مخاوف أميركية من نشر تقرير يكشف انتهاكات مخابراتها
دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى مراعاة التداعيات التي يمكن أن يثيرها نشر الكونغرس تقريرا عن أساليب التعذيب التي انتهجتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بحق المعتقلين في إطار الحرب على الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
تعريض للخطر
وقد عبر السفير الأميركي السابق آدم إيرلي لحلقة الأحد 7/12/2014 من برنامج "ما وراء الخبر" عن اعتقاده أن الوزير كيري يبحث عن طريقة لتغيير توقيت نشر التقرير وليس تغيير فحواه، وأكد أن الإعلان عن التقرير الآن سيعرض حياة الأميركيين إلى الخطر، ويعطي الحجة لمن يريد أن يشن الحرب ضد أميركا، وأوضح أن تحديد موعد مناسب للنشر صعب جدا، إضافة إلى أن القرار بشأن تحديد زمن نشر التقرير يعتبر من اختصاص اللجنة التي أعدته.
وحول إمكانية استخدام التقرير كورقة ضغط سياسية بيد أحد الأحزاب، نفى إيرلي ذلك، وقال إن الأمر لا يتعلق بالعملية السياسية، وأكد أن التقرير يجري إعداده منذ حوالي ثلاث سنوات، ورجح أن تعمل رئيسة اللجنة دايان فينيشتاين على نشره الآن لأنها لن تكون في موضع السلطة في المستقبل القريب.
وبالمعايير الإنسانية، رأى السفير السابق أن نشر التقرير وكشف الإساءات وتصحيحها هو أمر إيجابي، ولكنه نبّه إلى أن التقرير يتحدث عن مصادر وطرق جمع أميركا المعلومات، وطريقة محاربتها "الأشرار" حول العالم، ودعا إلى عدم كشف هذه الأسرار.
ونبه إلى التناقض الواضح في موقف الإدارة الأميركية التي تدعو إلى نشر التقرير ولكن ليس الآن، الأمر الذي يطرح أسئلة بشأن الوقت المناسب، والوقت الذي تنتهي فيه الحرب القائمة الآن.
ورجح السفير إيرلي أن يكون كيري يهدف بطلبه تأجيل نشر التقرير إلى حماية الدول التي تعاونت مع أميركا في مكافحة الإرهاب، رغم أن أسماء هذه الدول قد حذفت من التقرير، وأوضح أن موضوع "السجون السرية أو السوداء" -التي يعتقل فيها معتقلون ويستجوبون في بعض الدول- هو أمر أشار الرئيس أوباما إلى أنه انتهى ولم يعد يمارس.
إرتباكومن جانبه، رأى الكاتب والباحث الفلسطيني المتخصص في الشأن الأميركي سعيد عريقات أن حالة الغموض حول وقت نشر التقرير تدل على ارتباك الإدارة الأميركية التي تخوض حروبا في عدة محاور، وأكد أن عدم صدور التقرير الآن يعني أنه لن يصدر إطلاقا، وأشار إلى صراع سياسي داخل أميركا قد يكون موجودا حول هذا الملف.
وأوضح أن نشر التقرير الآن يعني أن أميركا دولة تراجع نفسها ومستعدة لمراجعة الأخطاء التي ارتكبتها في حق البشر، ونفى إمكانية أن يشجع التقرير على استهداف الأميركيين في المنطقة العربية أو غيرها، وأشار إلى مواقف بعض السياسيين المؤيدين للنشر مثل السيناتور جون ماكين الذي سبق أن تعرض هو نفسه للتعذيب في ما مضى.
ودعا عريقات إلى تذكر موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي وافق على نشر ملخص التقرير الذي يتكون من خمسمائة صفحة من أصل ستة آلاف صفحة، وعبر عن خشيته من أن يكون الأمر برمته شأنا داخليا متعلقا بالسياسة الداخلية الأميركية.
متعلقات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق