.
هذه الأرقام لا تترك شكًا في أن التيار اليميني هو المحرّك الحقيقي للحالة السياسية الإسرائيلية اليوم.
---
خاتمة: جنوح الجار الزفر نحو اليمينية بشكل عام
يبدو الكيان الآن أقرب إلى “دولة يمين بوجه ديمقراطي” منه إلى ديمقراطية تعددية تقليدية.
فاليمين لم يعد مجرد تيار سياسي، بل بنية ذهنية وثقافية تغلغلت في مؤسسات الدولة والمجتمع.
ورغم أن اليسار لا يزال موجودًا في الفضاء المدني والإعلامي، إلا
أن قدرته على التأثير تراجعت بشدة.
حتى في استطلاعات 2025، لا تتجاوز الكتلة اليسارية – الوسطية نحو 45–48 مقعدًا، أي أقل من كتلة اليمين بمعدل واضح.
---
لماذا يهيمن اليمين؟
يمكن تلخيص الأسباب في خمسة محاور أساسية:
تحوّل ديموغرافي وديني: ارتفاع نسبة المتدينين والحريديم، وتراجع النخب العلمانية الأشكنازية.
ثقافة الخوف الأمني: بعد موجات الصراع، أصبح الأمن “العقيدة الاجتماعية” الأولى.
تآكل ثقة الجمهور في مسار التسوية: يرى معظم الإسرائيليين أن “اليسار أخطأ في تقدير نوايا الفلسطينيين”.
تحالفات برلمانية صلبة: تمكّن اليمين من صياغة جبهة موحدة رغم تناقضاته الداخلية.
تحوّل الهوية الجماعية: صعود القومية اليهودية بمضامين دينية يجعل الخطاب اليميني أكثر انسجامًا مع المزاج العام.
---
استطلاعات الرأي
%53.2 من الإسرائيليين يعارضون ضمّ غزة، لكن النسبة المؤيدة (38.9%) تمثل قاعدة يمينية قوية ومتماسكة.
في استطلاع Pew Research (يونيو 2025)، عبّر 72٪ من الإسرائيليين عن عدم إيمانهم بإمكانية سلام دائم مع الفلسطينيين.
نحو 75–80٪ من المتدينين والقوميين الدينيين يؤيدون استمرار الحكومة اليمينية الحالية.
هذه الأرقام لا تترك شكًا في أن التيار اليميني هو المحرّك الحقيقي للحالة السياسية الإسرائيلية اليوم.
---
خاتمة: جنوح الجار الزفر نحو اليمينية بشكل عام
يبدو الكيان الآن أقرب إلى “دولة يمين بوجه ديمقراطي” منه إلى ديمقراطية تعددية تقليدية.
فاليمين لم يعد مجرد تيار سياسي، بل بنية ذهنية وثقافية تغلغلت في مؤسسات الدولة والمجتمع.
ورغم أن اليسار لا يزال موجودًا في الفضاء المدني والإعلامي، إلا
أن قدرته على التأثير تراجعت بشدة.
هذا يجعل السفيرة اميرة اورون ولابيد وبني جانتس ومن يمثلونهم عاجزين امام سيل المنتمين لليمين في الكنيست او الإعلام ومن الخطأ البالغ اعتقاد ان ما يكتبه اليسار او الوسط او يعبرون عنه من آراء تمثل الشارع اليهودي الآن...

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق