الخميس، 3 يوليو 2014

سيناريوهات قاتمة تنتظر مصر باستمرار الانقلاب



سيناريوهات قاتمة تنتظر مصر باستمرار الانقلاب





حذر الدكتور عصام عبد الشافي أستاذ العلوم السياسية من سيناريوهات "سوداء" تنتظر مصر والمنطقة بأكملها إذا استمر الانقلاب الذي يوافق غدا الخميس الذكرى الأولى له.

وقال في حلقة الأربعاء (2/7/2014) من برنامج "بلا حدود" إن الولايات المتحدة وإسرائيل أكبر الداعمين للمشير عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب والذي أصبح رئيسا لمصر، وحذر من مخططات لتقسيم مصر إلى أربع دويلات، على خلفية خطط السيسي لإعادة ترسيم الحدود بين المحافظات.
وأضاف عبد الشافي -الذي يدرّس العلوم السياسية بعدد من الجامعات المصرية والعربية والغربية- إن مصر عاشت في العام الأول للانقلاب أسوأ مراحلها التاريخية، حيث الكثير من معارضي الانقلاب في السجون، وآلاف من الأحكام القضائية التي أصبحت مهزلة تاريخية ومثارا للسخرية العالمية.
وردا على سؤال حول الكيفية التي تمكن بها السيسي من ترسيخ أركان انقلابه رغم المقاومة المستمرة منذ عام، قال عبد الشافي إن التجهيز للانقلاب بدأ منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وإعلان قيام جبهة الإنقاذ الوطني، حيث بدأت أجهزة الدولة العميقة منذ ذلك التاريخ العمل على تشويه الصورة وطمس الحقائق وخلق أزمات صغرى وتضخيمها.
"التجهيز للانقلاب بدأ منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وإعلان قيام "جبهة الإنقاذ الوطني"، حيث بدأت أجهزة الدولة العميقة منذ ذلك التاريخ العمل على تشويه الصورة وطمس الحقائق وخلق أزمات صغرى وتضخيمها"
ترسيخ الانقلاب
وأوضح أن المخططين للانقلاب عملوا على خلق ظهير سياسي داخلي (جبهة الإنقاذ)، وديني (حزب النور السلفي والأزهر الشريف والكنيسة الأرثوذكسية)، وهي الأطراف نفسها التي حضرت ما يسمى بيان "3 يوليو" وذلك حتى يظهر أمام الرأي العام أنه لم يأت للقضاء على الإسلاميين.
كما نجح الانقلابيون في خلق ظهير شعبي تمثل في حركة "تمرد"، وهي حركة تمت صناعتها بمشاركة الإعلام والمخابرات داخليا وخارجيا وعدد كبير من رجال أعمال الرئيس المخلوع حسني مبارك، بحسب قوله.
وبشأن الأدوات التي اعتمد عليها الانقلاب، فيقول عبد الشافي إن أولها الأداة الأمنية التي لن تتوانى عن الإطاحة بأي شخص يعارض الانقلاب، مشيرا إلى أرقام وإحصائيات منظمات حقوقية مستقلة أشارت إلى آلاف القتلى والجرحى والمعتقلين في مصر منذ الانقلاب.
أما الأداة الثانية، فكانت مؤسسة القضاء، ممثلة في أحكام إعدام الآلاف لردع المعارضين، وشدد في هذا الصدد على أن النظام الذي قام بالقتل والحرق علنا وأمام الكاميرات في رابعة العدوية والنهضة والمنصة والحرس الجمهوري وغيرها، لن يقف أمام عدة آلاف يمكن أن يقتلهم بأحكام قضائية.
واعتبر عبد الشافي أننا "أمام عدو استطاع خلال عام أن يدمر مقدرات الدولة والوطن ولا يعنيه الحفاظ على تماسك الشعب ولا ثرواته".
مواقف دولية
وحول المواقف الدولية مما يحدث في مصر، قال عبد الشافي إن واشنطن هي الراعي الأول للانقلاب، مستندا في هذا الرأي إلى مئات المقالات والتحليلات والدراسات المنشورة، ومتابعة المواقف الرسمية.
وفسر الدعم الأميركي للانقلاب قائلا إن واشنطن تعتمد على حلفاء إستراتيجيين لإدارة الصراعات الإقليمية بما يتفق مع مصالحها، مثل اعتمادها على فرنسا في مالي، والسعودية في اليمن ومصر.
أما الاتحاد الأوروبي، فيقول أستاذ العلوم السياسية إنه "الظهير الخلفي لكل السياسات الأميركية وأحد أذرعها في إداراتها العديد من القضايا الخارجية".
"هناك مخططات أميركية منذ عام 1991 للشرق الأوسط منشورة ويعلمها الكثيرون، لتفتيت الجيوش الوطنية العربية الكبرى، كما حدث في العراق والجزائر ويحدث الآن في سوريا"
وبشأن الموقف الإسرائيلي، قال عبد الشافي إن السيسي يحتمي بإسرائيل، وهي أحد أهم الأطراف الداعمة للانقلاب، مستشهدا بمستوى التنسيق العسكري والأمني غير المسبوق، فضلا عن الأحكام القضائية التي اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إرهابية، وهو أمر لم يحدث حتى في عصر مبارك، إضافة إلى غلق المعابر، وهدم الأنفاق، معتبرا أنها كلها مؤشرات تصب في صالح العلاقة بين نظام الانقلاب وإسرائيل.
السيسي والكنيسة
وردا على سؤال بشأن التقارب بين السيسي والكنيسة، أوضح عبد الشافي أنه وسيلة من وسائل التفتيت التي يعتمد عليها الانقلاب في مصر، مشيرا إلى أن الكنيسة تحركها مجموعة من الرموز توافقت مصالحها مع الانقلاب، وكذلك مشيخة الأزهر.
وحذر من وجود مخططات منذ عام 1991 للشرق الأوسط منشورة ويعلمها الكثيرون، لتفتيت الجيوش الوطنية العربية الكبرى، مدللا على ذلك بما حدث في العراق والجزائر وسوريا.
وأوضح أن الجيش المصري هو الجيش الأخير في المنطقة، وهناك مخططات لتشويه صورته الذهنية لدى المواطنين والترويج ليصبح جيش من المرتزقة.
أما عن مستقبل الانقلاب، فطرح عبد الشافي بعض السيناريوهات، من بينها نجاح الانقلاب من خلال القمع الأمني والإفراط في استخدام القبضة الأمنية ومواجهة المعارضين، أو من خلال النجاح السياسي عبر توسيع قاعدة الشركاء، أضف إلى ذلك الدعم الخارجي خاصة من الدول الخليجية.
أو أن يفشل الانقلاب ويتم كسره، عبر مسارين: أولهما سلمي، وهو نهج معارضي الانقلاب حتى الآن، والثاني عبر العنف الذي يمكن أن تتحول إليه الأمور بسبب الجرائم التي ترتكب "وخاصة أن الانقلاب يدفع بهذا الاتجاه بقوة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق